روايه دموع بايروب - الملكة والفقيرة في معركة المصير الواحد
دموع بايروب
بقلم,
فانتازيا
مجانا
بايروب اللي بتضطر تخرج الغابة عشان تجيب أكل لعيلتها الفقيرة المريضة، وهناك بتتصاب بهجوم كلب صيد وبيتم إنقاذها من مجموعة فرسان. بيطلع القائد بتاع الفرسان هو الملك جارنيت، شريكها (الميت)، اللي بيكون متجوز بالفعل بس ما بيرفضهاش وبيصر إنه مش هيسيبها، وده بيصدم بايروب المسكينة. في نفس الوقت، بنشوف ياسبر، وهو شاب غني وقوي ومحتار، أبوه بيضغط عليه عشان يحضر مسابقة القوة ويتجوز سيدة من الطبقة العالية، رغم إنه عايز يستنى شريكته. ياسبر بيلاقي راحته بس مع الدِيابة بتاعته كايدن وشيلا، وبيخاف إن السفر للمسابقة يعرض شيلا للخطر وهي حامل.
بايروب
بنت فقيرة، ضعيفة، بتضحي عشان عيلتها، بس بتلاقي نفسها شريكة (ميت) الملك الغني وده بيخوفها.جارنيت
الملك. شخصية قوية لكن حاسمة، متجوز الملكة بس بيعترف ببايروب كشريكته وبيتمسك بيها رغم وضعه.ياسبر
شاب غني وقوي، بيحب الدِيابة بتاعته، رافض الضغوط الأبوية عشان يتجوز زواج مصلحة، ومصر يستنى شريكته الحقيقية.بايروب وأنا ماشية، كنت بأمسح عيني في الغابة بدور على أي حاجة تتاكل. ماما كانت عيّانة ومش قادرة تشتغل، وبابا دخله ما كانش مكفي نجيب أكل، فكنا ميتين من الجوع... تاني. مش عارفة إخواتي الكبار كانوا بيعملوا إيه بالظبط، بس واضح إن محاولاتهم ما نفعتش عشان ما جبناش أي أكل، وأنا ما أقدرش أشوف إخواتي الصغيرين بيتضوروا، فقررت أطلع لحد هنا. بأحاول ألاقي أي حاجة، أي حاجة، عشان نقدر نقاوم الجوع شوية كمان. بس أنا مش شاطرة في النباتات خالص، ومش عارفة إيه اللي خطر وإيه اللي لأ. كمان ما باعرفش أصطاد، فقلت أحاول ألاقي أي حاجة أكون عارفاها وأتمنى إنها تنفع. لقيت كام فِطر شكلهم كويس، وطيت وبدأت أملأ السلة بتاعتي، يا رب ماما تعرف إذا كان ينفع نأكلهم ولا لأ. صوت خبط أغصان الشجر والوشوشة المفاجئة العنيفة للورق خلتني أرفع راسي، بأحاول أحدد مصدر الصوت. خبطات قوية على أرض الغابة ونُباح كِلاب خلتني أقوم مفزوعة. إيه اللي بيحصل ده؟ رجعت بضهري بالراحة بعيد عن الاتجاه اللي الصوت جاي منه. أجري ولا أتخبى؟ ما لحقتش آخد قرار أعمل إيه، وإلا فيه حاجة ضخمة بنيّة ضَرَبَت طلعت من الشجر. صرخت وبدأت أجري من غير ما أفكر في أي حاجة، الوحش كان بيُنهج وسمعت الخبطات بتلاحقني. أنا بأنهَج وزقيت رجلي أسرع، كانت بتحرقني وصدري وجعني بس ما بَطّلتش جَري. أنا ما ينفعش أموت بالطريقة دي، يا ترى عيلتي هاتزعل على خسارتي ولا يكونوا مبسوطين إن فيه بوق (فم) أقل يتصرفوا عليه؟ أكيد الاحتمال التاني. الوحش بقى ورايا بالظبط دلوقتي، أنا سامعاه، تقريباً حاسة بيه. وقتها عرفت إن نهايتي جت، بس فضلت أجري. الشجر بقى ضباب قدامي، ما بقاش غير لَغَوشة وأنا بأجري بأقصى سرعتي. بس مش بسرعة كافية للأسف. فجأة، سمعت خبطة قوية ورايا مباشرةً، بس ما تجرأتش أبص ورايا. فيه صريخ سمعته، بس الخبطات وقفت. فجأة حسيت بوجع بيخترق رجلي وصرخت وأنا بأقع على الأرض. سمعت زمجرة وصوت صُراخ أكتر غَرق وداني، وأنا حاسة بالدم بينزّ من الجرح اللي في كعب رجلي. جزمتي المتقطعة ما قدرتش تصمد قدام المخلوق ده. قَلَبْت على ضهري وبصيت على... كلب؟ فيه كلب ماسك رجلي وبيزَمجر عليا. راح فين الوحش الضخم؟ شفت رجالة لابسة دروع على خيل، وهناك كان موجود. الوحش الضخم كان مرمي على الجنب قدامي، وكام راجل منهم كانوا بيبصوا عليه. "معلش يا أنسة، إحنا آسفين، ما كناش نعرف إن فيه حد هنا، والصيد سَحَبْنا قريب قوي من القرية"، الراجل قال. نزل من على الحصان ومشى ناحيتي، وشكله آسف. نَطَق بأمر معين، والكلب رجع لورا وقعد فوراً، سَمَع كلام الراجل. "أنتِ كويسة؟ يا رب ما تكونيش اتأذيتي"، الراجل قال، وأنا بصيت له تاني. عينينا اتقابلت وحسيت بحاجة "طَقّت" جوايا. شريكي. هو ده شريكي. بصيت عليه بسرعة، شكله غني ولابس الشعار الملكي على درع صدره. مستحيل يرغب فيا، أكيد هيشوف إني ضعيفة قد إيه ويرفضني فوراً. مد إيده اللي لابسة جونتي ناحيتي، وأنا خدتها بتردد، مستنية اللحظة اللي هيرفضني فيها. شدّني ووقفني، والوجع اللي ضرب في كاحلي خلاني أقع تاني. مسكني، ولما شفت القلق في تعابيره، نَفَسي كاد يوقف. هو ما كانش باصص لي بقرف، كان شكله... قلقان. "أنتِ اتعورتي. إحنا هانساعدك وبعدين هانرجعك لعيلتك"، قال، وما قدرتش أبص في عينيه، بدال كده بصيت في الأرض وهزيت راسي بالموافقة. دي اللحظة اللي هيرفضني فيها ومش هنتقابل تاني. هو هايستنى لحد ما أخف قبل ما يسيبني. يا ترى هو عارف إنه بيخليني أخف عشان يكسرني تاني؟ كنت دايماً بأتمنى شريك يحبني ويهتم بيا. أنا دايماً كنت باهتم بعيلتي حتى لو أنا كمان كنت مكسورة، وكنت بأتمنى إن شريكي ياخد باله مني. دلوقتي واضح إنها مجرد أحلامي الهبلة تاني. كان ساندني وأنا بعرج لحد ما وصلت لرجّالته. "اسمك إيه؟" سألني وهو بيسلمني لمعالج (مُداوٍ). "بايروب"، قلت. "بايروب جونسون"، قلت له، وهو هز رأسه. "أنا جارنيت ويليامز"، قال وغَمَز لي. بصيت له بعينين واسعة ومبرقة. ده الملك بتاعي. هو متجوز الملكة. مستحيل يطلّق عشان يكون معايا أنا، شريكته المَغلوبة على أمرها. المُعالج كان قعدني على سرير وبيهتم برجلي. الملك وطى عليا، نَفَسه كان بيخبط في ودني، وقلبي وقف. "أنا يمكن أكون متجوز، بس أنتِ شريكتي، وأنا مش هأسيبك بسهولة كده"، وِشوش في ودني، وأنا بصيت وراه بعدم تصديق وهو بيطلع من الخيمة. قريباً، كنت هأشوف قد إيه كان صادق في كلامه ده. ياشبَر "مش محتاجين زيادة! إحنا بالفعل عندنا كل حاجة محتاجينها! أنا مش هاحضر المسابقة دي عشان أخش في دوامة الطبقة الأرستقراطية العليا!" صرخت في وش بابا. أنا عارف إنه عايز الأحسن ليا، بس أحياناً رد فعله بيكون مبالغ فيه أوي. "مش الأرستقراطيين وبس يا ابني! يمكن نقابل العائلة المالكة كمان! أنت مش فاهم دي فرصة عاملة إزاي؟ حياتنا كلها ممكن تتغير للأحسن!" قال وهو متحمس، وأنا بصيت له بذهول. "مش محتاجين الأحسن، إحنا بالفعل عندنا اللي محتاجينه، وسهل علينا نجيب أي حاجة تانية عايزينها، مش لازم نعمل ده"، قلت له. هو اتجنن. إحنا بالفعل عندنا فلوس وسُلطة، الحقيقة عندنا أكتر من اللي محتاجينه، ودلوقتي هو عايز أكتر؟ "الموضوع ده انتهى، أنت هتحضر المسابقة، وخلاص!" زعق فيا، ووقف من الكرسي عشان يأكد كلامه، وأنا كنت بأبص له من الناحية التانية من المكتب. لما يكون بالمنظر ده، مستحيل يتنازل، عشان هو بيكون قرر إن ده أحسن حاجة ممكن نعملها. لف حوالين المكتب وحط إيديه على كتافي. اتنهد وقال: "يا ابني، أنا مش باعمل غير اللي فيه مصلحتك، والمسابقة دي ترقية كبيرة. يمكن حتى نلاقي لك زوجة كويسة". صرخت تاني. "يا بابا!" زعقت له. "أنا قُلت لحضرتك قبل كده إني مش عايز أتجوز دلوقتي. قُلت لك إني عايز أستنى شريكتي"، قلت، وهو اتنهد. "يا ابني، يمكن شريكتك دي ما تقدرش توفر لك اللي محتاجه. لازم تلاقي لنفسك زوجة تقدر تديك اللي أنت محتاجه، ولو شريكتك دي طلعت بنت فلاحة غلبانة، مش هاتقدر تعمل كده"، قال لي، وكنت لسة هأعترض لما كمل كلامه. "ما ينفعش تستنى البنت اللي يمكن أو ما يمكنش تكون قادرة تهتم بيك، لازم تلاقي سيدة محترمة"، قال. فتحت بوقي عشان أحتج، بس هو رفع صباعه عشان يسكتني. "مش عايز أي اعتراضات، ومش هنتناقش في الموضوع ده تاني. هتحضر المسابقة وهتتجوز سيدة مناسبة، الموضوع انتهى"، قالها بحزم، وأنا طلعت من مكتبه وأنا غضبان. هو مش فاهم. عمره ما بيديني فرصة أتكلم وأشرح. هو ما بقاش بيسمعني، بياخد كل القرارات لوحده وبيفتكر إني مش هأعترض على أي حاجة لما يقول لي على قراراته. فتحت بوابة الحوش، وطلعت صفارة خفيفة عشان أعرّف الدِيابة إني وصلت. سمعت نُباح وجالي كايدن بيجري ناحيتي. قعد قدامي، وأنا حَكَكت له ودانه. "إزيك يا واد، فين شِيلا؟" سألته، فقام من مكانه بسرعة وبدأ يجري ناحية الأقفاص. مشيت وراه، ولما وصلنا شفت شيلا قاعدة على الأرض برا القفص، كانت نايمة. كايدن حط مناخيره على رقبتها وقعد جنبها. ابتسمت للاتنين ونزلت على ركبتي جنبهم. ودنها وِقِفت وفتحت عينيها عشان تبص لي. إيدي لمست بطنها، وحسيت بالانتفاخ اللي فيها. هما مستنيين جِراوي (صغار الدِيابة)، وأتمنى إنهم يعيشوا، بس عارف إن فيه خطورة كبيرة إنهم ما يكملوش. كايدن هز ديله ولحس خدي، فضحكت وطبطبت على راسه. الدِيابة بتفهمني زي ما محدش تاني بيفهم، ودايماً بيقدروا يخلوني أحس إني أحسن. يا رب بابا يخليني آخدهم معايا المسابقة. هي مش هتبدأ غير الشهر الجاي، بس العُرف إن فيه حفلة كبيرة (بال) قبل أسبوع من بداية التدريب والمسابقة. السفر للقلعة اللي المسابقة هاتتعمل فيها هياخد وقت برضه. أتمنى شيلا تخلف قبل ما نسافر، أو بعد ما نوصل، عشان ما تكونش في خطر كبير. وأنا بأطبطب على فِرو شيلا الأبيض الناصع، سيبت نفسي لأفكاري. المنافسين من كل الممالك العشرة بيشاركوا في الحدث ده، ومعظمهم بيتدربوا حياتهم كلها عشان يحققوا نتيجة كويسة ويبقوا من الكبار وسط الطبقة الأرستقراطية العليا. بس المناسبة دي السنة دي شكلها هاتكون مختلفة، عشان الأمير ووريث العرش الوحيد وصل لسن الجواز. المملكة غالباً بتدور على أقوى شخص يتجوز من العائلة المالكة، ودايماً القرار بيتاخد بناءً على مين بيكسب في المسابقة. في المسابقة، الرجالة بتنافس الرجالة، والستات بتنافس الستات، عشان كده مش بيبقى صعب عليهم يقرروا مين السيدة المناسبة للأمير. غالباً هيكون فيه ستات كتير بيحاولوا يخطفوا التاج، مش هيفكروا كتير في مين بيتجوزوا، كل اللي يهمهم هي القوة اللي هيكسبوها. أنا محظوظ إن وريث العرش ما طلعش بنت وأنا اللي بنافس على إيدها، ما أقدرش أتخيل بابا كان ممكن يعمل إيه في الحالة دي، عشان وقتها كنت مستحيل أحضر المسابقة. أنا عايز أستنى شريكتي. كنت عايز على الأقل أقابلها، أشوفها، أياً كانت مين. بيقولوا إن الشريكة دي بتكون مَتفَصَّلة (مُعدَّة) ليك، وإنكم هتحبوا بعض حب غير مشروط. نفسي أعرف الإحساس ده، إحساس الحب الحقيقي. عشان ده اللي بيتقال على الشركاء، حب حقيقي، ورباط عمره ما يتكسر. كايدن لحس إيدي، وابتسمت له بكسرة. لما بابا يهدى، هأسأله إني آخد الدِيابة معايا. يا ترى العائلة المالكة هاتسمح بكده؟ يا ترى هو هايسمح بده؟
تعليقات
إرسال تعليق