موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      رواية سيدة الظلام | سر القوة الدائمة

      سيدة الظلام

      بقلم,

      خيال علمي

      مجانا

      "اللورد دراكون"؛ متدربة السيث القوية اللي بتحاول تثبت لجورم، معلمها الشديد، إنها تستاهل تكون زميلة له. هي بتنفذ مذابح على الكواكب زي "جاكو" و"باستيل" عشان تزرع الخوف، وده اللي بيخليها تاخد الاحترام، خاصةً إن ما حدش يعرف إنها ست تحت القناع. بس الأمور بتتصعب لما "النظام الأول" بيظهر فجأة، وعلى رأسهم "كايلو رين"، عشان يوقفوا انتشار الظلال واللورد دراكون الجديدة دي. هي دلوقتي في ورطة كبيرة وبتواجه تهديد أقوى بكتير من اللي كانت متوقعاه.

      اللورد دراكون

      متدربة سيث قوية جداً بتستخدم قناع عشان تخفي هويتها كـ امرأة عشان تاخد احترام أكبر. بتؤمن إن الحب ضعف وإن الخوف والقوة هما كل حاجة.

      اللورد جورم

      معلم دراكون القاسي، هو اللي دربها من صغرها وبيختبرها دلوقتي عشان يشوف هتنجح في نشر الخوف ولا لأ.

      كايلو

      واحد من قادة "النظام الأول"، بـ يراقب انتشار نفوذ دراكون والظلال، وبيشوفهم تهديد لقوته، عشان كده قرر يطاردهم بنفسه.
      سيدة الظلام | سر القوة الدائمة
      صورة الكاتب

      اللورد دراكون
      ---------
      
      "ده اختبار. مش هتفشل فيه."
      
      حنيت راسي وقلت: "أوامرك يا سيدي."
      
      كان لازم أعمل مذبحة في قرية، بس لوحدي، من غير اللورد جورم.
      
      كان لازم "أنضّف" كوكب جاكو. أقتل كل اللي حسيت إنهم "ما يستاهلوش" يكونوا للجانب المظلم.
      
      ده كان معناه تقريباً السكان كلهم.
      
      عملت كده قبل كده، بس عمري ما قُدت فريقي لوحدي.
      
      كان بيختبرني، عشان يشوف لو أنا أستاهل التدريب اللي قضيت فيه عمري كله، عشان يشوف التدريب ده هيخلص حياتي ولا هيجيبلي النصر. عشان يشوف لو أنا هخلي مشاعري تأثر على هدفي. عشان أثبت إني ما عنديش ولا ذرة نور جوايا، وإن النور ده مات، وكل حاجة تانية ماتت معاه. كان لازم أثبت إني مع الجانب المظلم، وإن الظلام ابتلع أي نور بسيط كان عندي، وأثبت إني هفضل طول العمر... مُخلِص.
      
      إحنا ما كناش من "النظام الأول"، وإحنا عكس الـ"جيداي" بالظبط.
      
      كانوا بيسمونا الظلال. الأخطر والأكثر رعباً في المجرة كلها.
      
      "النظام الأول" ما كانش يقدر يقف قصادنا.
      
      "لو نجحت في المهمة دي، مش هتبقى مجرد متدرب السيث بتاعي تاني. هتبقى اللورد دراكون، زميلي، شريكي، رفيقي. هتبقى واحد من فريقي."
      
      ابتسامة كادت تظهر على وشي.
      
      اللورد جورم وقف، وقفته المثالية. وجهه اللي لابِس القناع، ما حدش يعرف يقرأه.
      
      "أيوة يا سيدي، شكراً."
      
      لف وشه وقال: "يلا، أنت عارف إيه اللي هيحصل لو ما نجحتش."
      
      وشي اتجمد، وحنيت راسي تاني، ومشيت من قدامه.
      
      لبست القناع بتاعي، وثبّته على بدلتي، وبدأت أفقد هدوئي ببطء.
      
      البدلة دي كانت الملاذ الآمن بتاعي، درع.
      
      جوا البدلة دي، ما حدش هيجرحني، ولا هيحكم عليا.
      
      ما حدش كان يعرف إني بنت، وبالشكل ده، كان عندي احترامي.
      
      "آنسة دراكون. دخلنا المنطقة الغربية، سفننا جاهزة عشان تنزل على جاكو. إشارتك بس."
      
      قال لي النقيب سوليوس. كان نقيب جنود، لابس نفس البدلة السودة زي كل الجنود التانيين. السبب الوحيد اللي خلاني أعرف إنه النقيب هو الخط الأحمر اللي كان مرسوم على خوذته.
      
      وقفت مستقيمة وقلت: "هنمشي دلوقتي يا نقيب."
      
      هز راسه ولف عشان يمشي.
      
      "آه... يا سوليوس؟"
      
      اتجمّد ولف ببطء. حسيت إن خوفه بيزيد وابتسمت بخبث.
      
      "يبقى اسمي 'سيدي'. مش آنسة. لما ننزل على جاكو. لو أنت، أو أي حد من رجالتك ناداني بغير كده، أنا اللي هقتلك ومش هفكر مرتين."
      
      إيده ارتعشت على جنبه، وقال: "حاضر يا سيدي."
      
      رفعت راسي وقلت: "جهز رجالتك. هننطلق فوراً."
      
      🌑 وجهة نظر كيلو رين
      "يا لورد رين. الكلام انتشر والاتهامات صحيحة. جاكو اتعرض للهجوم، وكان اللي بيقود الهجوم متدرب سيث."
      
      رفعت راسي وقلت: "دراكون؟"
      
      جندي العاصفة هز راسه بتردد: "الشخصية اللي اسمها دراكون بقت أقوى. هو ورجالته القليلين دول قضوا على سكان أراضي 'جوازون' القاحلة، ونقطة 'فاريسي'، ووديان 'كلفين رافين' في 'توانول'." رجع خطوة لورا لما شاف وقفتي المتصلبة.
      
      خدت نَفَس عشان أهدّي غضبي اللي كان بيزيد: "فيه أي حاجة تانية؟"
      
      هز راسه ببطء، والخوذة بتاعته بتتهز.
      
      "فـ... فيه كلام بيقول إن الـ... المتدرب ده بقى دلوقتي... لورد سيث، وبكرة هـ... هيروح ورا 'باستيل' اللي موجودة في الأراضي الخارجية في قطاع 'كورفا'." ده قعد يتأتئ زي العيِّل التافه.
      
      يا له من شخص مثير للشفقة.
      
      رفعت إيدي وباستخدام القوة، كسرت رقبة جندي العاصفة ده اللي مالهوش أي لازمة.
      
      جسمه وقع عند رجلي، ورفست جثته بغضب.
      
      أكيد بتتساءل ليه ده مضايقني، ليه ظهور شخصية دراكون ده والمعلومات عن الهجوم الجديد ده نرفزوني قوي. الإجابة واضحة، الظلال بتنشر أخبار إنجازاتهم، والقرى اللي دمروها، وده بيزرع الخوف في قلوب الناس كلها. الخوف هو المفتاح اللي بيفتح القوة، وحالياً، اللورد جورم ولورده الجديد دراكون بيفرضوا عالم من الخوف على الكل. دلوقتي بقت عندهم القوة.
      
      باب الأوضة اتفتح، ودخل الجنرال هكس، ووراه كام جندي عاصفة.
      
      بص على الجندي الميت اللي عند رجلي وقلب عينه بملل.
      
      "عملنا نوبة غضب تانية دلوقتي، مش كده؟" سأل وهو بيستفزني.
      
      "إياك تختبر صبري." قلت وأنا بغلي.
      
      اتنهد وقال: "القائد سنووك مديك الصلاحية الكاملة عشان تدير موضوع الهجوم على جاكو. ده طبعاً رغم أني كنت معترض." أضاف وهو مغتاظ.
      
      وقفت شوية أفكر.
      
      "اضبطوا المسار على باستيل. إحنا رايحين عشان ننهّي اللورد دراكون ده."
      
      
      
      
      
      
      
      اللورد كورا دراكون.
      
      كان الاسم ده لايق.
      
      طبعاً، بما إن "كورا" اسم بنت، فـ هيكون الاسم "اللورد دراكون".
      
      الموضوع مش إني مكسوفة إني ست—لأ خالص.
      
      الفكرة هي إن في منصبي الحالي، هـ آخد احترام أكتر من شوية الناجين دول من الكواكب، لو ما كنتش بظهر كـ ست.
      
      اللورد جورم كان مبسوط باللي حصل في بلدات جاكو القليلة دي، ونصحني إني أهاجم باستيل.
      
      هو ما يقدرش بالظبط يقولي أعمل إيه دلوقتي، بس كان فيه حاجة غلط إني أخالف كلام الراجل اللي علّمني كل حاجة.
      
      بالرغم من إنه خدني وأنا كنت لسه طفلة، لكني كنت مبسوطة إنه عمل كده.
      
      لو كنت كبرت مع عيلة، كنت على الأغلب هـ أتعلم أحب.
      
      الحب ده نقطة ضعف.
      
      اللورد جورم علّمني إزاي أبقى شجاعة وما أخافش، وإزاي أحارب، وإزاي أكون مع القوة في الجانب المظلم.
      
      الجانب المظلم هيفضل دايماً أقوى، إحنا ما عندناش قيود.
      
      مهما أي حد قال؛ الحب والخير، ليهم حدود. إنما الكُره مالهوش حدود.
      
      السفينة هبطت في قطاع "مدينة إيلادرو".
      
      نزلت وظبطت قناعي، وبرنُسي، والعباية بتاعتي.
      
      كل جزء في جسمي كان متغطي، كله متدلدل باللون الأسود.
      
      صوتي اتغير من النبرة الخفيفة الناعمة النسائية، إلى صوت غامق وشبه ميكانيكي.
      
      السيف الأحمر بتاعي كان متعلق في حزام العباية.
      
      أشرت بإيدي عشان نتحرك لقدام.
      
      في خلال دقايق من دخول المدينة، صفارات الإنذار بدأت تصوت، والصرخات كانت مسموعة في كل حتة.
      
      رجالي بدأوا القتل، وأنا دخلت مبنى كبير، وجنود الظل كانوا ماشيين ورايا.
      
      "أكيد فيه سيناتور هنا، مش كده؟"
      
      صوتي طلع عالي وقوي.
      
      "مظبوط يا سيدي، فيه سيناتور اسمه أوليفكانز."
      
      هزيت راسي: "شوفوه. هاتوه لحد عندي، واجمعوا أكبر عدد من أهل البلد اللي تشوفوه ضروري عشان أوصل فكرة."
      
      "كام واحد يا سيدي؟" سألني.
      
      "اللي أنت عايزه." غمغمت.
      
      صفارة إنذار تانية بدأت تصوت، بس أنا ما اهتمتش.
      
      حسيت بوجود ناس كتير ورايا لما لفيت عشان أشوف جنود باستيل قدامي، رافعين أسلحتهم.
      
      كنت أسرع من البرق.
      
      السيف بتاعي بيقطع رقابهم التافهة دي، وبيصد محاولاتهم البائسة إنهم يضربوني بالنار.
      
      مش لجنة ترحيب ودودة خالص دي، مش كده؟
      
      "اللورد دراكون. السيناتور معانا. إحنا في الميدان."
      
      صوت النقيب وصلني عبر القناع.
      
      مشيت في طريقي، بخطواتي فوق الجثث المدمية، لحد ما وصلت للميدان.
      
      كان فيه ميتين شخص تقريباً، إيديهم فوق راسهم بيستسلموا.
      
      يا لهم من مساكين.
      
      شفت السيناتور أوليفكانز واقف بين اتنين من جنود الظل.
      
      كان راجل كبير، شعره أبيض، ووشه مليان تجاعيد.
      
      شكله كده ما يقدرش يستحمل خبطة من غير ما يقع على ركبه.
      
      طب يالا نشوف.
      
      "اللورد دراكون. ما فيش داعي تقتل الأبرياء دول. لو أنا اللي أنت جاي عشانه، يا ريت تاخدني. سيبهم."
      
      صوته طلع ضعيف ومجهد.
      
      ضحكت بصوت خفيف: "لأ، أنا عندي سبب كبير. سمعت إيه اللي حصل للناس في بلدات جاكو؟"
      
      إيديه اتهزت وهو هز راسه ببطء.
      
      "شوفت؟ سمعت عن اللي حصل ده، وهو ما عداش عليه غير يوم واحد. أنت خايف من اللي هيحصل، أنا حاسة بالخوف ده فيك كله. أنت عارف إن ما فيش حاجة تقدر تعملها بقوتك عشان تساعد الناس دي، وده اللي مخليك مرعوب." رفعت دقني.
      
      "الخوف هو مفتاح إطلاق القوة."
      
      باستخدام إيدي اللي لابسة الجوانتي، خبطت على وشه الخايف ده. حسيت بلحمه بيتمزع تحت مفاصل إيدي اللي لابسة الجوانتي.
      
      تأوه وهو بيقع على ركبه. الدم نزل من مناخيره، ووشه بدأ لونه يزرق.
      
      "أرجـ... أرجوك يا سيدي. على الأقل سيب الستات والأطفال." قعد يتأتئ، هو الراجل ده مش هيبطل رغي؟
      
      وقفت شوية، وضحكت ضحكة بسيطة.
      
      "أنت فاكر عشان دول ستات، يبقوا مختلفين في حاجة؟ إنهم ياخدوا معاملة مختلفة؟ لأ. يا نقيب، وجّه السلاح على أهل البلد دول، وهات السيناتور للأقفاص اللي في السفينة." مِلت براسي ناحيته وقلت: "يقدر يقعد مع سيناتور جاكو."
      
      سمعته بيعترض قبل ما ألوّح بإيدي، وغيَّبتُه عن الوعي (فقد الوعي).
      
      سمعت جنودي بيرفعوا أسلحتهم، وكانوا على وشك الضرب، لما حسيت بحاجة.
      
      بوجود زي وجودي بالظبط.
      
      وجود قوي في القوة، مظلم زيي بالظبط.
      
      بصيت لفوق في الوقت المناسب عشان أشوف سفينة بتطير بسرعة من فوقنا. سفينة تابعة للنظام الأول.
      
      لعنة، لعنة، لعنة.
      
      بصيت على النقيب.
      
      "خد السيناتور على السفينة وهات الفرقة الثالثة، أنا هفضل هنا مع الفرقة الأولى والتانية ونحارب النظام الأول." أمرت.
      
      هز راسه ليَّ، وجنود الفرقة الثالثة سحبوا السيناتور على السفينة في واحدة من سفن النقل.
      
      أخدت نَفَس وأنا بسمع صوتهم.
      
      كانوا قريبين.
      
      عددهم كان كتير جداً.
      
      كتير أوي.
      
      بصيت على نقيب الفرقة التانية.
      
      "ارجعوا تاني للأسطول، خدوا الأسير، واستنوا أوامري. مش هخلي رجالي يتذبحوا." حاول يقول حاجة بس سكتُّه. "امشي. دلوقتي!" زمجرت.
      
      حسيت إنه عايز يقاوم، ما كانش عايز يسيب المعركة.
      
      رفعت إيدي على خوذته من الشمال لليمين وقلت: "اعمل اللي بقولك عليه."
      
      (إقناع)
      
      هز راسه، والفرقة التانية مشيت بالسفن.
      
      بقيت أنا هنا بعشرين راجل بس، وشوية المدنيين اللي لسه عايشين، وعندي علم إن النظام الأول وصل هنا.
      
      أنا كده اتقطعت خالص.
      
      

      حبيب ثانوي - عشر سنوات من الحيرة واللقاء

      حبيب ثانوي

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      حبيبها أوستن سابها واختفى فجأة قبل تخرجهم بعشر سنين، وهي لحد دلوقتي ما نسيتوش. بعد كل السنين دي، بتتصدم وبتقابله تاني وش لوش في مؤتمر شغل برة بلدها، بس المره دي باسم "ويليام" وشكله متغير. قلبها بينبض تاني بقوة، بس هي مصممة تعرف سر اختفائه ومين هو ده بالظبط دلوقتي. هو بقى خايف عليها منه، وعارف إن وجوده خطر على حياتها، بس خلاص القدر جمعهم تاني في مكان واحد.

      إيلي

      عندها ٢٨ سنة، شغلها كويس بس مش شاطرة في العلاقات. قلبها لسه متعلق بأوستن ومصممة تعرف الحقيقة ورا اختفائه الغامض.

      أوستن

      حبيب إيلي بتاع ثانوي اللي اختفى. عنده أسرار كتير، وشكله بقى "راجل" أكتر. بيحاول يبعد عنها عشان يحميها، بس ما قدرش ينساها.

      ليندا

      زميلة إيلي في الشغل، اجتماعية ومرحة، بتحب المغازلة دايماً، وبتخلي المؤتمرات المملة مسلية
      حبيب ثانوي - عشر سنوات من الحيرة واللقاء
      صورة الكاتب

      قبل تخرجها من ثانوي بأسبوع، باس حبيب إيلي "تصبحي على خير" ومشي، ومن وقتها محدش سمع عنه أي حاجة تاني. اختفى كأنه فص ملح وداب... لحد دلوقتي.
      
      إيلي، اللي عندها ٢٨ سنة، مش شاطرة أوي في العلاقات. بس عندها شغلانة كويسة، مكان حلو عايشة فيه، وقطة اسمها سلمى.
      
      كانت خلاص فقدت الأمل إنها تشوف أوستن تاني، بس عمرها ما نسيته.
      
      فتخيّلوا بقى مفاجأتها لما بتلاقيه قدامها وش لوش – في مؤتمر شغل برة بلدها – ولابس كارنيه مكتوب عليه "ويليام".
      
      بالرغم من إن قلبها اللي كان خامد نطّ من مكانه من الصدمة، وبالرغم من الانجذاب الفوري اللي بينهم، هي مصممة تفضل عاقلة ومتماسكة وتعرف مش بس ليه سابها، لأ، كمان مين هو ده بالظبط.
      
      ويليام عمره ما قدر ينسى حب حياته في ثانوي. مهما نقل من مكان، أو حاول يتغيّر، مفيش حد قدر ييجي جنبها أو يقارن بيها.
      
      كان متعود على حياته الوحدانية، ولما قابل إيلي تاني، اتصدم صدمة قوية. أدرك إنها مش بس هتبقى خطر على عقله، لأ، كمان على حياته. بس الأهم، إنه هو اللي هيبقى خطر عليها.
      
      هو عارف إنه لازم يحافظ على أمانها، وأحسن طريقة يعمل بيها ده هي إنه يفضل بعيد عنها أوي أوي.
      
      "يا سلام، فيه رجالة شكلها حلو كتير هنا بجد،" قالت ليندا وهي بتعلّق، وابتسمت بإعجاب وهي بتبص لراجل وسيم عدينا من جنبه وإحنا رايحين الترابيزة. "أنا حاسة إني ممكن أنبسط فعلاً في المؤتمر ده."
      
      ضحكت، عشان ده طبع ليندا بالظبط. إحنا مش شغالين مع بعض بقالنا كتير، أقل من سنة في الحقيقة، بس أنا خلاص عرفت إنها بتحب تلعب وتغازل واجتماعية أوي. إننا نحضر مؤتمرات ربع سنوية مملة ده جزء من شغلنا، بس ليندا في العادة بتخليهم أحلى بكتير.
      
      "زي ده كده،" قالت ليندا وشاورت بدماغها على راجل طويل وجسمه رياضي لابس بنطلون كاكي وقميص زرار. "أنا مش هيمانع أقضي شوية وقت معاه."
      
      "أمممم، معاكي حق،" وافقت. هو وسيم بالنوع اللي هو "أنا بروح الجيم وبشيل حاجات تقيلة أوي." بس مش النوع اللي يعجبني أوي بصراحة.
      
      "أو إيه رأيك في ده؟" سألت ومسكت دراعي، وهي بتشاور بإيدها التانية على مجموعة في آخر القاعة.
      
      "أنهي واحد؟" سألت، عشان كان فيه تلات رجالة هناك، والاتنين اللي كنت شايفاهم كويس معجبونيش برضه. الراجل التالت ده بقى، كان فيه أمل، بس أنا ما كنتش شايفاه غير من ضهره. كان طويل وجسمه رياضي وشعره الغامق قصير ومموج. لو مؤخرته دي بتدل على حاجة شكله من قدام، يبقى هو أكيد حاجة تستاهل الواحد يتفرج عليها.
      
      "اللي لابس قميص أزرق."
      
      يبقى هو ده الراجل بتاع المؤخرة الحلوة. بصيت عليه شوية كمان، بس هو مَا لفش، بالرغم من إني كنت عمالة أقول له في سري يلف. كان شكله بيسمع للست اللي في المجموعة دي وهي بتتكلم في أي حاجة.
      
      "أهلاً بيكم،" قالت ليندا، وأنا لفيت بصعوبة عشان أشوفها وهي بتسلّم على اتنين ستات كانوا قاعدين بالفعل على ترابيزة.
      
      "مساء الخير،" ردت واحدة فيهم، والتانية اكتفت بابتسامة مؤدبة. أنا هزيت راسي بسرعة بـ "أهلاً."
      
      "بقولك إيه،" كملت ليندا، ورجعت تركز معايا تاني، "ده هيبقى أحسن مؤتمر حضرناه لحد دلوقتي."
      
      "يارب تكوني صح." أنا كنت متأكدة إنهم مش ممكن يكونوا أكتر مللاً من آخر واحد حضرناه.
      
      ليندا رجعت لي وضحكت بـابتسامة واسعة. "جيري قال إن البار اللي ورا الركن هنا تحفة. لازم نروح بعد ما المؤتمر يخلص. يمكن كام واحد من الصاروخين اللي هنا ييجوا معانا."
      
      "تمام."
      
      جيري ده واحد من مندوبين المبيعات في المكتب عندنا. هو بيحب البيرة المعمولة يدوي أوي ويفضلها عن الأنواع المشهورة. رحت معاه كذا مرة لتجمعات بعد الشغل، والأماكن اللي بيختارها في العادة بتبقى ممتعة.
      
      "ساعات بيكون فيه فرقة محلية بتعزف، بس مش متأكدة لو ده بس في الويك إند ولا لأ. هنعرف بقى. و..."
      
      كنت بسمع ليندا بنص ودن وهي عمالة ترغي عن كل الضحك واللعب اللي هنعمله في المؤتمر اللي هيقعد تلات أيام ده، وأنا لسة عمالة أتفحص المكان. كنا في قاعة استقبال في فندق في وسط مدينة سانت لويس، والقاعة كانت مليانة زحمة - معظمهم ناس في سن متوسط وشغالين شغل كويس، بس فيه شوية صغيرين في السن زينا – كلهم لابسين لبس شغل مريح. مش إننا صغيرين أوي يعني. أنا لسة مكملة تمانية وعشرين وليندا قربت توصل للتلاتين.
      
      "فاكرة قد إيه كان المؤتمر بتاع فيجاس مُتعة؟" سألت ليندا أول ما وصلنا للترابيزة بتاعتنا وشدّينا الكراسي اللي ورا عشان نبقى وشنا للمسرح. أنا علّقت شنطتي على ظهر الكرسي، بينما ليندا حطت شنطتها على الترابيزة. وبعدين بدأت تزق قزايز المية، والمنشورات، والأقلام اللي كانت محطوطة بشكل مثالي قدام كل واحد من الكراسي العشرة، وترميهم على الجنب. الفوضى اللي عملتها دي ما ضايقتهاش خالص. كأنها ما خدتش بالها حتى، لكن أنا عشان بحب الترتيب، بدأت أعيد ترتيب المنشور والقلم اللي قدامها.
      
      
      
      
      
      
      "أنا ما كنتش موجودة في المؤتمر ده،" رديت عليها، وفي نفس اللحظة هي قالت لي: "سيبك بقى."
      
      ليندا مسكت إزازة المية وفكت الغطا.
      
      "آه." حواجبها المترتبة أوي كشرت لثواني. "كنت حَلْفَة إنك كنتي معانا."
      
      "لأ، أنا بدأت الشغل السنة اللي بعدها. أول مؤتمر حضرته لشركة بيولوچين كان في سياتل."
      
      كشرت وشها. "ده كان ممل. مطر كتير وناس بتقدم العروض دمها تقيل أوي."
      
      ضحكت تاني بخفة. عندها حق. كان ممل بشكل مش طبيعي، ومكنش فيه معلومات كتير. أنا كنت لسه بادئة في الشركة من شهر تقريباً وقتها، وفكرت لو كنت عملت الاختيار الصح بعد المؤتمر ده. أبويا شجعني إني أدي لنفسي وقت، وأنا مبسوطة إني عملت كده. مش إني مش بحب شغلي، ولا الشركة عمومًا. هي بس المؤتمرات اللي كانت مملة، مع إن آخر واحد حضرناه في أورلاندو كان مفيد أكتر ومريح شوية.
      
      "سمعت إن نائب رئيس المبيعات الجديد شاطر أوي،" قلت لها.
      
      "يا رب يكون كده. ده الموضوع بقى زي الباب الدوار. يا رب ده يعرف يستحمل الضغط من غير تغييرات كتير."
      
      أنا كنت واحدة من التغييرات اللي عملتها نائبة الرئيس اللي فاتت. هي اللي وظفتني أنا وكام واحد تاني كجزء من خطتها لتوسيع قسم المبيعات، بس ما تعبتش نفسي إني أقول المعلومة دي لليندا. هي عارفة أصلاً.
      
      سندت بضهري على الكرسي وبصيت على المسرح. كان متجهز عشان الخطاب الافتتاحي اللي رئيس الشركة هيقوله، وده هييجي بعديه رؤساء الأقسام، ومن ضمنهم نائب رئيس المبيعات الجديد. كنت عايزة أشوف هيقول إيه وإزاي تركيزه هيبقى مختلف عن اللي كنا بنعمله. بس في نفس الوقت، كنت تعبانة وعايزة الجلسة الافتتاحية دي كلها تخلص وبس. كانت الساعة أربعة العصر، واليوم كان طويل أصلاً. اشتغلت الصبح وبعدين سافرت من چورچيا لسانت لويس.
      
      مين ده اللي فكر إنها فكرة كويسة إننا نبدأ اليوم باجتماع متأخر كده أصلاً؟
      
      "أهلاً يا ستات،" قال آدم، وهو مدير مبيعات من مكتبنا في چاكسونڤيل، فلوريدا، وهو بيشد الكرسي وقعد جنبي.
      
      "إزيك يا آدم، عامل إيه؟" سألته. اضطرينا نتعاون كذا مرة في الكام شهر اللي فاتوا وأنا بحبه. هو راجل في أواخر الخمسينات، فاهم شغله ومش بتاع لف ودوران، واستمتعت بالشغل معاه.
      
      "تمام. أنا مستني بفارغ الصبر ساعة الكوكتيلات اللي المفروض هتبدأ بعد..." وقف وبص على الساعة اللامعة اللي في إيده، "ساعة ونص."
      
      "يا رب الساعة دي تيجي بسرعة،" وافقت ليندا.
      
      لفيت عيني، والراجل اللي قعد جنب آدم ضحك ضحكة مكتومة.
      
      على العموم، الجلسة الافتتاحية مكنتش وحشة أوي. نائب رئيس قسم المبيعات استعرض النتائج لحد دلوقتي وإيه المتوقع مننا بعد كده. كان فيه كام تغيير بسيط عايز يطبقه، وبشكل عام، كانوا منطقيين جداً. بالنسبالي على الأقل. يمكن نائب الرئيس ده يثبت في منصبه شوية.
      
      "أخيراً،" اتنهد آدم لما طلبوا مننا نعدي الصالة. قاعة الاستقبال "ب" كانت متجهزة لساعة كوكتيلات، وبعدها هيبقى فيه عشا بوفيه مفتوح.
      
      ليندا قامت وزقت الكرسي لورا. "يلا نلحق نشرب كام بيرة دلوقتي مادام لسه ببلاش."
      
      "عجبني تفكيرها." آدم ضحك وزق دراعي بكوعه.
      
      "يا ريت تستنى لحد ما تقولك على بقية الخطة دي،" قلت له وزقيت الكرسي لورا عشان أقف.
      
      "إيه هي بقى؟"
      
      "إحنا رايحين بار معين،" بدأت ليندا، وأسرعت عشان تروح جنبه وتقول له كل التفاصيل. وده بالظبط اللي عملته. كانت بتتكلم بحماس وإيديها في الهوا وهي وآدم بيقودوا الطريق لساعة الكوكتيلات.
      
      "هي دايماً كده؟" سأل واحد من الشباب اللي شغالين مع آدم في مكتبه.
      
      "على حد علمي، آه."
      
      بالطريقة اللي ليندا متعودة عليها، خلت كل اللي قاعدين على ترابيزتنا، واللي كانوا من مكتبي چورچيا ومكتب آدم في فلوريدا، متحمسين للبار في ثواني. فضلت تتكلم عنه بحماس وإحنا بنشرب كام مشروب، وأنا رجعت أتعجب وأتخض شوية من قدرتها على الإقناع. مش غريبة أبداً إنها تكون في الأوائل في مبيعات الأدوية.
      
      على الوقت اللي أعلنوا فيه إن العشا بقى جاهز، كنت أنا روقت ومستعدة فعلاً إننا نخرج بليل.
      
      خلصت آخر قطرة من تاني بيرة شربتها وحطيت الإزازة على ترابيزة الكوكتيل.
      
      "يلا يا إيلي،" حثتني ليندا. "مش عايزين نبقى آخر ناس بتطلع. مش هنلاقي أكل."
      
      "أنا وراكي على طول. سبقيني."
      
      "أنا كمان،" أضاف آدم. "مش عايزين نفوّت البار الرهيب ده."
      
      "كلام سليم أوي،" وافقت ليندا.
      
      أنا ضحكت بس. كنت متأكدة إننا هنتبسط في أي مكان هنروحه، بس دي كانت ليلة أربع يعني نص الأسبوع. مش أحلى ليلة الواحد يسهر فيها في بار.
      
      "المكان ده أكيد حاجة جامدة أوي،" علّق آل، وهو واحد من مندوبين مبيعات آدم، وده خلاني أضحك بصوت أعلى. لحد دلوقتي، ليندا كان عندها حق. المؤتمر ده شكله هيبقى أحسن مؤتمر لحد دلوقتي.
      
      كنت لسة ببتسم لما لمحت الراجل بتاع المؤخرة الحلوة بتاع بدري. بس المرة دي، كنت شايفاه من الجنب، وده برضه ما خيبش ظني. القميص الأزرق كان مغطي صدر عريض، وكان مدخله جوه بنطلون غامق وحاطط حزام على وسطه الرفيع. كان فيه حاجة فيه شدّت انتباهي وخلتني صعبة أوي إني ما أبصش بعيد. هو وسيم، وسيم أوي، بس ده لوحده مش بيخليني في العادة أبص بتركيز كده زي ما عملت. الموضوع أكبر من كده. هو فكرني بحد.
      
      وبعدين لف، وبقى وشه ناحيتي، وكنت هقع. ليندا وآل قالوا حاجة، بس أنا مش فاكرة قالوا إيه. الراجل ده جسمه حلو بشكل خرافي. أو المفروض أقول رجل. هو أكيد بقى راجل. شعره الغامق والمموج كان مترجع لورا عن وشه اللي باين عليه إنه رجولي أوي. فك مربع، مناخير رومانية مستقيمة، وعضم خد عالي مع جبهة عريضة وحواجب مرسومة... كامِل بالمعنى. بس مش ده اللي خلاني ألهث كده.
      
      أنا عارفة العيون دي. بعد ما بصيت كويس على كارنيه الاسم اللي على صدره، تأكدت إنه مكتوب عليه "ويليام"، بس أنا عارفة إن ده مش اسمه. هو كبر في السن طبعاً. إحنا الاتنين كبرنا. عشر سنين بالظبط. شعره أغمق ووشه بقى أكثر حدة. مابقاش فيه أي حاجة صبيانية أو مدورة في تعبيرات وشه. المناخير شكلها اختلف شوية برضه، يمكن بقت مستقيمة أكتر... بس هي العيون دي، واسعة ومُكفهرة وغامقة... غامقة أوي، بس فيها نفس لون الكراميل الناعم اللي على أصفر حوالين القزحية.
      
      أنا غرقت في العيون دي... كتير أوي.
      
      بعد ثانية، رفع عينه، وعيونا جت في عين بعض. كان زي تيار كهربا ضربني في قلبي بالظبط.
      
      نفسي اتحبس في حلقي ووقفت فجأة، وده خلى الشخص اللي ورايا يخبط في ضهري. بس أنا تقريباً ما حستش بأي حاجة، عشان قدامي بالظبط – على بعد أقل من تلاتة متر – بكارنيه اسم مزيف، كان أوستن. حبيبي بتاع ثانوي. اللي اختفى من على وش الأرض قبل أسبوع من تخرجنا من ثانوي من غير ولا كلمة. ومحدش سمع عنه أي حاجة تاني.
      
      مش متأكدة لو طلعت صوت ولا لأ، بس أكيد عملت كده عشان ليندا مسكت دراعي وسألتني مالك. أنا حتى ما افتكرش إني رديت عليها.
      
      عيون أوستن، أو ويليام، أو زفت الطين اللي يكون اسمه، وسعت، كأنه عرفني، وبعدين، بعد ثانية، كان اختفى. ابتلعته الزحمة وهي في طريقها للبوفيه كأنهم حيوانات في صحرا شافوا مصدر مية.
      
      رد فعلي كان متأخر شوية، بس بعد كده انطلقت أجري. الغضب كان بيغلي في عروقي وأنا بجري وبزق نفسي في وسط الزحمة كأني في حفلة روك صاخبة مش مؤتمر مبيعات أدوية. أنا حتى ما اهتمتش لشكاوى الناس اللي زقيتهم على الجنب. كان عندي هدف واحد في دماغي؛ إني أعرف إيه اللي حصل بالظبط، وليه سابني من غير ولا كلمة.
      
      
      

      روايه دموع بايروب - الملكة والفقيرة في معركة المصير الواحد

      دموع بايروب

      بقلم,

      فانتازيا

      مجانا

      بايروب اللي بتضطر تخرج الغابة عشان تجيب أكل لعيلتها الفقيرة المريضة، وهناك بتتصاب بهجوم كلب صيد وبيتم إنقاذها من مجموعة فرسان. بيطلع القائد بتاع الفرسان هو الملك جارنيت، شريكها (الميت)، اللي بيكون متجوز بالفعل بس ما بيرفضهاش وبيصر إنه مش هيسيبها، وده بيصدم بايروب المسكينة. في نفس الوقت، بنشوف ياسبر، وهو شاب غني وقوي ومحتار، أبوه بيضغط عليه عشان يحضر مسابقة القوة ويتجوز سيدة من الطبقة العالية، رغم إنه عايز يستنى شريكته. ياسبر بيلاقي راحته بس مع الدِيابة بتاعته كايدن وشيلا، وبيخاف إن السفر للمسابقة يعرض شيلا للخطر وهي حامل.

      بايروب

      بنت فقيرة، ضعيفة، بتضحي عشان عيلتها، بس بتلاقي نفسها شريكة (ميت) الملك الغني وده بيخوفها.

      جارنيت

      الملك. شخصية قوية لكن حاسمة، متجوز الملكة بس بيعترف ببايروب كشريكته وبيتمسك بيها رغم وضعه.

      ياسبر

      شاب غني وقوي، بيحب الدِيابة بتاعته، رافض الضغوط الأبوية عشان يتجوز زواج مصلحة، ومصر يستنى شريكته الحقيقية.
      روايه دموع بايروب - الملكة والفقيرة في معركة المصير الواحد
      صورة الكاتب

       بايروب
      وأنا ماشية، كنت بأمسح عيني في الغابة بدور على أي حاجة تتاكل. ماما كانت عيّانة ومش قادرة تشتغل، وبابا دخله ما كانش مكفي نجيب أكل، فكنا ميتين من الجوع... تاني.
      
      مش عارفة إخواتي الكبار كانوا بيعملوا إيه بالظبط، بس واضح إن محاولاتهم ما نفعتش عشان ما جبناش أي أكل، وأنا ما أقدرش أشوف إخواتي الصغيرين بيتضوروا، فقررت أطلع لحد هنا.
      
      بأحاول ألاقي أي حاجة، أي حاجة، عشان نقدر نقاوم الجوع شوية كمان.
      
      بس أنا مش شاطرة في النباتات خالص، ومش عارفة إيه اللي خطر وإيه اللي لأ. كمان ما باعرفش أصطاد، فقلت أحاول ألاقي أي حاجة أكون عارفاها وأتمنى إنها تنفع.
      
      لقيت كام فِطر شكلهم كويس، وطيت وبدأت أملأ السلة بتاعتي، يا رب ماما تعرف إذا كان ينفع نأكلهم ولا لأ.
      
      صوت خبط أغصان الشجر والوشوشة المفاجئة العنيفة للورق خلتني أرفع راسي، بأحاول أحدد مصدر الصوت.
      
      خبطات قوية على أرض الغابة ونُباح كِلاب خلتني أقوم مفزوعة. إيه اللي بيحصل ده؟
      
      رجعت بضهري بالراحة بعيد عن الاتجاه اللي الصوت جاي منه. أجري ولا أتخبى؟
      
      ما لحقتش آخد قرار أعمل إيه، وإلا فيه حاجة ضخمة بنيّة ضَرَبَت طلعت من الشجر.
      
      صرخت وبدأت أجري من غير ما أفكر في أي حاجة، الوحش كان بيُنهج وسمعت الخبطات بتلاحقني.
      
      أنا بأنهَج وزقيت رجلي أسرع، كانت بتحرقني وصدري وجعني بس ما بَطّلتش جَري. أنا ما ينفعش أموت بالطريقة دي، يا ترى عيلتي هاتزعل على خسارتي ولا يكونوا مبسوطين إن فيه بوق (فم) أقل يتصرفوا عليه؟ أكيد الاحتمال التاني.
      
      الوحش بقى ورايا بالظبط دلوقتي، أنا سامعاه، تقريباً حاسة بيه. وقتها عرفت إن نهايتي جت، بس فضلت أجري.
      
      الشجر بقى ضباب قدامي، ما بقاش غير لَغَوشة وأنا بأجري بأقصى سرعتي. بس مش بسرعة كافية للأسف.
      
      فجأة، سمعت خبطة قوية ورايا مباشرةً، بس ما تجرأتش أبص ورايا.
      
      فيه صريخ سمعته، بس الخبطات وقفت. فجأة حسيت بوجع بيخترق رجلي وصرخت وأنا بأقع على الأرض.
      
      سمعت زمجرة وصوت صُراخ أكتر غَرق وداني، وأنا حاسة بالدم بينزّ من الجرح اللي في كعب رجلي.
      
      جزمتي المتقطعة ما قدرتش تصمد قدام المخلوق ده. قَلَبْت على ضهري وبصيت على... كلب؟
      
      فيه كلب ماسك رجلي وبيزَمجر عليا. راح فين الوحش الضخم؟ شفت رجالة لابسة دروع على خيل، وهناك كان موجود. الوحش الضخم كان مرمي على الجنب قدامي، وكام راجل منهم كانوا بيبصوا عليه.
      
      "معلش يا أنسة، إحنا آسفين، ما كناش نعرف إن فيه حد هنا، والصيد سَحَبْنا قريب قوي من القرية"، الراجل قال. نزل من على الحصان ومشى ناحيتي، وشكله آسف. نَطَق بأمر معين، والكلب رجع لورا وقعد فوراً، سَمَع كلام الراجل.
      
      "أنتِ كويسة؟ يا رب ما تكونيش اتأذيتي"، الراجل قال، وأنا بصيت له تاني. عينينا اتقابلت وحسيت بحاجة "طَقّت" جوايا. شريكي. هو ده شريكي.
      
      بصيت عليه بسرعة، شكله غني ولابس الشعار الملكي على درع صدره. مستحيل يرغب فيا، أكيد هيشوف إني ضعيفة قد إيه ويرفضني فوراً.
      
      مد إيده اللي لابسة جونتي ناحيتي، وأنا خدتها بتردد، مستنية اللحظة اللي هيرفضني فيها. شدّني ووقفني، والوجع اللي ضرب في كاحلي خلاني أقع تاني. مسكني، ولما شفت القلق في تعابيره، نَفَسي كاد يوقف. هو ما كانش باصص لي بقرف، كان شكله... قلقان.
      
      "أنتِ اتعورتي. إحنا هانساعدك وبعدين هانرجعك لعيلتك"، قال، وما قدرتش أبص في عينيه، بدال كده بصيت في الأرض وهزيت راسي بالموافقة.
      
      دي اللحظة اللي هيرفضني فيها ومش هنتقابل تاني. هو هايستنى لحد ما أخف قبل ما يسيبني. يا ترى هو عارف إنه بيخليني أخف عشان يكسرني تاني؟
      
      كنت دايماً بأتمنى شريك يحبني ويهتم بيا. أنا دايماً كنت باهتم بعيلتي حتى لو أنا كمان كنت مكسورة، وكنت بأتمنى إن شريكي ياخد باله مني. دلوقتي واضح إنها مجرد أحلامي الهبلة تاني.
      
      كان ساندني وأنا بعرج لحد ما وصلت لرجّالته. "اسمك إيه؟" سألني وهو بيسلمني لمعالج (مُداوٍ).
      
      "بايروب"، قلت. "بايروب جونسون"، قلت له، وهو هز رأسه. "أنا جارنيت ويليامز"، قال وغَمَز لي.
      
      بصيت له بعينين واسعة ومبرقة. ده الملك بتاعي. هو متجوز الملكة. مستحيل يطلّق عشان يكون معايا أنا، شريكته المَغلوبة على أمرها.
      
      المُعالج كان قعدني على سرير وبيهتم برجلي. الملك وطى عليا، نَفَسه كان بيخبط في ودني، وقلبي وقف.
      
      "أنا يمكن أكون متجوز، بس أنتِ شريكتي، وأنا مش هأسيبك بسهولة كده"، وِشوش في ودني، وأنا بصيت وراه بعدم تصديق وهو بيطلع من الخيمة.
      
      قريباً، كنت هأشوف قد إيه كان صادق في كلامه ده.
      
      
      
      
      
      
      ياشبَر
      "مش محتاجين زيادة! إحنا بالفعل عندنا كل حاجة محتاجينها! أنا مش هاحضر المسابقة دي عشان أخش في دوامة الطبقة الأرستقراطية العليا!" صرخت في وش بابا.
      
      أنا عارف إنه عايز الأحسن ليا، بس أحياناً رد فعله بيكون مبالغ فيه أوي. "مش الأرستقراطيين وبس يا ابني! يمكن نقابل العائلة المالكة كمان! أنت مش فاهم دي فرصة عاملة إزاي؟ حياتنا كلها ممكن تتغير للأحسن!" قال وهو متحمس، وأنا بصيت له بذهول.
      
      "مش محتاجين الأحسن، إحنا بالفعل عندنا اللي محتاجينه، وسهل علينا نجيب أي حاجة تانية عايزينها، مش لازم نعمل ده"، قلت له.
      
      هو اتجنن. إحنا بالفعل عندنا فلوس وسُلطة، الحقيقة عندنا أكتر من اللي محتاجينه، ودلوقتي هو عايز أكتر؟
      
      "الموضوع ده انتهى، أنت هتحضر المسابقة، وخلاص!" زعق فيا، ووقف من الكرسي عشان يأكد كلامه، وأنا كنت بأبص له من الناحية التانية من المكتب.
      
      لما يكون بالمنظر ده، مستحيل يتنازل، عشان هو بيكون قرر إن ده أحسن حاجة ممكن نعملها.
      
      لف حوالين المكتب وحط إيديه على كتافي. اتنهد وقال: "يا ابني، أنا مش باعمل غير اللي فيه مصلحتك، والمسابقة دي ترقية كبيرة. يمكن حتى نلاقي لك زوجة كويسة". صرخت تاني.
      
      "يا بابا!" زعقت له. "أنا قُلت لحضرتك قبل كده إني مش عايز أتجوز دلوقتي. قُلت لك إني عايز أستنى شريكتي"، قلت، وهو اتنهد.
      
      "يا ابني، يمكن شريكتك دي ما تقدرش توفر لك اللي محتاجه. لازم تلاقي لنفسك زوجة تقدر تديك اللي أنت محتاجه، ولو شريكتك دي طلعت بنت فلاحة غلبانة، مش هاتقدر تعمل كده"، قال لي، وكنت لسة هأعترض لما كمل كلامه.
      
      "ما ينفعش تستنى البنت اللي يمكن أو ما يمكنش تكون قادرة تهتم بيك، لازم تلاقي سيدة محترمة"، قال.
      
      فتحت بوقي عشان أحتج، بس هو رفع صباعه عشان يسكتني. "مش عايز أي اعتراضات، ومش هنتناقش في الموضوع ده تاني. هتحضر المسابقة وهتتجوز سيدة مناسبة، الموضوع انتهى"، قالها بحزم، وأنا طلعت من مكتبه وأنا غضبان.
      
      هو مش فاهم. عمره ما بيديني فرصة أتكلم وأشرح. هو ما بقاش بيسمعني، بياخد كل القرارات لوحده وبيفتكر إني مش هأعترض على أي حاجة لما يقول لي على قراراته.
      
      فتحت بوابة الحوش، وطلعت صفارة خفيفة عشان أعرّف الدِيابة إني وصلت.
      
      سمعت نُباح وجالي كايدن بيجري ناحيتي. قعد قدامي، وأنا حَكَكت له ودانه.
      
      "إزيك يا واد، فين شِيلا؟" سألته، فقام من مكانه بسرعة وبدأ يجري ناحية الأقفاص.
      
      مشيت وراه، ولما وصلنا شفت شيلا قاعدة على الأرض برا القفص، كانت نايمة.
      
      كايدن حط مناخيره على رقبتها وقعد جنبها. ابتسمت للاتنين ونزلت على ركبتي جنبهم. ودنها وِقِفت وفتحت عينيها عشان تبص لي.
      
      إيدي لمست بطنها، وحسيت بالانتفاخ اللي فيها. هما مستنيين جِراوي (صغار الدِيابة)، وأتمنى إنهم يعيشوا، بس عارف إن فيه خطورة كبيرة إنهم ما يكملوش.
      
      كايدن هز ديله ولحس خدي، فضحكت وطبطبت على راسه.
      
      الدِيابة بتفهمني زي ما محدش تاني بيفهم، ودايماً بيقدروا يخلوني أحس إني أحسن.
      
      يا رب بابا يخليني آخدهم معايا المسابقة. هي مش هتبدأ غير الشهر الجاي، بس العُرف إن فيه حفلة كبيرة (بال) قبل أسبوع من بداية التدريب والمسابقة.
      
      السفر للقلعة اللي المسابقة هاتتعمل فيها هياخد وقت برضه. أتمنى شيلا تخلف قبل ما نسافر، أو بعد ما نوصل، عشان ما تكونش في خطر كبير.
      
      وأنا بأطبطب على فِرو شيلا الأبيض الناصع، سيبت نفسي لأفكاري. المنافسين من كل الممالك العشرة بيشاركوا في الحدث ده، ومعظمهم بيتدربوا حياتهم كلها عشان يحققوا نتيجة كويسة ويبقوا من الكبار وسط الطبقة الأرستقراطية العليا.
      
      بس المناسبة دي السنة دي شكلها هاتكون مختلفة، عشان الأمير ووريث العرش الوحيد وصل لسن الجواز.
      
      المملكة غالباً بتدور على أقوى شخص يتجوز من العائلة المالكة، ودايماً القرار بيتاخد بناءً على مين بيكسب في المسابقة.
      
      في المسابقة، الرجالة بتنافس الرجالة، والستات بتنافس الستات، عشان كده مش بيبقى صعب عليهم يقرروا مين السيدة المناسبة للأمير.
      
      غالباً هيكون فيه ستات كتير بيحاولوا يخطفوا التاج، مش هيفكروا كتير في مين بيتجوزوا، كل اللي يهمهم هي القوة اللي هيكسبوها.
      
      أنا محظوظ إن وريث العرش ما طلعش بنت وأنا اللي بنافس على إيدها، ما أقدرش أتخيل بابا كان ممكن يعمل إيه في الحالة دي، عشان وقتها كنت مستحيل أحضر المسابقة.
      
      أنا عايز أستنى شريكتي. كنت عايز على الأقل أقابلها، أشوفها، أياً كانت مين.
      
      بيقولوا إن الشريكة دي بتكون مَتفَصَّلة (مُعدَّة) ليك، وإنكم هتحبوا بعض حب غير مشروط. نفسي أعرف الإحساس ده، إحساس الحب الحقيقي. عشان ده اللي بيتقال على الشركاء، حب حقيقي، ورباط عمره ما يتكسر.
      
      كايدن لحس إيدي، وابتسمت له بكسرة. لما بابا يهدى، هأسأله إني آخد الدِيابة معايا.
      
      يا ترى العائلة المالكة هاتسمح بكده؟ يا ترى هو هايسمح بده؟
      
      

      روايه أبناء الآلهة - بحث في عالم الأساطير الأبدي

      أبناء الآلهة

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      الرواية دي بتحكي عن "الهيلينيكوس"، وهما ناس أصلهم من الآلهة والإلهات اليونانية القديمة. البطلة بتنتمي لأقل طبقة فيهم اسمها العاديون (الغلابة)، وبتكره فكرة "توأم الروح" اللي المفروض إنها بتجيب العذاب، رغم إن دي حاجة الكل بيحتفل بيها عندهم عشان يقدروا يلاقوا نصهم التاني باللمس. بكرة هتخش المحكمة لأول مرة عشان تعمل طقس "اليقظة" اللي بيكشف عن قدرتها الخارقة لقراءة أفكار توأم روحها، وهي مستنية تشوف حياتها هتتقلب ولا إيه نظامها.

      عرق الهيلينيكوس

      بشر سلالتهم بترجع للآلهة اليونانية القديمة، متقسمين لتلات طبقات رئيسية: الملكيون الصريحون (الخُلَّص)، والملكيون (الأشراف)، والعاديون (الغلابة).

      البنوته

      بنت بتنتمي لطبقة العاديين (الغلابة)، ودي أقل طبقة بين الـ "هيلينيكوس". متخوفة جدًا من فكرة توأم الروح، رغم إنها ميزة لكل الناس التانية.
      روايه أبناء الآلهة - بحث في عالم الأساطير الأبدي
      صورة الكاتب

      لأبي، جو، وأمي، مايك. أحبكما إلى ما لا نهاية. يا ملائكتي، ولكل من يمسك بهذا الكتاب الآن، شكرًا لكم على إعطاء "إنتويند" فرصة، وأتمنى أن تتحقق أحلامكم.
      
      كلمة "توأم الروح" تبعث قشعريرة في عمودي الفقري. قد يجد الشخص العادي راحة في فكرة وجود شخص يشاركه كل جانب من جوانب حياته، لكنني أعرف أفضل من ذلك.
      
      أنا أنتمي إلى عرق قديم من البشر ينحدر من الآلهة والإلهات اليونانية – الـ "هيلينيكوس". يرتبط أسلافي أيضًا ارتباطًا وثيقًا بأصل فكرة توأم الروح. لقد رأيت العذاب الذي سببه وجود توائم الأرواح، ولذا، فإنني أخشى اليوم الذي سأجتمع فيه مجددًا بتوأم روحي.
      
      بالطبع، ليس كل شعبي يشعرون بنفس الطريقة. لقد تعلمنا أن نفخر بتاريخنا، وأن نكون متفضلين بامتلاكنا القدرة على إعادة الاتصال بتوائم أرواحنا. كـ "هيلينيكوس"، نتعلم منذ سن مبكرة من أين أتينا وموقعنا في التسلسل الهرمي لمجتمعنا. ترديد تاريخنا ونحن نيام لم يكن شيئًا غريبًا؛ فقد غُرِسَ في داخلي على مر السنين.
      
      منذ قرون، قبل العصر الذهبي، كان هناك الآباء الثلاثة – الشمس، والأرض، والقمر، وكل منهم أنجب ذرية. الشمس أنتجت الذكور، والأرض أنتجت الإناث، والقمر أنتج المخنثين (ذوي الجنسين). كان الشكل البشري الأصلي منظرًا بشعًا، برأس واحد بوجهين، وأربعة أذرع، وأربع أرجل، ومجموعتين من الأعضاء التناسلية. كان هؤلاء البشر يتدحرجون، يدًا فوق يد وقدمًا فوق قدم، على هيئة عجلات بهلوانية بسرعة مضاعفة. لقد خُلق هؤلاء البشر الأصليون ليكونوا أقوياء وسريعين وأحرارًا وأقوياء، وتجولوا في الأرض بحرية وقوة أكبر بكثير مما يمتلكه البشر الآن.
      
      في النهاية، تمكنت القوة من عقولهم. ظنوا أن بإمكانهم التوقف عن تقديم القرابين للآلهة والإلهات وأن يصبحوا آلهة بحد ذاتهم. قرروا أنهم يستحقون مكانًا على جبل أوليمبوس بجانب الآلهة؛ فاندلع تمرد وتسلق البشر الجبل للهجوم. من الواضح أنها لم تكن فكرة جيدة وأدت إلى هزيمة حتمية. يحيي الـ "هيلينيكوس" ذكرى هذه المعركة باسم يوم الحماقة المتغطرسة.
      
      بسبب وقاحة البشر، فكرت الآلهة، بقوتها اللامحدودة، في كيفية معاقبتهم. كان بإمكان زيوس حرقهم وتحويلهم إلى رماد بصواعقه، تمامًا كما فعل مع العمالقة. كان بإمكان بوسيدون إغراق هؤلاء الحمقى بموجة هائلة. أو كان بإمكان هاديس حبس المخلوقات في أعماق تارتاروس إلى الأبد.
      
      لكن الآلهة أحبت القليل من الدراما لترفيههم الخاص، وأحبوا أيضًا أن يُعبَدوا. أدرك زيوس أن البشر ليسوا التهديد الحقيقي – بل كانت غرورهم المتضخم هو الذي يحتاج إلى تعديل. فجرّدهم من غرورهم عن طريق تقسيمهم إلى نصفين بصواعقه، جاعلاً إياهم نصف السرعة ونصف القوة. هذا لن يضعهم في مكانهم فحسب، بل سيضاعف أيضًا عدد الذين يقدمون الجزية للآلهة. حُلَّت المشكلة، أليس كذلك؟
      
      حسنًا، لا. المخلوقات المنصّفة ركضت بجنون بحثًا عن أنصافها الأخرى، تبحث عنها، وتحتضنها، وتحاول أن تصبح واحدًا مرة أخرى. المخلوقات التي كانت نساءً مضاعفات بحثت بطبيعة الحال عن نساء. أولئك الذين كانوا رجالًا مضاعفين بحثوا عن رجال. والخنثى بحثوا عن أعضاء من الجنس الآخر. لكن لعدم قدرتهم على الاندماج مجددًا، عاشوا في بؤس مطبق وبدأوا يموتون جوعًا في حزنهم.
      
      إدراكًا لحاجته إلى عابدين، أصدر زيوس تعليماته لأبولو لخلق وسيلة للمخلوقات للالتقاء مجددًا، ولو لفترة وجيزة. فعل أبولو ذلك عن طريق تحويل الأعضاء التناسلية نحو الجانب البطني من الجسم. وفقًا للأسطورة، عندما يجد النصفان بعضهما البعض أخيرًا، سيكون بينهما تفاهم غير منطوق. سيضطجعان مع بعضهما البعض في وحدة ولن يعرفا فرحًا أعظم، وعندما يتجسد كل منهما بعد موته، سيعاد لم شملهما في حياتهما التالية.
      
      لزيادة الأمور تعقيدًا، اختلطت الآلهة والإلهات بالبشر المنقسمين حديثًا، فجامعوهم وأنتجوا أنصاف آلهة. أنصاف الآلهة هؤلاء أنجبوا أطفالًا خاصين بهم، وهكذا دواليك، حتى بُنيت عشائر. أصبحت هذه العشائر تُعرف باسم الـ "هيلينيكوس" – أسلافي.
      
      على مر الأجيال، انتشر الـ "هيلينيكوس" في جميع أنحاء العالم. لقد تعلمنا أن نفخر بتاريخنا، ولذا، على الرغم من الشتات، فقد تمسكنا دائمًا بتقاليدنا. لكن هناك شيء واحد أبقانا منقسمين: الطبقات الثلاث. الملكيون الصريحون (الخُلَّص)، والملكيون (الأشراف)، والعاديون (الغلابة).
      
      احتفظ الملكيون الصريحون بالمرتبة العليا في تسلسلنا الهرمي لأنهم كانوا أحفاد العظماء الثلاثة: رب السماء، زيوس؛ رب البحر، بوسيدون؛ ورب العالم السفلي، هاديس. كان من السهل معرفة من ينتمي إلى الملكيين الصريحين من خلال النظر إلى عيونهم. الملكيون الصريحون الذين لديهم عيون زرقاء كانوا من عائلة خريستولاكيس، أحفاد زيوس. العيون الخضراء تنتمي إلى عائلة أمبروسيا، أحفاد بوسيدون. وأخيرًا، أولئك الذين لديهم عيون بنية داكنة، تكاد تكون سوداء، كانوا من عائلة ستافروس المنقرضة الآن، أحفاد هاديس.
      
      أقل قليلاً من الملكيين الصريحين كان الملكيون، أحفاد الآلهة والإلهات الأولمبية المتبقية. على عكس الملكيين الصريحين، الذين حافظوا على اسم عائلتهم اليوناني القديم الأصلي، تأثرت أسماء عائلات الملكيين بثقافة ولغة مواقعهم الجغرافية. على سبيل المثال، كان أحفاد هيرا يُعرفون في الأصل باسم عائلة ثيميستوكليس، ولكن في أستراليا، أصبح تافولاريس، وفي بلغاريا أصبح شيئًا مختلفًا تمامًا: بيتروفا. لم أُكلّف نفسي حتى عناء محاولة تذكر جميع أسمائهم، على أي حال. معظم الملكيين يقفزون على فرصة لإخبارك بنسبهم الملكي. بالإضافة إلى ذلك، كان من الواضح أيضًا من هو ملكي من حجم محفظته (أو فلوسه بالقاهرة).
      
      ثم كانت هناك الطبقة الأدنى، فوق البشر العاديين بقليل. وهذا هو المكان الذي أتواجد فيه أنا: العاديون. ابحث عنها في القاموس وهذا هو بالضبط ما كان من المفترض أن أكونه: متوسط، شائع، موحد، متسق، وثابت. لا حسابات بنكية ممتلئة، ولا عطلات غريبة، ولا سيارات رياضية، ولا بيوت كبيرة. كان هناك إله لكل شيء تحت الشمس، ولكن بالطبع، نحن العاديين لم نشارك النسب مع الآلهة القوية والفاخرة. جئنا من العديد من الآلهة والإلهات الذين لم يكن لديهم مقعد على جبل أوليمبوس. كانوا آلهة وإلهات الأشياء العادية، مثل إله النوم، هيبنوس، وإله الريح الغربية، زفيروس. كان من المستحيل تقريبًا تتبع نسب العاديين – كان هناك الكثير من الآلهة الصغار والكثير منا.
      
      بخلاف كونهم أحفاد الآلهة والإلهات، كان لدى الـ "هيلينيكوس" شيء آخر مشترك: لتكريم نسبنا من أنصاف الآلهة، أراد أبولو أن يميزنا عن البشر العاديين – أو كما نسميهم، الـ "نسيينت" (الجهلة/المغيبين) – ومنحنا قدرة غير عادية لمساعدتنا في العثور على توائم أرواحنا. هبتنا سمحت لنا بقراءة عقل نصفنا الآخر، وهو شيء لا يستطيع "النسيينت" فعله. بهذه الطريقة، حتى لو كنا نتجسد باستمرار، سنكون دائمًا قادرين على العثور على بعضنا البعض.
      
      في كل عام، تعقد المحكمة – وهو مجمع يخضع لحراسة مشددة يقع في دينالي، ألاسكا – حدثًا مبجلاً يُعرف باسم التجمع. كانت فرصة لجميع الـ "هيلينيكوس" من جميع أنحاء العالم للالتقاء على أمل لم شملهم بتوائم أرواحهم. في عامنا الثامن عشر، وخلال تجمعنا الأول، تُوقظ هبتنا السمعية الواضحة من خلال طقس مقدس يُعرف باسم حفل اليقظة. ثم ننتظر اللحظة التي نلتقي فيها بنصفنا الآخر. لمسة واحدة يمكن أن تُشعل ما نسميه "نقر" – وهي ظاهرة تسمح لنا بسماع أفكار توأم روحنا. هذه هي الطريقة التي نعرف بها أننا وجدنا الشخص المنشود.
      
      سأبلغ الثامنة عشرة قريبًا. غدًا سأذهب رسميًا إلى المحكمة لأول مرة. وسأكتشف ما إذا كانت حياتي ستتغير إلى الأبد.
      
      

      روايه حياه الأمومة | العائلة والوحدة والإنعكاس الغريب

      حياه الأمومة

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      الرواية بتحكي عن إيڤان، الأم اللي بتتفرهد من تربية تلات أطفال لوحدها تقريبًا عشان جوزها مسافر شغل بقاله شهر، والموضوع ده مطلع عينها. وفيه كمان ليكسي، بنت الجيران اللي في آخر سنة في الثانوي، وزهقانة من الدنيا والمدرسة، وبتحس إن الحياة العائلية اللي بتشوفها عند إيڤان هي اللي كانت ناقصاها. الأحداث بتدور حوالين ليلة بيتزا عادية، وبتوضح قد إيه إيڤان مرهقة ومحتاجة مساعدة، وقد إيه ليكسي بتحب تقضي وقت مع العيال المشاكسين دول. ومع تطور الأحداث، بتبان لمحات خفيفة من التوتر والإعجاب بين إيڤان وليكسي، وبتفتح سكة لحاجة تانية ممكن تحصل بينهم.

      إيڤان

      أم مرهقة جدًا وعندها تلات عيال، شغالة مدرسة أدب في مدرسة ليكسي. جوزها مسافر بقاله كتير وهي حاسة إنها أم عازبة. شكلها حلو وتعبانة من العيال والشغل.

      ليكسي

      طالبة في آخر سنة ثانوي، زهقانة من المدرسة وحياتها. بتحب تهرب عند الجيران، وبتستمتع باللعب مع عيال إيڤان. عندها إعجاب كده بإيڤان من تحت لتحت.

      آڤا وجريس

      التوأم الشقراوات البنات، مشاكستين وبيحبوا الدراما، لكن بيحبوا ليكسي جدًا.
      روايه حياه الأمومة | العائلة والوحدة والإنعكاس الغريب
      صورة الكاتب

      إيڤان:
      "ثيودور ميسون كوبلاند، قدامك لحد ما أعد لتلاتة وتكون في سريرك." أزمجر وأنا ألوح بصباعي السبابة بعنف في الهوا.
      
      خلفوا عيال، قالوا... هتبقى حاجة فُلة، قالوا.
      
      "بس يا مامي، أنا مش تعبان!" بيتذمر ابني اللي عنده أربع سنين من أرضية أوضة نومه.
      
      أتنهد وأغمض عيني، حسيت إني اتهزمت. ليه الموضوع صعب أوي كده؟ هو صغير أوي... صغنن خالص. المفروض الموضوع ميبقاش بالصعوبة دي.
      
      "لو سمحت يا ماس... ماما كان يومها طويل في الشغل. خش سريرك بقى." أتوسل إليه. حاجة عبيطة إني أضطر أتخانق مع طفل عنده أربع سنين. متأكدة إن أمي كانت هتمسك العصاية وتضربني بيها لو عملت كده وأنا صغيرة.
      
      "ممكن آخد كوكيز واحدة كمان؟" بيزق في الطلب، والبراءة مالية عينيه.
      
      "بكرة." أتنهد، وأكشف الملايات القديمة بتاعة رعاة البقر عن سريره الصغير.
      
      بيطلع السرير وهو مش طايق، فبقدر أغطيه كويس. أبوس راسه بالراحة وأطلع من الأوضة، وأشد الباب ورايا.
      
      آخد نفس عميق براحة، بس لحظة السكون دي ما بتطولش، لما بنتي آڤا اللي عندها ست سنين بتصوت من آخر الطرقة.
      
      العيال دول هيخلوني أشيل شعري من مكانه. الأمومة صعبة يا جدعان.
      
      "جايالك..." أتمتم، بالكلام لنفسي أكتر، وإحساس الفرح بيتشفت من روحي.
      
      أدخل أوضتها وألاقيها قاعدة على السرير ومكشرة.
      
      "إيه يا حبيبتي؟" أسألها.
      
      "جريس خدت البطانية بتاعتي." بتتذمر، وبتشاور ناحية الباب المشترك.
      
      أغمض عيني وآخد نفس، "مش ممكن تستخدمي بطانية تانية؟" أسأل بنتي.
      
      "لأ! جريس خدت أحلى واحدة عندي!" بتكمل شكوى، فبمشي في الحمام المشترك لحد أوضة نوم بنتي التانية.
      
      "جريس، فين بطانية آڤا؟ ده وقت النوم، وأنتوا الاتنين بتتصرفوا أسوأ من أخوكم." أهمس بغيظ.
      
      جريس بتقدم البطانية الزرقا بسرعة، وأرجعها لصاحبتها الشرعية.
      
      "مش عايزة أسمع صوت نفس من أي واحدة فيكوا لحد الصبح." أقولهم.
      
      يهزوا راسهم، وهما فاهمين، وأتوجه ناحية أوضة نومي.
      
      "مامي، استني!" أتوقف مكاني وألف عشان أشوف وش آڤا القلقان. "عايزة بابا يرجع البيت."
      
      أعض على خدي وأوطي راسي، "وأنا كمان، يا شقية."
      
      من وجهة نظر ليكسي:
      "يا ماما! فين مفاتيحي؟!" أصيح بأعلى صوتي من المطبخ.
      
      الساعة سبعة الصبح، وأنا متأخرة.
      
      "وطّي صوتك شوية! بصي جنب الباب." أمي بتغضب، وهي طالعة من مكتبها. "المفروض تصحي بدري أكتر من كده."
      
      بلاقي مفاتيحي في المكان اللي قالت عليه بالظبط، وأجري برا الباب من غير ما أقول كلمة تانية.
      
      أركب عربيتي وأدوس بنزين، حرفيًا، طول الطريق للمدرسة. بوصل وبيبقى فاضل تلاتين ثانية بس!
      
      سنة تالتة ثانوي دي بتجر كأنها ماشية بالسلاحف. قالولي إن ده أحلى وقت في حياتي وإنه هيطير بسرعة، بس لسه ما حسيتش أو شفت أي حاجة تدعم الكلام ده.
      
      زهقت. زهقت من المدرسة. زهقت من زمايلي. خلاص طفح الكيل.
      
      يومي اللي مدته ست ساعات بيخلص، وأشق طريقي للموقف مع زحمة الطلبة التانيين.
      
      "ليكس!" أسمع الصوت من بعيد. ألف راسي وأشوف صديقتي المقربة، كاتي، بتجري ناحيتي.
      
      "في إيه؟" أسألها وهي بتلحقني وبتكون بتنهج.
      
      "ممكن نروح نجيب ميلك شيك؟ أنا هدفع، بس عايزة توصيلة بس! عشان إنتي عارفة..." تهز كتفها.
      
      ابتسم، "عشان بوظتي عربيتك؟ أكيد يا صاحبة." أغيظها.
      
      "شوفي، العمود ده طلع من العدم." تدافع عن نفسها. "بجد! إمتى شفتي العمود ده قبل كده؟!"
      
      "من ساعة ما بنوا كوستكو، يا كاتي. إنتي الإنسانة الوحيدة المميزة اللي قدرت تبوظ عربيتها في باركينج كوستكو." أمزح.
      
      تلف عينيها الخضر بغيظ، وبتتبعني لحد عربيتي السيڤيك وتوجهني لمطعم في البلد.
      
      وإحنا بنشفط المشروب، بتحكيلي آخر دراما حصلت مع حبيبها.
      
      "ريان كان غريب أوي إمبارح بالليل. عمره ما بيكون كده، فـ... أنا قلقانة. يمكن أنا ببالغ بس؟" تسأل وتجاوب سؤالها بنفسها.
      
      "يمكن..." أتنهد وأنا بشفط مشروبي. "إيه اللي حصل في كلام 'أنا عمري ما هرجع لـ الزفت ده تاني'؟" أتهكم، وأفكر صديقتي الغبية بتصريحها اللي قالته قبل كده.
      
      "إنتي عارفة الدنيا، يا ليكس. الناس بتتغير. الحاجات بتتغير!" تصر.
      
      أعقد حواجبي وأهز راسي، "عارفة؟"
      
      "طب، أنا بخمن إنك مش عارفة عشان إنتي رافضة تخشي في تجربة المواعدة، بس في يوم من الأيام هتفهمي." تهز كتفها.
      
      أهز راسي وأخلص مشروبي من غير كلمة زيادة. زي ما وعدتني، كاتي دفعت ثمن الميلك شيك، ووصلتها لبيتها قبل ما أتوجه لبيتي.
      
      أخش بالعربية في مدخل البيت الساعة 4:15 بالظبط، وأشوف إن جارتي لسه واصلة البيت هي كمان.
      
      
      
      
      
      
      أطلع من العربية، وأنا بسحب شنطتي من الكرسي اللي ورا.
      
      "أهلاً يا مدام كوبلاند." أنادي عليها من الناحية التانية من الجنينة، وده عشان أكون جارة لطيفة.
      
      ترفع إيديها لفوق وتبعد شعرها عن وشها، "أهلاً يا ليكسي. إزاي كانت المدرسة؟" تسأل.
      
      "كويسة، وحضرتك إيه أخبارك؟" أسألها، وأردلها المجاملة عشان أبين اهتمامي.
      
      "مش هشتكي." تتنهد.
      
      بعد ثواني أشوف التوأم بيطلعوا من الكرسي اللي ورا في عربية المرسيدس بتاعتها، وبيجروا في الجنينة.
      
      "ليكسي!"
      
      ابتسم وأحضنهم هما الاتنين، "أهلاً يا بنات."
      
      "ممكن تيجي تتعشي؟ النهاردة ليلة البيتزا." جريس بتقول الكلام بحماس، وعينيها بتلمع وهي بتجيب سيرة البيتزا.
      
      "مممم، ده طلب صعب أرفضه. بس أنا عندي واجب يا بنات." أعمل وش زعلان.
      
      "مرحب بيكي تيجي معانا، يا ليكس." مدام كوبلاند بتدخل في الكلام، وبتعرفني إن الدعوة موافق عليها من ناحيتها.
      
      "طب ممكن أدخل أحط حاجتي جوا وأغيّر هدومي، وأجي بعد نص ساعة، حلو كده؟" أقترح.
      
      البنتين الشقراوات يهزوا راسهم بسرعة ويرجعوا يجروا ناحية مامتهم. مدام كوبلاند بتلوح بإيديها وتوصل عيالها لحد جوا البيت.
      
      أشق طريقي لجوا أنا كمان، وأنا سامعة ماما وزوج أمي بيتكلموا في المطبخ.
      
      "يا حبيبتي، إنتي جعانة؟" أمي تسأل وهي واقفة قدام البوتاجاز.
      
      "آل كوبلاند عزموني. أعتقد إني ممكن آكل هناك." أهز كتفي، وأنا عارفة إنهم مش هيفرق معاهم لو سبتلهم السهرة لوحدهم.
      
      "آه، سكوت رجع؟" زوج أمي، مايك، يسأل.
      
      "ما كنتش أعرف إنه ما كانش هنا." أهز كتفي.
      
      "هو غايب الشهر اللي فات كله عشان شغل في بلد تانية أو حاجة زي كده. إيڤان قالت إنه هيرجع في خلال الأسبوع ده." يشرح مايك.
      
      أهز راسي وأطلع من المطبخ، عشان أحط حاجتي في أوضة نومي وأغير الجينز قبل ما أروح بيت الجيران.
      
      أروح عندهم أول ما أكون غيرت هدومي ولبست شورت رياضي، وبيتستقبلني عند الباب التوأم المشاكسين (أوي).
      
      "ليكسي وصلت يا ماما!" يصرخوا في صوت واحد.
      
      أبتسم وأدخل جوا البيت. إيڤان بتظهر من المطبخ وتبتسم، "أهلاً يا ليكس. اعتبري نفسك في بيتك." تقولها.
      
      مش هقول إني قريبة من عيلة كوبلاند. أنا أعرفهم عشان إحنا جيران، وكمان راقبت عيالهم مرتين كده لمدة قصيرة، بس ده كل اللي بينّا. آه، ومدام كوبلاند بتدرس أدب في المدرسة الثانوية بتاعتي، وده السبب إني ما بعرفش أوقف إني أناديها "مدام كوبلاند".
      
      ألعب مع البنات في أوضة المعيشة، وأسمع قصصهم وأديهم شوية اهتمام لوقت.
      
      أبدأ أشم ريحة أكل بتطلع من المطبخ، وأقرر أوجههم ناحية هناك.
      
      "إيه الريحة دي يا بنات؟!" ألهث. "ريحتها تجنن."
      
      "مامي- قصدي، ماما هي أحسن طباخة بيتزا في التاريخ. لازم تدوقيها، يا ليكسي." آڤا تصر، وهي كلها ثقة.
      
      "بجد؟ أنا اللي هحكم على ده... يلا بينا نشوف." ابتسم بخبث.
      
      أتبع الجميلة الشقراوات زرقاوات العينين للمطبخ، وألاقي مدام كوبلاند بتقطع البيتزا.
      
      "ريحتها حلوة أوي." أجامل.
      
      "يارب يكون طعمها حلو كمان." تتنهد.
      
      "يا ماما! إنتي على طول بتعملي طعمها حلو." تقول جريس.
      
      ابتسم بخبث، ومدام كوبلاند كمان تبتسم.
      
      "أنا سعيدة إنك بتعتقدي كده. روحوا اغسلوا إيديكوا، إنتوا الاتنين. وقولوا لأخوكم إن وقت العشا جه كمان." تطلب الأم اللي عندها تلات عيال.
      
      أتفرج عليهم وهما بيجروا بسرعة، والسكوت بيعم في المطبخ.
      
      "حاجة مضحكة، هما بس بينادوني 'ماما' لما بتكوني إنتي موجودة. أي وقت تاني بيبقى اسمي 'مامي'." تبتسم بخبث، وهي بتبصلي.
      
      "بيحاولوا يبهروني بكلام الكبار، أنا بخمن." ابتسم.
      
      تهز راسها وتهز كتفها، "أكيد ده السبب. عايزة تشربي إيه؟" تسألني.
      
      "مش مشكلة، أنا ممكن أجيب لنفسي." أقولها، وأتجه ناحية التلاجة.
      
      "آسفة، مش عايزة تحسي إني بتعامل معاكي كطفلة. بس أنا... متعودة على كده تقريبًا." تعترف مدام كوبلاند.
      
      "أنا فاهمة. مايك قالي إن سكوت غايب..." أقول وأصب لنفسي كوباية شاي حلو.
      
      
      
      
      
      
      
      "مم، أيوة. أربعة وعشرين يوم بالظبط." تتنهد وهي قاعدة أخيرًا على واحد من كراسي البار.
      
      "بتعدي، مش كده؟" أغيظها. في عقلي الباطن أنا بفكر "دي آخر مرة نامت فيها مع جوزها،" بس مستحيل أتجرأ وأقول حاجة زي كده قدامها.
      
      "شوية كده. تلات عيال وشغل... الموضوع كتير." تتنهد، وتمرر إيديها على وشها التعبان. "أنا مبسوطة إنك جيتي النهاردة بالليل، ده بيخليني أستريح شوية. إنتي بتسلي العيال." تضحك بخفة.
      
      "أنا سعيدة إني أقدر أساعد، يا مدام كوبلاند. وكمان مش هعرف أقول لأ على البيتزا." ابتسم للشقراء الداكنة.
      
      "لو سمحتي، ناديني إيڤان." تقولها وهي بتميل لقدام وبتسند دراعها على رخامة المطبخ.
      
      عيني بتنزل بالغلط على صدرها، اللي مكشوف شوية بسبب التوب الضيق اللي لابساه والزاوية اللي قاعدة بيها.
      
      لحسن الحظ، هي ما بتشوفش عيني اتجهت فين بفضل التلات شياطين الصغيرين اللي بيجروا في المطبخ.
      
      "أنا اللي هقعد جنب ليكسي!"
      
      "لأ، أنا اللي هقعد جنب ليكسي!!"
      
      الملكتين بتوع الدراما دول بيتخانقوا مع بعض، وبشوف التوتر بيكسّي وش إيڤان.
      
      "يا جماعة، يا جماعة. عندي فكرة..." أقولها، وأحاول أقلل من الصداع لأمهم. البنتين الشقراوات يسكتوا ويستنوا اقتراحي. "آڤا، إنتي ممكن تقعدي جنبي المرة دي. المرة الجاية اللي مامتك هتعمل فيها بيتزا، أنا هرجع وساعتها جريس تقعد جنبي." أعرض عليها.
      
      أبص على إيڤان وألاقي ابتسامة صغيرة بترقص على شفايفها.
      
      "ليلة البيتزا بتكون كل يوم أربع، يا ليكسي." تشاور آڤا. "ولو ماما عايزة تقعد جنبك؟"
      
      أهز راسي وأضحك بخفة، "هدي لمامتك دور كمان... وهتأكد إني أفضي جدولي عشان كام يوم الأربع اللي جايين."
      
      "اقعدوا يا بنات. كُلوا عشاكوا. قدامكوا ساعة قبل ما تستحموا وتناموا." تقول إيڤان، وتبدأ تقوم.
      
      أهز راسي بالرفض، "لأ، ريحي نفسك. أنا ممكن أتصرف معاهم لحد ما يخلصوا العشا." ابتسم.
      
      تتردد شوية بس جسمها بيرتاح وبيثبت في الكرسي. بحس بالشفقة عليها تقريبًا. هي ست بتشتغل بجد، وفي الأربعة وعشرين يوم اللي فاتوا دول كانت بمثابة أم عازبة.
      
      أقعد مع التلات عيال، آڤا وجريس ومايسون الصغير، وناكل كلنا.
      
      مايسون بيعمل حركات غريبة وبيتصرف التصرفات الولادي المعتادة، والبنات بيتذمروا وبيقرفوا من تصرفاته. أرجع بضهري وأضحك بخفة، وأستمتع بالجو ده.
      
      أحيانًا بتمنى لو ما كنتش بنت وحيدة. حاجات زي دي هي اللي ضاعت عليا وأنا صغيرة، ويمكن ده السبب إني مستمتعة بيها أوي دلوقتي.
      
      العيال كلهم بياكلوا عشاهم، وأجمع أنا الأطباق وأحطها في الحوض. صوت خبط الأطباق الزجاجية بيجبر إيڤان إنها ترفع راسها من على رخامة الجرانيت.
      
      "آڤا، جريس. روحوا استحموا." تقولها بشكل غريزي.
      
      يكشروا ويحضنوا فخدي جامد، "هتوحشينا يا ليكسي."
      
      "أنا عايشة البيت اللي جنبكم، يا جماعة. هتشوفوني." ابتسم بخبث.
      
      إيڤان بتبتسم في وشي وتزق البنات يطلعوا على السلالم. "سيبوا رجليها، يلا اطلعوا فوق!"
      
      مايسون بيجري برا الأوضة، غالبًا عشان يستخبى لحد ما إيڤان تجبره يستحمى، وده بيسيبنا إحنا الاتنين لوحدنا.
      
      "بجد يا ليكس. شكرًا إنك جيتي." تقول إيڤان بصوتها التعبان. "يارب يكون طعم العشا كان كويس."
      
      "الأكل كان تحفة، وموضوع المساعدة ده أنا مش فارق معايا خالص. بالنسبة لي دي حاجة ممتعة. عرفيني في أي وقت تحبي أجي تاني، حتى لو مش عشان العشا." ابتسم، وألاحظ ملامح وشها دلوقتي أكتر من أي وقت تاني.
      
      هي ست جميلة. ملامح وشها مميزة، شعرها أشقر داكن، وعينيها خضرا. عندها جمال طبيعي كتير تحت الميك أب اللي حاطاه.
      
      "ممكن أطلب منك ده فعلاً. سكوت راجع قريب، فأنا متأكدة إن الأمور هتهدى شوية." تتوقف وتعض على خدها، "ممكن في يوم من الأسبوع الجاي نطلب منك تقعدي بالعيال؟ هندفعلك، طبعًا. بس هيكون لطيف لو قضينا سهرة لطيفة لوحدنا من غير ما نقلق إذا كان العيال كلوا واستحموا ولا لأ." تهز كتفها.
      
      أبتسم وأهز راسي، مش معارضة خالص لفكرة إني أراقب تلات عيال زي العسل وآخد فلوس على كده.
      
      "أحب أعمل كده."
      
      "هايل." تقول وهي بتقرب ناحية الباب. "شكرًا ليكي تاني وهنشوفك يوم الأربع الجاي في سهرة البيتزا بتاعتنا." تبتسم بخبث. "مش قادرة أستنى لحد ما يجي دوري عشان أقعد عليكي..." وشها بيحمر بسرعة، "قصدي- أقعد جنبك. أنا آسفة، مخي مفصول خالص."
      
      ما أقدرش أمنع نفسي إني أضحك على غلطتها في الكلام، "تصبحي على خير يا إيڤان!" أقولها وأنا بنزل خطوات السلم الطوبي.
      
      

      Pages