رواية خادمة ستانفورد - أليكسيس تعيش كغريبة في بيتها
خادمة ستانفورد
بقلم,
اجتماعية
مجانا
بتتعامل في بيتها كأنها شغالة أو يمكن أسوأ، من الأب والأم والأخت. بتشوف معاملة صعبة وإهانة مستمرة لدرجة إنها بتوصل للعياط وبتتخبط عشان تحقق طلباتهم اللي مبتخلصش. وسط كل القسوة دي، بتلاقي ضي أمل صغير بس من أخوها "ليام" اللي بيحاول يطبطب عليها ويدعمها في السر. الرواية بتغوص في إحساسها بالوحدة والظلم وقد إيه هي بتكافح عشان تثبت قوتها ومتبينش ضعفها قدامهم، وهي بتلبي كل طلباتهم زي الروبوت.
أليكسيس
بتحاول تكون قوية. بتتعامل كخادمة في بيتها من غير أي احترام أو تقدير، هي اللي بتطبخ وبتنضف وبتنفذ كل الطلبات.ميشيل
بتتصرف بغيظ وحقد تجاه أليكسيس وبتطلب من أهلها إنهم يطردوها من البيت، بتتعمد إهانتها.ليام
الشخص الوحيد اللي بيطبطب على أليكسيس وبيحبها وبيخاف عليها. بيحاول يحميها من بعيد وبيشجعها إنها متستسلمش للضعف."أليكسيس!!!" صرخ بابا بصوت حاد. "جاية يا بابا"، صرخت من أوضتي. نزلت بسرعة لقيت راجل عصبي بيفتش في التلاجة. "بابا، ندهت عليا؟" قلتها بابتسامة صفرا، وبعدين نفضت التراب اللي مش باين من على الجيبة الجينز بتاعتي. "عايزك تجري بسرعة على السوبر ماركت، اللبن خلص عندنا"، قالها وهو مكسوف شوية. "ماشي خلاص." فضلت واقفة زي التمثال، شكلي متفاجئة، بس برضه حاسة إني بتعامل زي الشغالة. "لسه واقفة ليه؟" قام من كرسي السفرة وصرخ في وشي. "أ..أأأ...أنا"، تلعثمت. "هاتيلي اللبن يا أليكس، قبل ما أعصّب أكتر من كده"، صرخ وهو متعصب. "حاضر يا بابا"، قلتها بسرعة وأنا بترعش. "كويس"، وبعدين شاورلي بإيده عشان أمشي. جريت بسرعة على أوضتي، خطفت شنطتي، ونزلت بسرعة. كنت تقريباً عند باب الليفنج رووم اللي بيطلع على الشارع، لما بابا قال: "آه، وإنتي رايحة، هاتيلي معاكي جرنال، ماشي؟!" هزيت راسي وطلعت برا البيت. دايماً بقول لنفسي إن كل حاجة هتبقى كويسة قريب، بس إزاي ده يحصل وإيه العيلة بتاعتي بتعاملني زي الشغالة، أو الأصح كأني مش موجودة. حبست الدموع اللي كانت بتحاول تنزل. اتعودت على ده لدرجة إني بحاول أمنع نفسي إني يجيلي نوبة فزع، بالذات إن ده بقى الروتين العادي من أول يوم. ركبت الأتوبيس اللي رايح السوبر ماركت. بعد ربع ساعة من الصمت، وصلت لمبنى كبير ومتنظم ومليان أكل، الناس بتسميه السوبر ماركت. كان عندي دقايق بسيطة عشان أشتري اللبن قبل ما بابا يبتدي يكلمني. رحت منطقة منتجات الألبان، أخدت إزازة اللبن، وبعدين مشيت متوترة للكاشير، وبعد ما دفعت، جريت بسرعة على محطة بنزين قريبة اسمها "تيكساس" واشتريت الجرنال زي ما بابا طلب. ركبت أول أتوبيس راجع لـ "ستانفورد"، المنطقة الغنية والكبيرة اللي إحنا ساكنين فيها. أول ما وصلت، استقبلني بابا وهو مكشر ومتضايق. "فين اللبن 'بتاعي'؟" قالها وهو بيشدد على الكلمة ومكشر. "أهو"، ناولته إزازة اللبن الساقعة. "والجرنال بتاعي؟" قالها وهو شكله متغاظ. "أهو"، مديتله الجرنال، فـ شدّه مني بسرعة ورجع قعد على السفرة يشرب من كوباية لبن. "ممكن تمشي دلوقتي"، شاورلي بإيده عشان أبعد كأني كلب. هزيت راسي، وبعدين جريت على أوضتي بما إن مفيش حاجة أحسن أعملها غير إني أسيب بحيرة الدموع اللي كانت بتحاول تطلع تنزل. صحيت الساعة تلاتة العصر وسمعت صوت ضحك عالي جاي من تحت. كان تقريباً ميعاد العشا، ومرة تانية لازم أنا اللي أطبخ، بما إني الوحيدة اللي بتعرف تطبخ في البيت ده. غسلت وشي، نشفته بفوطة، وبعدين نزلت على السلم. "مش مصدقة إنه عمل كده، بجد يا حبيبتي، هو آكلك؟" سألت راشيل اللي هي ماما، أختي وهي مبتسمة. كنت واقفة عند باب المطبخ بتلصص وبسمع كلامهم، عشان لو دخلت، أنا متأكدة إني هاندم. "يا إلهي أيوة، والإحساس كان حلو أوي"، قالت ميشيل، أختي الكبيرة، وهي بتتكلم براحة. "بجد، يا إلهي... أنا فاكرة أول مرة أبوكي عملها-" وقعت الفازة اللي كانت على ترابيزة القهوة، واتكسرت مليون حتة، وقطعت كلامهم المهم. "يا بت يا خايبة يا وسخة"، أختي لفت بسرعة وصرخت في وشي. "أنا آسفة آسفة أوي، كانت حادثة، مكنتش أقصد أعملها، أنا هاشتري واحدة تانية أقسم بالله"، قلتها بسرعة وأنا بتكلم بسرعة. "مش محتاجة تتذاكي يا حبيبتي"، قالت ماما بضعف. أختي مشيت ناحيتي وهي حاطة على وشها البيضاوي ابتسامة شريرة. رجعت لورا بالراحة وجهزت نفسي لرد فعلها. بسرعة، قربت من وشي وهي بتشاور بصبعها اللي في النص من الشمال لليمين. "إنتي بتحاولي تضحكي على مين؟" سألتني بلهجة شريرة. "أنا كنت بس-" "كنتي بس إيه يا قطة، بتتجسسي على حياتي العاطفية؟" بصقت الكلمات في وشي حرفياً. لفت لماما. "يا ماما أنا قولتلك إنتي وبابا تخلصوا منها، دي مش أكتر من حمل، بتعطلنا كلنا عن حياتنا، بجد إمتى هترمِوها برا؟ هي خلاص عندها تمنتاشر سنة، مش هتدخلوا السجن يعني عشانها"، قعدت ترغي. فضلت واقفة كأني مش متشافة تاني، بسمعها وهي بتزعق كلام عدواني بس بيوجعني أوي. أنا عملت إيه؟ أنا موجودة هنا ليه؟ هما أصلاً مهتمين بيا؟ هو أنا ماليش مشاعر؟ هو أنا مكاني هنا أصلاً؟ بجد ليه "أنا"؟ كنت لسة هجري على أوضتي لما بابا دخل وقال. "أليكس يا إلهي إنتي كسرتي الفازة الغالية بتاعتي"، نزل على الأرض وهو متعصب بيبص على حتت الإزاز المكسورة بتاعة "الفازة الغالية" دي، على حسب كلامه. "أليكسيس، إنتي عندك فكرة الفازة دي بكام!!!" صرخ. "أنا... ح-" "لأ معندكيش"، صرخ. "إلمي الإزاز ده." قالها ومشي وهو شكله هيبكي. "إيه؟" طلعت مني كده. "هو إنتي مسمعتيهوش؟" سألوا ماما وميشيل بابتسامة خبيثة. "مش هقدر"، طلعت الكلمة بالعافية. "شيلي الإزاز ده من الأرض في الحال يا آنسة"، أمرت ماما وهي بتزعق فيا. نزلت على ركبتي بسرعة وحسيت بإزازة حادة بتقطع جلدي. بسرعة لميت الحتت الكبيرة من الإزاز اللي دخلت تقريباً تلاتة منهم في لحم إيدي، حسيت بلسعة الإزاز بتقرص إيدي زي قرصة النحلة. لقيت نفسي بعيط بالراحة، وبعدين خبطة إيد كبيرة على راسي. "يا بنت الهبلة"، همست أختي بصوت واطي وبعدين مشيت هي وماما. وبعدين فجأة كل الإزاز وقع تاني على الأرض واتكسر لحتت أصغر. لميتهم بسرعة وأنا متعصبة، وجرحت نفسي أسوأ بكتير، وده الوقت اللي انفجرت فيه في العياط. بعد كام دقيقة من لم الإزاز المكسور الصغير بإيدي، غسلت إيدي بفوطة. اتصدمت لما شفت إني خسرت دم كتير أوي، كنت على وشك إني يجيلي أزمة قلبية وأنا ببص على ركبي ورجلي وبالذات فخوذي، حسيت بالشفقة على نفسي بس مظاهرتش ده، لأ مش هثبت إني شخص ضعيف. أنا أقوى من كده بكتير. "أليكسيس متنسيش، عندك عشا عايز يتحضر!!" صرخ بابا من تحت. "حاضر..." طلعت مني بصعوبة. إيدي كانت بتترعش ومش بتبطل، مكنتش لاقية أي حاجة مريحة تهدي أعصابي. لو ملمتش نفسي كويس أنا متأكدة إني هيغمى عليا. غيرت الضمادات وكام شاشة طبية للمرة التالتة، ساعة كمان وأنا متأكدة إنهم هيبقوا غرقانين دم. غيرت كمان الضمادات اللي على رجلي. "أنا أقدر أعمل كده"، تمتمت لنفسي، ومسحت دموع التماسيح بتاعتي، وبعدين نزلت السلم بثقة عشان عمري ما هاوريهم ضعفي. وأنا نازلة السلم، كل واحد كان مشغول بيعمل اللي بيعرف يعمله كويس؛ بابا بيشرب اللبن وهو لسة بيقرأ الجرنال، ميشيل بتعمل عروض أزياء لماما بثقة وهي بتسقف لها بتشجعها، وإخواتي اللي زي التخين، ليام ومايك، بيتفرجوا على رياضة وهما بيشربوا بيرة. كأن مفيش أي حاجة حصلت أصلاً. "إيه الأكل اللي على القائمة النهارده يا جماعة؟" قطعت كلامهم. "لازانيا جبنة، عيش بالثوم، شوربة يقطين وسلطة فواكه"، صرخوا كلهم في وشي تقريباً. "آه، وفراخ مشوية تتاكل مع العيش بالثوم"، اقترحت ماما وهي بتوقفني. "ماشي"، هزيت راسي. ورجعوا كلهم يكملوا اللي كانوا بيعملوه. أنا متعودة على ده؛ إني أطيع طلباتهم. حسيت كأني بفقد كبريائي وكرامتي. حسيت إني ولا حاجة. تحضير العشا كان هيبقى صعب شوية بما إن إيدي كانت وجعاني (حسيت إنها متخدرة)، بس لازم أتحرك بسرعة قبل ما يجوا يزعقوا فيا. في حوالي ساعة كنت خلصت، خلصت بالظبط حسب الخطة الزمنية بتاعتي، كان لازم أنظم وقتي لكل وجبة محددة. وعملت كده، كنت فخورة بنفسي أوي. جهزت السفرة لخمسة، كلهم لحم ودم، وماما قالت إني مش مناسبة إني آكل معاهم، وده اللي وافق عليه أخويا (مايك) التوأم الشرير وأختي. ليام عمره ما هيقبل بكده، هو التوأم اللطيف. لحد اليوم ده لسة حاسة بالضيق، بمجرد ما أفتكر اللي قالوه. "كُلي في البدروم، الحمام، أو برا، بس إوعي أبداً تاكلي على السفرة بتاعتنا"، صرخوا في وشي ماما وبابا. حبست دموعي. أول ما جهزت السفرة، طلعت الأكل وحطيته. بس طبعاً شاركت في أكلي، ودي كانت تاني حاجة بعملها أول ما أخلص طبخ. خبّيتهم (الأكل) في سلة كبيرة، في أغلب الأوقات مبيسبوليش أكل، فـ كان لازم أعمل كده. محدش يعرف إذا كنت كلت ولا لأ، حتى لو ادوني أكل، فـ ده بيبقى تقريباً بواقي الأكل اللي سابوها وراهم بعد ما أكلوا. "أليكسيس." نادت ماما من الليفنج رووم. "أيوة يا ماما"، قصدي يا هانم، صححت لنفسي بسرعة. من ساعة ما كان عندي أربعتاشر سنة، ماما طلبت مني إني أقولها يا هانم بدل يا ماما، وميشيل طلبت مني إني أقولها بيونسي. "عشان أتأكد إنك مسممتيش الأكل، عايزة تذوقي كل حاجة"، قالتها بخجل. "حاضر"، قلتها، ولفيت عيني لما محدش كان شايفني. ذوقت كل حاجة، وبعدين شورتلي بإيدها عشان أمشي. مشيت بسرعة، مكنتش أكلت أي حاجة من الصبح وده اللي خلى بطني تعمل أصوات غريبة زي الزئير. جريت عند حمام السباحة اللي برا وقعدت على كرسي هزاز بس هو كان كرسي عادي أكتر. أكلت كل الأكل بتاعي في ربع ساعة بس، وبعدين بطني زأرت. "لازم تكوني مبسوطة إنك شبعتي بقى"، قلت لبطني وأنا بدعكها. طلعت نفس عميق، مكنتش عارفة إني كنت حابساه. بعد ما هضمت أكلي، دخلت المطبخ وشفت كومة المواعين الوسخة متفرشحة بشكل مقرف في الحوض. هو أنا قلت إن دايماً لازم أنا اللي أنضف الفوضى بتاعتهم؟ بعد ما غسلت المواعين ونضفت المطبخ، كان لازم أستنى لحد ما الكل ينام قبل ما أنا كمان أروح أنام. "ليام، ممكن أخد دش وبعدين أرجع تاني تحت؟" وأنا الوحيدة اللي بعرف الفرق بين مايك وليام؛ ليام وسيم أكتر بكتير من مايك القبيح، يعني مش قوي، ليام طويل وشخصيته لطيفة، أما مايك قصير وشخصيته خبيثة (هو قاسي ومتغطرس ونسونجي). لو كنت بحب أي حد في العيلة دي، فهو ليام. "ليه متستحميش ومتطلعيش تنامي على طول؟" اقترح. "ليام أنا مش عايزة أوقع نفسي في مشاكل"، همست عشان مايك ميصحاش وهو مفرود على الكنبة. "أليكسيس، مش عايزك تضغطي على نفسك، وأنا آسف أوي على كل اللي حصل الصبح ده، يا ريتني كنت هنا عشان أوقفه"، همس بهدوء بصوته الخشن. كنت بعيط دلوقتي. "ششش متعيطيش، كل حاجة هتبقى كويسة." قربني منه واحتضني بدفء ودعك ضهري بالراحة. "فـ إنتي هتستحمي وتنامي ماشي." مسح دموع التماسيح بتاعتي بإبهامه وباسني على خدي الشمال. "ماشي"، قلتها بهدوء. كنت لسة هطلع السلم لما ليام قال. "أنا بحبك يا أليكسيس"، قالها بهدوء. مجرد إني أسمعها منه خلاني أحس إني أحسن شوية. أخدت دش دافي، غسلت سناني وسرحت شعري، لبست بيجامة ميكي ماوس بتاعتي وبعدين دخلت تحت اللحاف عشان أنام. "أنا بحبك يا أليكسيس." كانت آخر حاجة فكرت فيها قبل ما أروح في النوم.