القصر الإمبراطوري | مصير الأميرة وحبها الضائع
القصر الإمبراطوري
بقلم,
تاريخية
مجانا
مجبرة تسيب حبيبها عشان واجب عيلتها إنها تبقى محظية في قصر كوريو. وصلت متأخرة وشافت الإمبراطورة الأرملة الصارمة اللي حذرت المحظيات الجداد، واتصدمت لما قابلت الإمبراطورة الشابة اللي لطشتها كف عشان مكنتش عارفاها. نيانج حست باليأس والوحدة لحد ما واحد غامض قالها اسمه "تشوي وو بين" عزمها على العشا، بس طلعت المفاجأة إنه الإمبراطور نفسه اللي هي المفروض تبقى محظية عنده.
نيانج
نبيلة من مقاطعة ليايونج، مجبرة على دخول القصر. شخصية قوية وحريصة على البقاء، بس قلبها متعلق بحبها القديم.السيدة بارك
بتهتم بالسمعة والمكانة السياسية للعائلة أكتر من مشاعر بنتها.وانغ كوه
حبيب نيانج اللي عرض عليها تهرب معاه، بيمثل الحب والحرية اللي نيانج ضحّت بيهم.الإمبراطورة الأرملة
سيدة عجوز ذات نفوذ وخبرة، بتحذّر المحظيات بصرامة من أي مشاكل.
الرياح الباردة بتاعت بالليل خلتها ترتعش تحت هدومها اللي لابساها. كانت سارحة خالص في أفكارها لدرجة إنها مسمعتش الخادمة لحد ما خبطتها بخفة. "الآنسة نيانج، صاحبة العظمة طالبة حضورك في الجناح بتاعها." نيانج هزت راسها كده، ومشّت الخادمة بإيماءة وبصوت واطي أوي: "شكراً ليكي، اتفضلي إنتي." مشيت في الممرات وكانت بتتفرج على الخدم وهما بيقوموا بشغلهم. ابتسمت لهم وهما بيوقفوا عشان ينحنوا لها وهي معدية. وصلت للجناح بتاع والدتها، ومرافقة السيدة أعلنت وصولها: "يا صاحبة العظمة، السيدة النبيلة وصلت." عدت لحظات بسيطة قبل ما صوت فيه سلطة يتكلم: "تمام، خلوها تدخل." الباب اتفتح ونيانج دخلت برقة زي أي ست نبيلة في مستواها. وقفت وانحنت لوالدتها، جبهتها ضاغطة على الأرض السقعة، الجو كان تلج. وقفت مستنية لحد ما يطلبوا منها تقعد، وبعدين قعدت. السيدة بارك بصت لبنتها، بتفحص عينيها البني دي اللي رموشها السودا الطويلة شكلها متسرح. بصت تاني على مناخيرها الطويلة المفرودة اللي راكبة بالملّي بين عينيها. نظرتها راحت على شفايفها، حمرا، وممتلئة، وصغيرة. عينيها فضلت تتنقل، بتذاكر وش بنتها، بتاخد بالها إزاي عضم خدودها العالي ده لايق عليها أوي. "أمّونيه، أنا عملت حاجة غلط؟" نيانج سألت وهي بتتوتر من بصة أمها، وده اللي خلى السيدة بارك تفوق من سرحانها. "كام مرة لازم أقولك إنك متتكلميش الأول، تسمعي بس؟" جاوبت السيدة بارك وهي متضايقة شوية. بسرعة، نيانج نزلت راسها اعتذاراً. "طيب يا نيانج. استعدي، هتمشي خلال شهرين بالظبط (قمرين)." قالت أمها كده. وهي مش متأكدة هتروح فين، بس مش عايزة تضايق أمها لو سألت، فسكتت، متأكدة إن الإجابة هتيجي لوحدها. بعد شهرين "أبوكي محافظ على منطقة ليايونج، وأظن إنك عارفة إن الإمبراطورة الأرملة أعلنت إن الإمبراطور هياخد محظيات؟ عشان أوفّر عليكي القصة، اللي هتسمعيها بعدين، أبوكي وأنا قدمنا اسمك بكل سرور كمرشحتنا. مش عايزة أي جدال ولا اعتراض. هتخرجي مع غروب الشمس، وأنا متأكدة إنك عارفة معلومات كفاية وزيادة عشان تبقي محظية، عشان كده، متخيبّيش ظني، ممكن تروحي دلوقتي." قالت السيدة بارك الكلام ده وشربت رشفة من الشاي بتاعها، اللي نيانج عارفة إنها متعودة تعمل كده عشان تنهي الكلام مع اللي قدامها وتصرّفه. قامت وانحنت تاني، ومشيت متخشبة بره. أول ما بقت في الممرات، رجليها سابتها ووقعت. قعدت على الأرض هناك لحد ما الخادمة الشخصية بتاعتها، هيون سوه، خبطتها بخفة. "يا سيدتي، جه وقت الروّاح. أنا لميت حاجتك، ولو مش عايزة تغيّري هدومك، الكارّو (العربة) مستني عند الباب بره." نيانج بصتلها كأنها بتقول كلام مالهوش معنى. في الآخر، قامت ومشيت ناحية الكارّو. وقفت قدامه ولفت وشها عشان تبص على البيت تاني. أمها مشيت ناحيتها وبوّستها في جبهتها: "لازم تبقي قوية يا بنتي، هتتوحشيني." ومسحت الدموع اللي على وشها. نيانج فضلت بصالها، واضح إنها مذهولة من الجانب ده في شخصية أمها. انحنت لأمها وللبيت، وكل الخدم انحنوا لها برضه. هيتوحشوها هي وحياتها اللي كانت مليانة بهجة. في الكارّو، كانت قاعدة لوحدها جوه، وست حراس وجنديين وهيون سوه كانوا راكبين على حصنة بره. كانت ماسكة جواب، من الراجل اللي كان عندها مشاعر قوية ناحيته. قرأته بدقة وعيطت على مصيرها. الكارّو وقف، وسمعت صوت هيون سوه: "يا سيدتي، اللورد وانغ كوه عايز يكلمك." عند الاسم ده، قلبها نزف. تماسكت وقالت: "ا سمحي له." بسرعة، سمعت صوته من ورا الشباك المقفول: "نيانج، مش لازم تعملي كده. تعالي معايا، هنسيب كل حاجة، نروح أي مكان محدش يعرفنا فيه، ونعيش في بيت في مزرعة، ونخلّف عيال مع بعض، أرجوكي." على قد ما كانت عايزة تعمل كده، عرفت إنها متقدرش، فجمعت شجاعتها: "وانغ كوه، مقدرش أهدم سمعة ونزاهة عيلة بارك، اللي خدت وقت طويل أوي عشان تبنيها، عشان سبب يخصني أنا. ده هيكون أنانية وظلم. أنا عندي واجب، وحتى لو واجب مش مرغوب فيه، لازم أتمّه. خد دول، احنا هنروح في طريقين مختلفين دلوقتي." مدّت له الجواب بتاعه، والخاتم اللي كان مديهولها كرمز لحبه. بصتله وقلبها انكسر فوراً بس كانت حريصة إنها متبيّنش ده. "هنروح في طريقين مختلفين... طيب خلاص، أتمنالك الحظ في أي طريق هتختاريه، بس عمري ما هنساكي ولا هبطل أحبك." غمغم كده ودار ضهره، ركب حصانه بأسرع ما يقدر من غير ما يبص وراه. دمعة نزلت على خدها بس مسحتها في نص السكة. مفيش داعي للعيّاط، قالت لنفسها، خلاص كل ده راح. كل اللي عليها تعمله دلوقتي إنها تلاقي طريقة عشان تضمن إنها تعيش في الخرابة دي اللي فيها المحظيات وحتى الإمبراطورة بيقتلوا ويحاربوا بعض. على الرغم من إن الإمبراطور مخدش أي محظية لحد دلوقتي، هي كانت عارفة إن الموضوع مش هيكون مختلف. "يا صاحبة العظمة، إحنا وصلنا." قالت هيون سوه، والكارّو وقف. نيانج أخدت نفس وطلعته لحد ما حست إنها هديت شوية. نزلت وبصت على بيتها الجديد، اللي ممكن يقرر مصيرها، القصر الإمبراطوري بتاع كوريو، وابتسمت. بالوقت اللي وصل فيه موكبهم القصر، كانوا متأخرين خلاص والسما بدأت تمليها سُحب غامقة. سونغنيانج فضلت بصة على المباني المهيبة، كل حاجة شكلها منظمة ومثالية، بس هي كانت عارفة إن من جوه، الموضوع بعيد خالص عن الكمال. بإرشاد من خَصِيّ، ودوها أوضة واستنت بره لحد ما مرافقة السيدة أعلنت وصولها. "السيدة بارك سونغنيانج من مقاطعة ليايونج يا صاحبة الجلالة." دخلت وشافت باقي المحظيات قاعدين بالفعل. بعد ما اعتذرت وقدّمت احترامها، شاوروا لها تقعد فين، فقعدت وهي حاسة بالتوتر وبتحاول متعملش أي غلط، وهيون سوه واقفة وراها. الإمبراطورة الأرملة نضّفت زورها وبدأت تتكلم. "أهلاً بيكم في القصر. هتكونوا رسميًا محظيات من الرتبة السادسة بكرة. خُدوا بالكوا، إنتوا هنا أساسًا عشان تخدموا كدعم سياسي لجلالة الإمبراطور وتجيبوا وُرّاث لو قدرتم. متفتكروش إنكم هتحوّلوا القصر ده لساحة معركة، لأن الإمبراطورة مش سيدة سهلة، وأنا نفسي مش هقعد أتفرج عليكوا تعملوا كده برضه. أنا نجيت من ١٢ محظية وإمبراطورة قبل ما أنا نفسي أبقى إمبراطورة، عشان كده، أي خدعة ناوية تستخدميها أنا هعرفها. ممكن تتمشّوا في ساحات القصر لو عايزين أو تروحوا جناحكم تستريحوا. الخصيان والمُشرِفات هيجوا يزوروكوا بكرة. تصبحوا على خير." الإمبراطورة الأرملة، وهي سيدة شكلها صارم ومُحنّك، وجّهتهم، وكلهم وقفوا قبل ما هي تسيب المكان وتمشي. بعد ما مشيت، جت سيدة يمكن في نفس سن نيانج وقربت منها. "أهلاً، أنا آن يو ناه، من مقاطعة كيونج ووك. أنا شايفة إننا ممكن نبقى صحاب. سمعت إن الإمبراطورة متضايقة جداً من فكرة إنه الإمبراطور ياخد محظيات، بس مع المتمردين اللي موجودين هنا وهناك، لازم الإمبراطور يعمل كده عشان يثبّت حُكمه ويضمن دعم آبائنا. أنا عمري ما شفت الإمبراطور ولا جيت القصر ده قبل كده. إنتي شفتيه؟" قالت السيدة آن الكلام ده بسرعة لدرجة إن نفسها كان هيتقطع. نيانج ابتسمت. "والله أنا بارك سونغنيانج من مقاطعة ليايونج. معرفش أي حاجة عن الإمبراطورة، بس أنا ناوية أعيش وأنجو هنا. أنا نفسي أتمشى شوية في ساحات القصر، تحبي تيجي معايا؟" سألتها، بس السيدة آن هزت راسها ببساطة: "أنا تعبانة وعايزة أرتاح قبل بكرة." نيانج هزت راسها ومشت بعد ما وجّهت هيون سوه إنها تستريح وتجهّز لها حمّام وأكل قبل ما ترجع. مشيت بحرّية وهي معجبة بالسما الصافية المليانة نجوم. كل حاجة في القصر كانت بتشدّها، المباني العالية، الحراس، الخصيان والخدم اللي بيمشوا وهم موطّيين راسهم. كانت بتبص حواليها وهي ماشية فخبطت في حد. "يا قلة الأدب دي!" صوت ست صرخ. رفعت نيانج عينيها وشافت واحدة شابة، أكبر منها بسنة يمكن، متزيّنة ومتمكيجة جامد. وراها صف طويل من الخدم والخصيان والحراس ومرافقات السيدة. طاااخ!!! نزلت كف على خد نيانج، وقعت على الأرض. "لسة مبقتيش محظية رسميًا وبتتصرفي كإنك بنت شوارع خلاص. يمكن مامتك معلمتكيش الأدب صح." قالت الست المتزينة دي الكلام ده. الغضب لمع في عيني نيانج. "متقلّيش أدبك على أمي، يمكن إنتي اللي متعلمتيش الأدب." الخدم اتخضوا وشهقوا، وواحدة من المرافقات وبّختها: "متعرفيش إن دي الإمبراطورة؟!" نيانج اتنهدت في سرّها وقامت ببطء. "أنا آسفة يا صاحبة الجلالة." وطّت راسها. الإمبراطورة ضحكت: "إيه اسمك؟" سألت. "أنا بارك سونغنيانج من مقاطعة ليايونج." جاوبت نيانج بأدب. "السيدة بارك... أنا هشيلك إنتي أول واحدة." جاوبت الإمبراطورة ومشيت، وهي رافعة مناخيرها للسما. نيانج حست بالإحباط ومشيت ببطء وهي بتدعك خدها الأحمر والوارم. قعدت على الأرض والدموع اتجمعت في عينيها. وحشتها عيلتها، ووانغ كوه. في البيت دلوقتي يمكن يكونوا بيتعشوا. على فكرة العشا، بطنها قرقرت بصوت عالي، وضحك صوت: "تحبي تتعشي معايا؟" الراجل ده، شكله وسيم ولابس هدوم بسيطة وشعره سايب، مظاهرش إنه حد مهم، فوافقت وقامت. "إنت مين لو سمحت؟ أنا لسة واخدة كف من الإمبراطورة عشان مكنتش عارفة إنها هي." الراجل ضحك، مع إن الضحكة دي مكنتش حقيقية أوي. كانت شبه ضحكة متمرّن عليها أكتر. "أنا ولا حاجة، ناديني تشوي وو بين." نيانج هزت راسها وابتسمت لما شافت ترتيب العشا. بعد ما أكلوا، استأذنت عشان تمشي، فسألها: "إيه اسمك وإنتي مين؟" حسّت إنها أعلى منه، فجاوبت: "أنا بارك سونغنيانج، محظية غير رسمية من الرتبة السادسة، تصبح على خير." انحنت ومشيت، وسابت عينيه وراها بتراقبها. نيانج حست إنها تعبانة، بسرعة أخدت حمام أول ما وصلت الجناح اللي كلهم فيه. السيدة آن جت تزورها. "كنتي فين من بدري؟ كنت مستنية عشان نتعشى سوا بس مجيتيش فأكلت لوحدي." قالتها وهي بتشرب الشاي من الكوباية بتاعتها. "والله أنا خبطت في الإمبراطورة وخدت كف وتهديد كهدية ترحيب منها..." نيانج اتقطعت بسبب السيدة آن. "إنتي الإمبراطورة ضربتك كف؟!!" صرخت، لفتت انتباه كل اللي موجودين. نيانج هزت راسها وحسّت تاني بوجع خدّها. "وبعدين اتعشيت مع تشوي وو بين،..." اتقطعت كلامها تاني عشان السيدة آن بصقت الشاي اللي كان في بقها على وشها، وبعدين همست: "لو اتمسكتي بتنطقي الاسم ده بحرية، هتتعاقبي. إنتي لسة متغدية (اتعشيتي) مع الإمبراطور! يا بختك." قالتها وهي سارحة في خيالها. نيانج فتحت بقها. تشوف الإمبراطور والإمبراطورة في يوم واحد؟ هاها، ممكن الأمور تسوء أكتر من كده؟ "تصبحي على خير يا سيدة آن، أنا عايزة أنام." كذبت وهي بتتمدد على سريرها، محتاجة وقت لنفسها عشان تفكر. ببطء، غطست في النوم وهي بتحلم بالصبح اللي جاي... نهاية الفصل. أتمنى يكون عجبك؟ الفصل الجاي مش هيتأخر، ولو عندكوا أي أفكار ليوم بكرة، اللي هو يوم تتويج المحظيات، هكون ممتنة لو كتبتوها في قسم التعليقات. متنسوش تضغطوا على النجمة الصغيرة اللي على شمال الشاشة من فضلكوا. شكراً على القراءة. شكراً جزيلاً.... -- وشكرا لتطبيق Novloo | نوفلو
تعليقات
إرسال تعليق