موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      روايه حياه الأمومة | العائلة والوحدة والإنعكاس الغريب

      حياه الأمومة

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      الرواية بتحكي عن إيڤان، الأم اللي بتتفرهد من تربية تلات أطفال لوحدها تقريبًا عشان جوزها مسافر شغل بقاله شهر، والموضوع ده مطلع عينها. وفيه كمان ليكسي، بنت الجيران اللي في آخر سنة في الثانوي، وزهقانة من الدنيا والمدرسة، وبتحس إن الحياة العائلية اللي بتشوفها عند إيڤان هي اللي كانت ناقصاها. الأحداث بتدور حوالين ليلة بيتزا عادية، وبتوضح قد إيه إيڤان مرهقة ومحتاجة مساعدة، وقد إيه ليكسي بتحب تقضي وقت مع العيال المشاكسين دول. ومع تطور الأحداث، بتبان لمحات خفيفة من التوتر والإعجاب بين إيڤان وليكسي، وبتفتح سكة لحاجة تانية ممكن تحصل بينهم.

      إيڤان

      أم مرهقة جدًا وعندها تلات عيال، شغالة مدرسة أدب في مدرسة ليكسي. جوزها مسافر بقاله كتير وهي حاسة إنها أم عازبة. شكلها حلو وتعبانة من العيال والشغل.

      ليكسي

      طالبة في آخر سنة ثانوي، زهقانة من المدرسة وحياتها. بتحب تهرب عند الجيران، وبتستمتع باللعب مع عيال إيڤان. عندها إعجاب كده بإيڤان من تحت لتحت.

      آڤا وجريس

      التوأم الشقراوات البنات، مشاكستين وبيحبوا الدراما، لكن بيحبوا ليكسي جدًا.
      روايه حياه الأمومة | العائلة والوحدة والإنعكاس الغريب
      صورة الكاتب

      إيڤان:
      "ثيودور ميسون كوبلاند، قدامك لحد ما أعد لتلاتة وتكون في سريرك." أزمجر وأنا ألوح بصباعي السبابة بعنف في الهوا.
      
      خلفوا عيال، قالوا... هتبقى حاجة فُلة، قالوا.
      
      "بس يا مامي، أنا مش تعبان!" بيتذمر ابني اللي عنده أربع سنين من أرضية أوضة نومه.
      
      أتنهد وأغمض عيني، حسيت إني اتهزمت. ليه الموضوع صعب أوي كده؟ هو صغير أوي... صغنن خالص. المفروض الموضوع ميبقاش بالصعوبة دي.
      
      "لو سمحت يا ماس... ماما كان يومها طويل في الشغل. خش سريرك بقى." أتوسل إليه. حاجة عبيطة إني أضطر أتخانق مع طفل عنده أربع سنين. متأكدة إن أمي كانت هتمسك العصاية وتضربني بيها لو عملت كده وأنا صغيرة.
      
      "ممكن آخد كوكيز واحدة كمان؟" بيزق في الطلب، والبراءة مالية عينيه.
      
      "بكرة." أتنهد، وأكشف الملايات القديمة بتاعة رعاة البقر عن سريره الصغير.
      
      بيطلع السرير وهو مش طايق، فبقدر أغطيه كويس. أبوس راسه بالراحة وأطلع من الأوضة، وأشد الباب ورايا.
      
      آخد نفس عميق براحة، بس لحظة السكون دي ما بتطولش، لما بنتي آڤا اللي عندها ست سنين بتصوت من آخر الطرقة.
      
      العيال دول هيخلوني أشيل شعري من مكانه. الأمومة صعبة يا جدعان.
      
      "جايالك..." أتمتم، بالكلام لنفسي أكتر، وإحساس الفرح بيتشفت من روحي.
      
      أدخل أوضتها وألاقيها قاعدة على السرير ومكشرة.
      
      "إيه يا حبيبتي؟" أسألها.
      
      "جريس خدت البطانية بتاعتي." بتتذمر، وبتشاور ناحية الباب المشترك.
      
      أغمض عيني وآخد نفس، "مش ممكن تستخدمي بطانية تانية؟" أسأل بنتي.
      
      "لأ! جريس خدت أحلى واحدة عندي!" بتكمل شكوى، فبمشي في الحمام المشترك لحد أوضة نوم بنتي التانية.
      
      "جريس، فين بطانية آڤا؟ ده وقت النوم، وأنتوا الاتنين بتتصرفوا أسوأ من أخوكم." أهمس بغيظ.
      
      جريس بتقدم البطانية الزرقا بسرعة، وأرجعها لصاحبتها الشرعية.
      
      "مش عايزة أسمع صوت نفس من أي واحدة فيكوا لحد الصبح." أقولهم.
      
      يهزوا راسهم، وهما فاهمين، وأتوجه ناحية أوضة نومي.
      
      "مامي، استني!" أتوقف مكاني وألف عشان أشوف وش آڤا القلقان. "عايزة بابا يرجع البيت."
      
      أعض على خدي وأوطي راسي، "وأنا كمان، يا شقية."
      
      من وجهة نظر ليكسي:
      "يا ماما! فين مفاتيحي؟!" أصيح بأعلى صوتي من المطبخ.
      
      الساعة سبعة الصبح، وأنا متأخرة.
      
      "وطّي صوتك شوية! بصي جنب الباب." أمي بتغضب، وهي طالعة من مكتبها. "المفروض تصحي بدري أكتر من كده."
      
      بلاقي مفاتيحي في المكان اللي قالت عليه بالظبط، وأجري برا الباب من غير ما أقول كلمة تانية.
      
      أركب عربيتي وأدوس بنزين، حرفيًا، طول الطريق للمدرسة. بوصل وبيبقى فاضل تلاتين ثانية بس!
      
      سنة تالتة ثانوي دي بتجر كأنها ماشية بالسلاحف. قالولي إن ده أحلى وقت في حياتي وإنه هيطير بسرعة، بس لسه ما حسيتش أو شفت أي حاجة تدعم الكلام ده.
      
      زهقت. زهقت من المدرسة. زهقت من زمايلي. خلاص طفح الكيل.
      
      يومي اللي مدته ست ساعات بيخلص، وأشق طريقي للموقف مع زحمة الطلبة التانيين.
      
      "ليكس!" أسمع الصوت من بعيد. ألف راسي وأشوف صديقتي المقربة، كاتي، بتجري ناحيتي.
      
      "في إيه؟" أسألها وهي بتلحقني وبتكون بتنهج.
      
      "ممكن نروح نجيب ميلك شيك؟ أنا هدفع، بس عايزة توصيلة بس! عشان إنتي عارفة..." تهز كتفها.
      
      ابتسم، "عشان بوظتي عربيتك؟ أكيد يا صاحبة." أغيظها.
      
      "شوفي، العمود ده طلع من العدم." تدافع عن نفسها. "بجد! إمتى شفتي العمود ده قبل كده؟!"
      
      "من ساعة ما بنوا كوستكو، يا كاتي. إنتي الإنسانة الوحيدة المميزة اللي قدرت تبوظ عربيتها في باركينج كوستكو." أمزح.
      
      تلف عينيها الخضر بغيظ، وبتتبعني لحد عربيتي السيڤيك وتوجهني لمطعم في البلد.
      
      وإحنا بنشفط المشروب، بتحكيلي آخر دراما حصلت مع حبيبها.
      
      "ريان كان غريب أوي إمبارح بالليل. عمره ما بيكون كده، فـ... أنا قلقانة. يمكن أنا ببالغ بس؟" تسأل وتجاوب سؤالها بنفسها.
      
      "يمكن..." أتنهد وأنا بشفط مشروبي. "إيه اللي حصل في كلام 'أنا عمري ما هرجع لـ الزفت ده تاني'؟" أتهكم، وأفكر صديقتي الغبية بتصريحها اللي قالته قبل كده.
      
      "إنتي عارفة الدنيا، يا ليكس. الناس بتتغير. الحاجات بتتغير!" تصر.
      
      أعقد حواجبي وأهز راسي، "عارفة؟"
      
      "طب، أنا بخمن إنك مش عارفة عشان إنتي رافضة تخشي في تجربة المواعدة، بس في يوم من الأيام هتفهمي." تهز كتفها.
      
      أهز راسي وأخلص مشروبي من غير كلمة زيادة. زي ما وعدتني، كاتي دفعت ثمن الميلك شيك، ووصلتها لبيتها قبل ما أتوجه لبيتي.
      
      أخش بالعربية في مدخل البيت الساعة 4:15 بالظبط، وأشوف إن جارتي لسه واصلة البيت هي كمان.
      
      
      
      
      
      
      أطلع من العربية، وأنا بسحب شنطتي من الكرسي اللي ورا.
      
      "أهلاً يا مدام كوبلاند." أنادي عليها من الناحية التانية من الجنينة، وده عشان أكون جارة لطيفة.
      
      ترفع إيديها لفوق وتبعد شعرها عن وشها، "أهلاً يا ليكسي. إزاي كانت المدرسة؟" تسأل.
      
      "كويسة، وحضرتك إيه أخبارك؟" أسألها، وأردلها المجاملة عشان أبين اهتمامي.
      
      "مش هشتكي." تتنهد.
      
      بعد ثواني أشوف التوأم بيطلعوا من الكرسي اللي ورا في عربية المرسيدس بتاعتها، وبيجروا في الجنينة.
      
      "ليكسي!"
      
      ابتسم وأحضنهم هما الاتنين، "أهلاً يا بنات."
      
      "ممكن تيجي تتعشي؟ النهاردة ليلة البيتزا." جريس بتقول الكلام بحماس، وعينيها بتلمع وهي بتجيب سيرة البيتزا.
      
      "مممم، ده طلب صعب أرفضه. بس أنا عندي واجب يا بنات." أعمل وش زعلان.
      
      "مرحب بيكي تيجي معانا، يا ليكس." مدام كوبلاند بتدخل في الكلام، وبتعرفني إن الدعوة موافق عليها من ناحيتها.
      
      "طب ممكن أدخل أحط حاجتي جوا وأغيّر هدومي، وأجي بعد نص ساعة، حلو كده؟" أقترح.
      
      البنتين الشقراوات يهزوا راسهم بسرعة ويرجعوا يجروا ناحية مامتهم. مدام كوبلاند بتلوح بإيديها وتوصل عيالها لحد جوا البيت.
      
      أشق طريقي لجوا أنا كمان، وأنا سامعة ماما وزوج أمي بيتكلموا في المطبخ.
      
      "يا حبيبتي، إنتي جعانة؟" أمي تسأل وهي واقفة قدام البوتاجاز.
      
      "آل كوبلاند عزموني. أعتقد إني ممكن آكل هناك." أهز كتفي، وأنا عارفة إنهم مش هيفرق معاهم لو سبتلهم السهرة لوحدهم.
      
      "آه، سكوت رجع؟" زوج أمي، مايك، يسأل.
      
      "ما كنتش أعرف إنه ما كانش هنا." أهز كتفي.
      
      "هو غايب الشهر اللي فات كله عشان شغل في بلد تانية أو حاجة زي كده. إيڤان قالت إنه هيرجع في خلال الأسبوع ده." يشرح مايك.
      
      أهز راسي وأطلع من المطبخ، عشان أحط حاجتي في أوضة نومي وأغير الجينز قبل ما أروح بيت الجيران.
      
      أروح عندهم أول ما أكون غيرت هدومي ولبست شورت رياضي، وبيتستقبلني عند الباب التوأم المشاكسين (أوي).
      
      "ليكسي وصلت يا ماما!" يصرخوا في صوت واحد.
      
      أبتسم وأدخل جوا البيت. إيڤان بتظهر من المطبخ وتبتسم، "أهلاً يا ليكس. اعتبري نفسك في بيتك." تقولها.
      
      مش هقول إني قريبة من عيلة كوبلاند. أنا أعرفهم عشان إحنا جيران، وكمان راقبت عيالهم مرتين كده لمدة قصيرة، بس ده كل اللي بينّا. آه، ومدام كوبلاند بتدرس أدب في المدرسة الثانوية بتاعتي، وده السبب إني ما بعرفش أوقف إني أناديها "مدام كوبلاند".
      
      ألعب مع البنات في أوضة المعيشة، وأسمع قصصهم وأديهم شوية اهتمام لوقت.
      
      أبدأ أشم ريحة أكل بتطلع من المطبخ، وأقرر أوجههم ناحية هناك.
      
      "إيه الريحة دي يا بنات؟!" ألهث. "ريحتها تجنن."
      
      "مامي- قصدي، ماما هي أحسن طباخة بيتزا في التاريخ. لازم تدوقيها، يا ليكسي." آڤا تصر، وهي كلها ثقة.
      
      "بجد؟ أنا اللي هحكم على ده... يلا بينا نشوف." ابتسم بخبث.
      
      أتبع الجميلة الشقراوات زرقاوات العينين للمطبخ، وألاقي مدام كوبلاند بتقطع البيتزا.
      
      "ريحتها حلوة أوي." أجامل.
      
      "يارب يكون طعمها حلو كمان." تتنهد.
      
      "يا ماما! إنتي على طول بتعملي طعمها حلو." تقول جريس.
      
      ابتسم بخبث، ومدام كوبلاند كمان تبتسم.
      
      "أنا سعيدة إنك بتعتقدي كده. روحوا اغسلوا إيديكوا، إنتوا الاتنين. وقولوا لأخوكم إن وقت العشا جه كمان." تطلب الأم اللي عندها تلات عيال.
      
      أتفرج عليهم وهما بيجروا بسرعة، والسكوت بيعم في المطبخ.
      
      "حاجة مضحكة، هما بس بينادوني 'ماما' لما بتكوني إنتي موجودة. أي وقت تاني بيبقى اسمي 'مامي'." تبتسم بخبث، وهي بتبصلي.
      
      "بيحاولوا يبهروني بكلام الكبار، أنا بخمن." ابتسم.
      
      تهز راسها وتهز كتفها، "أكيد ده السبب. عايزة تشربي إيه؟" تسألني.
      
      "مش مشكلة، أنا ممكن أجيب لنفسي." أقولها، وأتجه ناحية التلاجة.
      
      "آسفة، مش عايزة تحسي إني بتعامل معاكي كطفلة. بس أنا... متعودة على كده تقريبًا." تعترف مدام كوبلاند.
      
      "أنا فاهمة. مايك قالي إن سكوت غايب..." أقول وأصب لنفسي كوباية شاي حلو.
      
      
      
      
      
      
      
      "مم، أيوة. أربعة وعشرين يوم بالظبط." تتنهد وهي قاعدة أخيرًا على واحد من كراسي البار.
      
      "بتعدي، مش كده؟" أغيظها. في عقلي الباطن أنا بفكر "دي آخر مرة نامت فيها مع جوزها،" بس مستحيل أتجرأ وأقول حاجة زي كده قدامها.
      
      "شوية كده. تلات عيال وشغل... الموضوع كتير." تتنهد، وتمرر إيديها على وشها التعبان. "أنا مبسوطة إنك جيتي النهاردة بالليل، ده بيخليني أستريح شوية. إنتي بتسلي العيال." تضحك بخفة.
      
      "أنا سعيدة إني أقدر أساعد، يا مدام كوبلاند. وكمان مش هعرف أقول لأ على البيتزا." ابتسم للشقراء الداكنة.
      
      "لو سمحتي، ناديني إيڤان." تقولها وهي بتميل لقدام وبتسند دراعها على رخامة المطبخ.
      
      عيني بتنزل بالغلط على صدرها، اللي مكشوف شوية بسبب التوب الضيق اللي لابساه والزاوية اللي قاعدة بيها.
      
      لحسن الحظ، هي ما بتشوفش عيني اتجهت فين بفضل التلات شياطين الصغيرين اللي بيجروا في المطبخ.
      
      "أنا اللي هقعد جنب ليكسي!"
      
      "لأ، أنا اللي هقعد جنب ليكسي!!"
      
      الملكتين بتوع الدراما دول بيتخانقوا مع بعض، وبشوف التوتر بيكسّي وش إيڤان.
      
      "يا جماعة، يا جماعة. عندي فكرة..." أقولها، وأحاول أقلل من الصداع لأمهم. البنتين الشقراوات يسكتوا ويستنوا اقتراحي. "آڤا، إنتي ممكن تقعدي جنبي المرة دي. المرة الجاية اللي مامتك هتعمل فيها بيتزا، أنا هرجع وساعتها جريس تقعد جنبي." أعرض عليها.
      
      أبص على إيڤان وألاقي ابتسامة صغيرة بترقص على شفايفها.
      
      "ليلة البيتزا بتكون كل يوم أربع، يا ليكسي." تشاور آڤا. "ولو ماما عايزة تقعد جنبك؟"
      
      أهز راسي وأضحك بخفة، "هدي لمامتك دور كمان... وهتأكد إني أفضي جدولي عشان كام يوم الأربع اللي جايين."
      
      "اقعدوا يا بنات. كُلوا عشاكوا. قدامكوا ساعة قبل ما تستحموا وتناموا." تقول إيڤان، وتبدأ تقوم.
      
      أهز راسي بالرفض، "لأ، ريحي نفسك. أنا ممكن أتصرف معاهم لحد ما يخلصوا العشا." ابتسم.
      
      تتردد شوية بس جسمها بيرتاح وبيثبت في الكرسي. بحس بالشفقة عليها تقريبًا. هي ست بتشتغل بجد، وفي الأربعة وعشرين يوم اللي فاتوا دول كانت بمثابة أم عازبة.
      
      أقعد مع التلات عيال، آڤا وجريس ومايسون الصغير، وناكل كلنا.
      
      مايسون بيعمل حركات غريبة وبيتصرف التصرفات الولادي المعتادة، والبنات بيتذمروا وبيقرفوا من تصرفاته. أرجع بضهري وأضحك بخفة، وأستمتع بالجو ده.
      
      أحيانًا بتمنى لو ما كنتش بنت وحيدة. حاجات زي دي هي اللي ضاعت عليا وأنا صغيرة، ويمكن ده السبب إني مستمتعة بيها أوي دلوقتي.
      
      العيال كلهم بياكلوا عشاهم، وأجمع أنا الأطباق وأحطها في الحوض. صوت خبط الأطباق الزجاجية بيجبر إيڤان إنها ترفع راسها من على رخامة الجرانيت.
      
      "آڤا، جريس. روحوا استحموا." تقولها بشكل غريزي.
      
      يكشروا ويحضنوا فخدي جامد، "هتوحشينا يا ليكسي."
      
      "أنا عايشة البيت اللي جنبكم، يا جماعة. هتشوفوني." ابتسم بخبث.
      
      إيڤان بتبتسم في وشي وتزق البنات يطلعوا على السلالم. "سيبوا رجليها، يلا اطلعوا فوق!"
      
      مايسون بيجري برا الأوضة، غالبًا عشان يستخبى لحد ما إيڤان تجبره يستحمى، وده بيسيبنا إحنا الاتنين لوحدنا.
      
      "بجد يا ليكس. شكرًا إنك جيتي." تقول إيڤان بصوتها التعبان. "يارب يكون طعم العشا كان كويس."
      
      "الأكل كان تحفة، وموضوع المساعدة ده أنا مش فارق معايا خالص. بالنسبة لي دي حاجة ممتعة. عرفيني في أي وقت تحبي أجي تاني، حتى لو مش عشان العشا." ابتسم، وألاحظ ملامح وشها دلوقتي أكتر من أي وقت تاني.
      
      هي ست جميلة. ملامح وشها مميزة، شعرها أشقر داكن، وعينيها خضرا. عندها جمال طبيعي كتير تحت الميك أب اللي حاطاه.
      
      "ممكن أطلب منك ده فعلاً. سكوت راجع قريب، فأنا متأكدة إن الأمور هتهدى شوية." تتوقف وتعض على خدها، "ممكن في يوم من الأسبوع الجاي نطلب منك تقعدي بالعيال؟ هندفعلك، طبعًا. بس هيكون لطيف لو قضينا سهرة لطيفة لوحدنا من غير ما نقلق إذا كان العيال كلوا واستحموا ولا لأ." تهز كتفها.
      
      أبتسم وأهز راسي، مش معارضة خالص لفكرة إني أراقب تلات عيال زي العسل وآخد فلوس على كده.
      
      "أحب أعمل كده."
      
      "هايل." تقول وهي بتقرب ناحية الباب. "شكرًا ليكي تاني وهنشوفك يوم الأربع الجاي في سهرة البيتزا بتاعتنا." تبتسم بخبث. "مش قادرة أستنى لحد ما يجي دوري عشان أقعد عليكي..." وشها بيحمر بسرعة، "قصدي- أقعد جنبك. أنا آسفة، مخي مفصول خالص."
      
      ما أقدرش أمنع نفسي إني أضحك على غلطتها في الكلام، "تصبحي على خير يا إيڤان!" أقولها وأنا بنزل خطوات السلم الطوبي.
      
      

      Pages