مصممه الفساتين - مهمة سرية وفساتين خيالية
مصممه الفساتين
بقلم,
فانتازيا
مجانا
عميلة سرية شاطرة، بتطلب تلات فساتين خيالية (من ضي الشمس والقمر وغبار النجوم) عشان مهمة غامضة فيها رقص وحفلة تنكرية. في بوتيك الخياطة العجوزة أوميان، بتكتشف من صاحبتها ديساي معلومة تقلقها: زميلتها تريل، اللي بتكرها ومش عايزة تشتغل معاها تاني، طلبت نفس الفساتين بالظبط. ليراني بتحاول تفهم إيه اللي بيحصل ده، بس لازم تجري بسرعة على الإحاطة (البريفينج) بتاعت المهمة، وهي قلقانة وحاسة إن المهمة هتبدأ بداية مش تمام بسبب تريل. الرواية بتجمع بين التحضير للجمال والأناقة وبين الشغل السري اللي فيه مخاطر.
ليراني
العميلة السرية اللي بتلبس عملي أكتر من جمال، عندها تلات قواعد ذهبية في الشغل. هي قلقة من مهمتها الجديدة وحزينة بسبب صديق راح. بنت لورد سابقًا، وحالياً بتكافح في الشغل السري.ديساي
شغالة خياطة عند أوميان. بتعرف كتير عن ليراني وحياتها القديمة، بس متضايقة من إن ليراني مش بتحكيلها حاجة عن شغلها. عندها مشكلة مع ضغط شغل طلبات القصر.أوميان
خياطة عجوزة ساحرة بتقدر تعمل أي تصميم من مواد خيالية زي غبار النجوم. عينها بتلمع لما بتفكر في تصميم جديد. بتحب تدّلع زباينها وبتضمنلهم إنهم يكونوا الأجمل."طيب، خليني أتأكد." ديساي وطَّت عينها على الورقة اللي قدامها، وبعدين بصّت لفوق على ليراني. "إنتي محتاجة تلات فساتين في يومين: واحد معمول من ضي الشمس، وواحد من نور القمر، والتالت من غبار النجوم (ستار داست)." "حد قال 'غبار نجوم'؟" القزم العجوز اللي ورا ديساي لفت، ماسكة كراسة في إيدها اللي زي الجلد دي. "يا دوب رشة خفيفة"، قالت ليراني بسرعة، لاحظت اللمعة اللي بتدل على حاجة في عيون أوميان. هي كانت طلبت فستان متخيط من بتلات ورد قبل كده، وأوميان نفذت الطلب طبعًا — لحد الشوك وقطرات الندى. الفستان كان شكله جامد، بس ليراني كانت تفضل إنها ما تقضيش سهرتها كل ما تسنِد دراعها على جنبها الفستان يشكها، وفي نفس الوقت الفستان بينزل مية في جزمتها. أوميان زمّت شفايفها. "هسجل الملاحظة دي، يا سُكرة." عينيها غبّشت. ليراني تخيلت إن أوميان راحت للمكان اللي ما حدش بيعرف يروحه غير الخياطة العجوزة دي، المكان اللي فيه السحر كتير، وما فيش حاجة اسمها مبالغة، وأي حاجة ممكنة، على الأقل بالنسبة لتصميم الفساتين. "الفساتين دي هتبقى تحفة على لون بشرتك." بق أوميان المكمَّش اتمطّ وبقى ابتسامة. ليراني بصّت على إيدها. للحظة، قدرت تشوف اللي الخياطة شافته، الغبار اللي بيلمع ده بينور على بشرتها السمرا. ليراني كانت دايماً فاكرة إن غبار النجوم مكانه الطبيعي هو إنه يزيّن السما — بس يمكن ما يبقاش شكله وحش عليها هي كمان. يمكن يخليها تحس إنها نجمة، ليها هيبة وجمال يسحر زي السما بالليل. أوميان رمشت عشان تبعد الرؤية بتاعتها. عينيها صفيت وهي بترجع للواقع. "ديساي، لسه واقفة هنا ليه؟ ما سمعتيش ليراني؟ يلا على الشغل!" "حاضر يا مدام!" ديساي وشها احمر لحد أطراف ودانها المدببة، وبعدين خطفت ورقة طلب ليراني. بصّت على ليراني قبل ما تجري بسرعة. ديساي كانت عارفة شغل ليراني كويس لدرجة إنها عمرها ما جابت سيرته في البوتيك، بس لسه ما اتقنتش فن إخفاء المشاعر اللي على وشها، وإنها تخبي الإحساس اللي ممكن أي عين متمرنة تستخدمه ضدها. ليراني ضيَّقت عينيها وهي بتشوف أحسن صاحبة ليها بتختفي ورا الحيطة الخشب اللي بتفصل الأسانسير بتاع غرفة شغل الخياطات عن باقي المحل. ديساي عارفة حاجة ومش عايزة تقولها، وليراني هتكتشف إيه هي الحاجة دي. يمكن ليها علاقة بالمهمة اللي الفساتين معمولة عشانها. قبل ما ليراني تلحق تجري ورا صاحبتها وتعرف الحقيقة اللي متختمة ورا شفايفها، أوميان حطّت كراستها على الترابيزة. "رايحة مكان مثير، يا سُكرة؟" قلّبت في الكراسة، بتبل صباعها وهي ماشية. الصفحات كانت سريعة أوي على ليراني إنها تقرا، بس ما استغربتش لما أوميان وقفت، بتتمتم لنفسها وهي بتمشي بصباعها على تعليمات عن إزاي تعمل فستان فرح من ريش بجع متساقط. هي طول عمرها في الشغلانة دي، بقالها وقت كافي عشان تعرف مكان كل حاجة في محلها، وكل تصميم موجود في أي كراسة. "أعتقد آه." ليراني ما كانتش عارفة كتير عن آخر مهمة ليها، بس على حسب كلام اللورد دوندر، المهمة فيها رقص. وده لما يتجمع مع طلب فساتين أفخم من أي حاجة ليراني لبستها بقالها سنين، ما يجيش منه غير معنى واحد بس. ليراني رايحة حفلة تنكرية (بال). هتحتاج تسأل كام واحدة عشان تفكّر نفسها. بقالها كتير أوي ما راحتش حفلة رقص. نسيت إزاي تقبل دعوة للرقص بذوق، إزاي تتزحلق على الأرض ماسكة في دراع شريكها، ونسيت حتى خطوات الرقص اللي كانت رجليها عارفاها من غير ما تفكر. وهم صغيرين، ليراني وبنات اللوردات التانيين كانوا بيتكلموا وبيهزروا عن الحفلات اللي هيعملوها لما يكبروا، عن المزيكا والورد والكاسات الكريستال، بس هي ما اتعزمتش على أي واحدة من الحفلات دي من ساعة ما سابت البيت عشان تبقى عميلة سرية. يمكن يكون أحسن كده. ليراني مش بنت لورد. مش دلوقتي. "دايماً كده غامضة." أوميان بصّت على ليراني، عينيها بتلمع باهتمام. "ما تقلقيش! الفساتين بتاعتك هتكون جاهزة في الميعاد. أضمنلك إنك هتكوني أحلى قزم في الحفلة." ليراني سمعت أوميان بتوعد الوعد ده لعملاء كتير، بس هي لسه ما خلفتش كلمتها، على الأقل في تجربة ليراني معاها. "شكراً يا أوميان! إنتي أحسن واحدة." بابتسامة أخيرة، ليراني دارت بضهرها للقزم اللي شعرها رمادي وواجهت المحل. حافظت على وشها هادي، زحلقت إيديها اللي شكلها عادي في جيوبها، وحافظت على مشية ما ليهاش هدف حتى وهي عارفة بالظبط هي رايحة فين. بوتيك أوميان كان زي ما هو كالعادة — مليان ستات شابة متحمسة وستات نبيلة شيك، وريحته خشب وأقمشة جديدة وبرفان اللافندر اللي بيخفي ريحة العرق اللي بتطلع من الشغل. ليراني مشيت ورا خطوات ديساي، واتسللت ورا الحيطة زي ما شافت القزم التاني بيعمل. إيديها اتشنجت في جيوبها، ورجليها استرجعت الهدف بتاعها تاني بعد ما بعدت عن عين باقي المحل. الممر اللي حوالين ليراني كان واسع بس ضلمة. حتى لو أي زبونة خدت بالها منه، مش هتبقى عايزة تبص أقرب، خصوصًا مع الخياطات المبتسمة والفساتين التحفة الموجودة في حتة تانية في المحل. الهدوم المدهشة دي بتخلي هدوم ليراني شكلها مش ولا بد. مررت إيدها على الفستان القصير اللي لونه أزرق مغبش ومتأكَّد على وسطها بحزام، كانت مكسوفة شوية. كانت لابساه مع ليجنز (بنطلون ضيق) رمادي غامق عشان بيخليها تتحرك بسرعة وسهولة زي ما بتعمل دلوقتي، وهي بتجري في الممر ناحية الأسانسير اللي مستخبي في الضلمة. الجزمة البوت السودا بتاعتها، اللي برباط ومتخربشة، كانت شافت معارك طويلة ورحلات أطول. ليراني بتلبس عشان العملية أكتر ما بتلبس عشان الجمال، بس بتسمح لنفسها بخيال سريع للجمال ده من وقت للتاني، سحر، إعجاب، وغبار نجوم بينوّر في الليل. ليراني وصلت لبابين خشب. زقتهم بعيد عن بعض. ضحك ودردشة اللي حواليها خفّت وهي بتدخل المكان اللي وراهم. ضمّت البابين على بعض وطرقت على جانب الأسانسير مرتين زي ما ديساي علمتها لما زارتها في أول أسبوع ليها وهي بتشتغل عند أوميان. يا ترى عدى قد إيه من وقتها، بس الحركة لسه بتيجي تلقائي لليراني. الصوت عدى من خلال المنور، ووصل للودان اللي كان مقصود يوصل ليها. ليراني اتكعبلت لما الأسانسير بدأ يطلع. في عمق الضلمة، ساعة ليراني في إيدها قالتلها إن قدامها دقايق قليلة بس عشان تطلع الحقيقة من ديساي لو مش عايزة تتأخر على ميعادها. الأسانسير شال ليراني وطلع في منور ضلمة وبعدين وقف بخبطة مفاجئة عند طرف أوضة غرقانة في نور الظهر. ليراني اتكعبلت تاني، حاوطت عينيها من النور المفاجئ اللي غطّاها. "آنسة إيش." صوتين، زي بعض في النبرة بس مش في الطبقة، رحبوا بليراني وهي بتخرج من الأسانسير وبتدخل أوضة الشغل. "كوي. جال." ليراني ابتسمت، وربّتت على راس كل واحد من العفاريت (ترولز). بالرغم من إن طولهم بيوصل بس لوسط ليراني، إلا إن العفاريت دول كان عندهم قوة أكبر من العشائر التانية في المملكة. ما كانوش أكتر المخلوقات ودودة أو متعاونة، بس كانوا بيقدّروا الشغل النظيف، خصوصًا لو كانوا مستمتعين بيه. لما ابتسامتهم المشرقة بتنور وشوشهم المدورة اللي لونها أخضر-بني بحماس، ليراني ما كانتش بتفهم ليه الناس بتقول إن العفاريت دول مخلوقات وحشة. صوت خبط قماش بيتحط على ترابيزة شغل دوّى في الأوضة، وذكّر ليراني بالهدف بتاعها. غريزتها قالتلها إن ديساي عارفة حاجة لازم هي تعرفها، وليراني وثقت في غريزتها. على أي حال، شغل ليراني هو إنها تتعرف على الأسرار وتدوّر عليها. على صوت خبطة رجل ليراني على الأرض الخشب، ديساي بصت عليها. بُقّها اتشد. "إيه تاني دلوقتي؟ أوميان بعتتك هنا بطلب تاني؟ تعديلات زيادة؟" "لأ. أنا جيت أتكلم معاكي." ليراني قدمت ابتسامة لديساي، بس القزم التاني نزلت عينيها على لفات القماش اللي على الترابيزة. كانت بتلمع زي الأحجار اللي ليراني وديساي استلفوها من مجموعة أبوها لما كانوا صغيرين وبيمثلوا إنهم أميرات. "كويس منك إنك فضيتي وقت." كلام ديساي ضرب ليراني بقوة زي الخبطة بإيد، بس هي فضلت مخليّة وشها ما فيهوش أي تعبير يبين كده. هي ما كانتش هتصمد المدة دي كلها كعميلة سرية لو ما كانتش اتعلمت إزاي تخبي مشاعرها زي ما بتخبي هويتها. ليراني خليت نبرتها خفيفة. "محتاجة مساعدة في ده؟" "لأ، أنا متكفلة." ديساي فردت المادة الغامقة اللامعة وليراني وقفت قدام ترابيزة شغلها. "إنتي آخر واحدة المفروض تعرض على حد إيديها. إيديها مليانة أوي على حسب ما سمعت." كانت فيه لدغة في كلام ديساي مش غريبة. لكن اللي مش عادي إنها توجهها لليراني. "مليانة قد إيه، حتى أنا ما أعرفش." ليراني اتنهدت. "ما أقدرش أقولك أكتر من كده. كنت هقول لو أقدر." "أه؟ عشان كده، عشان ما تقدريش تقوليلي، لازم أسمع الكلام ده من مورلوي؟" ديساي ثبتت نظرتها اللي كلها استياء على ترابيزة شغلها. "ديساي، أنا آسفة." ليراني اتنهدت. "مورلوي عايش وبيشتغل معايا. ده السبب الوحيد اللي بيخليه يعرف أخبارى الأول، بس أنا عارفة إن ده مش بيخلي عنده كتير يقوله... إنتي عارفة إن (ECISI) ليها قواعد." "طبعًا أنا عارفة ده." ديساي مدّت إيدها في جيب المريلة بتاعتها وطلعت شريط قياس. فضل يرفرف بين صوابعها. "بس لسه حاجة تضايق إني ما أعرفش حاجات كتير عن حياتك." ديساي كانت عارفة كل حاجة عن ليراني زمان — إيه الكتاب اللي بتقراه، إيه لونها المفضل، ومين اللي معجبة بيه. دي حاجات ليراني ما بقاش عندها وقت ليها دلوقتي. حياتها من وقتها بقت عبارة عن لخبطة كبيرة من مهمات وتكليفات. ليراني يا دوب بتطلع من تنكُّر عشان تدخل في تنكُّر تاني. هي ما كانتش بالغباء ده عشان تفتكر إن الحياة كعميلة في المخابرات السرية لمجلس الأقزام في إيريلين هتبقى سهلة، بس ما كانتش متوقعة إنها هتكون صعبة للدرجة دي. ديساي ما ينفعش تعرف عن المهمة اللي ليراني قلقانة منها دي. ما ينفعش تعرف عن زميل الفريق اللي ليراني حزينة عليه، أو النكتة اللي قالتهالها معالجة عشان تشتتها عن وجع إن دراعها بيتخيط. دي الطريقة اللي لازم تكون عليها الأمور عشان سلامة ديساي وسلامة أرض الأقزام (إلفنلاند). "ممكن أعزمك على الغدا بعد ما أرجع من مهمتي؟" سألت ليراني. ديساي ابتسمتلها ابتسامة صغيرة. "هحب كده أوي. هعرفك لما المدام تديني إجازة." ليراني ابتسمتلها تاني. بعد السنين دي كلها، الأكل لسه هو عرض صلح على ذوق ديساي. "ما تخليش أوميان تتعبك أوي في الشغل." "وكأني عندي أي خيار تاني، خصوصًا بوجودك إنتي وفساتينك الفخمة." ديساي اتريقت وهي بتشد شريط القياس بتاعها على القماش. ليراني ما قدرتش تمسك نفسها من الضحك. "يا ستي، الأوامر أوامر." ابتسامة ديساي اللطيفة اختفت. معدة ليراني انقبضت. "بمناسبة الأوامر" — ديساي رفعت عينيها الزرقا على عيون ليراني الغامقة — "تريل جات بدري شوية، وطلبت فساتين زي بتاعتك بالظبط." ليراني خدت نفس حاد، وقبضت إيديها. لو ده معناه اللي هي فاكراه، يبقى مهمتها الجديدة الغامضة ابتدت بداية وحشة بالفعل. كل عميل شاطر ليه مجموعة قواعد في الشغل عشان تثبّته في نص مهمة كارثية. ليراني ليها تلات قواعد ذهبية. القاعدة الأولى بسيطة: ما تتصلش بأي صديق للمساعدة حتى لو كانت في ورطة وهي متنكرة. القاعدة التانية أكتر تعقيد بس ممكن تتنفذ: ما تقعش في حب الهدف. القاعدة التالتة هي الإضافة الأجدد: ما تشتغلش مع تريل لور تاني أبدًا. "اديها فرصة." ديساي رجّعت كام خصلة من شعرها البني اللي زي لون القرفة في الضفيرة اللي ملفوفة حوالين راسها. "يمكن تكون اتغيرت." "دي حاجة احتمالها زي احتمال إن أبويا يرحب بيا تاني في بيت إيش بدراعين مفتوحين واحتفال على اسمي." الناس اللي زي تريل ما بتتغيرش. ودي كانت أكتر صفة بتعصبها منها. ابتسامتها المثالية كانت بتضايق، أكيد. الطريقة اللي كانت دايماً بتعرف تقول إيه بالظبط وليراني قاعدة جنبها ما بتعرفش تنطق كلمة كانت بتجننها، بس الحاجة الوحيدة اللي ليراني ما كانتش تقدر تسامحها عليها هي عنادها. أسئلة كتير لفت في دماغ ليراني، بس بصة سريعة على ساعة إيدها فكرتها إن ما عندهاش وقت عشان تفهمها، مش دلوقتي. "أنا لازم أمشي دلوقتي،" قالت ليراني. "بس هعرف السر في الإحاطة (البريفينج) بتاعتي." يمكن تريل تكون عملت غلطة. يمكن فيه سبب تاني إنها طلبت نفس الفساتين بتاعت ليراني، سبب ما فيهوش إنهم يشتغلوا مع بعض. "أنا عارفة إنك هتعملي كده." ابتسامة لفت على زاوية بق ديساي. "هقابلك لما ترجعي. خلي بالك." ظل مر على وش ديساي. زي ليراني، أكيد كانت بتفكر في جاكدن. هو كان صديق مورلوي وليراني، وكان بيعني كل حاجة لديساي زمان. وهو راح بسبب تريل. ليراني حضنت ديساي بدراعاتها. الترابيزة اللي بتضغط على قدام فخاد ليراني ما بقتش تفرق وهي حاضنة أحسن صديقة ليها، أختها اللي مش من دمها، لأول مرة من شهور. ديساي طبطبت على ضهرها. "خلاص خلاص. هتبقي كويسة. مش وداع للأبد." ممكن جداً يكون للأبد. ولا واحدة فيهم كانت تعرف متأكدة. ليراني بعدت. "أنا بجد آسفة، عارفة. على كل حاجة." "ما تكونيش سخيفة. أنا فاهمة. بس..." ديساي بصت على القماش اللي مفرود على ترابيزة شغلها. "الطلبات بتجيلنا زي السيل اليومين دول. فيه احتفال كبير بيحصل في قصر فليتافيا. الملك محتاج خمسين طقم في أسبوع واحد. الضيوف بتوعه كمان بيبعتوا طلباتهم... وبعضها كان صعب أوي. ما فيش حاجة بعملها بتعجبهم. عمري ما عملت تعديلات كتير كده في حياتي. الموضوع ده هيجنني." "أنا عارفة إن المواسم المزدحمة ممكن تكون صعبة، بس هتعدي منها." ليراني ضغطت على كتفها. "مش هتقدري ترضي كل الناس. ولو ده هيخليكي أحسن، أنا بحب فساتيني." "إنتي لسه ما شفتيهمش." ديساي قلبت عينيها حتى وهي بتحاول تكتم ابتسامة. الوقت والمسافة عملوا اللي عليهم، بس ما قدروش يبعدوا ديساي وليراني عن بعض لوقت طويل. وده اللي خلى صداقتهم واحدة من أغلى الحاجات في حياة ليراني. "دلوقتي، مش عندك إحاطة لازم تحضريها؟" ديساي رفعت حاجبها. "آه، صح." بتلويحة إيد، ليراني راحت للأسانسير. "خياطة سعيدة!" ديساي عملت وش. وهي بتحاول تدور على حاجة ترميها، ليراني دخلت في الأسانسير، بعيد عن مجالها، وهي بتضحك بصوت واطي. بعد ما قالت لكوي وجال مع السلامة بتركيز مشتت، ليراني خدت الرحلة لتحت للدور الأرضي في صمت، وهي ساندة على جانب الأسانسير عشان تحافظ على توازنها. أفكار كتير ملأت دماغها وهي بتعدي بين لفات القماش، والمانيكانات اللي لابسة هدوم لسه ما خلصتش وعملاء بيتناقشوا في طلباتهم مع الخياطات. محادثاتهم اتحولت لهمهمات مش واضحة عشان ليراني كان دماغها في حتة تانية. هي ما تعرفش أي حاجة عن آخر مهمة ليها، بس إحساس مقلق طلع جواها بمجرد التفكير فيها. اللورد دوندر دايماً كان بيخلي تفاصيل مهمتها سر لحد الإحاطة. المرة دي ما كانتش مختلفة، فليه كانت حاسة بالقلق ده كله؟
تعليقات
إرسال تعليق