موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      رواية سيدة الظلام | سر القوة الدائمة

      سيدة الظلام

      بقلم,

      خيال علمي

      مجانا

      "اللورد دراكون"؛ متدربة السيث القوية اللي بتحاول تثبت لجورم، معلمها الشديد، إنها تستاهل تكون زميلة له. هي بتنفذ مذابح على الكواكب زي "جاكو" و"باستيل" عشان تزرع الخوف، وده اللي بيخليها تاخد الاحترام، خاصةً إن ما حدش يعرف إنها ست تحت القناع. بس الأمور بتتصعب لما "النظام الأول" بيظهر فجأة، وعلى رأسهم "كايلو رين"، عشان يوقفوا انتشار الظلال واللورد دراكون الجديدة دي. هي دلوقتي في ورطة كبيرة وبتواجه تهديد أقوى بكتير من اللي كانت متوقعاه.

      اللورد دراكون

      متدربة سيث قوية جداً بتستخدم قناع عشان تخفي هويتها كـ امرأة عشان تاخد احترام أكبر. بتؤمن إن الحب ضعف وإن الخوف والقوة هما كل حاجة.

      اللورد جورم

      معلم دراكون القاسي، هو اللي دربها من صغرها وبيختبرها دلوقتي عشان يشوف هتنجح في نشر الخوف ولا لأ.

      كايلو

      واحد من قادة "النظام الأول"، بـ يراقب انتشار نفوذ دراكون والظلال، وبيشوفهم تهديد لقوته، عشان كده قرر يطاردهم بنفسه.
      سيدة الظلام | سر القوة الدائمة
      صورة الكاتب

      اللورد دراكون
      ---------
      
      "ده اختبار. مش هتفشل فيه."
      
      حنيت راسي وقلت: "أوامرك يا سيدي."
      
      كان لازم أعمل مذبحة في قرية، بس لوحدي، من غير اللورد جورم.
      
      كان لازم "أنضّف" كوكب جاكو. أقتل كل اللي حسيت إنهم "ما يستاهلوش" يكونوا للجانب المظلم.
      
      ده كان معناه تقريباً السكان كلهم.
      
      عملت كده قبل كده، بس عمري ما قُدت فريقي لوحدي.
      
      كان بيختبرني، عشان يشوف لو أنا أستاهل التدريب اللي قضيت فيه عمري كله، عشان يشوف التدريب ده هيخلص حياتي ولا هيجيبلي النصر. عشان يشوف لو أنا هخلي مشاعري تأثر على هدفي. عشان أثبت إني ما عنديش ولا ذرة نور جوايا، وإن النور ده مات، وكل حاجة تانية ماتت معاه. كان لازم أثبت إني مع الجانب المظلم، وإن الظلام ابتلع أي نور بسيط كان عندي، وأثبت إني هفضل طول العمر... مُخلِص.
      
      إحنا ما كناش من "النظام الأول"، وإحنا عكس الـ"جيداي" بالظبط.
      
      كانوا بيسمونا الظلال. الأخطر والأكثر رعباً في المجرة كلها.
      
      "النظام الأول" ما كانش يقدر يقف قصادنا.
      
      "لو نجحت في المهمة دي، مش هتبقى مجرد متدرب السيث بتاعي تاني. هتبقى اللورد دراكون، زميلي، شريكي، رفيقي. هتبقى واحد من فريقي."
      
      ابتسامة كادت تظهر على وشي.
      
      اللورد جورم وقف، وقفته المثالية. وجهه اللي لابِس القناع، ما حدش يعرف يقرأه.
      
      "أيوة يا سيدي، شكراً."
      
      لف وشه وقال: "يلا، أنت عارف إيه اللي هيحصل لو ما نجحتش."
      
      وشي اتجمد، وحنيت راسي تاني، ومشيت من قدامه.
      
      لبست القناع بتاعي، وثبّته على بدلتي، وبدأت أفقد هدوئي ببطء.
      
      البدلة دي كانت الملاذ الآمن بتاعي، درع.
      
      جوا البدلة دي، ما حدش هيجرحني، ولا هيحكم عليا.
      
      ما حدش كان يعرف إني بنت، وبالشكل ده، كان عندي احترامي.
      
      "آنسة دراكون. دخلنا المنطقة الغربية، سفننا جاهزة عشان تنزل على جاكو. إشارتك بس."
      
      قال لي النقيب سوليوس. كان نقيب جنود، لابس نفس البدلة السودة زي كل الجنود التانيين. السبب الوحيد اللي خلاني أعرف إنه النقيب هو الخط الأحمر اللي كان مرسوم على خوذته.
      
      وقفت مستقيمة وقلت: "هنمشي دلوقتي يا نقيب."
      
      هز راسه ولف عشان يمشي.
      
      "آه... يا سوليوس؟"
      
      اتجمّد ولف ببطء. حسيت إن خوفه بيزيد وابتسمت بخبث.
      
      "يبقى اسمي 'سيدي'. مش آنسة. لما ننزل على جاكو. لو أنت، أو أي حد من رجالتك ناداني بغير كده، أنا اللي هقتلك ومش هفكر مرتين."
      
      إيده ارتعشت على جنبه، وقال: "حاضر يا سيدي."
      
      رفعت راسي وقلت: "جهز رجالتك. هننطلق فوراً."
      
      🌑 وجهة نظر كيلو رين
      "يا لورد رين. الكلام انتشر والاتهامات صحيحة. جاكو اتعرض للهجوم، وكان اللي بيقود الهجوم متدرب سيث."
      
      رفعت راسي وقلت: "دراكون؟"
      
      جندي العاصفة هز راسه بتردد: "الشخصية اللي اسمها دراكون بقت أقوى. هو ورجالته القليلين دول قضوا على سكان أراضي 'جوازون' القاحلة، ونقطة 'فاريسي'، ووديان 'كلفين رافين' في 'توانول'." رجع خطوة لورا لما شاف وقفتي المتصلبة.
      
      خدت نَفَس عشان أهدّي غضبي اللي كان بيزيد: "فيه أي حاجة تانية؟"
      
      هز راسه ببطء، والخوذة بتاعته بتتهز.
      
      "فـ... فيه كلام بيقول إن الـ... المتدرب ده بقى دلوقتي... لورد سيث، وبكرة هـ... هيروح ورا 'باستيل' اللي موجودة في الأراضي الخارجية في قطاع 'كورفا'." ده قعد يتأتئ زي العيِّل التافه.
      
      يا له من شخص مثير للشفقة.
      
      رفعت إيدي وباستخدام القوة، كسرت رقبة جندي العاصفة ده اللي مالهوش أي لازمة.
      
      جسمه وقع عند رجلي، ورفست جثته بغضب.
      
      أكيد بتتساءل ليه ده مضايقني، ليه ظهور شخصية دراكون ده والمعلومات عن الهجوم الجديد ده نرفزوني قوي. الإجابة واضحة، الظلال بتنشر أخبار إنجازاتهم، والقرى اللي دمروها، وده بيزرع الخوف في قلوب الناس كلها. الخوف هو المفتاح اللي بيفتح القوة، وحالياً، اللورد جورم ولورده الجديد دراكون بيفرضوا عالم من الخوف على الكل. دلوقتي بقت عندهم القوة.
      
      باب الأوضة اتفتح، ودخل الجنرال هكس، ووراه كام جندي عاصفة.
      
      بص على الجندي الميت اللي عند رجلي وقلب عينه بملل.
      
      "عملنا نوبة غضب تانية دلوقتي، مش كده؟" سأل وهو بيستفزني.
      
      "إياك تختبر صبري." قلت وأنا بغلي.
      
      اتنهد وقال: "القائد سنووك مديك الصلاحية الكاملة عشان تدير موضوع الهجوم على جاكو. ده طبعاً رغم أني كنت معترض." أضاف وهو مغتاظ.
      
      وقفت شوية أفكر.
      
      "اضبطوا المسار على باستيل. إحنا رايحين عشان ننهّي اللورد دراكون ده."
      
      
      
      
      
      
      
      اللورد كورا دراكون.
      
      كان الاسم ده لايق.
      
      طبعاً، بما إن "كورا" اسم بنت، فـ هيكون الاسم "اللورد دراكون".
      
      الموضوع مش إني مكسوفة إني ست—لأ خالص.
      
      الفكرة هي إن في منصبي الحالي، هـ آخد احترام أكتر من شوية الناجين دول من الكواكب، لو ما كنتش بظهر كـ ست.
      
      اللورد جورم كان مبسوط باللي حصل في بلدات جاكو القليلة دي، ونصحني إني أهاجم باستيل.
      
      هو ما يقدرش بالظبط يقولي أعمل إيه دلوقتي، بس كان فيه حاجة غلط إني أخالف كلام الراجل اللي علّمني كل حاجة.
      
      بالرغم من إنه خدني وأنا كنت لسه طفلة، لكني كنت مبسوطة إنه عمل كده.
      
      لو كنت كبرت مع عيلة، كنت على الأغلب هـ أتعلم أحب.
      
      الحب ده نقطة ضعف.
      
      اللورد جورم علّمني إزاي أبقى شجاعة وما أخافش، وإزاي أحارب، وإزاي أكون مع القوة في الجانب المظلم.
      
      الجانب المظلم هيفضل دايماً أقوى، إحنا ما عندناش قيود.
      
      مهما أي حد قال؛ الحب والخير، ليهم حدود. إنما الكُره مالهوش حدود.
      
      السفينة هبطت في قطاع "مدينة إيلادرو".
      
      نزلت وظبطت قناعي، وبرنُسي، والعباية بتاعتي.
      
      كل جزء في جسمي كان متغطي، كله متدلدل باللون الأسود.
      
      صوتي اتغير من النبرة الخفيفة الناعمة النسائية، إلى صوت غامق وشبه ميكانيكي.
      
      السيف الأحمر بتاعي كان متعلق في حزام العباية.
      
      أشرت بإيدي عشان نتحرك لقدام.
      
      في خلال دقايق من دخول المدينة، صفارات الإنذار بدأت تصوت، والصرخات كانت مسموعة في كل حتة.
      
      رجالي بدأوا القتل، وأنا دخلت مبنى كبير، وجنود الظل كانوا ماشيين ورايا.
      
      "أكيد فيه سيناتور هنا، مش كده؟"
      
      صوتي طلع عالي وقوي.
      
      "مظبوط يا سيدي، فيه سيناتور اسمه أوليفكانز."
      
      هزيت راسي: "شوفوه. هاتوه لحد عندي، واجمعوا أكبر عدد من أهل البلد اللي تشوفوه ضروري عشان أوصل فكرة."
      
      "كام واحد يا سيدي؟" سألني.
      
      "اللي أنت عايزه." غمغمت.
      
      صفارة إنذار تانية بدأت تصوت، بس أنا ما اهتمتش.
      
      حسيت بوجود ناس كتير ورايا لما لفيت عشان أشوف جنود باستيل قدامي، رافعين أسلحتهم.
      
      كنت أسرع من البرق.
      
      السيف بتاعي بيقطع رقابهم التافهة دي، وبيصد محاولاتهم البائسة إنهم يضربوني بالنار.
      
      مش لجنة ترحيب ودودة خالص دي، مش كده؟
      
      "اللورد دراكون. السيناتور معانا. إحنا في الميدان."
      
      صوت النقيب وصلني عبر القناع.
      
      مشيت في طريقي، بخطواتي فوق الجثث المدمية، لحد ما وصلت للميدان.
      
      كان فيه ميتين شخص تقريباً، إيديهم فوق راسهم بيستسلموا.
      
      يا لهم من مساكين.
      
      شفت السيناتور أوليفكانز واقف بين اتنين من جنود الظل.
      
      كان راجل كبير، شعره أبيض، ووشه مليان تجاعيد.
      
      شكله كده ما يقدرش يستحمل خبطة من غير ما يقع على ركبه.
      
      طب يالا نشوف.
      
      "اللورد دراكون. ما فيش داعي تقتل الأبرياء دول. لو أنا اللي أنت جاي عشانه، يا ريت تاخدني. سيبهم."
      
      صوته طلع ضعيف ومجهد.
      
      ضحكت بصوت خفيف: "لأ، أنا عندي سبب كبير. سمعت إيه اللي حصل للناس في بلدات جاكو؟"
      
      إيديه اتهزت وهو هز راسه ببطء.
      
      "شوفت؟ سمعت عن اللي حصل ده، وهو ما عداش عليه غير يوم واحد. أنت خايف من اللي هيحصل، أنا حاسة بالخوف ده فيك كله. أنت عارف إن ما فيش حاجة تقدر تعملها بقوتك عشان تساعد الناس دي، وده اللي مخليك مرعوب." رفعت دقني.
      
      "الخوف هو مفتاح إطلاق القوة."
      
      باستخدام إيدي اللي لابسة الجوانتي، خبطت على وشه الخايف ده. حسيت بلحمه بيتمزع تحت مفاصل إيدي اللي لابسة الجوانتي.
      
      تأوه وهو بيقع على ركبه. الدم نزل من مناخيره، ووشه بدأ لونه يزرق.
      
      "أرجـ... أرجوك يا سيدي. على الأقل سيب الستات والأطفال." قعد يتأتئ، هو الراجل ده مش هيبطل رغي؟
      
      وقفت شوية، وضحكت ضحكة بسيطة.
      
      "أنت فاكر عشان دول ستات، يبقوا مختلفين في حاجة؟ إنهم ياخدوا معاملة مختلفة؟ لأ. يا نقيب، وجّه السلاح على أهل البلد دول، وهات السيناتور للأقفاص اللي في السفينة." مِلت براسي ناحيته وقلت: "يقدر يقعد مع سيناتور جاكو."
      
      سمعته بيعترض قبل ما ألوّح بإيدي، وغيَّبتُه عن الوعي (فقد الوعي).
      
      سمعت جنودي بيرفعوا أسلحتهم، وكانوا على وشك الضرب، لما حسيت بحاجة.
      
      بوجود زي وجودي بالظبط.
      
      وجود قوي في القوة، مظلم زيي بالظبط.
      
      بصيت لفوق في الوقت المناسب عشان أشوف سفينة بتطير بسرعة من فوقنا. سفينة تابعة للنظام الأول.
      
      لعنة، لعنة، لعنة.
      
      بصيت على النقيب.
      
      "خد السيناتور على السفينة وهات الفرقة الثالثة، أنا هفضل هنا مع الفرقة الأولى والتانية ونحارب النظام الأول." أمرت.
      
      هز راسه ليَّ، وجنود الفرقة الثالثة سحبوا السيناتور على السفينة في واحدة من سفن النقل.
      
      أخدت نَفَس وأنا بسمع صوتهم.
      
      كانوا قريبين.
      
      عددهم كان كتير جداً.
      
      كتير أوي.
      
      بصيت على نقيب الفرقة التانية.
      
      "ارجعوا تاني للأسطول، خدوا الأسير، واستنوا أوامري. مش هخلي رجالي يتذبحوا." حاول يقول حاجة بس سكتُّه. "امشي. دلوقتي!" زمجرت.
      
      حسيت إنه عايز يقاوم، ما كانش عايز يسيب المعركة.
      
      رفعت إيدي على خوذته من الشمال لليمين وقلت: "اعمل اللي بقولك عليه."
      
      (إقناع)
      
      هز راسه، والفرقة التانية مشيت بالسفن.
      
      بقيت أنا هنا بعشرين راجل بس، وشوية المدنيين اللي لسه عايشين، وعندي علم إن النظام الأول وصل هنا.
      
      أنا كده اتقطعت خالص.
      
      

      روايه دموع بايروب - الملكة والفقيرة في معركة المصير الواحد

      دموع بايروب

      بقلم,

      فانتازيا

      مجانا

      بايروب اللي بتضطر تخرج الغابة عشان تجيب أكل لعيلتها الفقيرة المريضة، وهناك بتتصاب بهجوم كلب صيد وبيتم إنقاذها من مجموعة فرسان. بيطلع القائد بتاع الفرسان هو الملك جارنيت، شريكها (الميت)، اللي بيكون متجوز بالفعل بس ما بيرفضهاش وبيصر إنه مش هيسيبها، وده بيصدم بايروب المسكينة. في نفس الوقت، بنشوف ياسبر، وهو شاب غني وقوي ومحتار، أبوه بيضغط عليه عشان يحضر مسابقة القوة ويتجوز سيدة من الطبقة العالية، رغم إنه عايز يستنى شريكته. ياسبر بيلاقي راحته بس مع الدِيابة بتاعته كايدن وشيلا، وبيخاف إن السفر للمسابقة يعرض شيلا للخطر وهي حامل.

      بايروب

      بنت فقيرة، ضعيفة، بتضحي عشان عيلتها، بس بتلاقي نفسها شريكة (ميت) الملك الغني وده بيخوفها.

      جارنيت

      الملك. شخصية قوية لكن حاسمة، متجوز الملكة بس بيعترف ببايروب كشريكته وبيتمسك بيها رغم وضعه.

      ياسبر

      شاب غني وقوي، بيحب الدِيابة بتاعته، رافض الضغوط الأبوية عشان يتجوز زواج مصلحة، ومصر يستنى شريكته الحقيقية.
      روايه دموع بايروب - الملكة والفقيرة في معركة المصير الواحد
      صورة الكاتب

       بايروب
      وأنا ماشية، كنت بأمسح عيني في الغابة بدور على أي حاجة تتاكل. ماما كانت عيّانة ومش قادرة تشتغل، وبابا دخله ما كانش مكفي نجيب أكل، فكنا ميتين من الجوع... تاني.
      
      مش عارفة إخواتي الكبار كانوا بيعملوا إيه بالظبط، بس واضح إن محاولاتهم ما نفعتش عشان ما جبناش أي أكل، وأنا ما أقدرش أشوف إخواتي الصغيرين بيتضوروا، فقررت أطلع لحد هنا.
      
      بأحاول ألاقي أي حاجة، أي حاجة، عشان نقدر نقاوم الجوع شوية كمان.
      
      بس أنا مش شاطرة في النباتات خالص، ومش عارفة إيه اللي خطر وإيه اللي لأ. كمان ما باعرفش أصطاد، فقلت أحاول ألاقي أي حاجة أكون عارفاها وأتمنى إنها تنفع.
      
      لقيت كام فِطر شكلهم كويس، وطيت وبدأت أملأ السلة بتاعتي، يا رب ماما تعرف إذا كان ينفع نأكلهم ولا لأ.
      
      صوت خبط أغصان الشجر والوشوشة المفاجئة العنيفة للورق خلتني أرفع راسي، بأحاول أحدد مصدر الصوت.
      
      خبطات قوية على أرض الغابة ونُباح كِلاب خلتني أقوم مفزوعة. إيه اللي بيحصل ده؟
      
      رجعت بضهري بالراحة بعيد عن الاتجاه اللي الصوت جاي منه. أجري ولا أتخبى؟
      
      ما لحقتش آخد قرار أعمل إيه، وإلا فيه حاجة ضخمة بنيّة ضَرَبَت طلعت من الشجر.
      
      صرخت وبدأت أجري من غير ما أفكر في أي حاجة، الوحش كان بيُنهج وسمعت الخبطات بتلاحقني.
      
      أنا بأنهَج وزقيت رجلي أسرع، كانت بتحرقني وصدري وجعني بس ما بَطّلتش جَري. أنا ما ينفعش أموت بالطريقة دي، يا ترى عيلتي هاتزعل على خسارتي ولا يكونوا مبسوطين إن فيه بوق (فم) أقل يتصرفوا عليه؟ أكيد الاحتمال التاني.
      
      الوحش بقى ورايا بالظبط دلوقتي، أنا سامعاه، تقريباً حاسة بيه. وقتها عرفت إن نهايتي جت، بس فضلت أجري.
      
      الشجر بقى ضباب قدامي، ما بقاش غير لَغَوشة وأنا بأجري بأقصى سرعتي. بس مش بسرعة كافية للأسف.
      
      فجأة، سمعت خبطة قوية ورايا مباشرةً، بس ما تجرأتش أبص ورايا.
      
      فيه صريخ سمعته، بس الخبطات وقفت. فجأة حسيت بوجع بيخترق رجلي وصرخت وأنا بأقع على الأرض.
      
      سمعت زمجرة وصوت صُراخ أكتر غَرق وداني، وأنا حاسة بالدم بينزّ من الجرح اللي في كعب رجلي.
      
      جزمتي المتقطعة ما قدرتش تصمد قدام المخلوق ده. قَلَبْت على ضهري وبصيت على... كلب؟
      
      فيه كلب ماسك رجلي وبيزَمجر عليا. راح فين الوحش الضخم؟ شفت رجالة لابسة دروع على خيل، وهناك كان موجود. الوحش الضخم كان مرمي على الجنب قدامي، وكام راجل منهم كانوا بيبصوا عليه.
      
      "معلش يا أنسة، إحنا آسفين، ما كناش نعرف إن فيه حد هنا، والصيد سَحَبْنا قريب قوي من القرية"، الراجل قال. نزل من على الحصان ومشى ناحيتي، وشكله آسف. نَطَق بأمر معين، والكلب رجع لورا وقعد فوراً، سَمَع كلام الراجل.
      
      "أنتِ كويسة؟ يا رب ما تكونيش اتأذيتي"، الراجل قال، وأنا بصيت له تاني. عينينا اتقابلت وحسيت بحاجة "طَقّت" جوايا. شريكي. هو ده شريكي.
      
      بصيت عليه بسرعة، شكله غني ولابس الشعار الملكي على درع صدره. مستحيل يرغب فيا، أكيد هيشوف إني ضعيفة قد إيه ويرفضني فوراً.
      
      مد إيده اللي لابسة جونتي ناحيتي، وأنا خدتها بتردد، مستنية اللحظة اللي هيرفضني فيها. شدّني ووقفني، والوجع اللي ضرب في كاحلي خلاني أقع تاني. مسكني، ولما شفت القلق في تعابيره، نَفَسي كاد يوقف. هو ما كانش باصص لي بقرف، كان شكله... قلقان.
      
      "أنتِ اتعورتي. إحنا هانساعدك وبعدين هانرجعك لعيلتك"، قال، وما قدرتش أبص في عينيه، بدال كده بصيت في الأرض وهزيت راسي بالموافقة.
      
      دي اللحظة اللي هيرفضني فيها ومش هنتقابل تاني. هو هايستنى لحد ما أخف قبل ما يسيبني. يا ترى هو عارف إنه بيخليني أخف عشان يكسرني تاني؟
      
      كنت دايماً بأتمنى شريك يحبني ويهتم بيا. أنا دايماً كنت باهتم بعيلتي حتى لو أنا كمان كنت مكسورة، وكنت بأتمنى إن شريكي ياخد باله مني. دلوقتي واضح إنها مجرد أحلامي الهبلة تاني.
      
      كان ساندني وأنا بعرج لحد ما وصلت لرجّالته. "اسمك إيه؟" سألني وهو بيسلمني لمعالج (مُداوٍ).
      
      "بايروب"، قلت. "بايروب جونسون"، قلت له، وهو هز رأسه. "أنا جارنيت ويليامز"، قال وغَمَز لي.
      
      بصيت له بعينين واسعة ومبرقة. ده الملك بتاعي. هو متجوز الملكة. مستحيل يطلّق عشان يكون معايا أنا، شريكته المَغلوبة على أمرها.
      
      المُعالج كان قعدني على سرير وبيهتم برجلي. الملك وطى عليا، نَفَسه كان بيخبط في ودني، وقلبي وقف.
      
      "أنا يمكن أكون متجوز، بس أنتِ شريكتي، وأنا مش هأسيبك بسهولة كده"، وِشوش في ودني، وأنا بصيت وراه بعدم تصديق وهو بيطلع من الخيمة.
      
      قريباً، كنت هأشوف قد إيه كان صادق في كلامه ده.
      
      
      
      
      
      
      ياشبَر
      "مش محتاجين زيادة! إحنا بالفعل عندنا كل حاجة محتاجينها! أنا مش هاحضر المسابقة دي عشان أخش في دوامة الطبقة الأرستقراطية العليا!" صرخت في وش بابا.
      
      أنا عارف إنه عايز الأحسن ليا، بس أحياناً رد فعله بيكون مبالغ فيه أوي. "مش الأرستقراطيين وبس يا ابني! يمكن نقابل العائلة المالكة كمان! أنت مش فاهم دي فرصة عاملة إزاي؟ حياتنا كلها ممكن تتغير للأحسن!" قال وهو متحمس، وأنا بصيت له بذهول.
      
      "مش محتاجين الأحسن، إحنا بالفعل عندنا اللي محتاجينه، وسهل علينا نجيب أي حاجة تانية عايزينها، مش لازم نعمل ده"، قلت له.
      
      هو اتجنن. إحنا بالفعل عندنا فلوس وسُلطة، الحقيقة عندنا أكتر من اللي محتاجينه، ودلوقتي هو عايز أكتر؟
      
      "الموضوع ده انتهى، أنت هتحضر المسابقة، وخلاص!" زعق فيا، ووقف من الكرسي عشان يأكد كلامه، وأنا كنت بأبص له من الناحية التانية من المكتب.
      
      لما يكون بالمنظر ده، مستحيل يتنازل، عشان هو بيكون قرر إن ده أحسن حاجة ممكن نعملها.
      
      لف حوالين المكتب وحط إيديه على كتافي. اتنهد وقال: "يا ابني، أنا مش باعمل غير اللي فيه مصلحتك، والمسابقة دي ترقية كبيرة. يمكن حتى نلاقي لك زوجة كويسة". صرخت تاني.
      
      "يا بابا!" زعقت له. "أنا قُلت لحضرتك قبل كده إني مش عايز أتجوز دلوقتي. قُلت لك إني عايز أستنى شريكتي"، قلت، وهو اتنهد.
      
      "يا ابني، يمكن شريكتك دي ما تقدرش توفر لك اللي محتاجه. لازم تلاقي لنفسك زوجة تقدر تديك اللي أنت محتاجه، ولو شريكتك دي طلعت بنت فلاحة غلبانة، مش هاتقدر تعمل كده"، قال لي، وكنت لسة هأعترض لما كمل كلامه.
      
      "ما ينفعش تستنى البنت اللي يمكن أو ما يمكنش تكون قادرة تهتم بيك، لازم تلاقي سيدة محترمة"، قال.
      
      فتحت بوقي عشان أحتج، بس هو رفع صباعه عشان يسكتني. "مش عايز أي اعتراضات، ومش هنتناقش في الموضوع ده تاني. هتحضر المسابقة وهتتجوز سيدة مناسبة، الموضوع انتهى"، قالها بحزم، وأنا طلعت من مكتبه وأنا غضبان.
      
      هو مش فاهم. عمره ما بيديني فرصة أتكلم وأشرح. هو ما بقاش بيسمعني، بياخد كل القرارات لوحده وبيفتكر إني مش هأعترض على أي حاجة لما يقول لي على قراراته.
      
      فتحت بوابة الحوش، وطلعت صفارة خفيفة عشان أعرّف الدِيابة إني وصلت.
      
      سمعت نُباح وجالي كايدن بيجري ناحيتي. قعد قدامي، وأنا حَكَكت له ودانه.
      
      "إزيك يا واد، فين شِيلا؟" سألته، فقام من مكانه بسرعة وبدأ يجري ناحية الأقفاص.
      
      مشيت وراه، ولما وصلنا شفت شيلا قاعدة على الأرض برا القفص، كانت نايمة.
      
      كايدن حط مناخيره على رقبتها وقعد جنبها. ابتسمت للاتنين ونزلت على ركبتي جنبهم. ودنها وِقِفت وفتحت عينيها عشان تبص لي.
      
      إيدي لمست بطنها، وحسيت بالانتفاخ اللي فيها. هما مستنيين جِراوي (صغار الدِيابة)، وأتمنى إنهم يعيشوا، بس عارف إن فيه خطورة كبيرة إنهم ما يكملوش.
      
      كايدن هز ديله ولحس خدي، فضحكت وطبطبت على راسه.
      
      الدِيابة بتفهمني زي ما محدش تاني بيفهم، ودايماً بيقدروا يخلوني أحس إني أحسن.
      
      يا رب بابا يخليني آخدهم معايا المسابقة. هي مش هتبدأ غير الشهر الجاي، بس العُرف إن فيه حفلة كبيرة (بال) قبل أسبوع من بداية التدريب والمسابقة.
      
      السفر للقلعة اللي المسابقة هاتتعمل فيها هياخد وقت برضه. أتمنى شيلا تخلف قبل ما نسافر، أو بعد ما نوصل، عشان ما تكونش في خطر كبير.
      
      وأنا بأطبطب على فِرو شيلا الأبيض الناصع، سيبت نفسي لأفكاري. المنافسين من كل الممالك العشرة بيشاركوا في الحدث ده، ومعظمهم بيتدربوا حياتهم كلها عشان يحققوا نتيجة كويسة ويبقوا من الكبار وسط الطبقة الأرستقراطية العليا.
      
      بس المناسبة دي السنة دي شكلها هاتكون مختلفة، عشان الأمير ووريث العرش الوحيد وصل لسن الجواز.
      
      المملكة غالباً بتدور على أقوى شخص يتجوز من العائلة المالكة، ودايماً القرار بيتاخد بناءً على مين بيكسب في المسابقة.
      
      في المسابقة، الرجالة بتنافس الرجالة، والستات بتنافس الستات، عشان كده مش بيبقى صعب عليهم يقرروا مين السيدة المناسبة للأمير.
      
      غالباً هيكون فيه ستات كتير بيحاولوا يخطفوا التاج، مش هيفكروا كتير في مين بيتجوزوا، كل اللي يهمهم هي القوة اللي هيكسبوها.
      
      أنا محظوظ إن وريث العرش ما طلعش بنت وأنا اللي بنافس على إيدها، ما أقدرش أتخيل بابا كان ممكن يعمل إيه في الحالة دي، عشان وقتها كنت مستحيل أحضر المسابقة.
      
      أنا عايز أستنى شريكتي. كنت عايز على الأقل أقابلها، أشوفها، أياً كانت مين.
      
      بيقولوا إن الشريكة دي بتكون مَتفَصَّلة (مُعدَّة) ليك، وإنكم هتحبوا بعض حب غير مشروط. نفسي أعرف الإحساس ده، إحساس الحب الحقيقي. عشان ده اللي بيتقال على الشركاء، حب حقيقي، ورباط عمره ما يتكسر.
      
      كايدن لحس إيدي، وابتسمت له بكسرة. لما بابا يهدى، هأسأله إني آخد الدِيابة معايا.
      
      يا ترى العائلة المالكة هاتسمح بكده؟ يا ترى هو هايسمح بده؟
      
      

      روايه أبناء الآلهة - بحث في عالم الأساطير الأبدي

      أبناء الآلهة

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      الرواية دي بتحكي عن "الهيلينيكوس"، وهما ناس أصلهم من الآلهة والإلهات اليونانية القديمة. البطلة بتنتمي لأقل طبقة فيهم اسمها العاديون (الغلابة)، وبتكره فكرة "توأم الروح" اللي المفروض إنها بتجيب العذاب، رغم إن دي حاجة الكل بيحتفل بيها عندهم عشان يقدروا يلاقوا نصهم التاني باللمس. بكرة هتخش المحكمة لأول مرة عشان تعمل طقس "اليقظة" اللي بيكشف عن قدرتها الخارقة لقراءة أفكار توأم روحها، وهي مستنية تشوف حياتها هتتقلب ولا إيه نظامها.

      عرق الهيلينيكوس

      بشر سلالتهم بترجع للآلهة اليونانية القديمة، متقسمين لتلات طبقات رئيسية: الملكيون الصريحون (الخُلَّص)، والملكيون (الأشراف)، والعاديون (الغلابة).

      البنوته

      بنت بتنتمي لطبقة العاديين (الغلابة)، ودي أقل طبقة بين الـ "هيلينيكوس". متخوفة جدًا من فكرة توأم الروح، رغم إنها ميزة لكل الناس التانية.
      روايه أبناء الآلهة - بحث في عالم الأساطير الأبدي
      صورة الكاتب

      لأبي، جو، وأمي، مايك. أحبكما إلى ما لا نهاية. يا ملائكتي، ولكل من يمسك بهذا الكتاب الآن، شكرًا لكم على إعطاء "إنتويند" فرصة، وأتمنى أن تتحقق أحلامكم.
      
      كلمة "توأم الروح" تبعث قشعريرة في عمودي الفقري. قد يجد الشخص العادي راحة في فكرة وجود شخص يشاركه كل جانب من جوانب حياته، لكنني أعرف أفضل من ذلك.
      
      أنا أنتمي إلى عرق قديم من البشر ينحدر من الآلهة والإلهات اليونانية – الـ "هيلينيكوس". يرتبط أسلافي أيضًا ارتباطًا وثيقًا بأصل فكرة توأم الروح. لقد رأيت العذاب الذي سببه وجود توائم الأرواح، ولذا، فإنني أخشى اليوم الذي سأجتمع فيه مجددًا بتوأم روحي.
      
      بالطبع، ليس كل شعبي يشعرون بنفس الطريقة. لقد تعلمنا أن نفخر بتاريخنا، وأن نكون متفضلين بامتلاكنا القدرة على إعادة الاتصال بتوائم أرواحنا. كـ "هيلينيكوس"، نتعلم منذ سن مبكرة من أين أتينا وموقعنا في التسلسل الهرمي لمجتمعنا. ترديد تاريخنا ونحن نيام لم يكن شيئًا غريبًا؛ فقد غُرِسَ في داخلي على مر السنين.
      
      منذ قرون، قبل العصر الذهبي، كان هناك الآباء الثلاثة – الشمس، والأرض، والقمر، وكل منهم أنجب ذرية. الشمس أنتجت الذكور، والأرض أنتجت الإناث، والقمر أنتج المخنثين (ذوي الجنسين). كان الشكل البشري الأصلي منظرًا بشعًا، برأس واحد بوجهين، وأربعة أذرع، وأربع أرجل، ومجموعتين من الأعضاء التناسلية. كان هؤلاء البشر يتدحرجون، يدًا فوق يد وقدمًا فوق قدم، على هيئة عجلات بهلوانية بسرعة مضاعفة. لقد خُلق هؤلاء البشر الأصليون ليكونوا أقوياء وسريعين وأحرارًا وأقوياء، وتجولوا في الأرض بحرية وقوة أكبر بكثير مما يمتلكه البشر الآن.
      
      في النهاية، تمكنت القوة من عقولهم. ظنوا أن بإمكانهم التوقف عن تقديم القرابين للآلهة والإلهات وأن يصبحوا آلهة بحد ذاتهم. قرروا أنهم يستحقون مكانًا على جبل أوليمبوس بجانب الآلهة؛ فاندلع تمرد وتسلق البشر الجبل للهجوم. من الواضح أنها لم تكن فكرة جيدة وأدت إلى هزيمة حتمية. يحيي الـ "هيلينيكوس" ذكرى هذه المعركة باسم يوم الحماقة المتغطرسة.
      
      بسبب وقاحة البشر، فكرت الآلهة، بقوتها اللامحدودة، في كيفية معاقبتهم. كان بإمكان زيوس حرقهم وتحويلهم إلى رماد بصواعقه، تمامًا كما فعل مع العمالقة. كان بإمكان بوسيدون إغراق هؤلاء الحمقى بموجة هائلة. أو كان بإمكان هاديس حبس المخلوقات في أعماق تارتاروس إلى الأبد.
      
      لكن الآلهة أحبت القليل من الدراما لترفيههم الخاص، وأحبوا أيضًا أن يُعبَدوا. أدرك زيوس أن البشر ليسوا التهديد الحقيقي – بل كانت غرورهم المتضخم هو الذي يحتاج إلى تعديل. فجرّدهم من غرورهم عن طريق تقسيمهم إلى نصفين بصواعقه، جاعلاً إياهم نصف السرعة ونصف القوة. هذا لن يضعهم في مكانهم فحسب، بل سيضاعف أيضًا عدد الذين يقدمون الجزية للآلهة. حُلَّت المشكلة، أليس كذلك؟
      
      حسنًا، لا. المخلوقات المنصّفة ركضت بجنون بحثًا عن أنصافها الأخرى، تبحث عنها، وتحتضنها، وتحاول أن تصبح واحدًا مرة أخرى. المخلوقات التي كانت نساءً مضاعفات بحثت بطبيعة الحال عن نساء. أولئك الذين كانوا رجالًا مضاعفين بحثوا عن رجال. والخنثى بحثوا عن أعضاء من الجنس الآخر. لكن لعدم قدرتهم على الاندماج مجددًا، عاشوا في بؤس مطبق وبدأوا يموتون جوعًا في حزنهم.
      
      إدراكًا لحاجته إلى عابدين، أصدر زيوس تعليماته لأبولو لخلق وسيلة للمخلوقات للالتقاء مجددًا، ولو لفترة وجيزة. فعل أبولو ذلك عن طريق تحويل الأعضاء التناسلية نحو الجانب البطني من الجسم. وفقًا للأسطورة، عندما يجد النصفان بعضهما البعض أخيرًا، سيكون بينهما تفاهم غير منطوق. سيضطجعان مع بعضهما البعض في وحدة ولن يعرفا فرحًا أعظم، وعندما يتجسد كل منهما بعد موته، سيعاد لم شملهما في حياتهما التالية.
      
      لزيادة الأمور تعقيدًا، اختلطت الآلهة والإلهات بالبشر المنقسمين حديثًا، فجامعوهم وأنتجوا أنصاف آلهة. أنصاف الآلهة هؤلاء أنجبوا أطفالًا خاصين بهم، وهكذا دواليك، حتى بُنيت عشائر. أصبحت هذه العشائر تُعرف باسم الـ "هيلينيكوس" – أسلافي.
      
      على مر الأجيال، انتشر الـ "هيلينيكوس" في جميع أنحاء العالم. لقد تعلمنا أن نفخر بتاريخنا، ولذا، على الرغم من الشتات، فقد تمسكنا دائمًا بتقاليدنا. لكن هناك شيء واحد أبقانا منقسمين: الطبقات الثلاث. الملكيون الصريحون (الخُلَّص)، والملكيون (الأشراف)، والعاديون (الغلابة).
      
      احتفظ الملكيون الصريحون بالمرتبة العليا في تسلسلنا الهرمي لأنهم كانوا أحفاد العظماء الثلاثة: رب السماء، زيوس؛ رب البحر، بوسيدون؛ ورب العالم السفلي، هاديس. كان من السهل معرفة من ينتمي إلى الملكيين الصريحين من خلال النظر إلى عيونهم. الملكيون الصريحون الذين لديهم عيون زرقاء كانوا من عائلة خريستولاكيس، أحفاد زيوس. العيون الخضراء تنتمي إلى عائلة أمبروسيا، أحفاد بوسيدون. وأخيرًا، أولئك الذين لديهم عيون بنية داكنة، تكاد تكون سوداء، كانوا من عائلة ستافروس المنقرضة الآن، أحفاد هاديس.
      
      أقل قليلاً من الملكيين الصريحين كان الملكيون، أحفاد الآلهة والإلهات الأولمبية المتبقية. على عكس الملكيين الصريحين، الذين حافظوا على اسم عائلتهم اليوناني القديم الأصلي، تأثرت أسماء عائلات الملكيين بثقافة ولغة مواقعهم الجغرافية. على سبيل المثال، كان أحفاد هيرا يُعرفون في الأصل باسم عائلة ثيميستوكليس، ولكن في أستراليا، أصبح تافولاريس، وفي بلغاريا أصبح شيئًا مختلفًا تمامًا: بيتروفا. لم أُكلّف نفسي حتى عناء محاولة تذكر جميع أسمائهم، على أي حال. معظم الملكيين يقفزون على فرصة لإخبارك بنسبهم الملكي. بالإضافة إلى ذلك، كان من الواضح أيضًا من هو ملكي من حجم محفظته (أو فلوسه بالقاهرة).
      
      ثم كانت هناك الطبقة الأدنى، فوق البشر العاديين بقليل. وهذا هو المكان الذي أتواجد فيه أنا: العاديون. ابحث عنها في القاموس وهذا هو بالضبط ما كان من المفترض أن أكونه: متوسط، شائع، موحد، متسق، وثابت. لا حسابات بنكية ممتلئة، ولا عطلات غريبة، ولا سيارات رياضية، ولا بيوت كبيرة. كان هناك إله لكل شيء تحت الشمس، ولكن بالطبع، نحن العاديين لم نشارك النسب مع الآلهة القوية والفاخرة. جئنا من العديد من الآلهة والإلهات الذين لم يكن لديهم مقعد على جبل أوليمبوس. كانوا آلهة وإلهات الأشياء العادية، مثل إله النوم، هيبنوس، وإله الريح الغربية، زفيروس. كان من المستحيل تقريبًا تتبع نسب العاديين – كان هناك الكثير من الآلهة الصغار والكثير منا.
      
      بخلاف كونهم أحفاد الآلهة والإلهات، كان لدى الـ "هيلينيكوس" شيء آخر مشترك: لتكريم نسبنا من أنصاف الآلهة، أراد أبولو أن يميزنا عن البشر العاديين – أو كما نسميهم، الـ "نسيينت" (الجهلة/المغيبين) – ومنحنا قدرة غير عادية لمساعدتنا في العثور على توائم أرواحنا. هبتنا سمحت لنا بقراءة عقل نصفنا الآخر، وهو شيء لا يستطيع "النسيينت" فعله. بهذه الطريقة، حتى لو كنا نتجسد باستمرار، سنكون دائمًا قادرين على العثور على بعضنا البعض.
      
      في كل عام، تعقد المحكمة – وهو مجمع يخضع لحراسة مشددة يقع في دينالي، ألاسكا – حدثًا مبجلاً يُعرف باسم التجمع. كانت فرصة لجميع الـ "هيلينيكوس" من جميع أنحاء العالم للالتقاء على أمل لم شملهم بتوائم أرواحهم. في عامنا الثامن عشر، وخلال تجمعنا الأول، تُوقظ هبتنا السمعية الواضحة من خلال طقس مقدس يُعرف باسم حفل اليقظة. ثم ننتظر اللحظة التي نلتقي فيها بنصفنا الآخر. لمسة واحدة يمكن أن تُشعل ما نسميه "نقر" – وهي ظاهرة تسمح لنا بسماع أفكار توأم روحنا. هذه هي الطريقة التي نعرف بها أننا وجدنا الشخص المنشود.
      
      سأبلغ الثامنة عشرة قريبًا. غدًا سأذهب رسميًا إلى المحكمة لأول مرة. وسأكتشف ما إذا كانت حياتي ستتغير إلى الأبد.
      
      

      Pages