رواية منبوذو الشيطان
منبوذو الشيطان
بقلم,
اجتماعية
مجانا
بتحاول تتأقلم مع الحياة الصعبة في نادي الموتوسيكلات "منبوذو الشيطان" عشان هي مرات رومان (فايبر). كل ما تيجي النادي، بتحس إنها غريبة ومحدش قابلها بجد، مع إنها مدام واحد من الكبار. الليلة دي، رومان مشغول خالص مع إخواته، وسابها لوحدها وسط الجو المليان رجالة جلد ودخان، وبتتمنى يرجع لـ "رومان" اللي بيحب الجنينة. الصدمة بتحصل لما ناعومي، بنت رئيس النادي، بتاخد مكانة مهمة في النادي بمساعدة رومان، وده بيخلي كايلا تقلق إنها دايماً هتفضل مجرد وردة في أرض صخرية مالهاش مكان.
كايلا
مرات "فايبر" (رومان). لسه بتحاول تلاقي مكانها في النادي، بس حاسة إنها غريبة ومختلفة (بتاعة زرع وحفلات هادية). بتحب رومان اللي بتشوفه في البيت، وبتقلق من "فايبر" اللي بيظهر في النادي.فايبر
الساعد الأيمن لرئيس النادي. بيتحول لشخص تاني في النادي؛ شخص قوي ومنتمي للأخوية دي بالكامل. هو مركز حياته في النادي وده اللي بيخليه يبعد عن كايلا لما بيكونوا هناك.ناعومي
بنت رئيس النادي "أطلس". جريئة وواثقة من نفسها، وحاسة إن كايلا مش مناسبة للمكان. الليلة دي بتتوج كعضو كامل في النادي، بمساعدة رومان.الهيصة دي بتخبط في وداني أول ما بندفع باب النادي ونفتحه. مسكت إيد رومان أقوى شوية وإحنا بندخل، بس هو كان بالفعل عمال يمسح بعينه على المكان، وعينيه الزرقا بتنور لما شاف إخواته. حسيت صوابعه سابت إيدي، وجسمه مال بعيد عني شوية شوية. أنا عارفة إيه اللي هيحصل بعد كده. هي كده كل مرة بندخل فيها المكان ده. "هروح أسلم على أطلس"، قال رومان، وشفايفه لمست ودني عشان أسمعه وسط المزيكا، ودقنه عملت لي دغدغة على خدي. "تمام كده؟" هزيت راسي، وغصبت نفسي على ابتسامة. "أنا كويسة. روح أنت." وبكل سهولة، اختفى، وشق طريقه وسط الزحمة بثقة واحد مكانه هنا. بكتفه العريض وجسمه الطويل، هو أعلى من أي حد في الزحمة، والناس بتوسع له من غير ما يطلب. الشعار بتاع "منبوذو الشيطان" اللي على الچاكيت الجلد بتاعه بيلمع تحت الإضاءة الخافتة، وده بيأكد إنه واحد منهم. عدلت الچاكيت بتاعي، اللي لابساه فوق فستان صيفي. بالرغم من الشعار اللي بيقول إني ملك فايبر، لسه مش حاسة إني أنتمي للمكان ده. ومش فاكرة إن فيه حد تاني شايف إني أنتمي هنا برضه. النادي مالي على آخره الليلة دي. أجسام في كل حتة، الهوا تقيل بدخان السجاير، وريحة البيرة. رجالة لابسين چاكيتات جلد هم اللي مسيطرين على المكان، وضحكهم عالي فوق المزيكا. على أطراف الأوضة، ستات عمالة تتردد؛ شوية منهم لازقين في أعضاء النادي، وشوية متجمعين في مجموعات صغيرة. شفت مجموعة من "المدامّات القدام" واقفين وبيتكلموا مع بعض. المفروض أروح أقعد معاهم، أنا عارفة. ده اللي متوقع مني. خدت نفس عميق، وسويت الفستان الصيفي بتاعي، وكنت بتمنى إني كنت لبست حاجة أبسط، ومشيت في اتجاه المجموعة اللي واقفة جنب البار. عرفت نيكول، اللي تخص ريبر، وإيڤري، اللي بقالها سنين مع هامر. كانوا بيتكلموا مع اتنين ستات تانيين مش فاكرة أسماءهم، رغم إني متأكدة إني قابلتهم هما الاتنين. "إزّييكم"، قلت، ودخلت في فراغ صغير في الدايرة بتاعتهم. "شكل الحضور الليلة دي جامد." نيكول بصت لي، عينيها اللي عليها كحل كتير قيمت لبسي بسرعة قبل ما شفايفها الحمرة تترسم بابتسامة ما وصلتش لعينها. "كايلا، صح؟ بتاعة فايبر." "بالظبط." ما صححتلهاش. أنا مرات رومان، مش مجرد صاحبته. إحنا متجوزين بقالنا سنتين تقريباً، بس تقريباً النادي له طريقته الخاصة في إنه يشوف الحاجات. "كويس إني شفتك تاني"، زودت إيڤري، وخدت بق من الويسكي بتاعها. "أخباركم إيه أنتِ وفايبر؟" "إحنا زي الفل"، قلت، ومبسوطة إن فيه فرصة للكلام. "هو مشغول أوي اليومين دول، بس لسه لقى وقت عشان يساعدني أحط كام سرير زراعة جديد للجنة بتاعتي الربيع اللي جاي. مع إني مش شايفة إنه متحمس للخضار اللي هيطلع في البيت زيي." ضحكت شوية، عشان أحاول أخلي الحوار يكمل. الستات بصوا لبعض. نيكول هزت راسها بأدب. "حلو ده. إيه، سمعتوا إيه اللي حصل لما سلاش وديجر طلعوا هيلينا الأسبوع اللي فات؟" وبكل بساطة، رجعوا لحوارهم، واستبعدوني بسلاسة من غير ما يبقوا قليلين الذوق صراحةً. أنا وقفت هناك دقيقة أو اتنين كمان، وبحاول أبين إني مندمجة، بس كان واضح إني مش جزء من الدايرة بتاعتهم. في الآخر، تمتمت حاجة عن إني رايحة أدور على رومان ومشيت. ما حدش منهم لاحظ. هي كده دايماً. ممكن أكون المدام بتاعت رومان، بس واضح إني مش واحدة منهم بجد. روحت للبار وطلبت بيرة. فيه ترابيزتين أكل محطوطين على حيطة، بس أنا ما تعبتش نفسي إني أشوفهم. في آخر حفلة شواء للنادي رومان جابني فيها، عملت الغلطة وسألت لو فيه أي أكل نباتي. لسه فاكرة شكلهم وهما بيبصوا لي، كأني نبت لي راس تانية. لقيت مكان فاضي على واحدة من الكنب الجلد المتهالك اللي على الحيطة وقعدت، وساندة مشروبي. من هنا، أنا شايفة رومان الناحية التانية من الأوضة، وغرقان دلوقتي في كلام مع أطلس رئيس النادي وكام أخ تاني. وش رومان منور بطريقة نادراً ما بشوفها في البيت. فيه طاقة جواه هنا، انتماء جاي من إنه اتربى في العالم ده. إحنا اتقابلنا أول مرة من أربع سنين. كنت لسه ناقلة باين هيلز وكنت بخرج عشان أشرب مع كام زميل لي في الشغل. لما لمحت رومان وهو بيبص لي من الناحية التانية في البار المليان، ما كنتش عارفة هو مين ولا إيه بالظبط. شفت بس راجل مز قوي وعليه تاتو وعينيه زرقا بتخترقك. جاب لي مشروب، وضحكني، وكان باين عليه منبهر بقصصي عن النباتات وتصميم المناظر الطبيعية. فكرت إن اهتمامه بشغلي الممل ده حاجة لطيفة. هو قال لي إنه في نادي موتوسيكلات (MC)، بس عمره ما جابني النادي وإحنا بنتواعد. ما جابنيش هنا أول مرة على الموتوسيكل بتاعه غير بعد ما طلب إيدي. "منبوذو الشيطان" كان مجرد اسم بالنسبة لي، مش أسلوب حياة، مش أخوية، مش عالم بقواعده وتسلسله. وقت ما استوعبت معنى إني أكون مع عضو في النادي، كنت بالفعل واقعة في غرام رومان. حبيت شدته، وقدرته على إنه يخلق جمال اللي كنت بشوفه في تصميمات التاتو بتاعته، اللحظات النادرة اللي كان بيسيب نفسه فيها ويبين لي الحنان اللي بيخبيه عن أي حد تاني. دلوقتي، وأنا بتفرج عليه من الناحية التانية، بتساءل لو ندم في يوم إنه اختار واحدة من بره عالمه كده. أفكاري اتقطعت لما شابة قعدت على الكنبة جنبي، وكانت هتدلق مشروبي تقريباً. "يخرب بيتي، آسفة"، قالت، ومسكت إيدي. "ما أخدتش بالي إنك هنا." "مفيش مشكلة"، رديت عليها، وببص على شعرها الأحمر الكيرلي ووشها اللي فيه نمش. لابسة بنطلون جينز وتيشرت حمالات. "نعومي، صح؟" أنا فاكرة إني اتعرفت عليها في واحدة من زياراتي القليلة للنادي. "أيوه. وأنتِ مرات فايبر." قالت اسم رومان في النادي بنبرة مش عارفة أحددها بالظبط. "أنتِ قررتي تنضمي لينا الليلة دي فعلاً." مش عارفة أرد على الكلام ده إزاي، فابتسمت وخلاص. "شكله الكل مبسوط أوي الليلة دي"، قلتها في الآخر كلام ملوش معنى. هي بصت لي بتعبير نصه تسلية، ونص تاني حاجة تانية. "أنتِ مش لايقة على المكان ده أوي، صح؟" الصراحة بتاعتها فاجأتني. "أنا... لسه بحاول... أنا عمري ما..." ناعومي نفخت (كأنها بتهزأ). "أنا مش قصدي أضايقك، بس شكلك لايقة أكتر على حفلة في جنينة." قبل ما أقدر أرد، كملت: "على العموم، فايبر دايماً ذوقه غريب. زي الشقرا اللي كانت من بيلينغز دي؟ كارثة بمعنى الكلمة." اتحركت وأنا متضايقة. رومان ما بيتكلمش كتير عن علاقاته اللي فاتت، فعمري ما سمعت عن أي شقرا من بيلينغز. "المهم"، قالت ناعومي وهي بتقوم، "ليلة مهمة النهاردة. أشوفك قريب يا بتاعة الزرع." اختفت ورجعت تاني وسط الزحمة، وسابتني حاسة إني مهزوزة. واضح إنها بتعتبرني مجرد إزعاج مؤقت مش مرات رومان. مسحت بعيني على الأوضة تاني، ولقيت رومان دلوقتي عند البار، عمال يشرب شوتات مع كام واحد من إخواته. ما بصش ناحيتي ولا مرة من ساعة ما وصلنا. كده دايماً لما بنيجي النادي؛ رومان غرقان في أخويته، وأنا عمالة ألف حوالين الأطراف. في المكان ده، بيتحول بالكامل لفايبر بتاع منبوذو الشيطان. رومان اللي بيحضني بكل حنية بالليل، اللي بيقضي الويك إندز بيساعدني في الجنينة، اللي بيزق لي العربية وبيكحت التلج من على إزازها قبل ما يمشي الصبح لما تكون الدنيا بتشتي تلج، اللي بيجيب لي زرع جديد للبيت عشان عارف إنه بيبسطني — الراجل ده حاسة إنه بعيد أوي. المزيكا فجأة سكتت، وسابت سكون غريب ومُخيف اتملى بسرعة بأصوات الكلام والضحك. اتفرجت على أطلس وهو بيطلع على منصة في آخر الأوضة، وشخصيته القوية جذبت الانتباه من غير ما يتكلم. المحادثات بتهدى والكل بيبص ناحيته. "يا إخواتي!" صوته العالي رن في المكان. "إحنا هنا الليلة دي عشان حاجة مميزة." الناس اتحركت، عمالين يقربوا من المسرح اللي معمول بسرعة ده. أنا فضلت قاعدة على الكنبة، وبتفرج على رومان وهو بيقف جنب الصف الأمامي. "معظمكم يعرف بنتي، ناعومي"، كمل أطلس، وبيشاور على اللي شعرها أحمر اللي كانت لسه بتكلمني. هي طلعت لقدام، وعلى وشها ابتسامة عريضة. "هي اتربت في النادي. وبقالها سنين بتثبت إنها مهمة لمنظمتنا بـ... مهاراتها التقنية." كان فيه ضحك فيه خبث من الناس. أنا جمعت بما فيه الكفاية من أجزاء المحادثات اللي سمعتها السنة اللي فاتت عشان أعرف إن "المهارات التقنية" دي غالباً بترجع لحاجة مش قانونية بالكامل. "الليلة دي"، قال أطلس، وصوته بقى أكتر جدية، "بنعمل تاريخ. منبوذو الشيطان اتأسسوا كأخوية. بس الأوقات بتتغير، والمنظمات الذكية بتتأقلم." أخدت بالي إن فيه كام واحد من الأعضاء الأقدم بصوا لبعض، وتعبيرات وشوشهم مش مفهومة. "ناعومي كسبت مكانها بينا"، كمل أطلس. "كعضو كامل في منبوذو الشيطان." دندنة جماعية طلعت وسط الناس. أنا قعدت معدولة، ومستغربة. ما كنتش عارفة إن ممكن يكون فيه ستات أعضاء كاملين في النادي. من ردود فعل اللي حواليا، شكلها مش حاجة بتحصل كتير. "ومين أحسن واحد يقدم لها الچاكيت بتاعها"، قال أطلس، "من الراجل اللي عارف أكتر من أي حد تاني إن ممكن الاعتماد عليها في أي خناقة، نائبي، فايبر." معدتي عملت حركة غريبة كده ورومان طلع لقدام. ما عنديش أي فكرة أطلس قصده إيه بـ "عارف أكتر من أي حد تاني إن ممكن الاعتماد عليها في أي خناقة". مش أول مرة أتمنى إني أعرف أكتر عن حياة جوزي في نادي الموتوسيكلات. أطلس سلم رومان چاكيت جلد، زي اللي لابسينه الأعضاء الرجالة بالظبط، وعليه شعار منبوذو الشيطان باين أوي على ضهره. رومان مسكه باحترام قبل ما يلف عشان يواجه ناعومي. "تيك"، قال، مستخدماً اللي أكيد هو اسمها في النادي (الـ Road Name بتاعها)، "أنتِ كسبتِ ده. أثبتي ولائك، ومهارتك، وإخلاصك للنادي ده. أنتِ فاهمة معنى إن الشعار يكون الأول، وإنك تعيشي بالكود بتاعنا." صوته وصل بوضوح في الأوضة اللي بقت ساكتة دلوقتي. فيه فخر في نبرة صوته، دفء نادراً ما بسمعه بيعبر عنه علناً. ده خلى صدري يوجعني إني بسمعه موجه لحد تاني. "أول ما تلبسي ده"، كمل رومان، "بتبقي واحدة مننا بالكامل. إخواتك هيموتوا عشانك، وأنتِ عشانهم. مفيش نص نص، مفيش رجوع. أنتِ جاهزة لده؟" "مولودة جاهزة، فايبر"، ردت ناعومي، وصوتها ثابت وواثق. رومان هز راسه، وبعد كده ساعدها تلبس الچاكيت. لما لفت عشان تواجه الناس، وشعار منبوذو الشيطان بيلمع على ضهرها، طلعت زغاريد من الأعضاء المتجمعين. المدامّات القدام سقفوا بأدب، بالرغم من إني لاحظت إن كام واحدة منهم شكلهم مش فرحان أوي. المزيكا رجعت تاني، أعلى من الأول، والناس هجمت عشان تهني ناعومي. المشروبات ماشية زي المية، والاحتفال دخل في مرحلة أعلى. رومان متجمع حواليه إخواته، وبيستقبلوا التطبيل والتهاني كأنه هو اللي بيتكرم. ناعومي فضلت جنبه، ومبسوطة بمكانتها الجديدة، وساعات بتبص ناحيتي بنظرات مش عارفة أفهمها بالظبط. أنا فضلت قاعدة على الكنبة، وحاسة إني غريبة عن المكان أكتر من أي وقت فات. محدش جه قعد معايا. رومان ما جاش عشان يطمن عليا. المدامّات القدام التانيين نقلوا لمنطقة تانية، وما عنديش طاقة أحاول أدخل في الدايرة بتاعتهم تاني. وأنا بتفرج على رومان مع ناعومي، وشايفة الألفة السهلة اللي ما بينهم، ما قدرتش ما أسألش نفسي لو كان فيه حاجة تانية في علاقتهم أكتر من اللي رومان قاله لي. الحفلة عمالة تدور حواليا، وأنا قاعدة ساكتة وهادية في فستاني الصيفي اللي كله ورد، زي وردة جنينة اتزرعت في تربة صخرية. رومان لمحني بعينه من الناحية التانية من الأوضة، رفع البيرة بتاعته كإشارة منه، وبعد كده رجع للاحتفال بتاعه. غصبت نفسي على ابتسامة ورفعت كاستي اللي شبه فاضية بالرد، مع إنه كان بص بعيد بالفعل. هي دي حالتنا دايماً في النادي. وأنا قاعدة هنا دلوقتي، بدأت أقلق إن ده اللي هيفضل دايماً.
تعليقات
إرسال تعليق