الأرض المحرمة - مهمة لوسي وإيرزا الأخيرة للنجاة
الأرض الحرام
بقلم,
آسيوية
مجانا
صراع الجيش الياباني ضد مجموعة قوية اسمها الإمبراطورية، اللي خانت العالم وحولت الصين كلها لـ "أرض حرام". بتحكي عن الملازم لوسي أشلي، جندية في الجيش الياباني، وهي أخت العقيد الجامدة إيرزا سكارليت، بعد حرب دامت 10 سنين. لوسي وإيرزا طول الوقت تحت هجوم مستمر من الإمبراطورية اللي بتحاول تخلص على اليابان عشان فيها ناس زي فيري تيل. هما الاتنين اتدربوا على إيد الجنرال ماكاروف، وبيواجهوا الموت كل يوم وهما بيتمنوا حياة طبيعية بسيطة بعد الحرب دي.
لوسي
الأخت الصغرى بالتبني للعقيد إيرزا. جندية ماهرة ومتمردة، انضمت للجيش عشان ما تسيبش أختها تواجه الحرب لوحدها. حقدها على الإمبراطورية بيخليها دايماً عايزة تشوف نهاية للحرب.إيرزا
الأخت الكبرى بالتبني للوسي. جندية عظيمة معروفة في الجيش الياباني. قوية، قيادية، وبتعتبر نفسها مسؤولة عن حماية لوسي.ماكاروف
قائدهم الأعلى. رغم إنه راجل قصير وعجوز، بس هو مدرب صارم وبيستخدم طرق قاسية في التدريب عشان يضمن إن جنوده يفضلوا عايشين.أنا الملازم الثاني لوسي أشلي سيليستيل هارتفيليا. كنت معروفة في كل القاعدة في اليابان وفي الجيش كله بأني الأخت الصغرى للعقيد العظيمة إيرزا سكارليت. لما كنت حوالي تلات سنين، كان ده وقت ما والديَّ اللي ولدوني تبنوا إيرزا. ولما وصلت عشر سنين، هما اتقتلوا في هجوم إرهابي. كنت محظوظة إن أختي الكبيرة كانت جنبي وبتراعيني. ومعداش حتى نص سنة، وإحنا اتمسكنا عند الجنرال العظيم ماكاروف دريار. كسبنا أخ اسمه لاكسوس، كان عقيد زي إيرزا بالظبط. من عشر سنين، الإمبراطورية اللي هي مجموعة كبيرة وقوية جداً من الناس، خانت العالم كله، وكسرت معاهدة السلام وهجمت. بطريقة ما، كسبوا وبقوا أقوى بعد كل بلدة صغيرة ياخدوها. أجبروا الناس يا إما ينضموا لهم يا إما يموتوا. أطفال كتير اتمسكوا واتغسل مخهم وبقوا جنود. عشر سنين طويلة. أنا وقتها كان عندي ستة عشر سنة. كنت دايماً بتفرج على الأخبار وأسمع إزاي أختي وأخويا كان لازم هما اللي يتولوا المسؤولية. أنا انضميت للجيش بعد كام شهر بس، ما كنتش عايزة أسيب أختي لوحدها. ما كنتش عايزة الشخص اللي أنقذني من إني أخسر حياتي ألاقيه لوحده في حرب زي دي. عشان كده اتعلمت من جدنا بالتبني ماكاروف. اتعلمت من أخويا بالتبني لاكسوس. وبقيت جندية. في العشر سنين دول، ظهرت مجموعة في اليابان معروفة باسم فيري تيل. كانوا زمان مجموعة ناس على قدهم في العمليات، بس اكتشفوا إنهم بجد. قصصهم، إنهم كسبوا معارك مستحيلة، ما بيوقفوش إلا لما المهمة تخلص. نادراً ما بيخسروا. كانوا جامدين ونشروا الرعب. الصين كلها بقت أرض حرام، مكان ماحدش يقدر يعيش فيه، غزته الصواريخ ودمرت حاجات كتير وخلت البلد كلها مش مستقرة. فيري تيل بس هما اللي ممكن يدخلوها، ولو أي حد تاني دخلها، ده كان بيبقى لما بلدنا بتكون محتاجة إمدادات بالعافية. أنا وإيرزا سمعنا قصصهم، وإحنا الاتنين كنا عايزين ننضم ليهم. بعد عشر سنين طويلة، أخيراً كان عيد ميلادي الستة وعشرين، وده بيعلّم مرور العشر سنين على الحرب دي. ضيعت الفرحة بتاعة اليوم ده. شفت الهجوم. شفت الناس اللي بحبهم بيتذبحوا كأنهم ولا حاجة. كل ده عشان هما كانوا مؤمنين بحياة أحسن، أو عشان الصيادين كانوا عايزين دم زيادة على إيديهم. الإمبراطورية كانوا مجانين، أغبية، وبيكسبوا. عادةً الإخوات والأحبة ما ينفعش يشتغلوا جنب بعض، بس عشان أنا وإيرزا كنا ماهرين ومتدربين على إيد ماكاروف، سمحوا لنا نكون فريق ومعانا كلبي بليو. بليو ده كلب هاسكي أبيض صافي وكلب جيش مدهش جبته لما كان عندي سبعتاشر سنة. كان دايماً جنبي. كنت بس بتمنى إن في يوم نكسب الحرب دي ونعيش أخيراً حياة حقيقية، بيوت حقيقية، أكل حقيقي... أي حاجة بجد... حتى المدرسة وحشتني، يا ريت أي حاجة طبيعية. كنت قاعدة مع بليو، بطبطب عليه وهو هادي كالعادة. لفيت راسي عشان أشوف إيرزا وهي داخلة الأوضة. "وقت الراحة خلص، هنروح نفحص السور، شكلهم لسه بيهاجموا على عتبة بيتنا عشان روسيا وأمريكا مشغولين ومش فاضيين يساعدوا" إيرزا قالت كده فقمت أنا وقلت لبليو "دوّر" فاندفع يجري قدام وهو بيشمشم. أنا اتأكدت إن مسدسي جاهز قبل ما أنا وإيرزا نمشي بالراحة ورا بليو. "هما عايزين يسقطونا إحنا الأول" أنا قلت كده وبصيت لإيرزا اللي هزت راسها. "اليابان فيها ناس زي فيري تيل اللي مطلعين عين الإمبراطورية، عشان كده أنا فاهمة هما جايين منين، هما ضعفوا روسيا وأمريكا لدرجة إنهم مش عارفين يعملوا حاجة، فلازم يركزوا على أكبر تهديد ليهم" إيرزا ردت وهي بتفكر بعمق في الموضوع ده. أنا فضلت ساكتة مش عايزة أقطع حبل أفكارها، وهي بصت لي بعد شوية وابتسمت. "مافيش حاجة إحنا الاتنين ما نعرفش نعملها، هما أصلاً اللي طلعوا علينا الاسم ده" إيرزا قالت كده، فضحكت أنا عشان الناس في القاعدة بتاعتنا كانوا بيسمونا "بنات الجيش". هي كانت نكتة صغيرة في الأول، بس بعد كده اتحولت لاسم دلع حقيقي لينا. ما كنتش متوقعة إن الموضوع يوصل لكده. فضلنا ماشيين لحد ما وصلنا لبابين مزدوجين، وبليو كان بيزمجر عليهم وواقف مستعد للهجوم. "بليو تعالى هنا" همست، وهو سمع وجالي جنبي بالظبط، وأنا وإيرزا كنا جاهزين بالسلاح. "الفرقة التانية، بليو لقط حاجة" إيرزا قالت على جهاز الاتصال، وجالنا رد "خدوا بالكوا"، وفتحنا الأبواب عشان نشوف غزلان برية. بره السور كانت أرض خراب. منطقة صغيرة حوالين اليابان كلها شكلها كده. أرض الخراب اللي الإمبراطورية عملته. "عارفة إن ماكاروف هيعمل لك الحفلة السنوية العادية، ليه ما تفرحيش شوية؟" إيرزا سألت، والغزلان جرت وطلعت من الأوضة أول ما سمعوا صوت إيرزا. أنا اتنهدت وهزيت راسي. "اليوم ده ما بقاش يمثل عيد ميلادي، ده بيمثل الغضب من اللي عملته الإمبراطورية" رديت، وإيرزا اتنهدت وهزت راسها. ما كنتش قادرة ألاقي في نفسي إني أكون سعيدة النهاردة. أنا خسرت ناس كتير كنت أعرفهم وبعزهم وبحبهم. إيرزا بلغت إنها كانت مجرد غزلان، وطلبت إننا نتقابل بره في نقطة التجمع. "يا بليو أكيد أنت جعان، هناكل أكل لما نرجع البيت" قلت له وهو ورايا بالظبط، وبطبطب على راسه. أنا وإيرزا طلعنا من المبنى واتقابلنا مع فرقتنا، ورحنا لنقطة التفتيش عشان ندخل القاعدة. أول ما وصلنا هناك، سمعنا طيارات هليكوبتر جاية ناحيتنا. كلنا لفينا وبصينا، شفنا جنود الإمبراطورية بينزلوا، والطيارات كان فيها مدافع وبتضرب علينا فجرينا بسرعة عشان نستخبى. "واحد وقع" حد صرخ من ورانا، وما قدرتش أشوف إيه اللي بيحصل. أنا كنت بضرب قدامي وبعمل تصويب على رجالة الإمبراطورية اللي استخبوا ورا الحطام اللي إحنا كنا مجهزينه عشان نستخبى فيه إحنا كمان. إيرزا كانت بتبلّغ عن الهجوم، وفي ناس عندنا على السور بيضربوا آر بي جي على الهليكوبترات، وفي رجالة أكتر كانوا بيظهروا وبيضربوا نار تقيل. "لوسي اليمين أنا هروح الشمال" إيرزا صرخت وهي بتتحرك، وأنا اتحركت للشمال وقدرت أفلت من الرصاصة في اللحظة دي. بدأت أضرب نار تاني، ومعداش وقت طويل لحد ما احتجت إني أعيد التعبئة. وأنا بعمل كده، الفرقة اتقسمت نصين، شوية ورا ضهري وشوية ورا ضهر إيرزا. كنا بالراحة بنرجع هجومهم اللي على الأرض لورا. الرجالة اللي على السور قدروا يسقطوا هليكوبتر واحدة بس من الأربعة. "راجع عشان أجيب الهيلّيز (طيارات الهليكوبتر)" قلت على جهاز الاتصال وأنا جريت ورا، جبت قاذف الآر بي جي اللي في العربة المدرعة اللي كانت مستنية تاخدنا للقاعدة، وصوبت على هليكوبتر كانت فوقي بالظبط وضربت، وده خلاها تطير وتتكسر وتنزل على الشمال وماتصبش أي حد من رجالتنا. اتحركت ناحية الذخيرة على الناحية التانية من العربة المدرعة وأنا كنت بعيد تعبئة الآر بي جي، وبعض من رجالتنا ضربوا واحدة تانية. فاضل واحدة. بدأت تضرب نار عليا وأنا كنت ورا العربة المدرعة ومحشور في مكاني. كل اللي كنت سامعاه هو صوت ضرب النار من الهليكوبتر وصوت التخبيط بتاعه وهو بيخبط في العربة المدرعة. كنت عارفة إن العربة دي مش هتقعد كتير، فزحفت بالراحة لحد آخر الجنب، بس برضه كنت محشورة، وضرب النار فضل ورايا طول الطريق. كانوا مركزين عليا كويس أوي. سمعت صوت صفارة، فابتسمت بخبث. قاذف موجه. بعد شوية ضرب النار وقف، وسمعت صوت الهليكوبتر وهي بتقع وبتتكسر. قومت وشفت إيرزا بتجري ناحيتي، بصيت حواليا على بليو عشان أشوفه مع فرد تاني من الفرقة وخلّاه حر عشان يجري عليا. "كانت قريبة" إيرزا قالت وهي بتحضني. ضحكت وحضنتها أنا كمان. "مش جديد علينا" رديت، عشان احنا عدّينا بلحظات قريبة كتير. حظنا يا إما هيساعدنا ننهي الحرب دي في يوم من الأيام، يا إما هيخلص. كنت عارفة إن إنهاء الحرب ده حاجة بعيدة، بس أنا كنت بفضّل ده على إني أموت. ركبنا العربة المدرعة، وبليو كان في كرسي المدفعجي وراسه طالعة من فوق، وأنا كنت في الضهر. إيرزا كانت قدام، وواحد من رجالتنا كان بيسوق بينا للقاعدة لحد محطتنا عشان ينزلنا هناك. لحد مركز القيادة الرئيسي. اللي بنسميه بيتنا. هو معسكر تدريب أكتر ما هو بيت. ماكاروف دايماً بيخلينا تحت الاختبار والتدريب. دايماً مخلّينا متنبهين ومستعدين للحرب دي. معظم الناس كانوا بيكرهوا طريقته، بس دي اللي منعتنا إننا نتقتل بره. هو ما بدأش ده إلا لما إحنا طلبنا، فده خطأنا إحنا. أنا شخصياً بقيت أحب التدريب والاختبارات، وكنت عارفة إن إيرزا كمان بتحبهم. "يا لوسي هنروح نطمن على ماكاروف لما نرجع" سمعت إيرزا بتقول، وهزيت راسي وسندت لورا عشان الرحلة كانت قصيرة لحد مكاننا. نزلت وأنا ماسكة بليو معايا، وإيرزا بدأت تتمطى أول ما طلعت من العربة اللي سابتنا ومشيت على طول. دخلنا المبنى بتاعنا وأمرت بليو إنه يفضل في الأوضة الرئيسية. طلعنا فوق لغرفة القيادة عشان نشوف ماكاروف وهو باصص على الشاشات. "ده رابع هجوم الأسبوع ده" إيرزا قالت عشان تجذب انتباهه. "أنا سعيد إنكوا يا بنات طلعتوا سالمين" ماكاروف رد وهو بيلف راسه وباصص لإيرزا اللي كانت بتسأل نفسها لو كان هيختبرها ولا لأ. "هما بيبعتوا ناس أكتر وأكتر في كل هجوم، ممكن ما نعرفش نصمد بالفرق بس، لازم نبطل نستخبى" إيرزا قالت بعد كده، وماكاروف ابتسم وسألنا لو نيجي معاه. أنا وإيرزا بصينا لبعض باستغراب، ومشينا ورا ماكاروف لحد بلكونة الدور التالت، المكان اللي ما حدش يقدر يسمعنا فيه بجد. أنا كنت مستغربة. "أنتوا الاتنين بس اللي أقدر أثق فيهم ثقة كاملة" قال كده وهو بيطلع على الصندوق اللي بيدوس عليه عشان يبص من فوق البلكونة. هو كان راجل عجوز وقصير أوي أصلاً. "قصدك إيه؟" إيرزا سألت وأنا كنت ساكتة عشان حسيت إن ده اختبار تاني من اختباراته. "أنا هبعتكوا أنتُوا الاتنين للأرض الحرام. إحنا اللي هناخد المعركة ليهم، عندك حق يا إيرزا مش هينفع نفضل مستخبيين للأبد" ماكاروف رد وإحنا كنا في حالة صدمة. "افتكروا ترجعوا البيت عايشين بعد كده" ماكاروف قال وإيرزا هزت راسها وبصت لي بلمعة حماس في عينيها. أنا بقى كنت مهتمة أكتر إيه اللي المفروض الاختبار والدرس ده يعلمهولنا.