رواية لعنة الجمال | أم تكره جمال ابنتها
لعنة الجمال
بقلم,
عائلية
مجانا
بتحاول تعيش في سلام مع أمها سوزي الشريرة وزوج أمها الطيب ماكس في بيت شكله حلو بس مش مريح. سوزي بتكره تيلي كره أعمى وبتتهمها زور بالتعاطي عشان تطلعها من حياة ماكس اللي هي عايزة تستحوذ عليها لوحدها. لما تيلي وماكس بيحسوا إن البيت مسكون، سوزي بتستغل خوفهم عشان تخطط لجريمة في عز الليل ضد بنتها اللي ما بتستحملهاش. بس بعد ما بتنفذ خطتها القاسية، بيظهر شبح طيب في البيت القديم ده عشان ياخد تيلي في حمايته ويراقبها. القصة دي بتجمع بين دراما عائلية صعبة وغدر، مع لمسة خارقة للطبيعة مرعبة.
سوزي
بتكره تيلي بسبب جمالها، ومستعدة تعمل أي حاجة عشان تحافظ على اهتمام جوزها الجديد ماكس. هي اللي نفذت الجريمة.تيلي
جمالها بيخلي أمها تحقد عليها. بتلجأ للموسيقى ومظاهرات السلام عشان تهرب من كره أمها.ماكس
بيحاول يهدي الأوضاع بين تيلي وسوزي، وبيحس بالذنب تجاه تيلي. هو أول واحد حس إن البيت مسكون.
تيلي عرفت من أول ما دخلت البيت مع أمها وزوج أمها إن فيه حاجة مش مظبوطة. هي مسكت الكرتونة اللي فيها حاجتها أقرب ليها وهي بتبص على كل التفاصيل المعقدة للبيت، وكانت معجبة بجماله. حتى لو كانت حاسة بقلق جوه البيت، كانت شايفة إن اللي بنى البيت ده كان عايزه بيرفكت بشكل مطلق. هو كان فوق الممتاز في نظرها. فاقت من ذهولها على صوت واحد بينحنح وراها. لفت بسرعة تشوف عامل نقل معاه صندوق مليان بحاجتهم، مستني على عتبة الباب إنها تتحرك. هي اعتذرت بسرعة ووسعت الطريق، ودخلت أعمق جوه البيت. طنشت صراخ أمها واعتذارات زوج أمها الجديد وطلعت السلم اللي بيزيق عشان تدور على أوضتها. لقت أوضة مفتوحة قدامها، والحمام بالظبط الناحية التانية في الطرقة، وشافت إن كام كرتونة من كراتينها اتحطوا بالفعل في الأوضة، ومعاهم هيكل سريرها، والمرتبة، وكومودينو هدومها. قلبت عينيها، ومفترضة إن أمها هي اللي اختارت لها الأوضة. وده معناه تلقائي إنها الأصغر وشكلها الأوحش. أمها كان عندها تار شخصي مع تيلي. تيلي عمرها ما عملت حاجة غلط؛ الموضوع كله إنها واخدة كل جمالها من أبوها، وكانت قمر بجد. أم تيلي كانت بتحلم بالجمال وجسم بنتها الوحيدة، وبما إنها كانت شخص أناني ومش شايف غير نفسه، كانت بتكره تيلي بسبب كده. تيلي كانت دايماً بتاخد اهتمام أكتر منها، بالرغم من شخصيتها الخجولة والحنينة والوديعة. كانت نور بيشد الناس. لما أم تيلي لقت ماكس أخيراً، جوزها الجديد والناجح، خططت إنها تطفي النور ده اللي هو تيلي، عشان تستمتع بوقتها مع ماكس، من غير ما تخاف إن تيلي تاخد منه كل الاهتمام. أول ما تجي الفرصة، تيلي هتطلع من الصورة. تيلي حطت الكرتونة اللي كانت شايلاها على السرير، وفتحتها عشان تطلع الاسطوانات الدوارة بتاعتها ومعاها كام اسطوانة من اللي بتحبهم لفنانين زي أبا، وفليتوود ماك، وجوني ميتشل. هي حطتهم على الكومودينو وشغلت واحدة منهم فوراً، والقلق بدأ يتسحب ليها بسبب الصمت الأبيض اللي في الأوضة. غمضت عينيها، مبتسمة وبتتأرجح بجيبتها الواسعة على صوت أغنية "أندانتي، أندانتي" لفرقة أبا وهي طالعة من السماعات. لمت شعرها البني الطويل المجعد في ضفيرة ونزلت تحت تجيب باقي حاجتها. راحت حوالي أربع مرات طالعة ونازلة السلم وهي بتطلع الكراتين أوضتها قبل ما تنزل تاني عشان تشوف لو أمها وماكس محتاجين مساعدة في توضيب الحاجة قبل ما تقعد في أوضتها طول الليل. حتى لو أمها بتكرهها، تيلي ما كانتش عايزة تسيب لهم شغل كتير. دخلت أوضة المعيشة وبصت لفوق على النجفة اللي بتلمع، مبتسمة لجمالها. "إيه؟" بصت على أمها وماكس وهما بيوضبوا. بصراحة، هو ماكس اللي بيوضب، وأمها قاعدة على الكنبة بتقرا مجلة. أمها هي اللي ردت بلهجة ناشفة ومتضايقة من وجودها. ماكس ابتسم لها ابتسامة خفيفة. ما كانوش قريبين أوي عشان أم تيلي كانت مخلياه أولوية إنها تبعدهم عن بعض. "عايزة إيه يا بنتي؟" رد ماكس، في الوقت اللي أمها فيه قلبت عينيها. "آآه، أنا كنت بس بسأل، لو محتاجين أي مساعدة في التوضيب قبل ما أطلع أوضتي بالليل؟" "لأ، مش محتاجين مساعدتك. إحنا نعرف نعملها لوحدنا، صح يا حبيبي؟" رد ماكس. أم تيلي حطت المجلة على ترابيزة القهوة. "لو عايزة تساعدي أوي كده، اطلبي لنا بيتزا. أنا ميتة من الجوع، ومفيش حاجة تتاكل في البيت ده. وبعد كده ممكن ترجعي أوضتك وتشغلي مزيكتك الزفت بصوت عالي زي ما بتعملي دايماً. مش فارق لي." ماكس حَسّ إنه زعلان على البنت اللي شعرها مجعد، وشاف تعابيرها انطفت. كان عارف إنها بتحاول تساعد بس، وكان حاسس إن طريقة سوزي اللي بتعامل بيها البنت الغلبانة دي فظيعة. "اطلبي اللي عايزاه يا تيلي. هنقول لك لما توصل. شكراً إنك عرضتي المساعدة." حاول إنه يهدي الوضع، وهو شايف الدموع بتتجمع في عينيها. سوزي اتريقت ورجعت مسكت المجلة بتاعتها. تيلي ابتسمت ابتسامة خفيفة لماكس وراحت للتليفون اللي على حيطة المطبخ، طلبت بيتزا، ورجعت أوضتها عشان ترتب حاجتها. مرت أسابيع وتيلي كانت **عاجبها** لوس أنجلوس، كانت بتحب الإحساس اللي بيجي من العيشة هنا. خصوصاً كل **مظاهرات السلام**، كانت بتبعدها عن الجو **الوحش** في البيت. مع **الخبط** الكلامي المستمر، ما كانش فيه أحسن من إنها تكون بره بتهتف عشان سلام العالم. كانت بترجع البيت متأخر بعد الظهر، بتحضر المظاهرات لحد الليل، وبتتجاهل إهانات أمها اليومية مهما كانت **بتوجعها**. في ليلة من الليالي، انضمت للاثنين عشان "عشا عائلي" يوم الأحد، عشان ماكس كان بيجبرهم يقعدوا كلهم مع بعض ويناقشوا أحداث الأسبوع اللي فات، واللي كانت دايماً **ثرثرة** سوزي عن القيل والقال اللي سمعته في صالون التجميل، أو أي ممثل مشهور شافته وهي بتشتغل. تيلي ما كانتش بتهتم، ما كانتش بتحب تتكلم، عارفة إن أي حاجة هتقولها، أمها هترد عليها بتعليق **لاذع**. تيلي كانت **بتسرح** لحد ما سمعتهم بيتخانقوا. "بقول لك يا **سوز**؛ أنا حاسس إن البيت ده **مسكون**. أنا عمال أسمع خطوات رجلين وأبواب بتترزع." "يا ماكس، أنا شايفاك **بتفَرور** بس. أعتقد إنك ناسي، ده بيت من العشرينات. ده بيت قديم **وبيخروش**، وإنت عمال تقرا قصص أشباح كتير قوي." سوزي بتضحك. "آآه، أنا كمان سمعتها يا ماكس." قالت تيلي بهدوء، وهي متجاهلة نظرة أمها الحادة. "أنا، أنا سمعت خطوات في الطرقة وأنا بحاول أنام. أنا حاسّة إن البيت ده **ملبوس**." "شفت؟! تيلي مصدقاني! يا سوز، أنا شايف إننا لازم **نطهر** البيت ده أو نعمل له أي حاجة." **سوزي** كانت **هتموت من الغيظ** إن تيلي خلت شكلها **غبي**. اتكلمت مع ماكس، وهي بتتصرف كأن تيلي مش موجودة في الأوضة أصلاً. "يا ماكس، تيلي دي **هيبي** مدمنة. بكل الماريجوانا و**الـ إل. إس. دي.** اللي في دماغها، إنت بجد عايز تصدقها؟" عيون تيلي اتملت بالدموع، لما سمعت أمها بتتكلم عنها كأنها مدمنة، قلبها وجعها. هي عمرها في حياتها ما دخنت ولا شربت. مرة تانية، هي كانت بتحاول بس إنها تخلي شكل تيلي وحش. تيلي وطت راسها وبصت على إيديها وخدودها **حمرا**. "إيه ده يا سوزي!؟ إيه الكلام الفاضي ده!؟ إيه اللي جرى لك؟" صرخ ماكس، كان **زهق** من سماع سوزي بتتكلم وحش عن تيلي، والنهاردة كانت **القشة اللي قصمت ظهر البعير**. تيلي وقفت وطلعت أوضتها أول ما بدأوا يتخانقوا. جريت على فوق وبدأت **تنتحب** أول ما وصلت لسريرها. ليه أمها بتكرهها أوي كده؟ عَيّطت وعَيّطت والموسيقى شغلت أغنية "**انهيار أرضي**" لفرقة **فليتوود ماك**. إيه اللي عملته عشان تستاهل كل ده؟ نامت على بطنها بتعيط في المخدة، وهي بتنهج بصوت عالي وبتحاول تاخد نفسها، حست بلمسة ناعمة على مؤخرة راسها. هي **طنشت** بس لفت راسها كأنها حست إن فيه حد **بيطبطب** على شعرها. حست بخوف بسيط من اللمسة، بس حست براحة أكتر من أي حاجة تانية. الإرهاق هَدّها ونامت على صوت حد، أو حاجة، بتطبطب على شعرها عشان يساعدها تنام. "تيلي. تيلي. **تِــيــلــي**!" هي **اتنفضت** لما سمعت حد **بيوشوش** اسمها وبيصحِّيها. فتحت عينيها التقيلة، ومحتارة إن الدنيا لسه ضلمة شوية، والنور الوحيد جاي من الطرقة. بصت على الشكل اللي بينادي اسمها. "ماما؟ بتعملي إيه هنا؟" تيلي قعدت وسندت ضهرها على هيكل السرير. أمها قعدت عند **رجل السرير**. "إشششش. **إسكتي** يا تيلي، ماكس نايم." أمها اتكلمت بهدوء. تيلي هزت راسها، وهي لسه محتارة ليه أمها في أوضتها الساعة 3 الفجر. أمها اتكلمت: "كنت عايزة أتكلم عن اللي حصل إمبارح بالليل على العشا." تيلي بلعت ريقها وهزت راسها وسوزي كملت: "ما كانش حلو مني إني أناديكي بالأسامي دي، وبعد خناقة عنيفة مع ماكس، اكتشفت إني بعمل كل حاجة غلط... آه! قبل ما أنسى، عملت لك **كوباية شاي**. خدي." سوزي بتدي تيلي كوباية صغيرة طالعة منها **بُخار**. تيلي بصتلها باستغراب. أمها عمرها ما عرضت عليها أي نوع من الأكل أو الشرب، وخصوصاً مش من غير ما تقول نكتة سخيفة على وزنها في النص. سوزي بصت لتيلي بتوقع. تيلي ما كانتش عايزة تبقى **قليلة الذوق**، فأخدت الكوباية وشربت **بُق**. سوزي كملت كلام وهي بتشرب المشروب بتاعها. "زي ما كنت بقول. أنا بعمل كل حاجة غلط. أنا مش **مخلوقة** إني أكون أم. إنتي عارفة إن أبوكي **غصبني** عليها؟ هو كان عايز طفل **بالحاح** شديد. أنا عمري ما كنت عايزة أطفال. كنت مرعوبة وهو ما اهتمش. حلم حياته كان إنه يبقى أب، وطبعاً بدأ يتجاهلني تماماً أول ما إنتي اتولدتي، وبقى مهتم بيكي إنتي وبس. أنا ما قدرتش أستحمل ده. لدرجة إني ما كنتش بطيقاه." تيلي بدأت تتخض لما بطنها بدأت **تتقلب**، بس هي دايماً كانت بتقلق لما تسمعها بتقول حاجات فظيعة كده عن أبوها اللي مات. "ماما ليه بتقولي لي كل ده. إيه، إيه اللي بيحصل؟" سوزي ابتسمت. "شوفي، زي أبوكي بالظبط، أنا كمان ما بقتش أستحملك. إنتي دايماً كنتي **حاجز في طريقي**، ومش هسمح بده يحصل تاني يا تيلي يا حلوة. عشان كده، زي **باباكي** بالظبط، أنا كمان **هتخلص منك**." تيلي بدأت تعرق بغزارة واضطرت تاخد أنفاس عميقة عشان بدأت تتخنق. سوزي ابتسمت قبل ما تقف وتجبر تيلي إنها تنام على ضهرها. "يا تيلي المسكينة، الهيبي المدمنة. بتموتي بجرعة زيادة... إيه **المفارقة** دي يا حبيبتي؟" تيلي بدأت **تتشنج** ويطلع رغوة من بقها قبل ما **تتخبط** من نوبة صرع. سوزي وقفت فوقها عشان تشوف وتتأكد من موتها وخرجت من الأوضة وجسم تيلي بقى ساكن. الأم **المريضة** خرجت من الأوضة من غير ما تنزل دمعة واحدة من عينها. مرت دقايق قليلة وست في **منتصف العمر** شعرها أشقر، لابسة فستان على طراز العشرينات، طلعت للأوضة بتاعة البنت اللي بدأت تحبها. مسحت دمعة **ضالة** واستنت تيلي تصحى وهي مبتسمة ابتسامة خفيفة. "ما تقلقيش يا جميلة، أنا اللي هراقبك من دلوقتي."