موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      زواج العساكر | رواية ليزبيان

      زواج العساكر

      بقلم,

      ليزبيان

      مجانا

      أربع بنات أصحاب الروح بالروح، جستيس وسارة وكيت وإلسي، بيتخرجوا من الثانوي وبيقرروا يتجوزوا على طول. جستيس وسارة، اللي هينضموا للجيش زي أهاليهم، بيتجوزوا عشان يلحقوا يثبتوا حبهم وياخدوا لمراتهم الحقوق العسكرية قبل ما يسافروا للتدريب. كيت وإلسي هيدخلوا الجامعة وهما مستنيين زوجاتهم يخلصوا أول فترة تجنيد عشان ينقلوا يعيشوا معاهم. الرواية بتوضح قد إيه العلاقة دي قوية وقادرة تتحدى أي صعاب سواء كانت عنصرية أو كره للمثليين، أو حتى صعوبة الحياة في الجيش.

      جستيس

      سمرا وطويلة، حامية وصريحة، هتدخل الجيش في سلاح المهندسين.

      إلسي

      خطيبة جستيس، قصيرة وشعرها كيرلي نحاسي، بتخطط تكون ممرضة وتدخل الجامعة.

      سارة

      شقرا بشعر قصير، لعبت ملاكمة، قوية زي جستيس، برضه هتدخل الجيش في نفس السلاح.
      زواج العساكر | رواية ليزبيان
      صورة الكاتب

      "وبهذا، أحب أقول مبروك لخريجي دفعة 2024!" قال مدير المدرسة بصوت رزين. "أنتوا كدة اتخرجتوا رسمي!"
      
      وسط القبعات اللي بتطير في الهوا، أربع بنات بيدوروا على بعض بلهفة. حفل التخرج كان في ملعب الكورة، وفي الطرف البعيد تحت المرمى، سارة خدت خطيبتها كيت في حضنها، وصاحبتهم جستيس خدت خطيبتها إلسي في حضنها برضه. الأربعة دول كانوا ما بيتفارقوش سنين وهما بيدرسوا في شارلوت، مع إن كيت وإلسي كانوا متربيين سوا، وجستيس نقلت هناك قبلها بعشر سنين لما باباها طلع معاش من الجيش. آخر واحدة انضمت ليهم كانت سارة، اللي جت لما مامتها رجعت بيتها بعد ما باباها اتقتل وهو في الخدمة العسكرية.
      
      "عملناها يا صغننة،" جستيس شالت إلسي، اللي لفت رجليها بسرعة حوالين خصر الشابة صاحبة البشرة السمرا اللي كانت أطول منها بكتير. خصلات شعرها الكيرلي النحاسي نطت وهي بتلفها جستيس وبتبوسها بوسة عميقة. البعض من اللي بيتفرجوا بصوا للاتنين دول وبعدوا وشهم، مش حابين يشوفوا الثنائي المختلط الأعراق، والبعض الآخر كشروا شفايفهم لما شافوا بنتين بيبوسوا بعض، بس مافيش ولا واحدة فيهم اهتمت. قبضات جستيس كانت كفيلة إنها تتصرف مع ناس كتير قللوا من احترام علاقتهم، وفي المرحلة دي ماحدش تاني هيتكلم في أي حاجة.
      
      ماكانش فيه فرق طول كبير بين الاتنين التانيين، بس سارة وكيت لقوا نفسهم في بوسة بنفس الشغف خلت اللي حواليهم ضباب وهم غرقانين في بعض. زي جستيس وإلسي، ماحدش فيهم اهتم بالكارهين خلاص. سارة ممكن ما تكونش طويلة زي جستيس، بس الشقرا اللي شعرها قصير ومنكوش كانت بتلعب ملاكمة سنين، واتأكدت إن الناس تسكت عنهم برضه. وفعلاً، مناخيرها كانت فيها اعوجاج بسيط كدة لعدة شهور بسبب كسر ما اتجبّرش صح لما واحد حاول ياخد كيت منها في حفلة مرة واتقلبت خناقة. في الآخر صلحتها قبل حفلة التخرج عشان كيت تعرف تاخد الصور الحلوة اللي كانت عايزاها. "مش قادرة أستنى عشان أخليكي مراتي،" سارة همست وهما بيبعدوا عن بعض، ودموع الفرحة في عينيهم هما الاتنين.
      
      عينين كيت الخضر، اللي لايقين على شعرها الأحمر النحاسي بالظبط، هزت راسها وهي فرحانة. "أنا كمان مش قادرة أستنى!"
      
      الأصحاب دول كلهم كانوا بيواعدوا ناس تانية بشكل متقطع قبل ما جستيس تطلب من إلسي إنهم يتواعدوا. كيت اتضايقت، عشان هي كانت هتعمل نفس الشيء، بس سارة ساعتها طلبت من كيت إنهم يتواعدوا، وده طلع كويس. الأربعة دول لقوا إيقاعهم أخيرًا في الصيف اللي بين السنة التانية والتالتة ثانوي، والارتباطات دي لزقت خلاص. دلوقتي، ومع نهاية الثانوي، الثنائيين دول خططوا يتجوزوا بسرعة قبل ما جستيس وسارة يقدموا قسمهم وينضموا للجيش، زي ما آبائهم عملوا من سنين طويلة. جستيس عندها أخ بالفعل في القوات الجوية، بس هي هتدخل الجيش زي ما باباها عمل. سارة هتنضم معاها، وهما بيتمنوا يخدموا سوا لأطول فترة ممكنة.
      
      كيت وإلسي هينقلوا لشقة في رالي-دورهام عشان يروحوا جامعة UNC، وهما هيدخلوا الجامعة في الوقت اللي التانيين بيكونوا فيه في التجنيد. لو كانوا محظوظين، وده صعب التنبؤ بيه في التعيينات العسكرية، ممكن ينقلوا لأي مكان تكون فيه زوجاتهم متمركزة بمجرد ما يتخرجوا.
      
      في خلال دقايق من بداية احتفالهم الصغير، أهلهم كلهم اتلموا حواليهم، وبيشاركوهم الأحضان. كان فيه شوية مشاكل مع أهل إلسي بخصوص علاقتها من سنين، بس بالتدريج تقبلوا الأمر. جزء من ده كان بسبب بابا جستيس، كليف، وهو راجل ضخم لسه ماشي بوقفة عسكرية، قالهم بصراحة إنهم عنصريين ومتعصبين، وإن بنتهم هتكون مرحب بيها جداً في بيته مع بنته في أي وقت هي عايزاه.
      
      أهل إلسي ممكن يكونوا عملوها على نفسهم شوية، بس تقبلوا الأمر على مضض، وبعدين بقوا بيدعموا أكتر لما شافوا البنتين مبسوطين إزاي وهما مع بعض. ما ضرش موقفهم إن بنت صاحبتهم كانت بتتعامل مع حمل المراهقات، وهما عارفين إن ده مش هيحصل مع بنتهم.
      
      بس مع تقبّل كليف لعلاقتهم بدري، ما كانش مفاجئ إنه هو اللي يتكلم. "طب، بكرة اليوم الكبير. لسه هنروح نصور أوراق الجواز في وسط البلد؟"
      
      "أكيد طبعًا!" ردت جستيس. "هنجوز البنات دول ونخليهم بتوعنا خلاص!"
      
      كانت ليلة هادية، مع حفلة شواء كبيرة في بيت كليف، اللي عمل فيها برجر وهوتم دوج كتير. وبالرغم من إنها مش هتكون فرحة كبيرة، بما إنها هتكون اتنين صغيرين بس في مبنى البلدية، الأهل كلهم اتفقوا إنهم لازم ما يناموش سوا الليلة اللي قبلها عشان ده شؤم. ماحدش فيهم عجبته الفكرة دي، عشان وقتهم كان ثمين جداً. كان عندهم أسبوع واحد بس عشان يتجوزوا وينقلوا كيت وإلسي لشقتهم قبل ما جستيس وسارة لازم يروحوا عشان يقدموا قسمهم ويتجهوا لفورت ليونارد وود اللي في ميسوري. عادة، الاتنين كانوا هيروحوا فورت جاكسون عشان التدريب الأساسي، وده أقرب بكتير، بما إن القاعدة كانت يا دوب على الحدود في ساوث كارولينا. بس تخصص خدمتهم فيه تدريب بيتم في الغرب، عشان كده ده المكان اللي هما رايحينه.
      
      وده معناه إن كل ليلة يقدروا يقضوها سوا، يستمتعوا بصحبة زوجاتهم، كانوا عايزين يستغلوها. طبعًا، كل الأهالي كانوا عايزين نفس الشيء، يقضوا شوية وقت مع العيال اللي هتبدأ حياتها الجديدة، بس كانوا عارفين إنهم مش ممكن ياخدوا كتير من وقتهم. ليلة واحدة بس هي اللي ممكن يكونوا أنانيين كفاية عشان ياخدوها. وفي الموقف ده، الأهالي حققوا أمنيتهم، وكل واحدة قضت الليلة في بيتها قبل ما يتجوزوا.
      
      
      
      
      
      في الصباح اللي بعده، كلهم اتقابلوا في مبنى البلدية. جستيس وسارة كانوا لابسين بدل، وإلسي وكيت كانوا لابسين فساتين حلوة. كان فيه خطة إنهم يجددوا نذرهم (يمضوا على أوراق الجواز تاني) بمجرد ما فترة التجنيد الأولى تخلص والجامعة تنتهي، ويا رب يعرفوا ياخدوا وقت شهر عسل سوا، بس دلوقتي، الهدف كان إنهم يتجوزوا ويأكدوا حبهم لبعض. كمان ما كانش هيضر إن إلسي وكيت هيكونوا مؤهلين لاستحقاقات الجيش بمجرد ما الجواز يكتمل، وده اللي جستيس وسارة كانوا عايزينه احتياطي لو حصل الأسوأ ومارجعوش من جولة خدمتهم. سارة، اللي خسرت باباها بالطريقة دي، كان مهم ليها إنها تقدر توفر حاجة بسيطة لكيت في حالة أي طوارئ.
      
      ما كانتش مراسم طويلة، أقل من ساعة للفرحين، وكل الأهل كانوا بيعيطوا شوية في الآخر، في حين إن العرسان الجداد كانوا فرحانين جداً. لكونهم قريبين من بعض بالقدر ده، إنهم يتجوزوا جنب أعز أصحابهم من الستات اللي بيحبوهم كان حاجة يا دوب مصدقين إنها حصلت أخيراً.
      
      "عملناها يا بنتي!" صرخت جستيس وهي بتلف إلسي حوالين نفسها. "أنتِ مراتي دلوقتي!"
      
      "أيوه، عملناها!" وافقت إلسي، اللي قربت وباست مراتَها الجديدة وهي لسه مرفوعة. هي طولها 5'2" بس مقارنةً بطول جستيس اللي هو 5'11"، عشان كدة كانت محتاجة كل المساعدة اللي تقدر تاخدها!
      
      بمجرد ما التهاني من أهلهم خلصت، جه وقت الوداع اللي كان فيه دموع برضه. كيت وإلسي كانوا هياخدوا فصول صيفية في جامعة UNC، على أمل إنهم يتخرجوا بسرعة عشان يكونوا جاهزين إنهم ينقلوا بمجرد ما كيت وجستيس يكون عندهم فكرة أحسن عن المكان اللي هيتمركزوا فيه. ده معناه إنهم هينقلوا دلوقتي، وبعدين الاتنين التانيين هيروحوا لمدة العشر أسابيع بتوع التدريب الأساسي بتاعهم.
      
      كانوا عارفين إنهم ممكن ما يكونوش في نفس المكان خلال فترة تجنيدهم، بس هيعملوا أقصى ما عندهم عشان يتمركزوا سوا. إلسي وكيت الاتنين كانوا بيحاولوا يكونوا ممرضات، وهي وظيفة تسمح لهم يشتغلوا في أي مكان في العالم بما إن الناس شكلها مش هتبطل تعيا. معروف إن جوازات الجيش صعبة، بس كان عندهم خطة وكانوا متفائلين إن علاقتهم هتنجح. ياه، سارة خسرت باباها في الحرب، ومامة جستيس خانت سنين طويلة وكليف كان متمركز في الخارج، وسابته لما هو خلاص كان مستعد يطلع معاش. هما عارفين زي أي حد تاني إن إنهم يفضلوا متجوزين على المدى الطويل مش مضمون، بس كانوا مستعدين ياخدوا المخاطرة.
      
      بعد كام ساعة، كانوا في عربية إلسي "هوندا CRV"، والشنطة اللي ورا محملة بالهدوم. الشقة اللي إلسي وسارة هينقلوا ليها مفروشة بالكامل، زي معظم شقق الطلبة، عشان كدة ما كانوش محتاجين حاجات كتير غير هدومهم. ممكن يشتروا تلفزيون وهم هناك، وبعد كدة هيكونوا جاهزين. بس الشقة هتكون المكان اللي يهربوا ليه كام يوم، وبعد كدة كلهم ممكن يرجعوا البيت عشان حفل القسم.
      
      كانت زيارة حلوة ومرة في نفس الوقت، عشان كانت فرصة كويسة إنهم يكونوا سوا، بس كانوا عارفين برضه إن فيه ساعة بتعد بتقلل وقتهم سوا. بعد عشر أسابيع، هيكون فيه حفل تخرج قبل ما ياخدوا إجازة نهاية أسبوع، وبعد كدة يرجعوا فوراً لتدريب أكتر أو تعيين. البنتين بتوع الجيش هيدخلوا بنفس جدول التدريب، عشان كدة المفروض يكونوا سوا لفترة كويسة، ويا رب يفضلوا كدة.
      
      بابا سارة كان مهندس قتال، وكان اتقتل في الخدمة. بابا جستيس، كليف، قال لبنته أكتر من مرة إن مهندسي القتال دول أنقذوا حياته هو وعساكره. التأثيرات دي خلت من السهل على البنتين إنهم عايزين يتدربوا في التخصص ده. إنهم يضربوا ناس تانية بالنار ما كانش على رأس أولوياتهم، بالرغم من إنهم كانوا عارفين إن ده جزء من الشغل لو حصل تبادل لإطلاق نار، بس حماية زمايلهم العساكر كان طبيعي بالنسبة لهم، زي ما كانوا بيحموا زوجاتهم من المتنمرين في الثانوي بالظبط. فيه ستات قليلة في التخصص ده، بس كانوا مصممين ينجحوا فيه.
      
      "كدة كل حاجة؟" سألت جستيس البنات القصيرين بمجرد ما فضّوا العربية. الشقة ما كانتش حاجة كبيرة، يا دوب أوضتين نوم على جانبي مطبخ صغير وصالة معيشة مع بعض. بس هتشتغل عشان يكملوا بيها الجامعة، وده المهم. كانوا جايبين كل الهدوم اللي عرفوا يحطوها في العربية، بالرغم من إنها مش كل حاجة بيمتلكوها، بس كانت بداية كويسة. سارة وجستيس جابوا كام حاجة من حاجتهم بس، عشان تكون معاهم في زيارات صغيرة زي دي، بس معظم حاجاتهم هتفضل في البيت.
      
      "أظن كدة،" ردت سارة وهي بتسقط آخر صندوق. "مافيش حاجة باقية في العربية."
      
      "أنتِ جبتي كل حاجة يا روحي،" طمنت إلسي جستيس، وهي بتحضنها. "تعالي معايا بقى عشان ناخد دش!"
      
      كيت مسكت إيد سارة بما إن الثنائي التاني اختفوا في أوضة النوم. "يلا يا جندية. جه وقت إنك تعملي الواجب مع مراتك وتتمموا الجواز!"
      
      
      

      راهبات من الجحيم | علاقات محرمه

      راهبات من الجحيم

      بقلم,

      للبالغين

      مجانا

      راهبة في دير بأوستن، عندها أزمة إيمان ورغبات مكبوتة مخلياها في حيرة. في ليلة، بعد ما شافت موكب "برايد" (فخر) أثار فضولها وأحاسيسها الجنسية المكبوتة، جالها كائن نوراني قالها إنها اِتّخترت عشان تنظف فساد الكنيسة وتنقذ أخواتها من العبودية. بعد ما شربت مشروب "الخلاص" اللي اتقدم لها، الكائن ده كشف عن شكله الحقيقي الشيطاني، اللي هو ليليث، واعترفت إنها خدعتها وضمّتها تلميذة ليها عشان تنفذ خططها.

      جيسيكا

      راهبة قربت على نص عمرها، عندها صراع نفسي بين إيمانها وتربيتها الكاثوليكية وبين رغباتها الجنسية المكبوتة اللي ظهرت بعد ما شافت موكب غريب. بنت كانت يتيمة ورباها الدير.

      ليليث

      كائن شيطاني قوي ظهر لجيسيكا في الأول على شكل ملاك نوراني، وبعدين كشف عن شكله الحقيقي. استغلت رغبات جيسيكا وغضبها من فساد الكنيسة عشان تضمّها تلميذة ليها وتكلفها بمهمة تغيير العالم.

      بنات الدير

      بتعمل معاهم علاقات محرمه وحابين كده اوي
      راهبات من الجحيم | علاقات محرمه
      صورة الكاتب

      كانت ساعة الذئب، والأخت جيسيكا فليسيتا قلقانة. بقالها على الأقل ساعة صاحية في السرير، بتسترجع حدث معين من اليوم اللي فات وبتفكر في حياتها. الندم والقلق مسكوها، ومهما صلت ما عرفتش ترجع تنام. اتغاظت، رمت البطانية الخفيفة من عليها ونزلت من السرير في جو أوستن المكتوم بتاع نص الصيف. أشعة قمر كاملة كانت بتدخل من شباكها، بتنور تفاصيل جسمها المليان من خلال قميص النوم الخفيف اللي كانت لابساه. عدّت الأوضة اللي ديكورها بسيط وراحت للحمام وفتحت النور.
      
      جيسيكا فتحت المية الساقعة ورشت شوية على وشها قبل ما تبص في المراية. اللي شافته كان منظر زهقت منه. ست بتقرب بسرعة من نص عمرها، وأول تجاعيد السن بدأت تظهر على جلدها البرونزي الجميل. خصل شعر بني حلوة بتنسدل ومستخبية تحت الطرحة طول النهار. عيون بُني محمر حادة مليانة فضول وذكاء بس برضه بتخبي حزن ما يتوصفش. شفايف مليانة ومبرومة ما لمسهاش راجل من ساعة ما كان عندها عشرين سنة.
      
      كانت أطول من أغلب الستات اللاتينيات طولها خمسة قدم وعشرة بوصة (5'10). أطول من تقريباً كل الستات اللي في دير راهبات جوادالوبي. أهلها، اللي كانوا مهاجرين شغالين بجد، ماتوا في حادثة عربية وهي عندها أربعتاشر سنة والدير هو اللي رباها من ساعتها. أبوها البسيط وأمها الصارمة كانوا ناس عندهم إيمان ديني قوي، وهي ما كانتش عايزة تخذلهم ولا تخذل الراهبات اللي ربوها بلطف. تكريماً لذكراهم، دخلت الإجراءات الطويلة عشان تبقى راهبة رسمية وهي أصغر من العادي بكتير. القرار ده كان بيتقل عليها أكتر مع كل سنة بتعدي، كل ما العالم كان بيبقى وحش أكتر، وإيمانها بيضعف، وأشباح اللي كان ممكن يحصل بتطاردها في أوقاتها الخاصة.
      
      جيسيكا طفّت النور وعدّت الأوضة تاني، جسمها المليان عمل خيال مميز قصاد ضوء القمر الخافت. اتسللت للسرير وسحبت الغطا عليها تاني. استقرت في المرتبة القديمة المتهالكة وحاولت، عالفاضي، ترجع تنام. عقلها المشغول ما رضيش. نفس المشهد اللي كانت سارحة فيه طول الليل اتعاد في دماغها للمرة المليون.
      
      الراهبات، والأب فرانسيس، وأعضاء تانيين من الكنيسة كانوا في حفلة لجمع التبرعات في وسط البلد. كانوا عاملين بيع مخبوزات في الشارع الرئيسي، والموضوع مشي زي أي بيع مخبوزات لغاية حوالي الضهر. سواء كان سوء تفاهم أو محدش في الكنيسة فكر يشوف جدول مواعيد المدينة، كلهم اتفاجئوا لما موكب برايد (فخر) صاخب وحماسي مشي في الشارع قصاد عيون رجال الدين المندهشين. كان مستحيل يلمّوا كل المخبوزات والديكورات والمنشورات الدينية والترابيزات عشان يجروا قبل ما الموكب يعدي. فوقفوا هناك؛ كتير منهم بيحوّل نظره، وكام واحد باصص برعب وعدم تصديق، وجيسيكا كانت بتستوعب كل ده. كان كل اللي تقدر تعمله إنها ما تلحسش شفايفها أو تلمس نفسها.
      
      توليفة الانحراف اللي اتكشفت قدامها كانت مجموعة من الغرائب اللي عقلها المحمي عمره ما كان يتخيلها. ستات لابسين زيّ حوريات. ناس لابسة ريش وخرز بس. وناس تانية لابسة زيّ مُهور أو متغطيين بالكامل ببدل فرو. جيسيكا عمرها ما راحت ماردي جرا، بس تخيلت إنها أكيد كانت حاجة زي دي.
      
      اللي خطف انتباهها أكتر كانوا الناس اللي في الموكب اللي لابسين جلد ولاتكس. حزام جلد مُدبّب بتاع قيود. وبدل جِلْد كاملة وبدل قطط. سادات وسيّدات من المطاط اللامع بيقودوا عبيدهم المطيعين بالسلسلة في الشوارع. ده، جيسيكا كانت تعرف عنه أكتر بشكل غير مباشر، لأنها كانت مخبية رغبات سرية لسنين طويلة. كانت بتغذي الرغبات دي كل ما تقدر بمقال مجلة عابر، أو بحث على النت، أو كتاب فات من تحت رادار الدير. كانت دايماً بتعترف في محاولة إنها تطهر عقلها، بس الأفكار الخاطئة دي كانت بترجع كل مرة من غير فشل.
      
      القول إن المتخصصين في BDSM خطفوا انتباهها ما كانش دقيق أوي. جيسيكا كانت منبهرة. حست برغبة عميقة جواها وهي بتتفرج على الناس المبهجة دي بتمشي في الشوارع وبتستعرض أسلوبهم ومرحهم وجنسانيتهم. حست إنها كانت ماشية في صحرا بقالها عقود ووصلت أخيراً للواحة. ما عرفتش تبطّل تفكير في الموضوع مهما حاولت. ولا تبطّل تفكير في الوقت الضايع والفرص اللي راحت اللي حياتها بتمثلها دلوقتي.
      
      جسمها كان سخن، ومش بس من حرارة الصيف. طبقة العرق الخفيفة والرطوبة في جسمها كله كانت ناتجة عن حاجة تانية. زيادة ضربات قلبها ما كانش ممكن تكون بسبب نشاط بدني. كانت محتاجة، وكل ما فكرت في الموكب أكتر، كل ما إيدها اليمين اتحركت لتحت على وسطها.
      
      التلقين اللي دخل دماغ جيسيكا وهي صغيرة اشتغل كذا مرة الليلة دي.
      
      "ده غلط."
      
      "ده خطيئة."
      
      "مش المفروض إنك عايزه الحاجات دي."
      
      اشتغل بنفس الطريقة أول مرة تخيلت ولد واكتشفت قد إيه هي رطبة من تحت. أول مرة باست واحد. وكل مرة، وهي شابة، كانت بتلبس جيبة مش طويلة كفاية لـ ذوق الراهبات أو مكياج خلاها تبان "زي الست اللي مش محترمة."
      
      هي زهقت من كل ده. أنا زهقت من الخزي والشعور بالذنب. زهقت من النصوص القديمة، والطقوس اللي مالهاش لازمة، والشغل الروتيني اللي محدش بيشكر عليه اللي مسيطر على حياتها. زهقت من الرجالة الأقويا اللي بيكدبوا وبيستعلوا عليها. زهقت إنها محرومة من أبسط متع الحياة.
      
      جيسيكا غمضت عينيها وتخيلت واحد من الشباب اللي كانوا في الموكب. ما شافتش وشه بسبب قناع المطاط اللي كان لابسه، بس هو كان طويل، وجسمه رياضي، ومتغطي باللاتكس الأسود اللي ماسك في جسمه. بدأت تدوّر على شفايف كسّها الجعان وهي بتتخيله ملكها. حد عايز حنيتها الصارمة زي ما هي عايزة تديها. حد عمره ما هيسيبها. حد ما يقدرش يسيبها لأنه متكتف بالكامل. حد هو عبدها تعمل فيه اللي يرضيها.
      
      اتخيلت نفسها بتلبسه المطاط السميك والماسِك ده. بتربطه بأصفاد، وقيود، وسلاسل. بتمسك دقنه وبتديله أوامر صارمة. صباعين بدأوا يدخلوا في عمقها الغرقان، بالراحة في الأول وبيطبطبوا على بظرها المنتفخ ما بين كل دخول ممتع. إيدها الشمال لقت بزازها التقيلة مقاس D وبدأت تمسكهم بالراحة من فوق قميص النوم الحريري.
      
      في عقلها، كانت بتضغط على كتافه لتحت، وبتجبر لعبة النيك بتاعتها إنها تركع قدامها. كانت لابسة كورسيه جلد أسود وبوت لغاية الفخذ، وبتتحسس عبده القذر بعنف وهي بتستمتع بالانتظار. وأخيراً، مسكت مؤخرة دماغه اللي متغطية بالغطاء وسحبت بقه لـ كسّها المتحمس، وهي بتضرب مؤخرته بـ سوط جلد وهي بتأمره يشغل لسانه.
      
      جيسيكا كانت قريبة دلوقتي. قريبة أوي من أول رعشة جنسية ليها في ما يبدو إنه أبدية. فات أكتر من عقد من ساعة ما خدت عهد العفة، بس كانت بتتعلم فن المتعة الذاتية بسرعة البرق. كسّها بلع صوابعها بجشع في حركات سلسة. صوابعها دخلت وطلعت مع مسحات حريرية حوالين بظرها. اتخيلت نفسها بتكبس وش عبدها في كسّها الجعان، بتبلّ بقه بالكامل بعصايرها.
      
      "آه ياااه... بالظبط هناك! الحسني يا قذر! الحسااااني!!!"
      
      نافورة من النور انفجرت في نص أوضة جيسيكا. عينيها فتحت بسرعة لما أوضتها المتواضعة نورت زي شجرة كريسماس. صرخت بخوف بشكل لا إرادي، بس مفيش صوت طلع من بقها. جيسيكا زقت جسمها لورا على ظهر السرير، إيديها سابت المتعة اللي كانت فيها وسحبت البطانية معاها. صرخت مرة تانية، بس صوتها برضه اختفى كأنه ولا حاجة. النور اتجمع أكتر وأكتر لحد ما ظهر شكل كائن لامع.
      
      كانت ست لابسة درع سماوي متزوق بذهبي. شعرها الأشقر منسدل ورا خوذتها المفتوحة، بيتحرك لفوق ولتحت كأن الهوا هو اللي شايله. كانت معلقة في الهوا في نص الأوضة، وأجنحة من النور بتتمد من ضهرها. بشرتها بلون الخوخ بتنور بضوء خافت وكانت شايلة سيف على جنبها ورمح ذهبي في إيدها الشمال. الكائن بص لتحت على جيسيكا بعيون زرقا حادة، وابتسامة مبتهجة على شفايفها.
      
      
      
      
      
      "يا جيسيكا. دي ليلة مُباركة، عشان إنتي اِخترتي لمهمة مهمة أوي."
      
      الكلمات دوّت في عقل جيسيكا. الكائن ده كان بيتكلم بطريقة تليباثية، شفايفه ما اتحركتش. هل ده حقيقي بيحصل؟ هل نامت وده حلم مجنون؟ طول سنين صلواتها وتوسلها للملائكة، عمرها ما جالها رد. قلب جيسيكا كان بيدق وهي بتفكر إزاي ترد. هي ممكن تتكلم أصلاً؟
      
      "أنا... أهلاً."
      
      قدرت تتكلم تاني. عقلها كان شغال بسرعة، مش عارفة تتصرف إزاي. رعشتها بطلت بالتدريج لما اتعودت على الرؤية الإلهية اللي قدامها. كان واضح مفيش شر في الزائرة اللي من عالم تاني دي، بس برضه كانت مرعبة بشكل مش طبيعي.
      
      "لـ... لـ إيه مهمة اِتّخترت؟"
      
      "مهمة بتمشي مع أعمق رغباتك. الفساد في كنيستك أكبر من أي تقدير. لازم نغسّلها. إنتي اللي هتعاقبي الأشرار، وترجعي التوازن للعالم المضروب ده، وتنقذي أخواتك من العبودية."
      
      جيسيكا قعدت مذهولة. الموضوع كان كبير عليها. البطانية اللي كانت ماسكة فيها وقعت من على صدرها وإيديها نزلت على جنبيها. فكرت يا ترى هي بتكلم مين ملاك، لو كان فعلاً واحد من رؤساء الملائكة، بس ما كانتش عايزة تسأل أسئلة وقحة. مش مهم. الرسول ده بيتكلم الحقيقة.
      
      دي كانت فعلاً أمنياتها المتحمسة. فكرت فيها كذا مرة مع مرور السنين وهي بتعرف أكتر عن الفضايح اللي بتضرب الكنيسة الكاثوليكية. مع كل أسقف وكاردينال كانت بتقابله، كانت بتزيد حقد وغيظ على استغلالهم للسلطة، وجشعهم، واستعلائهم، وتجاهلهم للقوانين المقدسة اللي المفروض يحافظوا عليها. زهقت من إنها تعيش خدّامة لمؤسسة غرقانة في نفاق فظيع زي ده.
      
      بس كانت هتعمل إيه؟ يا ترى راهبة واحدة تتكلم بصوت عالي كانت هتعمل إيه؟ كانوا هيطردوها من الدير وهي قربت على نص عمرها ولازم تبدأ حياتها من الأول من غير دعم، ومن غير مهارات مطلوبة في السوق، وشبابها خلص. كانت محبوسة تماماً بسبب ظروف طفولتها وقرارات شبابها. ده... يمكن، لغاية دلوقتي.
      
      "إزاي؟ إزاي هعمل الحاجات دي؟"
      
      الكائن النوراني لوّح بإيده اليمين وظهر كأس دهبي في الهوا ما بينهم. طار ناحية جيسيكا بالراحة والكائن الملائكي مد إيده عشان يقدّم الكأس.
      
      "اشربي بعمق ومن غير تردد، يا بنتي. جوا الكوباية دي خلاصك وتكليف عشان تغيّري العالم."
      
      في لحظة الحقيقة دي، التلقين الكاثوليكي هاجم نفسية جيسيكا.
      
      'الكنيسة بيتك.'
      
      'يسوع هو الطريق الوحيد للخلاص.'
      
      'ده غرور. هبل! هـ تتحرقي عشان ده.'
      
      بس هي شافت وسمعت كتير أوي عشان تسمح لكلام زي ده يهزّها تاني. ما كانش فيه أي تردد جواها. هي صلت، واترجت، وعيّطت عشان بداية جديدة عدد لا يُحصى من المرات. الواحد ما يفكرش مرتين لما المعجزة تجيله. مسكت الكأس كويس أول ما بقى في متناول إيدها، قربته من شفايفها، غمضت عينيها ورجعت راسها لورا.
      
      حلاوة. حلاوة ما تتخيلش. سمعت جملة "المنّ من السما" كذا مرة، بس ما كانتش فاهمة معناها غير دلوقتي. المشروب كان تقيل، عسل دهبي مُضاعف ألف مرة. وشها وزورها كانوا بيزِنّوا من متعة جنونية وهي بتشرب المشروب السماوي ده. جسمها كله كان بينبض بنشاط وعقلها انفجر بمجرة من الإمكانيات الجديدة. بلعته بشراهة، شفايفها شفطت كل نقطة أخيرة منه وجسمها وصل لذروة نشوة.
      
      وبعدين... خلص. جيسيكا فتحت عينيها وبصت على الكأس وهي بتبعده عن شفايفها. كان كاس أسود غامق من حجر الأوبسيديان عليه مخالب معوّجة، وحيوانات مفترسة ليها أنياب، وعضم بيزيّنه من فوق لتحت. نفسها اتحبس في زورها وهي بتنزّله. الملاك كان اختفى.
      
      جيسيكا صرخت ووقعت الكأس المُلتوي. دحرج من على سريرها واِتزحلق على الأرضية الحجرية بسلسلة من أصوات الخبط. ووقف جنب زوج من جزم جلد بكعب عالي. فوقهم، لحم أحمر فاتح بيحدد فخاد تخينة منحنية طالعة على خيط جلد لامع. بطن مسطح ومشدود طالع لفوق لـ صدرين حمر كبار هالاتهم غامقة وبتسرّب لبن حليبي. جلدها الأحمر مقطوع عند البايسبس بـ جوانتيات لاتكس سودة طويلة نازلة على إيديها الاتنين. وهج خافت بيشع من جسمها المليان، بينوّرها في الضلمة.
      
      "لازم أقول، ده كان أسهل مما توقعت."
      
      نفس الابتسامة الواسعة بتشع على جيسيكا، بس دلوقتي مصاحبة لعيون برتقالي-أصفر فاتح بـ شقوق سودة مكان حدقة العين. شعر أسود حريري وناعم محاوط راسها، موجة منه نازلة على النص اليمين من وشها ومخبية ملامحها. شفايفها بلون أغمق ليل وقرون منحنية، بنفس اللون القرمزي بتاع جلدها، طالعة من صدغيها. أجنحة النور المتوهجة اِتبدلت بجلد قرمزي زي الجلد المدبوغ وديل أحمر طويل وراها، بينتهي بـ شكل لحمي زي الترس شكله زي قضيب الذكر.
      
      المغرية اللي شكلها شيطاني دي مررت إيدها اليمين على جسمها المليان. زحلقت صوابعها اللي لابسة لاتكس على صدرها اللي بيسيل قبل ما تلحسه بلسانها اللي زي الأفعى. بصت لتحت على الكأس اللي على الأرض وبعدين رجعت بصرها لجيسيكا.
      
      "طعمه حلو؟"
      
      جيسيكا لسه في حالة صدمة، بس اللي فهمته كان كفاية عشان يرجعها للواقع.
      
      'يا إلهي، هو أنا لسه شاربة لبن صدر الـ... اللي طلع من الجحيم ده!؟'
      
      جيسيكا عملت الحاجة الوحيدة اللي ليها معنى بالنسبة لها في اللحظة دي. غطست ناحية طرف سريرها، موّلت راسها ونزلت صباع في زورها، بتأمل كاذب إنها تقدر ترجعه. من دقايق قليلة بس كانت ممكن تدفع أي حاجة عشان تاخد تاني. دلوقتي هي بس عايزاه يطلع من جسمها. ضحكة متململة دوّت في عقلها وهي بتتخنق من صوابعها؛ نفس الصوابع اللي كانت لسه بتدخلها في كسّها من كام دقيقة.
      
      "ده مش هينفع. إنتي بتضيعي وقتك."
      
      بعد دقيقة كاملة من المحاولات، جيسيكا اعترفت بالهزيمة. مهما اتقرفت، مفيش حاجة طلعت. المادة اللزجة لزقت جواها زي الغِرا. رفعت نفسها تاني على ركبتيها وبصت بغضب على العفاريتة اللي لابسة جلد.
      
      "متحمسة أوي إنك ترمي بداية جديدة. حاجة تقرف... أتمنى ما أكونش غلطت لما اخترتك."
      
      "إنتي خدعتيني! يا شيطانة!"
      
      "إنتي شفتي اللي كنتي عايزة تشوفيه. بعد ما استهلكتي جوهري، بقيتي بتشوفي الحقيقة دلوقتي. ولا كلمة واحدة أنا قولتها الليلة دي كانت أقل من الحقيقة."
      
      جيسيكا غلت من الغضب. مين ما تكون الخرابة الشيطانية دي، هي بتلعب. جه الوقت عشان تسأل السؤال اللي كان المفروض يكون أول سؤال تسأله.
      
      "مين إنتي؟"
      
      "بلغتك، إسمي ليليث."
      
      ليليث... جيسيكا عرفت إنها سمعت الاسم ده قبل كده، بس فين؟ النصوص اليهودية القديمة؟ ده يبدو صح، بس بقى لها كتير ما درستش الأساطير العبرية بعمق. ما عرفتش تحدد بالظبط.
      
      "إيه اللي عملتيه فيّ؟"
      
      "بس اللي وعدتك بيه. كان فيه في الكوباية دي أكتر مما تتخيلي. مكونات من عوالم ورا هذا العالم الفاني. معرفة ممنوعة خدت مني عصور عشان أكتسبها. تجهيزها خد وقت أطول بكتير من حياتك لغاية دلوقتي. إنتي قبلتي هديتي وده بيخليكي تلميذتي. مش فاهمة، بس هتفهمي قريب."
      
      "تلميذة؟ أنا مش هسيب دين عشان أخش في دين تا..."
      
      موجة من التعب الشديد اجتاحت جيسيكا. حاجتها للنوم كانت ملحّة وعميقة. وقعت على مخداتها وعينيها بدأت ترفرف.
      
      
      
      

      بنت العسكرية | رتبة عليا تقع في الحب الممنوع

      بنت العسكرية

      بقلم,

      عسكرية

      مجانا

      كانت الأولى على دفعتها في المدرسة ورياضية بطلة، بس قررت تسيب كل ده وتدخل فرقة الجيش الموسيقية. هي عايزة تدفع مصاريف جامعتها بنفسها عشان أبوها مكنش هيقدر، وبكده بتبدأ مغامرتها في مدرسة التدريب العسكري. أول صدمة بتواجهها هي الصرامة الشديدة للتدريب، خصوصاً من المدربة بتاعتهم، الرقيب جونز، اللي بتكون صارمة ومزة في نفس الوقت. أليكس بتتصدم بالواقع القاسي للجيش، بس في نفس الوقت بيجيلها إعجاب كبير بجونز، وده بيخلينا نحس إن الستاشر أسبوع دول هيكونوا حكاية تانية خالص.

      أليكسيس

      كانت متفوقة في كل حاجة وسابت مستقبلاً رياضياً ضخم علشان تحب المزيكا وعشان متتقلش على أبوها. شخصيتها جريئة وبتتصدم بالجو العسكري الصارم بس عندها لسان طويل ومبتخافش.

      الرقيب جونز

      المدربة الرئيسية بتاعة الدفعة.. مسيطرة في شغلها وبتخبط في وش أليكس، بس في نفس الوقت بتبين إعجاب خفيف لأليكس.

      الرقيب ديفيس

      الرقيب الأول الضخم اللي استقبل الدفعة. شخصية صارمة ومهددة، وهو اللي بيعرفهم إن التدريب هيكون جحيم.
      بنت العسكرية | رتبة عليا تقع في الحب الممنوع
      صورة الكاتب

      "ودلوقتي هنعلن بكل فخر عن أوائل دفعة 2016-2017 لمدرسة CCHS! أيها السيدات والسادة، من فضلكم صفقوا جامد لبنتنا، أليكسيس وولف!" صرخ مدير مدرستي وهو بيتكلم في مايكروفون المنصة.
      
      ابتسمت وأنا ماشية ناحية المسرح، وأصحابي وعيلتي والناس اللي في الجيم كانوا بيهتفوا وبيشجعوني. المدير شدني وحضني حضن جامد، وكذلك أساتذتي القدام. وقفت متوترة قدام المنصة، وجهزت نفسي ذهنياً علشان أقول الكلمة بتاعتي.
      
      "أهلاً، أنا أليكس وعايزة أشكر كام واحد قبل ما أستلم الجايزة بتاعتي. عايزة أشكر أصحابي اللي ساعدوني في الواجبات اللي فاتتني. إنتوا يا جدعان خليتوني أتبسط بجد في سنيني الأربعة القصيرة هنا، وأوعدكم إني عمري ما هنسى حد فيكم. عايزة أشكر أساتذتي اللي دفعوني إني أجيب درجات كويسة. والمدربين بتوعي في السلة والجري، ومدير الفرقة الموسيقية علشان اتعصبوا عليا لما قلتلهم إني مش هتخصص في أي مجال منهم. وأخيراً والأهم، أبويا." الجمهور سقف وضحك لما جبت سيرة المدربين والمدير. "بسببك يا بابا، أنا بقيت الشخص اللي أنا عليه دلوقتي. بفضلك، رحت كل تمرين وكل سباق وكل ماتش كورة. بصراحة مش كفاية أقولك شكراً أنت ولا أي حد فيكم يا ناس يا عظيمة. كانت أحلى سنين في حياتي. شكراً ليكم."
      
      ~
      
      الهتاف وقف وعيني فتحت. شفت بنات مالية كل كراسي الأتوبيس وهو بيتحرك، والشنط الكبيرة (الدوفيل) محطوطة على رجليهم. البنت اللي قاعدة جنبي كان مكتوب على التاغ بتاعها اسم عيلة هنري. عيني راحت لشباك الأتوبيس علشان أشوف الشجر وهو بيعدي بسرعة.
      
      التوتر والقلق اللي كان مالي الجو خلاني أسأل نفسي عن قراري ده، الأتوبيس ده رايح فين بالظبط؟ الأتوبيس كان متوجه دلوقتي على نورفولك في فيرجينيا، وهنقضي كلنا العشر أسابيع الجايين في مدرسة القوات المسلحة للموسيقى (AFSM). والست أسابيع اللي بعد كده هتكون في التدريب القتالي الأساسي (BCT).
      
      أعتقد محدش في البلد كان هيصدق أي حد لما يتقالهم إن أليكسيس وولف هتنضم للجيش الأمريكي، وكمان مش أي حاجة، الفرقة الموسيقية. هما كانوا متعودين على فكرة إني هبقى نجمة في دوري كرة السلة بتاع المحترفات (WNBA) أو بجري في الأولمبياد. أنا جالي عروض كتير من كليات كويسة، بس أنا مكنتش عايزة أقضي باقي حياتي بلعب رياضة. الفكرة دي جاتلي لما أدركت إن بابا مش هيعرف يدفعلي علشان أروح جامعة كبيرة.
      
      حبي إني أعزف موسيقى، وإني أقدر أدفع لنفسي علشان أروح جامعة وأخد شهادة، كان ده ممكن أوي؛ كل اللي كان لازم أعمله إني أدخل الجيش. كان الموضوع ده مرشح بقوة لحد في موقفي، ومفكرتش مرتين علشان آخد الخطوة دي. أنا جبت سكور عالي أوي في اختبار القدرات (ASVAB) سبعة وتلاتين، فالموضوع كان منطقي بالنسبة لي. وعديت كل المتطلبات البدنية اللي بعد كده: لا طويلة أوي، ولا تخينة أوي، ولا مجنونة أوي، وبقدر أعزف كام آلة موسيقية.
      
      هكون أنا أول حد في عيلتي يدخل الجيش. تقريباً دمعت لما عيلتي عيطت وأنا بركب الأتوبيس. أبويا طبطب على كتفي طبطبة حلوة، وأختي حضنتني حضن طويل أوي. عيلتي مبتبينش حنيتها كتير، فلما كلهم قالوا إنهم بيحبوني وأنا ماشية، عرفت إن مش لازم يبينوها طول الوقت.
      
      الشجر بطل يظهر كأنه ضباب، وده معناه إن الأتوبيس بيهدي وإحنا وصلنا. الحرم الجامعي كان ضخم، مباني كتير محطوطة في صفوف، والمبنى الرئيسي كان عليه اللوجو واسم المدرسة. ممرات أسمنتية كانت محاوطة كل مبنى. ستات لابسين مموه أخضر غامق بدأوا يجروا لفات حوالين ملعب تراك كبير. وناس تانية كانوا بيعملوا تمارين نط (Jumping jacks) أو بيعملوا تدريب تجريبي على مسارات مختلفة. فجأة، بدؤوا رجالة وستات رتبة رقيب (Sergeant) يخبطوا على شبابيك الأتوبيس وإحنا بنوقف. صراخهم كان موجه لينا من خلال الإزاز الرفيع الصغير.
      
      "انزلوا من الأتوبيس يا جنود مستجدين! اتحركوا! اتحركوا! اتحركوا! يلا يا بنات."
      
      "طلعوا مؤخراتكم من هنا واصطفوا في صف. دي يا تكون يا بلاش!"
      
      "يلا يا بنات! مستنيين إيه؟ العيد؟"
      
      أوامرهم كانت بتتصَوت في ودانا أول ما نزلنا من الأتوبيس. رقيبة ست كانت بتضرب البنات على مؤخراتهم وهما بيعدوا من جنبها. جه دوري وأنا كمان اتضربت ضربة جامدة. كلنا عملنا صف زي ما طلبوا ووقفنا وقفة حازمة ومبصناش في عين الناس اللي قدامنا.
      
      "طيب يا جنود مستجدين. أتمنى تكونوا عارفين ليه سجلتوا في القرف ده، صح؟" قالها راجل ضخم لابس كاب وعلى كتفه علامة سيجما، وده معناه إنه رقيب أول (1SG). الأعضاء التانيين وقفوا في صف شبهه، والراجل مشي بطول الصف اللي إحنا عملناه. "هنا هتقضوا عشر أسابيع في مدرسة القوات المسلحة للموسيقى (ASFM) وست أسابيع في التدريب القتالي الأساسي (BCT). يا رب ميكونش حد قالكم إن الموضوع ده هيبقى سهل، وإحنا هنبقى نتحاسب لو سهلناه. اسمي الرقيب ديفيس. أهلاً بيكم في الجحيم يا بنات. جونز!"
      
      الرقيب ديفيس وقف في صفهم، وواحدة أقصر مني شوية جات ناحيتنا. جونز كانت مزة أوي في اليونيفورم ده، وأراهن إن شكلها أحلى من غيره.
      
      استني. كفاية يا أليكس! مينفعش تعجبي بيها. علامة السيجما اللي على كتفها معناها إنها رقيب أركان (SSG)، يعني هي اللي هتبقى مسؤولة عن تدريباتنا. يادي النيلة!
      
      
      
      
      
      
      "أهلاً بيكم أيها الجنود المستجدون. أنا الرقيب جونز وهكون أنا المدربة الأساسية بتاعتكم والمسؤولة عن الفرقة الموسيقية." أنا سرحت ومبقيتش مركز في الكلام اللي هي بتقوله، وبدأت أتأمل شكلها. شعرها الغامق وعينيها الخضرا ممكن يخطفوا الأضواء من عيني الزرقا الباهتة في أي يوم. اليونيفورم كان مخبي معظم تفاصيل جسمها، بس الحاجات الأكتر بروز كانت باينة بشكل يخليها لافتة للنظر أوي. شعرها كان متغطي بالكاب ده وملموم على شكل كحكة، وده خلاني أتخيل يا ترى شكلها هيبقى عامل إزاي لو سابته مفرود على كتافها. هي فجأة ظهرت قدامي، ووشها كان باين عليه الغضب، وده اللي فاقني من أفكاري.
      
      "عايزة أعرف رحت فين بالظبط يا جندي؟ شكلك كنت في الفضاء اللعين!" صرخت في وشي، ونفسها اللي ريحته نعناع ضرب في وشي.
      
      "آسفة يا فندم!" صرخت وأنا برد عليها. هزت راسها ورجعت تتكلم تاني.
      
      "ماتفكريش إني هقبل انتباهك اللي نص نص ده." قالتلي كده قبل ما ترجع تمشي بطول الصف تاني. "زي ما كنت بقول، علشان تكون جزء من فرقة الجيش الموسيقية الموضوع مش محتاج بس يونيفورم وتكون بتعرف تعزف كام أغنية. الموضوع محتاج تفاني وساعات تدريب طويلة علشان تعزف لبلدك. بعد الستاشر أسبوع دول، مش هضطر أشوف وشوشكم التعيسة دي هنا تاني. ودلوقتي يلا بينا على المستوصف."
      
      هي بدأت تمشي وإحنا كلنا شيلنا شنطنا الكبيرة وحطيناها على كتافنا. مشينا بنظام ورا جونز اللي كانت ماشية قدامنا. منطقة الأرداف بتاعتها كانت بتتهز بإيقاع مثالي متداري ببنطلون اليونيفورم وجزمة الجيش. كانت حاطة إيديها ورا ضهرها، وحتى من المسافة البعيدة اللي كانت بينا كنت قادرة ألاحظ إن إيديها شكلها خشن من سنين شغلها الكتير في المهنة دي.
      
      أنا مش متأكدة بالظبط من ميولي الجنسية، أساساً علشان أنا بكره التصنيفات، بس أنا دايماً كنت عارفة إني عمري ما هقع في حب حد بناءً على اللي موجود في بنطلونه، لكن هيكون بناءً على قد إيه بيهتم وبيحبني. أنا عمري ما دخلت في علاقة كنت فيها جدية، لأني معتقدش إني عمري حبيت أي حد بجد. أنا صاحبت ولاد وبنات، بس محدش فيهم كان مميز لما كانوا بيقولولي "بحبك". كان الموضوع كأنه كلمة قالوها للحظة دي بس، مش علشان تكمل حياتنا كلها. أكيد ده ممكن يكون جرحهم، بس دي جزء من الحياة.
      
      دخلنا أكبر مبنى ومشينا في ممرات لونها بيج. كانت في أوض مختلفة مقفولة، بس الإضاءة فيها كانت خافتة، فقدرت أشوف آلات موسيقية في حافظات أو محطوطة على حوامل. باب واحد بس كان موارب، وباين منه بيانو أصلي فخم أوي من ماركة ياماها. الكرسي بتاعه كان نفس درجة اللون البني الغامق بتاع الآلة الكبيرة.
      
      أنا علمت نفسي أعزف لما كان عندي حوالي أربعتاشر سنة. وسعت مداركي لما دخلت ثانوي، وقتها اتعلمت ألعب على الطبلة الصغيرة (snare)، وطبلة التينور (tenors)، وطبلة الباص (bass drum)، ومعاهم آلة الترومبيت والباريتون. وأخيراً، الجيتار كان آخر حاجة، ومكنتش مهتمة بيه أوي لغاية السنة اللي فاتت. وصلنا المستوصف، والممرضات كانوا مستنينا ومعاهم حقن في إيديهم، ورا ترابيزات محطوط عليها أرقام.
      
      "تمام يا جنود مستجدين. كل واحدة هتروح للممرضة المخصصة ليها وهتاخد حقنة في المؤخرة. لما أنادي على اسمك، تعاليلي علشان تاخدي اللبس بتاعك." صرخت جونز. بدأت تنادي على الأسماء وتشاور على أي ترابيزة يروحوا ليها علشان ياخدوا الحقن. أنا سرحت تاني وسمعت صوتها، بس المرة دي من غير ما أبصلها مباشرة. حسيت بحد بيخبط على كتفي، وهزيت راسي وبصيت حوالين الأوضة.
      
      "إيه؟" سألت، وكام بنت ضحكوا، والبنت اللي اسمها هنري ابتسمتلي بسخرية.
      
      "اسمك اتنادى." قالتلي وشاورت على الرقيب جونز اللي كانت ماسكة في إيديها هدوم مطبقة وباين على وشها نفاذ الصبر. كانت بتخبط برجليها على الأرض وهزت راسها وأنا ماشية ناحيتها.
      
      "يا ويلك لو ده يكون مجرد يوم مش كويس النهاردة يا وولف. أنا مش هقبل أي استهتار منك في الشغل. ممكن تكون عيونك الزرقا حلوة، بس بكره عايزة أشوفك فايقة ومصحصحة، فاهمة يا جندي؟ روحي على ترابيزة رقم أربعة." سألتني بهدوء، ووشي سخن لما مدحت في عيني. غمضتلي بعينيها وزقت كتفي علشان أمشي لترابيزة من الترابيزات. وصلت للترابيزة بتاعتي والست بصتلي بكشرة.
      
      "إقلبي وشك، حطي إيديكي على الترابيزة، إفتحي رجليكي شوية، ونزلي البنطلون حبة." رفعت حواجبي باستغراب، وهي زقتني جامد على الترابيزة ونزلتلي البنطلون بتاعي. أول ما نزلته، حطتلي إبرة طويلة، وده خلاني أصرخ شوية وأفرد ضهري كرد فعل. الممرضة رجعت هدومي لمكانها المريح وخلتني أمشي مع البنات التانيين اللي كانوا Already خدوا الحقن بتاعتهم.
      
      الكل خلص، واتقالنا نرجع نمشي ورا جونز تاني.
      
      "طيب يا بنات. وقت تخصيص الأسرّة بتاعتكم. لما تدخلوا الأوضة بتاعتكم، اسم عيلتكم مطبوع على طرف السرير."
      
      مشينا في الممرات، وهي نادت على أسماء البنات اللي هيدخلوا كل أوضة. راحوا للأسرّة بتاعتهم لحد ما وصلنا لآخر أوضة اللي كان فيها سريرين دورين على الجنبين. سبع بنات دخلوا الأوضة، وده خلاني أنا آخر واحدة. حسيت بذراع على كتفي، وجونز مسكتني وخلتني أقف.
      
      "أتوقع إنك تعزفي موسيقى حلوة أوي، وإلا هضطر أنا اللي أكسر غرورك بنفسي بكرة." قالتها بابتسامة سخرية على وشها. ابتسمتلها أنا كمان ابتسامة زيها بالظبط، وقررت إني أرد عليها بنفس أسلوبها.
      
      "يبقى هضطر أعزف وحش أوي، يا رقيب جونز." هي حاولت تكتم ضحكتها، وزقتني علشان أدخل مع باقي البنات، وده خلاني أحب المكان ده أوي. أنا مكنتش بتكلم بجد إني هعزف أي كلام بكرة، أنا هعزف أحسن حاجة عندي بكرة علشان أبهر الست دي وبس. بما إنها زقتني بالطريقة دي، أنا متأكدة إنها كانت بتغازلني. مدرسة القوات المسلحة للموسيقى (ASFM) شكلها هتكون مليانة أحداث.
      
      
      هاي. دي القصة التانية ليا. أتمنى تعجبكم زي ما عجبتكم قصتي التانية، فممكن تروحوا تشوفوها. أنا مش هبطل القصة الأولى وشغالة على الفصل الجاي. من فضلكم استمتعوا!
      
      
      

      Pages