موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      رواية خادمة ستانفورد - أليكسيس تعيش كغريبة في بيتها

      خادمة ستانفورد

      بقلم,

      اجتماعية

      مجانا

      بتتعامل في بيتها كأنها شغالة أو يمكن أسوأ، من الأب والأم والأخت. بتشوف معاملة صعبة وإهانة مستمرة لدرجة إنها بتوصل للعياط وبتتخبط عشان تحقق طلباتهم اللي مبتخلصش. وسط كل القسوة دي، بتلاقي ضي أمل صغير بس من أخوها "ليام" اللي بيحاول يطبطب عليها ويدعمها في السر. الرواية بتغوص في إحساسها بالوحدة والظلم وقد إيه هي بتكافح عشان تثبت قوتها ومتبينش ضعفها قدامهم، وهي بتلبي كل طلباتهم زي الروبوت.

      أليكسيس

      بتحاول تكون قوية. بتتعامل كخادمة في بيتها من غير أي احترام أو تقدير، هي اللي بتطبخ وبتنضف وبتنفذ كل الطلبات.

      ميشيل

      بتتصرف بغيظ وحقد تجاه أليكسيس وبتطلب من أهلها إنهم يطردوها من البيت، بتتعمد إهانتها.

      ليام

      الشخص الوحيد اللي بيطبطب على أليكسيس وبيحبها وبيخاف عليها. بيحاول يحميها من بعيد وبيشجعها إنها متستسلمش للضعف.
      رواية خادمة ستانفورد - أليكسيس تعيش كغريبة في بيتها
      صورة الكاتب

      "أليكسيس!!!" صرخ بابا بصوت حاد. "جاية يا بابا"، صرخت من أوضتي. نزلت بسرعة لقيت راجل عصبي بيفتش في التلاجة. "بابا، ندهت عليا؟" قلتها بابتسامة صفرا، وبعدين نفضت التراب اللي مش باين من على الجيبة الجينز بتاعتي. "عايزك تجري بسرعة على السوبر ماركت، اللبن خلص عندنا"، قالها وهو مكسوف شوية.
      
      "ماشي خلاص." فضلت واقفة زي التمثال، شكلي متفاجئة، بس برضه حاسة إني بتعامل زي الشغالة. "لسه واقفة ليه؟" قام من كرسي السفرة وصرخ في وشي. "أ..أأأ...أنا"، تلعثمت.
      
      "هاتيلي اللبن يا أليكس، قبل ما أعصّب أكتر من كده"، صرخ وهو متعصب. "حاضر يا بابا"، قلتها بسرعة وأنا بترعش. "كويس"، وبعدين شاورلي بإيده عشان أمشي. جريت بسرعة على أوضتي، خطفت شنطتي، ونزلت بسرعة.
      
      كنت تقريباً عند باب الليفنج رووم اللي بيطلع على الشارع، لما بابا قال: "آه، وإنتي رايحة، هاتيلي معاكي جرنال، ماشي؟!" هزيت راسي وطلعت برا البيت.
      
      دايماً بقول لنفسي إن كل حاجة هتبقى كويسة قريب، بس إزاي ده يحصل وإيه العيلة بتاعتي بتعاملني زي الشغالة، أو الأصح كأني مش موجودة. حبست الدموع اللي كانت بتحاول تنزل. اتعودت على ده لدرجة إني بحاول أمنع نفسي إني يجيلي نوبة فزع، بالذات إن ده بقى الروتين العادي من أول يوم. ركبت الأتوبيس اللي رايح السوبر ماركت. بعد ربع ساعة من الصمت، وصلت لمبنى كبير ومتنظم ومليان أكل، الناس بتسميه السوبر ماركت. كان عندي دقايق بسيطة عشان أشتري اللبن قبل ما بابا يبتدي يكلمني. رحت منطقة منتجات الألبان، أخدت إزازة اللبن، وبعدين مشيت متوترة للكاشير، وبعد ما دفعت، جريت بسرعة على محطة بنزين قريبة اسمها "تيكساس" واشتريت الجرنال زي ما بابا طلب. ركبت أول أتوبيس راجع لـ "ستانفورد"، المنطقة الغنية والكبيرة اللي إحنا ساكنين فيها.
      
      أول ما وصلت، استقبلني بابا وهو مكشر ومتضايق.
      
      "فين اللبن 'بتاعي'؟" قالها وهو بيشدد على الكلمة ومكشر. "أهو"، ناولته إزازة اللبن الساقعة. "والجرنال بتاعي؟" قالها وهو شكله متغاظ. "أهو"، مديتله الجرنال، فـ شدّه مني بسرعة ورجع قعد على السفرة يشرب من كوباية لبن.
      
      "ممكن تمشي دلوقتي"، شاورلي بإيده عشان أبعد كأني كلب. هزيت راسي، وبعدين جريت على أوضتي بما إن مفيش حاجة أحسن أعملها غير إني أسيب بحيرة الدموع اللي كانت بتحاول تطلع تنزل.
      
      
      
      
      صحيت الساعة تلاتة العصر وسمعت صوت ضحك عالي جاي من تحت. كان تقريباً ميعاد العشا، ومرة تانية لازم أنا اللي أطبخ، بما إني الوحيدة اللي بتعرف تطبخ في البيت ده. غسلت وشي، نشفته بفوطة، وبعدين نزلت على السلم.
      
      "مش مصدقة إنه عمل كده، بجد يا حبيبتي، هو آكلك؟" سألت راشيل اللي هي ماما، أختي وهي مبتسمة. كنت واقفة عند باب المطبخ بتلصص وبسمع كلامهم، عشان لو دخلت، أنا متأكدة إني هاندم.
      
      "يا إلهي أيوة، والإحساس كان حلو أوي"، قالت ميشيل، أختي الكبيرة، وهي بتتكلم براحة.
      
      "بجد، يا إلهي... أنا فاكرة أول مرة أبوكي عملها-"
      
      وقعت الفازة اللي كانت على ترابيزة القهوة، واتكسرت مليون حتة، وقطعت كلامهم المهم. "يا بت يا خايبة يا وسخة"، أختي لفت بسرعة وصرخت في وشي. "أنا آسفة آسفة أوي، كانت حادثة، مكنتش أقصد أعملها، أنا هاشتري واحدة تانية أقسم بالله"، قلتها بسرعة وأنا بتكلم بسرعة.
      
      "مش محتاجة تتذاكي يا حبيبتي"، قالت ماما بضعف.
      
      أختي مشيت ناحيتي وهي حاطة على وشها البيضاوي ابتسامة شريرة. رجعت لورا بالراحة وجهزت نفسي لرد فعلها. بسرعة، قربت من وشي وهي بتشاور بصبعها اللي في النص من الشمال لليمين. "إنتي بتحاولي تضحكي على مين؟" سألتني بلهجة شريرة.
      
      "أنا كنت بس-"
      
      "كنتي بس إيه يا قطة، بتتجسسي على حياتي العاطفية؟" بصقت الكلمات في وشي حرفياً.
      
      لفت لماما. "يا ماما أنا قولتلك إنتي وبابا تخلصوا منها، دي مش أكتر من حمل، بتعطلنا كلنا عن حياتنا، بجد إمتى هترمِوها برا؟ هي خلاص عندها تمنتاشر سنة، مش هتدخلوا السجن يعني عشانها"، قعدت ترغي.
      
      
      
      
      
      فضلت واقفة كأني مش متشافة تاني، بسمعها وهي بتزعق كلام عدواني بس بيوجعني أوي. أنا عملت إيه؟ أنا موجودة هنا ليه؟ هما أصلاً مهتمين بيا؟ هو أنا ماليش مشاعر؟ هو أنا مكاني هنا أصلاً؟ بجد ليه "أنا"؟
      
      كنت لسة هجري على أوضتي لما بابا دخل وقال.
      
      "أليكس يا إلهي إنتي كسرتي الفازة الغالية بتاعتي"، نزل على الأرض وهو متعصب بيبص على حتت الإزاز المكسورة بتاعة "الفازة الغالية" دي، على حسب كلامه.
      
      "أليكسيس، إنتي عندك فكرة الفازة دي بكام!!!" صرخ. "أنا... ح-" "لأ معندكيش"، صرخ. "إلمي الإزاز ده." قالها ومشي وهو شكله هيبكي.
      
      "إيه؟" طلعت مني كده. "هو إنتي مسمعتيهوش؟" سألوا ماما وميشيل بابتسامة خبيثة.
      
      "مش هقدر"، طلعت الكلمة بالعافية. "شيلي الإزاز ده من الأرض في الحال يا آنسة"، أمرت ماما وهي بتزعق فيا.
      
      نزلت على ركبتي بسرعة وحسيت بإزازة حادة بتقطع جلدي. بسرعة لميت الحتت الكبيرة من الإزاز اللي دخلت تقريباً تلاتة منهم في لحم إيدي، حسيت بلسعة الإزاز بتقرص إيدي زي قرصة النحلة. لقيت نفسي بعيط بالراحة، وبعدين خبطة إيد كبيرة على راسي. "يا بنت الهبلة"، همست أختي بصوت واطي وبعدين مشيت هي وماما. وبعدين فجأة كل الإزاز وقع تاني على الأرض واتكسر لحتت أصغر. لميتهم بسرعة وأنا متعصبة، وجرحت نفسي أسوأ بكتير، وده الوقت اللي انفجرت فيه في العياط.
      
      بعد كام دقيقة من لم الإزاز المكسور الصغير بإيدي، غسلت إيدي بفوطة. اتصدمت لما شفت إني خسرت دم كتير أوي، كنت على وشك إني يجيلي أزمة قلبية وأنا ببص على ركبي ورجلي وبالذات فخوذي، حسيت بالشفقة على نفسي بس مظاهرتش ده، لأ مش هثبت إني شخص ضعيف. أنا أقوى من كده بكتير.
      
      "أليكسيس متنسيش، عندك عشا عايز يتحضر!!" صرخ بابا من تحت.
      
      "حاضر..." طلعت مني بصعوبة.
      
      إيدي كانت بتترعش ومش بتبطل، مكنتش لاقية أي حاجة مريحة تهدي أعصابي. لو ملمتش نفسي كويس أنا متأكدة إني هيغمى عليا. غيرت الضمادات وكام شاشة طبية للمرة التالتة، ساعة كمان وأنا متأكدة إنهم هيبقوا غرقانين دم. غيرت كمان الضمادات اللي على رجلي. "أنا أقدر أعمل كده"، تمتمت لنفسي، ومسحت دموع التماسيح بتاعتي، وبعدين نزلت السلم بثقة عشان عمري ما هاوريهم ضعفي.
      
      وأنا نازلة السلم، كل واحد كان مشغول بيعمل اللي بيعرف يعمله كويس؛ بابا بيشرب اللبن وهو لسة بيقرأ الجرنال، ميشيل بتعمل عروض أزياء لماما بثقة وهي بتسقف لها بتشجعها، وإخواتي اللي زي التخين، ليام ومايك، بيتفرجوا على رياضة وهما بيشربوا بيرة.
      
      كأن مفيش أي حاجة حصلت أصلاً.
      
      "إيه الأكل اللي على القائمة النهارده يا جماعة؟" قطعت كلامهم.
      
      "لازانيا جبنة، عيش بالثوم، شوربة يقطين وسلطة فواكه"، صرخوا كلهم في وشي تقريباً. "آه، وفراخ مشوية تتاكل مع العيش بالثوم"، اقترحت ماما وهي بتوقفني. "ماشي"، هزيت راسي. ورجعوا كلهم يكملوا اللي كانوا بيعملوه.
      
      أنا متعودة على ده؛ إني أطيع طلباتهم. حسيت كأني بفقد كبريائي وكرامتي. حسيت إني ولا حاجة. تحضير العشا كان هيبقى صعب شوية بما إن إيدي كانت وجعاني (حسيت إنها متخدرة)، بس لازم أتحرك بسرعة قبل ما يجوا يزعقوا فيا.
      
      في حوالي ساعة كنت خلصت، خلصت بالظبط حسب الخطة الزمنية بتاعتي، كان لازم أنظم وقتي لكل وجبة محددة.
      
      وعملت كده، كنت فخورة بنفسي أوي. جهزت السفرة لخمسة، كلهم لحم ودم، وماما قالت إني مش مناسبة إني آكل معاهم، وده اللي وافق عليه أخويا (مايك) التوأم الشرير وأختي.
      
      ليام عمره ما هيقبل بكده، هو التوأم اللطيف.
      
      لحد اليوم ده لسة حاسة بالضيق، بمجرد ما أفتكر اللي قالوه.
      
      "كُلي في البدروم، الحمام، أو برا، بس إوعي أبداً تاكلي على السفرة بتاعتنا"، صرخوا في وشي ماما وبابا.
      
      حبست دموعي.
      
      أول ما جهزت السفرة، طلعت الأكل وحطيته.
      
      بس طبعاً شاركت في أكلي، ودي كانت تاني حاجة بعملها أول ما أخلص طبخ.
      
      خبّيتهم (الأكل) في سلة كبيرة، في أغلب الأوقات مبيسبوليش أكل، فـ كان لازم أعمل كده. محدش يعرف إذا كنت كلت ولا لأ، حتى لو ادوني أكل، فـ ده بيبقى تقريباً بواقي الأكل اللي سابوها وراهم بعد ما أكلوا.
      
      "أليكسيس." نادت ماما من الليفنج رووم. "أيوة يا ماما"، قصدي يا هانم، صححت لنفسي بسرعة. من ساعة ما كان عندي أربعتاشر سنة، ماما طلبت مني إني أقولها يا هانم بدل يا ماما، وميشيل طلبت مني إني أقولها بيونسي.
      
      "عشان أتأكد إنك مسممتيش الأكل، عايزة تذوقي كل حاجة"، قالتها بخجل.
      
      "حاضر"، قلتها، ولفيت عيني لما محدش كان شايفني.
      
      ذوقت كل حاجة، وبعدين شورتلي بإيدها عشان أمشي. مشيت بسرعة، مكنتش أكلت أي حاجة من الصبح وده اللي خلى بطني تعمل أصوات غريبة زي الزئير. جريت عند حمام السباحة اللي برا وقعدت على كرسي هزاز بس هو كان كرسي عادي أكتر. أكلت كل الأكل بتاعي في ربع ساعة بس، وبعدين بطني زأرت. "لازم تكوني مبسوطة إنك شبعتي بقى"، قلت لبطني وأنا بدعكها. طلعت نفس عميق، مكنتش عارفة إني كنت حابساه. بعد ما هضمت أكلي، دخلت المطبخ وشفت كومة المواعين الوسخة متفرشحة بشكل مقرف في الحوض. هو أنا قلت إن دايماً لازم أنا اللي أنضف الفوضى بتاعتهم؟
      
      بعد ما غسلت المواعين ونضفت المطبخ، كان لازم أستنى لحد ما الكل ينام قبل ما أنا كمان أروح أنام.
      
      "ليام، ممكن أخد دش وبعدين أرجع تاني تحت؟"
      
      وأنا الوحيدة اللي بعرف الفرق بين مايك وليام؛ ليام وسيم أكتر بكتير من مايك القبيح، يعني مش قوي، ليام طويل وشخصيته لطيفة، أما مايك قصير وشخصيته خبيثة (هو قاسي ومتغطرس ونسونجي). لو كنت بحب أي حد في العيلة دي، فهو ليام. "ليه متستحميش ومتطلعيش تنامي على طول؟" اقترح. "ليام أنا مش عايزة أوقع نفسي في مشاكل"، همست عشان مايك ميصحاش وهو مفرود على الكنبة. "أليكسيس، مش عايزك تضغطي على نفسك، وأنا آسف أوي على كل اللي حصل الصبح ده، يا ريتني كنت هنا عشان أوقفه"، همس بهدوء بصوته الخشن. كنت بعيط دلوقتي. "ششش متعيطيش، كل حاجة هتبقى كويسة." قربني منه واحتضني بدفء ودعك ضهري بالراحة.
      
      "فـ إنتي هتستحمي وتنامي ماشي." مسح دموع التماسيح بتاعتي بإبهامه وباسني على خدي الشمال.
      
      "ماشي"، قلتها بهدوء.
      
      كنت لسة هطلع السلم لما ليام قال. "أنا بحبك يا أليكسيس"، قالها بهدوء.
      
      مجرد إني أسمعها منه خلاني أحس إني أحسن شوية.
      
      أخدت دش دافي، غسلت سناني وسرحت شعري، لبست بيجامة ميكي ماوس بتاعتي وبعدين دخلت تحت اللحاف عشان أنام.
      
      "أنا بحبك يا أليكسيس." كانت آخر حاجة فكرت فيها قبل ما أروح في النوم.
      
      
      

      حياة امرأة في الجيش | رواية عسكرية

      حياة امرأة في الجيش

      بقلم,

      عسكرية

      مجانا

      ملازمة في المارينز، اللي رجعت فجأة بعد غياب 3 سنين في جولة عسكرية صعبة. بتوصل تينيسي عند عيلة صديقة أمها، وبتتصدم العيلة كلها برجوعها خصوصاً إخواتها الكتير. بتحاول تتأقلم مع الحياة المدنية بس لسه عندها هواجس وقلق من الحرب، وبتفاجئ أخوها الصغير "أولي بير" في المدرسة بمساعدة إخواتها، قبل ما تكتشف إنهم محتاجينها في القاعدة عشان تدرب المتدربين الجداد رغم إنها في إجازة.

      نيكي

      ملازمة قوية في المارينز، بتتلقب بـ "رصاصة" عشان ندبة الرصاصة اللي شايلاها. شخصيتها صارمة ومختلفة في الزي العسكري، لكنها حنونة على أخوها الصغير وعيلتها.

      أولي

      الأخ الأصغر لنيكي، اللي متعلق بيها جداً وبيحبها ومش مصدق إنها رجعت.

      دانييلا وبول

      أصحاب أم نيكي وأهل البيت
      حياة امرأة في الجيش | رواية عسكرية
      صورة الكاتب

      °الفصل الأول•
      
      •نيكي°
      
      نزلت من طيارة المارينز وشنطتي العسكرية على كتافي. لبست الكاب بتاعي (غطاء الرأس العسكري) وطلعت من المهبط وخدت تاكسي للمطار. الجنرال بتاعي جاب لي تذكرة لتينيسي. وصلت هناك ودفعت أجرة التاكسي. دخلت و روحت للبوابة بتاعتي واستنيت ميعاد الركوب.
      
      بعد 8 ساعات.
      
      الصبح تاني يوم. أنا تعبانة جداً. خدت شنطي ورحت ركبت تاكسي واديته العنوان. كانت مشوار حوالي 20 دقيقة. لما وصلنا دفعت أجرة التاكسي ونزلت ومعايا شنطي. سمعت صوت ضحك وأنا ماشية في الممر اللي بيوصل للبيت. لما وصلت عند البيت، الضحك كان أعلى. ضربت الجرس وحطيت شنطي. دانييلا وقفت وبُقها مفتوح من الصدمة. دانييلا دي كانت أحسن صاحبة لماما في المدرسة الثانوية. حضنتني وأنا حضنتها. دخلنا جوا ومشيت وراها لحد أوضة المعيشة. حطيت شنطي تاني.
      
      "طيب إيه أخبار نيكي؟ هي في قوات المارينز صح؟" سأل بول وابتسمت.
      
      "أنا زي الفل وبقالى 3 سنين." قلتها وهما كلهم بصوا عليا.
      
      "يا نيلة!" قالها دانيال، أخويا الكبير. (يا نهار أبيض / يا لهوي)
      
      "قصدكش نيلة يا؟" سألت بهزار قام نط عليا ووقعنا لورا وخبطت بضهري في الحيطة.
      
      "يا عم دان. مش لازم تجرح البنت." قال بول وضحكت أنا وحضنته. بعد عني ورجع لورا، لفيت كتافي فـ عملت صوت فرقعة خلى هو و 5 رجالة يتضايقوا (من الصوت).
      
      "يخرب بيتكم." تمتمت بيها وضحك بول وقام حضني.
      
      "إحنا رجعنا." صرخ أوليفر، أخويا التاني الأكبر، واستخبيت ورا باب. دان وبول قعدوا وعملوا نفسهم طبيعيين. يا لهوي على شنطي. سمعت صوت خطوات تلاتة. سمعتهم وقفوا وبصيت لقيتهم قاعدين. طلعت من مكاني.
      
      "مفيش مكان لـ واحد زيادة؟" سألتهم، وباقي إخواتي التلاتة الكبار بصوا عليا.
      
      "يا نيلة!" قال أوليفر أخويا التاني الأكبر، ونط عليا وقعني على الأرض.
      
      "آه." قلتها وبول ضحك، وولاده كمان. أوليفر قام من عليا وشدني عشان أقف، بس اتنط عليا تاني. المرة دي كانوا التوأم. بعد الأحضان عملت وش زعلان. (عملت نفسي متضايقة)
      
      "إيه اللي مضايقك؟" سأل بول، وقلت له إني عايزة أشوف أولي بير بتاعي. (أولي بير تعني دب أولي، تقصد أخاها الصغير)
      
      "ده في المدرسة." قال دان، فقمت وقومته معايا. طلعت مفاتيحه من جيبه. سحبت إخواتي وطلعتهم للعربية البيك أب.
      
      "مش إنتي اللي هتسوقي." قال التوأم، بس أوليفر ضربهم على خفيف.
      
      "هي اللي هتسوق. انتوا عارفين الناس بتبقى عاملة إزاي لما بترجع من الحرب." قالها وركبنا. هواجس القلق بدأت تجيلي. كنت عمالة أبص في كل حتة. دانيال قال لي على طريق المدرسة. وقفت عند إشارة حمرا وبصيت حواليا براجع اللي حواليا.
      
      "يا ناي إنتي كويسة؟" سأل تومي وهزيت راسي بالإيجاب. الإشارة فتحت وسوقت. ركنت وطفيت الموتور في الباركينج ونزلنا. روحنا للمكتب وكانوا متحمسين جداً يساعدوني أفاجئ أخويا. عملوا طابور مفاجئ (تجمع عشوائي) ووقفت ورا المسرح في قاعة الاحتفالات. سمعتهم بينادوا على أخويا وبصيت من ورا الستارة لقيته بيطلع على المسرح.
      
      "سمعنا إن أختك في مهمة (في الجيش)." قالت السيدة، وهو بدأ يدمع.
      
      "آه. دي تاني جولة ليها. بقالي 3 سنين مشفتهاش." قالها ومسح عينه.
      
      "لو كانت هنا دلوقتي، كنت هتقول لها إيه؟" سألت، وابتسم.
      
      "إنها البطلة بتاعتي وإني وحشتني وهي بتنكد على إخواتنا الكبار عشان هي أقوى منهم." قالها وعضيت على لساني عشان ميكنش سامع ضحكتي. السيدة اللي كانت معايا قالت لي أطلع. طلعت ووقفت وراه.
      
      "إيه رأيك لو قلت لك إنها هنا دلوقتي." قالتها وهز رأسه.
      
      "الجولة بتاعتها لسه مخلصتش." قال وهو بيستنشق (بيتمم ريقه)، وإخواتنا صرخوا وقالوا له لف. لف وشافني.
      
      "ناي-ناي." قالها بصوت أعلى شوية من الهمس، ومديت إيدي مسحت دموعه.
      
      "أهلاً يا أولي بير." قلتها وبدأ يعيط وحضني. نزلنا على ركبنا وهو بيعيط. كله كان بيسقف. إخواتنا جم، وشلت أولي ولف رجليه حواليا وهو بيعيط. إخواتي شاركونا الحضن. باقي الطلاب راحوا للغدا، وإحنا طلعنا على الأبواب الأمامية.
      
      "هكون في الكوخ اللي في المزرعة لما تيجي البيت. أوعدك إني مش همشي لسه." قلتها عشان أطمن أولي، وحضني وبست راسه. راح يتغدى وإحنا مشينا وروحنا المزرعة. ودوني الكوخ وفضيت شنطي في أوضة الضيوف. غيرت ولبست شورت، وتيشيرت مارينز والبوت بتاعي. عملت شعري كحكة فوضوية ونزلت تحت.
      
      "هما طلعوا للبيت الكبير." قال أوليفر، وهزيت راسي، وطلعنا للبيت. اتكلمنا عن جولاتي الاتنين وإيه الهزار اللي أنا وعساكر السكن بتاعي بنعمله في بعض. حوالي الساعة 3 الأتوبيس جه ونزل 5 أطفال. أولي جه يجري ونط في حضني وحضني جامد. لفيت دراعي حواليه وقعدت.
      
      "وحشتيني أوي يا ناي-ناي." قالها وبست راسه.
      
      "إنت كمان وحشتني يا أولي بير بتاعي." قلتها وهو استخبى في حضني أكتر.
      
      "بقالها كام سنة، فعشان كده محتاجين يا ولاد إنكوا تقدموا نفسكم." قلتها وهزوا راسهم.
      
      
      
      
      
      
      "أنا أندرو، ودي أختي التوأم آلي." قالها وابتسمت.
      
      "يا إلهي، إنتوا كبرتوا كده إزاي. كنتوا لسه أطفال صُغيرة لما كنت موجودة." قلت وضحكوا وابتسموا.
      
      "أنا كيفن." قال الأشقر وابتسمت.
      
      "كنا بنعمل مقالب في والدك لما كنت صغير." قلت له وضحك.
      
      "أنا لسه بعمل فيه مقالب." ضحك وضحكت أنا كمان.
      
      "أنا لونا." قالت صاحبة الشعر الأحمر وابتسمت.
      
      "أنا اللي سميتك الاسم ده. لما كانت والدتي عايشة، هي وأنا جينا هنا لما داني وبول جابوكي. قلت ساعتها: "دي لونا من قلبها"." قلت وابتسمت وأنا فاكرة الموقف.
      
      "أنا بن، الأكبر." قال صاحب الشعر الداكن وهزيت راسي.
      
      "أنا جافين، التاني الأكبر." قال الأسمر وهزيت راسي.
      
      "وأنا إكسافيير، التالت الأكبر." قال اللي قاعد جنبي وجنب أولي وهزيت راسي.
      
      "طيب، أنا نيكي، بس إنتوا ممكن تنادوني ناي أو رصاصة." قلت لهم ورفعوا حواجبهم.
      
      "اتضربت بالرصاص من سنتين في باكستان ورجالتي بينادوني رصاصة عشان احتفظت بالرصاصة ولابسها حوالين رقبتي." قلتها ومديت إيدي وخلعت العقد بتاعي ووريتهم إياه.
      
      "اتضربتي فين بالظبط؟" سألت داني، وشلت أولي من على رجلي ورفعت التيشيرت بتاعي فوق عظمة الترقوة ووريتهم واحدة من الندوب الكتير اللي عندي بسبب الرصاص.
      
      "إجازتك هتطول قد إيه؟" سأل بول وأولي استخبى في جنبي.
      
      "شهرين. راجعة إيران. بعد ما تخلص الجولة دي هاخد إجازة سنة، إلا لو احتاجوني." قلت وأوليفر كشر بحزن، وسمعت خبطة جامدة خلتني أراجع محيطي. مسكت أولي بقوة.
      
      "يا حبيبتي إنتي كويسة، دي بس عربية براين." قال بول وريحت أعصابي وفكيت مسكتي شوية. دخل واحد وقلع جزمتة المليانة طين.
      
      "إزيك يا خال بول." قالها ورن تليفوني. طلعته من جيبي وشفت رقم غريب.
      
      "عن إذنكم." قلت وقمت طلعت برا.
      
      "الملازم فوستر معاكم."
      
      "يا ملازم، الجنرال بتاعك إداني رقمك. أنا الجنرال آدامز في تينيسي، قال إنك أحسن واحدة تعلم المتدربين الجداد (نغتس)."
      
      "أيوة يا فندم."
      
      "طيب ممكن تيجي القاعدة بكرة؟"
      
      "آه، ممكن أكون هناك الساعة 05:00."
      
      "ده كويس. شكراً يا ملازم."
      
      "العفو يا جنرال آدامز."
      
      "هسيب اسمك على البوابة."
      
      "تمام يا فندم."
      
      "يومك سعيد يا ملازم."
      
      "تمام شكراً يا فندم، ويومك سعيد أنت كمان." قلتها وقفلت المكالمة وطلعت سيجارة وولعتها.
      
      "إنتي ماشية؟" سأل أولي، ولفيت ورايا وشوفت أندرو وآلي معاه.
      
      "لأ مش ماشية، بس لازم أروح القاعدة عشان أعلم كام متدرب جديد. إنتوا التلاتة عايزين تيجوا معايا؟" سألت ووشهم نور وقالوا أيوه.
      
      "لازم نصحى الساعة 4 الصبح ونكون هناك 5." قلت وهزوا راسهم وجروا جوا. رميت عقب السيجارة ودخلت جوا.
      
      "مش شايفة فيها مشكلة. هتعلمهم شوية أدب." قالت داني وضحكت.
      
      "أنا متأكد إنهم هيجيبوا اللي في بطنهم." قال الراجل اللي مكنتش أعرفه. (بيقصد هيخافوا جداً).
      
      "يا داني، عندك بيرة؟" سألتها، وقالت أيوه.
      
      "اقعدي أنا هجيبها. إنتي لسه راجعة البيت." قالت، وبست راسها وقعدت، ولونا قعدت جنبي واستخبت في حضني.
      
      من وجهة نظر براين
      
      "اقعدي أنا هجيبها. إنتي لسه راجعة البيت." قالت داني للبنت، وقبلت داني في راسها وقعدت. لونا قعدت جنبها ولزقت فيها. داني دخلت وجابت لها بيرة.
      
      "يا براين، دي نيكي فوستر." قال بول وهزيت راسي.
      
      "يا نيكي، ده براين ابن أختي/أخويا (نيفيو)." قال بول، وحركت البيرة لإيدي التانية، ماسكاها من الرقبة (الزجاجة). مدت إيدها الشمال وصافحتها.
      
      "طيب يا توأم ويا أولي، ظبطوا منبهاتكوا على الساعة 4 الصبح. لازم نكون في القاعدة 5. أنا هاكلكوا في القاعدة." قالت بصوت قوي خلاهم يفتحوا عينيهم على الآخر.
      
      "يا نهار أسود، الملازم فوستر ظهرت." قال أوليفر وابتسمت بخبث.
      
      "بكرة هيكون يوم مضحك. الرجالة والستات دول هيجيلهم انهيار." قال دان وضحكت.
      
      "إنت بتضحك دلوقتي، بس استنى لما تشوفها وهي بتتحول للملازم الصارمة اللي هي عليها." قال تومي وهي ضحكت بخفة.
      
      "أنا مش للدرجة دي يا تومي." قالت وشربت البيرة بتاعتها.
      
      "هاهاها، نيكي مضحكة. إنتي بتبقي مش سهلة خالص لما بتلبسي الزي العسكري." قال أوليفر، ولونا قامت خدت منها الزجاجة الفاضية وراحت المطبخ.
      
      "طب والله حسيت بالحب يا شوية ناس مش كويسة." قالتها وضحكت أنا بخفة. رجعت لونا بزجاجتين بيرة. إدت واحدة لبول والتانية لنيكي. اتكلمنا لحد ما قالت إنها رايحة تنام. إخواتها باسوا خدها. أولي قال إنه هيروح يزحف عشان ينام معاها في السرير بعدين.
      
      "سيبها تتأقلم شوية يا أولي." قال أوليفر، وهو عمل وش زعلان.
      
      "يلا يا غبي." قالت له، وقام ونط عليها.
      
      "يا طفل كبير." هزرت معاه وضحك.
      
      "باي يا جماعة." قالت ومشيت.
      
      "هي شبه مامتكوا أوي يا ولاد." قالت داني بحزن وهزوا راسهم.
      
      "آه بس هي شبه بابا أوي." قال تيمي، وضحك بول.
      
      "دي حقيقة. انضمت للمارينز، سجاير، سيجار، بيرة، ومبتلبسش غير البوت العسكري بتاعها." ضحك بول وضحكوا هما.
      
      
      

      بنت العسكرية | رتبة عليا تقع في الحب الممنوع

      بنت العسكرية

      بقلم,

      عسكرية

      مجانا

      كانت الأولى على دفعتها في المدرسة ورياضية بطلة، بس قررت تسيب كل ده وتدخل فرقة الجيش الموسيقية. هي عايزة تدفع مصاريف جامعتها بنفسها عشان أبوها مكنش هيقدر، وبكده بتبدأ مغامرتها في مدرسة التدريب العسكري. أول صدمة بتواجهها هي الصرامة الشديدة للتدريب، خصوصاً من المدربة بتاعتهم، الرقيب جونز، اللي بتكون صارمة ومزة في نفس الوقت. أليكس بتتصدم بالواقع القاسي للجيش، بس في نفس الوقت بيجيلها إعجاب كبير بجونز، وده بيخلينا نحس إن الستاشر أسبوع دول هيكونوا حكاية تانية خالص.

      أليكسيس

      كانت متفوقة في كل حاجة وسابت مستقبلاً رياضياً ضخم علشان تحب المزيكا وعشان متتقلش على أبوها. شخصيتها جريئة وبتتصدم بالجو العسكري الصارم بس عندها لسان طويل ومبتخافش.

      الرقيب جونز

      المدربة الرئيسية بتاعة الدفعة.. مسيطرة في شغلها وبتخبط في وش أليكس، بس في نفس الوقت بتبين إعجاب خفيف لأليكس.

      الرقيب ديفيس

      الرقيب الأول الضخم اللي استقبل الدفعة. شخصية صارمة ومهددة، وهو اللي بيعرفهم إن التدريب هيكون جحيم.
      بنت العسكرية | رتبة عليا تقع في الحب الممنوع
      صورة الكاتب

      "ودلوقتي هنعلن بكل فخر عن أوائل دفعة 2016-2017 لمدرسة CCHS! أيها السيدات والسادة، من فضلكم صفقوا جامد لبنتنا، أليكسيس وولف!" صرخ مدير مدرستي وهو بيتكلم في مايكروفون المنصة.
      
      ابتسمت وأنا ماشية ناحية المسرح، وأصحابي وعيلتي والناس اللي في الجيم كانوا بيهتفوا وبيشجعوني. المدير شدني وحضني حضن جامد، وكذلك أساتذتي القدام. وقفت متوترة قدام المنصة، وجهزت نفسي ذهنياً علشان أقول الكلمة بتاعتي.
      
      "أهلاً، أنا أليكس وعايزة أشكر كام واحد قبل ما أستلم الجايزة بتاعتي. عايزة أشكر أصحابي اللي ساعدوني في الواجبات اللي فاتتني. إنتوا يا جدعان خليتوني أتبسط بجد في سنيني الأربعة القصيرة هنا، وأوعدكم إني عمري ما هنسى حد فيكم. عايزة أشكر أساتذتي اللي دفعوني إني أجيب درجات كويسة. والمدربين بتوعي في السلة والجري، ومدير الفرقة الموسيقية علشان اتعصبوا عليا لما قلتلهم إني مش هتخصص في أي مجال منهم. وأخيراً والأهم، أبويا." الجمهور سقف وضحك لما جبت سيرة المدربين والمدير. "بسببك يا بابا، أنا بقيت الشخص اللي أنا عليه دلوقتي. بفضلك، رحت كل تمرين وكل سباق وكل ماتش كورة. بصراحة مش كفاية أقولك شكراً أنت ولا أي حد فيكم يا ناس يا عظيمة. كانت أحلى سنين في حياتي. شكراً ليكم."
      
      ~
      
      الهتاف وقف وعيني فتحت. شفت بنات مالية كل كراسي الأتوبيس وهو بيتحرك، والشنط الكبيرة (الدوفيل) محطوطة على رجليهم. البنت اللي قاعدة جنبي كان مكتوب على التاغ بتاعها اسم عيلة هنري. عيني راحت لشباك الأتوبيس علشان أشوف الشجر وهو بيعدي بسرعة.
      
      التوتر والقلق اللي كان مالي الجو خلاني أسأل نفسي عن قراري ده، الأتوبيس ده رايح فين بالظبط؟ الأتوبيس كان متوجه دلوقتي على نورفولك في فيرجينيا، وهنقضي كلنا العشر أسابيع الجايين في مدرسة القوات المسلحة للموسيقى (AFSM). والست أسابيع اللي بعد كده هتكون في التدريب القتالي الأساسي (BCT).
      
      أعتقد محدش في البلد كان هيصدق أي حد لما يتقالهم إن أليكسيس وولف هتنضم للجيش الأمريكي، وكمان مش أي حاجة، الفرقة الموسيقية. هما كانوا متعودين على فكرة إني هبقى نجمة في دوري كرة السلة بتاع المحترفات (WNBA) أو بجري في الأولمبياد. أنا جالي عروض كتير من كليات كويسة، بس أنا مكنتش عايزة أقضي باقي حياتي بلعب رياضة. الفكرة دي جاتلي لما أدركت إن بابا مش هيعرف يدفعلي علشان أروح جامعة كبيرة.
      
      حبي إني أعزف موسيقى، وإني أقدر أدفع لنفسي علشان أروح جامعة وأخد شهادة، كان ده ممكن أوي؛ كل اللي كان لازم أعمله إني أدخل الجيش. كان الموضوع ده مرشح بقوة لحد في موقفي، ومفكرتش مرتين علشان آخد الخطوة دي. أنا جبت سكور عالي أوي في اختبار القدرات (ASVAB) سبعة وتلاتين، فالموضوع كان منطقي بالنسبة لي. وعديت كل المتطلبات البدنية اللي بعد كده: لا طويلة أوي، ولا تخينة أوي، ولا مجنونة أوي، وبقدر أعزف كام آلة موسيقية.
      
      هكون أنا أول حد في عيلتي يدخل الجيش. تقريباً دمعت لما عيلتي عيطت وأنا بركب الأتوبيس. أبويا طبطب على كتفي طبطبة حلوة، وأختي حضنتني حضن طويل أوي. عيلتي مبتبينش حنيتها كتير، فلما كلهم قالوا إنهم بيحبوني وأنا ماشية، عرفت إن مش لازم يبينوها طول الوقت.
      
      الشجر بطل يظهر كأنه ضباب، وده معناه إن الأتوبيس بيهدي وإحنا وصلنا. الحرم الجامعي كان ضخم، مباني كتير محطوطة في صفوف، والمبنى الرئيسي كان عليه اللوجو واسم المدرسة. ممرات أسمنتية كانت محاوطة كل مبنى. ستات لابسين مموه أخضر غامق بدأوا يجروا لفات حوالين ملعب تراك كبير. وناس تانية كانوا بيعملوا تمارين نط (Jumping jacks) أو بيعملوا تدريب تجريبي على مسارات مختلفة. فجأة، بدؤوا رجالة وستات رتبة رقيب (Sergeant) يخبطوا على شبابيك الأتوبيس وإحنا بنوقف. صراخهم كان موجه لينا من خلال الإزاز الرفيع الصغير.
      
      "انزلوا من الأتوبيس يا جنود مستجدين! اتحركوا! اتحركوا! اتحركوا! يلا يا بنات."
      
      "طلعوا مؤخراتكم من هنا واصطفوا في صف. دي يا تكون يا بلاش!"
      
      "يلا يا بنات! مستنيين إيه؟ العيد؟"
      
      أوامرهم كانت بتتصَوت في ودانا أول ما نزلنا من الأتوبيس. رقيبة ست كانت بتضرب البنات على مؤخراتهم وهما بيعدوا من جنبها. جه دوري وأنا كمان اتضربت ضربة جامدة. كلنا عملنا صف زي ما طلبوا ووقفنا وقفة حازمة ومبصناش في عين الناس اللي قدامنا.
      
      "طيب يا جنود مستجدين. أتمنى تكونوا عارفين ليه سجلتوا في القرف ده، صح؟" قالها راجل ضخم لابس كاب وعلى كتفه علامة سيجما، وده معناه إنه رقيب أول (1SG). الأعضاء التانيين وقفوا في صف شبهه، والراجل مشي بطول الصف اللي إحنا عملناه. "هنا هتقضوا عشر أسابيع في مدرسة القوات المسلحة للموسيقى (ASFM) وست أسابيع في التدريب القتالي الأساسي (BCT). يا رب ميكونش حد قالكم إن الموضوع ده هيبقى سهل، وإحنا هنبقى نتحاسب لو سهلناه. اسمي الرقيب ديفيس. أهلاً بيكم في الجحيم يا بنات. جونز!"
      
      الرقيب ديفيس وقف في صفهم، وواحدة أقصر مني شوية جات ناحيتنا. جونز كانت مزة أوي في اليونيفورم ده، وأراهن إن شكلها أحلى من غيره.
      
      استني. كفاية يا أليكس! مينفعش تعجبي بيها. علامة السيجما اللي على كتفها معناها إنها رقيب أركان (SSG)، يعني هي اللي هتبقى مسؤولة عن تدريباتنا. يادي النيلة!
      
      
      
      
      
      
      "أهلاً بيكم أيها الجنود المستجدون. أنا الرقيب جونز وهكون أنا المدربة الأساسية بتاعتكم والمسؤولة عن الفرقة الموسيقية." أنا سرحت ومبقيتش مركز في الكلام اللي هي بتقوله، وبدأت أتأمل شكلها. شعرها الغامق وعينيها الخضرا ممكن يخطفوا الأضواء من عيني الزرقا الباهتة في أي يوم. اليونيفورم كان مخبي معظم تفاصيل جسمها، بس الحاجات الأكتر بروز كانت باينة بشكل يخليها لافتة للنظر أوي. شعرها كان متغطي بالكاب ده وملموم على شكل كحكة، وده خلاني أتخيل يا ترى شكلها هيبقى عامل إزاي لو سابته مفرود على كتافها. هي فجأة ظهرت قدامي، ووشها كان باين عليه الغضب، وده اللي فاقني من أفكاري.
      
      "عايزة أعرف رحت فين بالظبط يا جندي؟ شكلك كنت في الفضاء اللعين!" صرخت في وشي، ونفسها اللي ريحته نعناع ضرب في وشي.
      
      "آسفة يا فندم!" صرخت وأنا برد عليها. هزت راسها ورجعت تتكلم تاني.
      
      "ماتفكريش إني هقبل انتباهك اللي نص نص ده." قالتلي كده قبل ما ترجع تمشي بطول الصف تاني. "زي ما كنت بقول، علشان تكون جزء من فرقة الجيش الموسيقية الموضوع مش محتاج بس يونيفورم وتكون بتعرف تعزف كام أغنية. الموضوع محتاج تفاني وساعات تدريب طويلة علشان تعزف لبلدك. بعد الستاشر أسبوع دول، مش هضطر أشوف وشوشكم التعيسة دي هنا تاني. ودلوقتي يلا بينا على المستوصف."
      
      هي بدأت تمشي وإحنا كلنا شيلنا شنطنا الكبيرة وحطيناها على كتافنا. مشينا بنظام ورا جونز اللي كانت ماشية قدامنا. منطقة الأرداف بتاعتها كانت بتتهز بإيقاع مثالي متداري ببنطلون اليونيفورم وجزمة الجيش. كانت حاطة إيديها ورا ضهرها، وحتى من المسافة البعيدة اللي كانت بينا كنت قادرة ألاحظ إن إيديها شكلها خشن من سنين شغلها الكتير في المهنة دي.
      
      أنا مش متأكدة بالظبط من ميولي الجنسية، أساساً علشان أنا بكره التصنيفات، بس أنا دايماً كنت عارفة إني عمري ما هقع في حب حد بناءً على اللي موجود في بنطلونه، لكن هيكون بناءً على قد إيه بيهتم وبيحبني. أنا عمري ما دخلت في علاقة كنت فيها جدية، لأني معتقدش إني عمري حبيت أي حد بجد. أنا صاحبت ولاد وبنات، بس محدش فيهم كان مميز لما كانوا بيقولولي "بحبك". كان الموضوع كأنه كلمة قالوها للحظة دي بس، مش علشان تكمل حياتنا كلها. أكيد ده ممكن يكون جرحهم، بس دي جزء من الحياة.
      
      دخلنا أكبر مبنى ومشينا في ممرات لونها بيج. كانت في أوض مختلفة مقفولة، بس الإضاءة فيها كانت خافتة، فقدرت أشوف آلات موسيقية في حافظات أو محطوطة على حوامل. باب واحد بس كان موارب، وباين منه بيانو أصلي فخم أوي من ماركة ياماها. الكرسي بتاعه كان نفس درجة اللون البني الغامق بتاع الآلة الكبيرة.
      
      أنا علمت نفسي أعزف لما كان عندي حوالي أربعتاشر سنة. وسعت مداركي لما دخلت ثانوي، وقتها اتعلمت ألعب على الطبلة الصغيرة (snare)، وطبلة التينور (tenors)، وطبلة الباص (bass drum)، ومعاهم آلة الترومبيت والباريتون. وأخيراً، الجيتار كان آخر حاجة، ومكنتش مهتمة بيه أوي لغاية السنة اللي فاتت. وصلنا المستوصف، والممرضات كانوا مستنينا ومعاهم حقن في إيديهم، ورا ترابيزات محطوط عليها أرقام.
      
      "تمام يا جنود مستجدين. كل واحدة هتروح للممرضة المخصصة ليها وهتاخد حقنة في المؤخرة. لما أنادي على اسمك، تعاليلي علشان تاخدي اللبس بتاعك." صرخت جونز. بدأت تنادي على الأسماء وتشاور على أي ترابيزة يروحوا ليها علشان ياخدوا الحقن. أنا سرحت تاني وسمعت صوتها، بس المرة دي من غير ما أبصلها مباشرة. حسيت بحد بيخبط على كتفي، وهزيت راسي وبصيت حوالين الأوضة.
      
      "إيه؟" سألت، وكام بنت ضحكوا، والبنت اللي اسمها هنري ابتسمتلي بسخرية.
      
      "اسمك اتنادى." قالتلي وشاورت على الرقيب جونز اللي كانت ماسكة في إيديها هدوم مطبقة وباين على وشها نفاذ الصبر. كانت بتخبط برجليها على الأرض وهزت راسها وأنا ماشية ناحيتها.
      
      "يا ويلك لو ده يكون مجرد يوم مش كويس النهاردة يا وولف. أنا مش هقبل أي استهتار منك في الشغل. ممكن تكون عيونك الزرقا حلوة، بس بكره عايزة أشوفك فايقة ومصحصحة، فاهمة يا جندي؟ روحي على ترابيزة رقم أربعة." سألتني بهدوء، ووشي سخن لما مدحت في عيني. غمضتلي بعينيها وزقت كتفي علشان أمشي لترابيزة من الترابيزات. وصلت للترابيزة بتاعتي والست بصتلي بكشرة.
      
      "إقلبي وشك، حطي إيديكي على الترابيزة، إفتحي رجليكي شوية، ونزلي البنطلون حبة." رفعت حواجبي باستغراب، وهي زقتني جامد على الترابيزة ونزلتلي البنطلون بتاعي. أول ما نزلته، حطتلي إبرة طويلة، وده خلاني أصرخ شوية وأفرد ضهري كرد فعل. الممرضة رجعت هدومي لمكانها المريح وخلتني أمشي مع البنات التانيين اللي كانوا Already خدوا الحقن بتاعتهم.
      
      الكل خلص، واتقالنا نرجع نمشي ورا جونز تاني.
      
      "طيب يا بنات. وقت تخصيص الأسرّة بتاعتكم. لما تدخلوا الأوضة بتاعتكم، اسم عيلتكم مطبوع على طرف السرير."
      
      مشينا في الممرات، وهي نادت على أسماء البنات اللي هيدخلوا كل أوضة. راحوا للأسرّة بتاعتهم لحد ما وصلنا لآخر أوضة اللي كان فيها سريرين دورين على الجنبين. سبع بنات دخلوا الأوضة، وده خلاني أنا آخر واحدة. حسيت بذراع على كتفي، وجونز مسكتني وخلتني أقف.
      
      "أتوقع إنك تعزفي موسيقى حلوة أوي، وإلا هضطر أنا اللي أكسر غرورك بنفسي بكرة." قالتها بابتسامة سخرية على وشها. ابتسمتلها أنا كمان ابتسامة زيها بالظبط، وقررت إني أرد عليها بنفس أسلوبها.
      
      "يبقى هضطر أعزف وحش أوي، يا رقيب جونز." هي حاولت تكتم ضحكتها، وزقتني علشان أدخل مع باقي البنات، وده خلاني أحب المكان ده أوي. أنا مكنتش بتكلم بجد إني هعزف أي كلام بكرة، أنا هعزف أحسن حاجة عندي بكرة علشان أبهر الست دي وبس. بما إنها زقتني بالطريقة دي، أنا متأكدة إنها كانت بتغازلني. مدرسة القوات المسلحة للموسيقى (ASFM) شكلها هتكون مليانة أحداث.
      
      
      هاي. دي القصة التانية ليا. أتمنى تعجبكم زي ما عجبتكم قصتي التانية، فممكن تروحوا تشوفوها. أنا مش هبطل القصة الأولى وشغالة على الفصل الجاي. من فضلكم استمتعوا!
      
      
      

      Pages