موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      إغراء مجندة | تستغل سلطتها لمتعتها

      إغراء مجندة

      بقلم,

      للبالغين

      مجانا

      بتستنى فرصة عشان توقع مجند جديد اسمه جيسون بعد ما المجند اللي قبله مشي. جيسون مجند قوي بس عنده مشكلة في إنه يعدي سور التدريب في الوقت المحدد، وده اللي مرسي بتستغله عشان تخليه يتدرب معاها لوحدهم بالليل. في عز المطرة، مرسي بتمثل إنها بتقع في حفرة الطين عشان ينجدها، وبتستغل اللحظة دي عشان تبدأ في إغوائه بإنها تكشف عن نفسها. بتهدده بشكل مباشر وبتقوله إنها ممكن تسقطه في الامتحان النهائي أو حتى تدمر مستقبله لو مارضيش يلبي رغباتها.

      مرسي

      قيبه تدريب في المعسكر. تستخدم الإغراء والابتزاز عشان تجبر المجندين اللي بتختارهم على علاقات جنسية، وده بعد ما بتتأكد إنهم مش هيقدروا يتكلموا. هدفها الوحيد هو متعتها الخاصة.

      جيسون

      مجند شاب وقوي بيحاول بكل طاقته إنه يعدي التدريبات عشان يروح الجيش، وده اللي بيخليه هدف سهل لمرسي. هو مركز على حلمه لكنه بيلاقي نفسه محطوط في الزاوية تحت تهديدها.

      جولي

      مساعد مرسي في التدريب. هي شايفة تصرفات مرسي، وبتحس بالشفقة على جيسون لكنها مش بتتدخل أو بتعارض.
      إغراء مجندة | تستغل سلطتها لمتعتها
      صورة الكاتب

      استنت مرسي تلات شهور قبل ما تبدأ تدور على ضحية الجنس اللي بعدها عشان تكون متأكدة إن جريج مش هيقول لحد أي حاجة عن اللي حصل. كانت متأكدة إنه خلاص شال الموضوع من دماغه، ومتاكدة إنه لقى حد يقضي معاه حياته، والجيش كان كل حياته. كان بيعمل أي حاجة عشان يتأكد إنه يتخرج ويدخل. هي كانت عارفة إن الجيش كده كده هياخد معظم وقته.
      
      بتبص من شباك كابينة الغدا، كانت بتتفرج على المجندين الجداد وهما بيعملوا التدريبات بتاعتهم مع مساعدتها جولي. ابتسمت لما شافت شاب لابس فانلة كات سودة وبنطلون أخضر بيجري في واحدة من التدريبات. افتكرت إن اسمه جيسون.
      
      مرسي لحست شفايفها وهي بتتفرج على جسمه المتعرق تحت الشمس، بتتفرج على عضلاته اللي بتلمع من العرق. فرجها كان بيتبل مجرد ما فكرت في الموضوع، فكرت فيه هو. هو أقوى بكتير من جريج، وهي هتنبسط معاه أوي، وهتخليه يعمل كل اللي هي عايزاه.
      
      مش مهم هو قد إيه قوي وعضلاته قد إيه كبيرة، هي هتتأكد إنه هيعمل اللي هي عايزاه، وقت ما هي عايزاه، وهتتأكد إنه هيعمله صح لو عايز يتخرج من معسكر التدريب.
      
      مرسي شافتهم وهما بياخدوا استراحة وقاعدين على ترابيزات الأكل بيشربوا ماية ساقعة. جولي شافتها عند الشباك، فـ مرسي لوحتلها عشان تدخل.
      
      "كنت بتفرج على الفريق وهما بيتدربوا. عامل إيه جيسون في تسلق الحبل فوق السور الخشب؟" سألت أول ما جولي دخلت أوضة الغدا.
      
      "بدأ يظبطها. بالراحة، بس ماشي فيها." جولي اتنهدت، وحطت إيديها على وسطها وهزت دماغها. مرسي ماعجبهاش إنها باينة متضايقة.
      
      "إزاي حد بالقوة دي كلها مايعرفش يعدي السور في الوقت المحدد؟" مرسي سألتها بهدوء.
      
      "مش عارفة بس هو كان متأخر تلات ثواني عن الوقت لما حسبتله وهو بينزل على الأرض من الناحية التانية." جولي قالتلها وهي بتوريها ورقة الأوقات.
      
      "تفتكري هيكون جاهز قبل التخرج؟ أنا مش عايزة حاجة زي دي تمنعه من التخرج." قالت لـ جولي وهي بتتنهد جامد.
      
      "أعتقد إنه هيظبطها لو اشتغل عليها أكتر. إحنا دلوقتي في الأسبوع الرابع، وفعلاً أعتقد ممكن يعدي في الامتحان النهائي لو بذل مجهود زيادة." جولي هزت راسها بتأكيد.
      
      
      
      
      
      "هتأكد إني أشتغل معاه. محتاجة أشتغل معاه عشان يعدي العتبة دي. أتأكدي إن كل حاجة متظبطة عشان الامتحان النهائي بتاع دي. فاضل أسبوعين بس وبعد كده هيمشوا." مرسي قالتلها وهي بتبص من الشباك وجيسون بيرطب شفايفه وبيشرب شربة كمان من إزازة الماية. كانت بتتمنى لو كان بيلحس شفايفه عشان يبوس بقها بشفايفه الطرية.
      
      "قوليله يدخل هنا لو سمحتي. عايزة أتكلم معاه." مرسي قالتلها، وراحت قعدت على واحدة من الترابيزات.
      
      جولي هزت دماغها وابتسمتلها ابتسامة خفيفة. هي عارفة إيه اللي مستني جيسون، وكانت زعلانة عشانه. كانت عارفة إنه هيتحط في مشكلة. كانت عارفة إنها هتزعقله عشان ماتسلقش الحيطة بالسرعة الكافية.
      
      جولي ندهت على جيسون، وهو قام من على الترابيزة اللي كان قاعد عليها وجري ناحيتها بسرعة.
      
      "مرسي عايزة تشوفك، بالتوفيق." جولي همست وهي بتخرج من أوضة الغدا وبتسحب الباب وراها، وسايبة جيسون في الأوضة مع مرسي.
      
      "تعالى اقعد لو سمحت. أنا مش هزعقلك ولا حاجة. جولي بتبالغ لما الموضوع بيتعلق بكلامي مع الناس." مرسي ضحكتله.
      
      "أنا عملت حاجة غلط؟" سأل وهو بيمشي إيديه في شعره الأسود المبلول. عينيه الزرقا كانت بتلعب وهي بتبص فيهم.
      
      "مش شايفة إنك عملت حاجة غلط. أنا شايفة إنك محتاج تعدي الحيطة دي قبل ما وقتك يخلص. فاضل أسبوعين قبل التخرج ولازم تنجح في التدريب ده بأعلى الدرجات. ممكن تقولي إيه السبب إنك مش بتعرف تعدي الحيطة دي قبل ما وقتك يخلص؟" مرسي سألته، وهي بتشبك إيديها على الترابيزة.
      
      "مش عارف إيه المشكلة. يمكن مش بعرف أثبت كويس بـ صوابع جزمتي. أنا بتمرن بجد زي أي حد تاني في أي حاجة بعملها." جيسون اتنهد جامد، وهو بيرفع كتفه.
      
      جيسون كان عارف إن مرسي مش مستحملة تسمع كلامه عن الحيطة. هو ماكنش عارف إيه مشكلته. بس كان عارف إنه لازم يعمل حاجة عشان يعدي التدريب ده.
      
      "من دلوقتي، ولمدة الأسبوعين الجايين، هنضطر نشتغل بالليل كمان زي بالنهار. بعد التدريبات العادية بتاعتك، وبعد العشا على طول هنشتغل على التدريب ده. لازم تنجح فيه، وهنشتغل عليه ليل ونهار كل ما يكون عندك وقت. أنا عايزة أتأكد إنك نجحت في معسكر التدريب ده." مرسي قالتله بالراحة، وبتتصرف كأنها لمست جزمته بجزمتها مرتين بالصدفة.
      
      "أيوه يا فندم. أعتقد إن ده شيء ممكن نعمله سوا." جيسون ابتسملها وشاف مرسي بتبتسم في المقابل.
      
      جيسون عرف إنها مش زعلانة منه أوي عشان ابتسمتله. هو ماكانش عايز يخليها تغضب. هو عمل كويس أوي الأربع أسابيع اللي فاتوا عشان مايخليهاش تزعقله. دي حاجة كانت بتعملها مع كل الناس.
      
      "أعتقد إنهم بيتجمعوا لتدريب تاني. اطلع برة أنا مش عايزة أحطك في مشكلة عشان اتأخرت." مرسي غمزتله.
      
      جيسون هز راسه وقام من على الترابيزة. فتح الباب وطلع، وقفل الباب وراه. شافها بتبص عليه وبتضحكله وهو بيقفل الباب وراه وابتسملها تاني قبل ما ينضم للمجموعة بتاعته.
      
      
      
      
      
      
      مرسي فضلت تراقبه بقية اليوم، كانت عارفة إنه بدأ يتعب بس كان لازم تبدأ تشتغل معاه الليلة دي. مافيش مفر من ده. بصت للسما المليانة غيوم وشافت نقط المطر بتبدأ تنزل بالراحة. الجو ده كان بيقول إن فيه مطرة بالليل، وهي كانت عارفة إن ده الوقت المثالي عشان يعملوا التدريب ده والكل نايم في سابع نومة. الكل ما عدا هي وجيسون.
      
      جيه وقت العشا وكانت الدنيا بتشتي بغزارة برة، الجو بدأ يضلم ومرسي كانت في طريقها لمكتبها عشان تغير هدومها الكويسة وتلبس هدوم ينفع تتوسخ.
      
      مرسي لبست فانلة كات سودة كانت ماسكة على بزازها، ولبست شورت رياضي نفس لون الفانلة، وجزمة جيش سودة متبهدلة.
      
      "هكون جاهزة ليك يا جيسون. هيعجبك اللي مجهزاهولك." قالت لنفسها في المراية وهي بتلم شعرها الأشقر في ديل حصان مشدود. وهي بتبتسم لنفسها، كانت بتأمل يكون حظها مع جيسون أحسن من حظها مع جريج.
      
      غمضت عينيها وزقت فكرة جريج برا دماغها عشان تركز على جيسون. كان لازم تركز عليه وهي بتفكر في كل الأفكار الجديدة اللي ممكن تخترعها عشان تغريه من غير ما يقولها لأ.
      
      "أنا سامعة إنك هتشتغلي متأخر النهاردة؟" جولي سألت وهي داخلة مكتبها من غير ما تخبط. مرسي مافكرتش في الموضوع.
      
      "أيوة، عايزة أتأكد إن جيسون ظبط الموضوع ده. لازم يعديه بسهولة قبل الامتحان النهائي." مرسي هزت راسها ليها.
      
      "يا ليكي من رقيب تدريب شاطر. بتتأكدي إن كل الرجالة والستات اللي معاكي بينجحوا في كل حاجة بيعملوها." جولي ابتسمتلها، وهي بتمدحها وهي بتهز راسها.
      
      "شكراً، ده شغلي زي ما إنتي عارفة." مرسي ابتسمتلها في المقابل.
      
      "عايزاني أساعدك؟" جولي سألت، وهي عارفة إن الحاجة الوحيدة اللي فاضلالها بالليل هي إنها تاخد دش سخن وتتزحلق في السرير مع كتاب كويس لحد ما تنام.
      
      "مفيش داعي، أعتقد إني هقدر أتولى الموضوع لوحدي." مرسي هزت راسها ليها وهي بتعدي من جنبها وخارجة من المكتب.
      
      جولي ماقدرتش تمسك نفسها من الابتسامة أكتر وهي بتتفرج على مرسي بتمشي بثقة كده. كانت عارفة إن مرسي تعمل أي حاجة عشان أي حد. لو محتاجين مساعدة، هي هتضغط عليهم لحد ما ينجحوا.
      
      لما مرسي طلعت من مكتبها، بصت على شمالها وشافت جولي من طرف عينيها وهي بتراقبها. هي ماعرفتش ليه بقت بتراقب كل حاجة بتعملها دلوقتي، وماعجبهاش الموضوع ده خالص، بس كانت عارفة جوا نفسها إن جولي مش عارفة أي حاجة.
      
      "يلا بقى، بطلي هوس. مش وقته خالص." همست لنفسها.
      
      "يا فندم؟ أنا هنا زي ما طلبتي." صوت جيسون نط فجأة في الضلمة. حست إن قلبها بيجري لما طلع في النور.
      
      "أيوة، في الميعاد بالظبط. يلا بينا، نخلص الموضوع ده." ابتسمتله، ومدتله كشاف وهي شغلت الكشاف بتاعها.
      
      "مش لازم نعمل كده في الضلمة مش كده؟" سألها، وهو بيضحكلها وهما ماشيين جنب بعض.
      
      "طبعاً لأ. الأضواء الكاشفة شغالة الليلة دي، أنا اللي شغلتها بنفسي." قالتله، وهي حاسة بالمطر البارد نازل جامد. حست إن حلمات بزازها بتنشف وبتمنى إن جيسون يقدر يشوفهم لما يروحوا عند السور.
      
      "تمام، وصلنا أهو. أنا هفضل هنا. ابدأ دوس على الكاوتشات بأسرع ما تقدر، واعدي من حفرة الطين، وبعدين امسك الحبل وابدأ تسلق الحيطة دي. بعد كده اتوازن على الخشبة الطويلة التخينة واعدي من المواسير عشان توصل لخط النهاية." قالتله من غير ما تبتسم.
      
      "حاضر يا فندم." هز راسه وجري لقدام عشان يبدأ التدريب.
      
      
      
      
      
      "مع صافرتي!" صرخت فيه.
      
      لما شافته جاهز، حطت الصافرة اللي كانت معلقة حوالين رقبتها في بوقها و صفرت بصوت عالي. بدأت ساعة التوقيت وادتله كام ثانية كسبق بسيط. هي ممكن تعمل اللي هي عايزاه، كده كده هي اللي بتدير الامتحان النهائي.
      
      فضلت تراقبه وهو بيعدي من الكاوتشات بسهولة، وشافته وهو بيعوم في حفرة الطين، وشافته وهو مسك الحبل وبدأ يتسلق الحيطة. الشيء الوحيد اللي شافته بيواجه فيه مشكلة هو الجزء اللي فوق خالص وهو بيحاول يعدي رجل واحدة وينزل قبل ما يكمل بقية التدريب.
      
      "أنا عملت إيه؟" سألها، وهو بيجري يرجع ليها عشان يشوف الوقت اللي حطته في ورقة الأوقات.
      
      "أحسن من كل المرات التانية. سقطت بـ ثانية واحدة. مش هينفع تغلط، إنت قريب أوي يا جيسون." قالتله، وهي بتوريه كل أوقاته التانية في ورقة الأوقات.
      
      هو اتأفف، وهي حست إنها اتثارت وهو واقف قريب منها كده. ماقدرتش تمنع نفسها. هي عايزاه.
      
      وهما ماشيين راجعين لقدام المسار، كانت بتمشي جنب حفرة الطين ومثلت إنها اتكعبلت في حاجة. وقعت في حفرة الطين بهدومها كلها. وهي لابسة الجزم، كانت بتلاقي صعوبة إنها تخلي راسها فوق الماية الموحلة.
      
      جيسون نط من غير ما يفكر حتى، ولف دراعاته حواليها، ولما عمل كده هي مسكت واحد من دراعاته وحطته على بزازها. واتأكدت إنه يقدر يحس حلمة بزها الناشفة وهو بيسحبها من حفرة الطين.
      
      جيسون حس إن بزازها كانت واقفة عشانه بس ماقالش أي حاجة عن الموضوع. استغرب لما هي اللي مسكت إيده وحطتها هناك بنفسها.
      
      "فيه طرق كتير أوي ممكن تعدي بيها الاختبار ده يا جيسون. فيه طرق كتير أوي ممكن تتخرج بيها وتروح الجيش." راحت طقطقت صباعها قدام وشه.
      
      جيسون ابتسملها وهز راسه ليها، وهو حاطط إيديه على وسطه.
      
      "إحنا الاتنين اتبهدلنا طين عشان إنتي اللي عايزة تقعي في الحفرة. تفتكري إني ماخدتش بالي إنك بتحاولي تغويني؟" سألها، وهو رافع حواجبه.
      
      مرسي ابتسمتله وشافت إن على وشه ابتسامة بسيطة برضه. هي كانت عارفة إن دي علامة كويسة.
      
      "طيب لو عايز تنجح..." صوتها ضعف وهي بالراحة رفعت فانلتها فوق راسها وورته بزازها الكبيرة.
      
      بزازها كانت سقعانة والمطر نازل عليها. هو ماقربش خطوة منها بس هو بص عليهم.
      
      "مصهم يا جيسون." همستله، وهي بتراقبه وهو بيبص حواليه عشان يتأكد إن مافيش حد حواليهم.
      
      "إنتي عارفة إن ده ضد القواعد يا مرسي. إنتي عارفة كده." هز راسه، وهو بيضحكلها. افتكر إنها بتهزر معاه.
      
      "عايز تنجح؟ ممكن أعديك يا جيسون. أنا اللي ماسكة ساعة الإيقاف، أنا اللي بدير مسار العوائق للامتحان النهائي." راحت تتمايل لقدام ولورا، عشان تخلي بزازها تهتز.
      
      "ايه اللي هيحصل لو مارضيتش؟" سألها بهدوء، وابتسامته اختفت من وشه.
      
      "لو مارضيتش... تاني بقولك أنا اللي بتحكم في ساعة الإيقاف." قالتله، وهي بتراقب العبوس بيظهر على وشه. عرفت إنه مالهوش خيار غير إنه يلبي طلبها.
      
      "يا مرسي-" حاول يتكلم معاها بس هي قاطعته.
      
      "هتعمل اللي أقولك عليه يا جيسون." بصتله بغضب، وصوتها علي.
      
      "إسكتي بقى. لو حد طلع هنا وشافك وإنتي قالعة فانلتك..." قالها.
      
      "لو حد سمعني وشافني بالمنظر ده هقولهم إنك حاولت تستغلني. وإنك حاولت تقلع هدومي وأنا قولت لأ." مرسي ابتسمتله ابتسامة خبيثة.
      
      
      

      الأرض المحرمة - مهمة لوسي وإيرزا الأخيرة للنجاة

      الأرض الحرام

      بقلم,

      آسيوية

      مجانا

      صراع الجيش الياباني ضد مجموعة قوية اسمها الإمبراطورية، اللي خانت العالم وحولت الصين كلها لـ "أرض حرام". بتحكي عن الملازم لوسي أشلي، جندية في الجيش الياباني، وهي أخت العقيد الجامدة إيرزا سكارليت، بعد حرب دامت 10 سنين. لوسي وإيرزا طول الوقت تحت هجوم مستمر من الإمبراطورية اللي بتحاول تخلص على اليابان عشان فيها ناس زي فيري تيل. هما الاتنين اتدربوا على إيد الجنرال ماكاروف، وبيواجهوا الموت كل يوم وهما بيتمنوا حياة طبيعية بسيطة بعد الحرب دي.

      لوسي

      الأخت الصغرى بالتبني للعقيد إيرزا. جندية ماهرة ومتمردة، انضمت للجيش عشان ما تسيبش أختها تواجه الحرب لوحدها. حقدها على الإمبراطورية بيخليها دايماً عايزة تشوف نهاية للحرب.

      إيرزا

      الأخت الكبرى بالتبني للوسي. جندية عظيمة معروفة في الجيش الياباني. قوية، قيادية، وبتعتبر نفسها مسؤولة عن حماية لوسي.

      ماكاروف

      قائدهم الأعلى. رغم إنه راجل قصير وعجوز، بس هو مدرب صارم وبيستخدم طرق قاسية في التدريب عشان يضمن إن جنوده يفضلوا عايشين.
      الأرض الحرام - مهمة لوسي وإيرزا الأخيرة للنجاة
      صورة الكاتب

      أنا الملازم الثاني لوسي أشلي سيليستيل هارتفيليا. كنت معروفة في كل القاعدة في اليابان وفي الجيش كله بأني الأخت الصغرى للعقيد العظيمة إيرزا سكارليت. لما كنت حوالي تلات سنين، كان ده وقت ما والديَّ اللي ولدوني تبنوا إيرزا. ولما وصلت عشر سنين، هما اتقتلوا في هجوم إرهابي. كنت محظوظة إن أختي الكبيرة كانت جنبي وبتراعيني. ومعداش حتى نص سنة، وإحنا اتمسكنا عند الجنرال العظيم ماكاروف دريار. كسبنا أخ اسمه لاكسوس، كان عقيد زي إيرزا بالظبط.
      
      من عشر سنين، الإمبراطورية اللي هي مجموعة كبيرة وقوية جداً من الناس، خانت العالم كله، وكسرت معاهدة السلام وهجمت. بطريقة ما، كسبوا وبقوا أقوى بعد كل بلدة صغيرة ياخدوها. أجبروا الناس يا إما ينضموا لهم يا إما يموتوا. أطفال كتير اتمسكوا واتغسل مخهم وبقوا جنود. عشر سنين طويلة. أنا وقتها كان عندي ستة عشر سنة. كنت دايماً بتفرج على الأخبار وأسمع إزاي أختي وأخويا كان لازم هما اللي يتولوا المسؤولية. أنا انضميت للجيش بعد كام شهر بس، ما كنتش عايزة أسيب أختي لوحدها.
      
      ما كنتش عايزة الشخص اللي أنقذني من إني أخسر حياتي ألاقيه لوحده في حرب زي دي. عشان كده اتعلمت من جدنا بالتبني ماكاروف. اتعلمت من أخويا بالتبني لاكسوس. وبقيت جندية. في العشر سنين دول، ظهرت مجموعة في اليابان معروفة باسم فيري تيل. كانوا زمان مجموعة ناس على قدهم في العمليات، بس اكتشفوا إنهم بجد. قصصهم، إنهم كسبوا معارك مستحيلة، ما بيوقفوش إلا لما المهمة تخلص. نادراً ما بيخسروا. كانوا جامدين ونشروا الرعب.
      
      الصين كلها بقت أرض حرام، مكان ماحدش يقدر يعيش فيه، غزته الصواريخ ودمرت حاجات كتير وخلت البلد كلها مش مستقرة. فيري تيل بس هما اللي ممكن يدخلوها، ولو أي حد تاني دخلها، ده كان بيبقى لما بلدنا بتكون محتاجة إمدادات بالعافية. أنا وإيرزا سمعنا قصصهم، وإحنا الاتنين كنا عايزين ننضم ليهم. بعد عشر سنين طويلة، أخيراً كان عيد ميلادي الستة وعشرين، وده بيعلّم مرور العشر سنين على الحرب دي. ضيعت الفرحة بتاعة اليوم ده. شفت الهجوم. شفت الناس اللي بحبهم بيتذبحوا كأنهم ولا حاجة.
      
      كل ده عشان هما كانوا مؤمنين بحياة أحسن، أو عشان الصيادين كانوا عايزين دم زيادة على إيديهم. الإمبراطورية كانوا مجانين، أغبية، وبيكسبوا. عادةً الإخوات والأحبة ما ينفعش يشتغلوا جنب بعض، بس عشان أنا وإيرزا كنا ماهرين ومتدربين على إيد ماكاروف، سمحوا لنا نكون فريق ومعانا كلبي بليو. بليو ده كلب هاسكي أبيض صافي وكلب جيش مدهش جبته لما كان عندي سبعتاشر سنة. كان دايماً جنبي. كنت بس بتمنى إن في يوم نكسب الحرب دي ونعيش أخيراً حياة حقيقية، بيوت حقيقية، أكل حقيقي... أي حاجة بجد...
      
      حتى المدرسة وحشتني، يا ريت أي حاجة طبيعية.
      
      
      
      
      
      كنت قاعدة مع بليو، بطبطب عليه وهو هادي كالعادة. لفيت راسي عشان أشوف إيرزا وهي داخلة الأوضة. "وقت الراحة خلص، هنروح نفحص السور، شكلهم لسه بيهاجموا على عتبة بيتنا عشان روسيا وأمريكا مشغولين ومش فاضيين يساعدوا" إيرزا قالت كده فقمت أنا وقلت لبليو "دوّر" فاندفع يجري قدام وهو بيشمشم. أنا اتأكدت إن مسدسي جاهز قبل ما أنا وإيرزا نمشي بالراحة ورا بليو. "هما عايزين يسقطونا إحنا الأول" أنا قلت كده وبصيت لإيرزا اللي هزت راسها.
      
      "اليابان فيها ناس زي فيري تيل اللي مطلعين عين الإمبراطورية، عشان كده أنا فاهمة هما جايين منين، هما ضعفوا روسيا وأمريكا لدرجة إنهم مش عارفين يعملوا حاجة، فلازم يركزوا على أكبر تهديد ليهم" إيرزا ردت وهي بتفكر بعمق في الموضوع ده. أنا فضلت ساكتة مش عايزة أقطع حبل أفكارها، وهي بصت لي بعد شوية وابتسمت. "مافيش حاجة إحنا الاتنين ما نعرفش نعملها، هما أصلاً اللي طلعوا علينا الاسم ده" إيرزا قالت كده، فضحكت أنا عشان الناس في القاعدة بتاعتنا كانوا بيسمونا "بنات الجيش".
      
      هي كانت نكتة صغيرة في الأول، بس بعد كده اتحولت لاسم دلع حقيقي لينا. ما كنتش متوقعة إن الموضوع يوصل لكده. فضلنا ماشيين لحد ما وصلنا لبابين مزدوجين، وبليو كان بيزمجر عليهم وواقف مستعد للهجوم. "بليو تعالى هنا" همست، وهو سمع وجالي جنبي بالظبط، وأنا وإيرزا كنا جاهزين بالسلاح. "الفرقة التانية، بليو لقط حاجة" إيرزا قالت على جهاز الاتصال، وجالنا رد "خدوا بالكوا"، وفتحنا الأبواب عشان نشوف غزلان برية. بره السور كانت أرض خراب. منطقة صغيرة حوالين اليابان كلها شكلها كده. أرض الخراب اللي الإمبراطورية عملته.
      
      "عارفة إن ماكاروف هيعمل لك الحفلة السنوية العادية، ليه ما تفرحيش شوية؟" إيرزا سألت، والغزلان جرت وطلعت من الأوضة أول ما سمعوا صوت إيرزا. أنا اتنهدت وهزيت راسي. "اليوم ده ما بقاش يمثل عيد ميلادي، ده بيمثل الغضب من اللي عملته الإمبراطورية" رديت، وإيرزا اتنهدت وهزت راسها. ما كنتش قادرة ألاقي في نفسي إني أكون سعيدة النهاردة. أنا خسرت ناس كتير كنت أعرفهم وبعزهم وبحبهم. إيرزا بلغت إنها كانت مجرد غزلان، وطلبت إننا نتقابل بره في نقطة التجمع.
      
      "يا بليو أكيد أنت جعان، هناكل أكل لما نرجع البيت" قلت له وهو ورايا بالظبط، وبطبطب على راسه. أنا وإيرزا طلعنا من المبنى واتقابلنا مع فرقتنا، ورحنا لنقطة التفتيش عشان ندخل القاعدة. أول ما وصلنا هناك، سمعنا طيارات هليكوبتر جاية ناحيتنا. كلنا لفينا وبصينا، شفنا جنود الإمبراطورية بينزلوا، والطيارات كان فيها مدافع وبتضرب علينا فجرينا بسرعة عشان نستخبى.
      
      "واحد وقع" حد صرخ من ورانا، وما قدرتش أشوف إيه اللي بيحصل. أنا كنت بضرب قدامي وبعمل تصويب على رجالة الإمبراطورية اللي استخبوا ورا الحطام اللي إحنا كنا مجهزينه عشان نستخبى فيه إحنا كمان. إيرزا كانت بتبلّغ عن الهجوم، وفي ناس عندنا على السور بيضربوا آر بي جي على الهليكوبترات، وفي رجالة أكتر كانوا بيظهروا وبيضربوا نار تقيل. "لوسي اليمين أنا هروح الشمال" إيرزا صرخت وهي بتتحرك، وأنا اتحركت للشمال وقدرت أفلت من الرصاصة في اللحظة دي.
      
      بدأت أضرب نار تاني، ومعداش وقت طويل لحد ما احتجت إني أعيد التعبئة. وأنا بعمل كده، الفرقة اتقسمت نصين، شوية ورا ضهري وشوية ورا ضهر إيرزا. كنا بالراحة بنرجع هجومهم اللي على الأرض لورا. الرجالة اللي على السور قدروا يسقطوا هليكوبتر واحدة بس من الأربعة. "راجع عشان أجيب الهيلّيز (طيارات الهليكوبتر)" قلت على جهاز الاتصال وأنا جريت ورا، جبت قاذف الآر بي جي اللي في العربة المدرعة اللي كانت مستنية تاخدنا للقاعدة، وصوبت على هليكوبتر كانت فوقي بالظبط وضربت، وده خلاها تطير وتتكسر وتنزل على الشمال وماتصبش أي حد من رجالتنا.
      
      اتحركت ناحية الذخيرة على الناحية التانية من العربة المدرعة وأنا كنت بعيد تعبئة الآر بي جي، وبعض من رجالتنا ضربوا واحدة تانية. فاضل واحدة. بدأت تضرب نار عليا وأنا كنت ورا العربة المدرعة ومحشور في مكاني. كل اللي كنت سامعاه هو صوت ضرب النار من الهليكوبتر وصوت التخبيط بتاعه وهو بيخبط في العربة المدرعة. كنت عارفة إن العربة دي مش هتقعد كتير، فزحفت بالراحة لحد آخر الجنب، بس برضه كنت محشورة، وضرب النار فضل ورايا طول الطريق. كانوا مركزين عليا كويس أوي.
      
      سمعت صوت صفارة، فابتسمت بخبث. قاذف موجه. بعد شوية ضرب النار وقف، وسمعت صوت الهليكوبتر وهي بتقع وبتتكسر. قومت وشفت إيرزا بتجري ناحيتي، بصيت حواليا على بليو عشان أشوفه مع فرد تاني من الفرقة وخلّاه حر عشان يجري عليا. "كانت قريبة" إيرزا قالت وهي بتحضني. ضحكت وحضنتها أنا كمان. "مش جديد علينا" رديت، عشان احنا عدّينا بلحظات قريبة كتير. حظنا يا إما هيساعدنا ننهي الحرب دي في يوم من الأيام، يا إما هيخلص. كنت عارفة إن إنهاء الحرب ده حاجة بعيدة، بس أنا كنت بفضّل ده على إني أموت.
      
      ركبنا العربة المدرعة، وبليو كان في كرسي المدفعجي وراسه طالعة من فوق، وأنا كنت في الضهر. إيرزا كانت قدام، وواحد من رجالتنا كان بيسوق بينا للقاعدة لحد محطتنا عشان ينزلنا هناك. لحد مركز القيادة الرئيسي. اللي بنسميه بيتنا. هو معسكر تدريب أكتر ما هو بيت. ماكاروف دايماً بيخلينا تحت الاختبار والتدريب. دايماً مخلّينا متنبهين ومستعدين للحرب دي. معظم الناس كانوا بيكرهوا طريقته، بس دي اللي منعتنا إننا نتقتل بره. هو ما بدأش ده إلا لما إحنا طلبنا، فده خطأنا إحنا.
      
      أنا شخصياً بقيت أحب التدريب والاختبارات، وكنت عارفة إن إيرزا كمان بتحبهم. "يا لوسي هنروح نطمن على ماكاروف لما نرجع" سمعت إيرزا بتقول، وهزيت راسي وسندت لورا عشان الرحلة كانت قصيرة لحد مكاننا. نزلت وأنا ماسكة بليو معايا، وإيرزا بدأت تتمطى أول ما طلعت من العربة اللي سابتنا ومشيت على طول. دخلنا المبنى بتاعنا وأمرت بليو إنه يفضل في الأوضة الرئيسية. طلعنا فوق لغرفة القيادة عشان نشوف ماكاروف وهو باصص على الشاشات. "ده رابع هجوم الأسبوع ده" إيرزا قالت عشان تجذب انتباهه.
      
      "أنا سعيد إنكوا يا بنات طلعتوا سالمين" ماكاروف رد وهو بيلف راسه وباصص لإيرزا اللي كانت بتسأل نفسها لو كان هيختبرها ولا لأ. "هما بيبعتوا ناس أكتر وأكتر في كل هجوم، ممكن ما نعرفش نصمد بالفرق بس، لازم نبطل نستخبى" إيرزا قالت بعد كده، وماكاروف ابتسم وسألنا لو نيجي معاه. أنا وإيرزا بصينا لبعض باستغراب، ومشينا ورا ماكاروف لحد بلكونة الدور التالت، المكان اللي ما حدش يقدر يسمعنا فيه بجد. أنا كنت مستغربة.
      
      "أنتوا الاتنين بس اللي أقدر أثق فيهم ثقة كاملة" قال كده وهو بيطلع على الصندوق اللي بيدوس عليه عشان يبص من فوق البلكونة. هو كان راجل عجوز وقصير أوي أصلاً. "قصدك إيه؟" إيرزا سألت وأنا كنت ساكتة عشان حسيت إن ده اختبار تاني من اختباراته. "أنا هبعتكوا أنتُوا الاتنين للأرض الحرام. إحنا اللي هناخد المعركة ليهم، عندك حق يا إيرزا مش هينفع نفضل مستخبيين للأبد" ماكاروف رد وإحنا كنا في حالة صدمة. "افتكروا ترجعوا البيت عايشين بعد كده" ماكاروف قال وإيرزا هزت راسها وبصت لي بلمعة حماس في عينيها.
      
      أنا بقى كنت مهتمة أكتر إيه اللي المفروض الاختبار والدرس ده يعلمهولنا.
      
      
      

      حياة امرأة في الجيش | رواية عسكرية

      حياة امرأة في الجيش

      بقلم,

      عسكرية

      مجانا

      ملازمة في المارينز، اللي رجعت فجأة بعد غياب 3 سنين في جولة عسكرية صعبة. بتوصل تينيسي عند عيلة صديقة أمها، وبتتصدم العيلة كلها برجوعها خصوصاً إخواتها الكتير. بتحاول تتأقلم مع الحياة المدنية بس لسه عندها هواجس وقلق من الحرب، وبتفاجئ أخوها الصغير "أولي بير" في المدرسة بمساعدة إخواتها، قبل ما تكتشف إنهم محتاجينها في القاعدة عشان تدرب المتدربين الجداد رغم إنها في إجازة.

      نيكي

      ملازمة قوية في المارينز، بتتلقب بـ "رصاصة" عشان ندبة الرصاصة اللي شايلاها. شخصيتها صارمة ومختلفة في الزي العسكري، لكنها حنونة على أخوها الصغير وعيلتها.

      أولي

      الأخ الأصغر لنيكي، اللي متعلق بيها جداً وبيحبها ومش مصدق إنها رجعت.

      دانييلا وبول

      أصحاب أم نيكي وأهل البيت
      حياة امرأة في الجيش | رواية عسكرية
      صورة الكاتب

      °الفصل الأول•
      
      •نيكي°
      
      نزلت من طيارة المارينز وشنطتي العسكرية على كتافي. لبست الكاب بتاعي (غطاء الرأس العسكري) وطلعت من المهبط وخدت تاكسي للمطار. الجنرال بتاعي جاب لي تذكرة لتينيسي. وصلت هناك ودفعت أجرة التاكسي. دخلت و روحت للبوابة بتاعتي واستنيت ميعاد الركوب.
      
      بعد 8 ساعات.
      
      الصبح تاني يوم. أنا تعبانة جداً. خدت شنطي ورحت ركبت تاكسي واديته العنوان. كانت مشوار حوالي 20 دقيقة. لما وصلنا دفعت أجرة التاكسي ونزلت ومعايا شنطي. سمعت صوت ضحك وأنا ماشية في الممر اللي بيوصل للبيت. لما وصلت عند البيت، الضحك كان أعلى. ضربت الجرس وحطيت شنطي. دانييلا وقفت وبُقها مفتوح من الصدمة. دانييلا دي كانت أحسن صاحبة لماما في المدرسة الثانوية. حضنتني وأنا حضنتها. دخلنا جوا ومشيت وراها لحد أوضة المعيشة. حطيت شنطي تاني.
      
      "طيب إيه أخبار نيكي؟ هي في قوات المارينز صح؟" سأل بول وابتسمت.
      
      "أنا زي الفل وبقالى 3 سنين." قلتها وهما كلهم بصوا عليا.
      
      "يا نيلة!" قالها دانيال، أخويا الكبير. (يا نهار أبيض / يا لهوي)
      
      "قصدكش نيلة يا؟" سألت بهزار قام نط عليا ووقعنا لورا وخبطت بضهري في الحيطة.
      
      "يا عم دان. مش لازم تجرح البنت." قال بول وضحكت أنا وحضنته. بعد عني ورجع لورا، لفيت كتافي فـ عملت صوت فرقعة خلى هو و 5 رجالة يتضايقوا (من الصوت).
      
      "يخرب بيتكم." تمتمت بيها وضحك بول وقام حضني.
      
      "إحنا رجعنا." صرخ أوليفر، أخويا التاني الأكبر، واستخبيت ورا باب. دان وبول قعدوا وعملوا نفسهم طبيعيين. يا لهوي على شنطي. سمعت صوت خطوات تلاتة. سمعتهم وقفوا وبصيت لقيتهم قاعدين. طلعت من مكاني.
      
      "مفيش مكان لـ واحد زيادة؟" سألتهم، وباقي إخواتي التلاتة الكبار بصوا عليا.
      
      "يا نيلة!" قال أوليفر أخويا التاني الأكبر، ونط عليا وقعني على الأرض.
      
      "آه." قلتها وبول ضحك، وولاده كمان. أوليفر قام من عليا وشدني عشان أقف، بس اتنط عليا تاني. المرة دي كانوا التوأم. بعد الأحضان عملت وش زعلان. (عملت نفسي متضايقة)
      
      "إيه اللي مضايقك؟" سأل بول، وقلت له إني عايزة أشوف أولي بير بتاعي. (أولي بير تعني دب أولي، تقصد أخاها الصغير)
      
      "ده في المدرسة." قال دان، فقمت وقومته معايا. طلعت مفاتيحه من جيبه. سحبت إخواتي وطلعتهم للعربية البيك أب.
      
      "مش إنتي اللي هتسوقي." قال التوأم، بس أوليفر ضربهم على خفيف.
      
      "هي اللي هتسوق. انتوا عارفين الناس بتبقى عاملة إزاي لما بترجع من الحرب." قالها وركبنا. هواجس القلق بدأت تجيلي. كنت عمالة أبص في كل حتة. دانيال قال لي على طريق المدرسة. وقفت عند إشارة حمرا وبصيت حواليا براجع اللي حواليا.
      
      "يا ناي إنتي كويسة؟" سأل تومي وهزيت راسي بالإيجاب. الإشارة فتحت وسوقت. ركنت وطفيت الموتور في الباركينج ونزلنا. روحنا للمكتب وكانوا متحمسين جداً يساعدوني أفاجئ أخويا. عملوا طابور مفاجئ (تجمع عشوائي) ووقفت ورا المسرح في قاعة الاحتفالات. سمعتهم بينادوا على أخويا وبصيت من ورا الستارة لقيته بيطلع على المسرح.
      
      "سمعنا إن أختك في مهمة (في الجيش)." قالت السيدة، وهو بدأ يدمع.
      
      "آه. دي تاني جولة ليها. بقالي 3 سنين مشفتهاش." قالها ومسح عينه.
      
      "لو كانت هنا دلوقتي، كنت هتقول لها إيه؟" سألت، وابتسم.
      
      "إنها البطلة بتاعتي وإني وحشتني وهي بتنكد على إخواتنا الكبار عشان هي أقوى منهم." قالها وعضيت على لساني عشان ميكنش سامع ضحكتي. السيدة اللي كانت معايا قالت لي أطلع. طلعت ووقفت وراه.
      
      "إيه رأيك لو قلت لك إنها هنا دلوقتي." قالتها وهز رأسه.
      
      "الجولة بتاعتها لسه مخلصتش." قال وهو بيستنشق (بيتمم ريقه)، وإخواتنا صرخوا وقالوا له لف. لف وشافني.
      
      "ناي-ناي." قالها بصوت أعلى شوية من الهمس، ومديت إيدي مسحت دموعه.
      
      "أهلاً يا أولي بير." قلتها وبدأ يعيط وحضني. نزلنا على ركبنا وهو بيعيط. كله كان بيسقف. إخواتنا جم، وشلت أولي ولف رجليه حواليا وهو بيعيط. إخواتي شاركونا الحضن. باقي الطلاب راحوا للغدا، وإحنا طلعنا على الأبواب الأمامية.
      
      "هكون في الكوخ اللي في المزرعة لما تيجي البيت. أوعدك إني مش همشي لسه." قلتها عشان أطمن أولي، وحضني وبست راسه. راح يتغدى وإحنا مشينا وروحنا المزرعة. ودوني الكوخ وفضيت شنطي في أوضة الضيوف. غيرت ولبست شورت، وتيشيرت مارينز والبوت بتاعي. عملت شعري كحكة فوضوية ونزلت تحت.
      
      "هما طلعوا للبيت الكبير." قال أوليفر، وهزيت راسي، وطلعنا للبيت. اتكلمنا عن جولاتي الاتنين وإيه الهزار اللي أنا وعساكر السكن بتاعي بنعمله في بعض. حوالي الساعة 3 الأتوبيس جه ونزل 5 أطفال. أولي جه يجري ونط في حضني وحضني جامد. لفيت دراعي حواليه وقعدت.
      
      "وحشتيني أوي يا ناي-ناي." قالها وبست راسه.
      
      "إنت كمان وحشتني يا أولي بير بتاعي." قلتها وهو استخبى في حضني أكتر.
      
      "بقالها كام سنة، فعشان كده محتاجين يا ولاد إنكوا تقدموا نفسكم." قلتها وهزوا راسهم.
      
      
      
      
      
      
      "أنا أندرو، ودي أختي التوأم آلي." قالها وابتسمت.
      
      "يا إلهي، إنتوا كبرتوا كده إزاي. كنتوا لسه أطفال صُغيرة لما كنت موجودة." قلت وضحكوا وابتسموا.
      
      "أنا كيفن." قال الأشقر وابتسمت.
      
      "كنا بنعمل مقالب في والدك لما كنت صغير." قلت له وضحك.
      
      "أنا لسه بعمل فيه مقالب." ضحك وضحكت أنا كمان.
      
      "أنا لونا." قالت صاحبة الشعر الأحمر وابتسمت.
      
      "أنا اللي سميتك الاسم ده. لما كانت والدتي عايشة، هي وأنا جينا هنا لما داني وبول جابوكي. قلت ساعتها: "دي لونا من قلبها"." قلت وابتسمت وأنا فاكرة الموقف.
      
      "أنا بن، الأكبر." قال صاحب الشعر الداكن وهزيت راسي.
      
      "أنا جافين، التاني الأكبر." قال الأسمر وهزيت راسي.
      
      "وأنا إكسافيير، التالت الأكبر." قال اللي قاعد جنبي وجنب أولي وهزيت راسي.
      
      "طيب، أنا نيكي، بس إنتوا ممكن تنادوني ناي أو رصاصة." قلت لهم ورفعوا حواجبهم.
      
      "اتضربت بالرصاص من سنتين في باكستان ورجالتي بينادوني رصاصة عشان احتفظت بالرصاصة ولابسها حوالين رقبتي." قلتها ومديت إيدي وخلعت العقد بتاعي ووريتهم إياه.
      
      "اتضربتي فين بالظبط؟" سألت داني، وشلت أولي من على رجلي ورفعت التيشيرت بتاعي فوق عظمة الترقوة ووريتهم واحدة من الندوب الكتير اللي عندي بسبب الرصاص.
      
      "إجازتك هتطول قد إيه؟" سأل بول وأولي استخبى في جنبي.
      
      "شهرين. راجعة إيران. بعد ما تخلص الجولة دي هاخد إجازة سنة، إلا لو احتاجوني." قلت وأوليفر كشر بحزن، وسمعت خبطة جامدة خلتني أراجع محيطي. مسكت أولي بقوة.
      
      "يا حبيبتي إنتي كويسة، دي بس عربية براين." قال بول وريحت أعصابي وفكيت مسكتي شوية. دخل واحد وقلع جزمتة المليانة طين.
      
      "إزيك يا خال بول." قالها ورن تليفوني. طلعته من جيبي وشفت رقم غريب.
      
      "عن إذنكم." قلت وقمت طلعت برا.
      
      "الملازم فوستر معاكم."
      
      "يا ملازم، الجنرال بتاعك إداني رقمك. أنا الجنرال آدامز في تينيسي، قال إنك أحسن واحدة تعلم المتدربين الجداد (نغتس)."
      
      "أيوة يا فندم."
      
      "طيب ممكن تيجي القاعدة بكرة؟"
      
      "آه، ممكن أكون هناك الساعة 05:00."
      
      "ده كويس. شكراً يا ملازم."
      
      "العفو يا جنرال آدامز."
      
      "هسيب اسمك على البوابة."
      
      "تمام يا فندم."
      
      "يومك سعيد يا ملازم."
      
      "تمام شكراً يا فندم، ويومك سعيد أنت كمان." قلتها وقفلت المكالمة وطلعت سيجارة وولعتها.
      
      "إنتي ماشية؟" سأل أولي، ولفيت ورايا وشوفت أندرو وآلي معاه.
      
      "لأ مش ماشية، بس لازم أروح القاعدة عشان أعلم كام متدرب جديد. إنتوا التلاتة عايزين تيجوا معايا؟" سألت ووشهم نور وقالوا أيوه.
      
      "لازم نصحى الساعة 4 الصبح ونكون هناك 5." قلت وهزوا راسهم وجروا جوا. رميت عقب السيجارة ودخلت جوا.
      
      "مش شايفة فيها مشكلة. هتعلمهم شوية أدب." قالت داني وضحكت.
      
      "أنا متأكد إنهم هيجيبوا اللي في بطنهم." قال الراجل اللي مكنتش أعرفه. (بيقصد هيخافوا جداً).
      
      "يا داني، عندك بيرة؟" سألتها، وقالت أيوه.
      
      "اقعدي أنا هجيبها. إنتي لسه راجعة البيت." قالت، وبست راسها وقعدت، ولونا قعدت جنبي واستخبت في حضني.
      
      من وجهة نظر براين
      
      "اقعدي أنا هجيبها. إنتي لسه راجعة البيت." قالت داني للبنت، وقبلت داني في راسها وقعدت. لونا قعدت جنبها ولزقت فيها. داني دخلت وجابت لها بيرة.
      
      "يا براين، دي نيكي فوستر." قال بول وهزيت راسي.
      
      "يا نيكي، ده براين ابن أختي/أخويا (نيفيو)." قال بول، وحركت البيرة لإيدي التانية، ماسكاها من الرقبة (الزجاجة). مدت إيدها الشمال وصافحتها.
      
      "طيب يا توأم ويا أولي، ظبطوا منبهاتكوا على الساعة 4 الصبح. لازم نكون في القاعدة 5. أنا هاكلكوا في القاعدة." قالت بصوت قوي خلاهم يفتحوا عينيهم على الآخر.
      
      "يا نهار أسود، الملازم فوستر ظهرت." قال أوليفر وابتسمت بخبث.
      
      "بكرة هيكون يوم مضحك. الرجالة والستات دول هيجيلهم انهيار." قال دان وضحكت.
      
      "إنت بتضحك دلوقتي، بس استنى لما تشوفها وهي بتتحول للملازم الصارمة اللي هي عليها." قال تومي وهي ضحكت بخفة.
      
      "أنا مش للدرجة دي يا تومي." قالت وشربت البيرة بتاعتها.
      
      "هاهاها، نيكي مضحكة. إنتي بتبقي مش سهلة خالص لما بتلبسي الزي العسكري." قال أوليفر، ولونا قامت خدت منها الزجاجة الفاضية وراحت المطبخ.
      
      "طب والله حسيت بالحب يا شوية ناس مش كويسة." قالتها وضحكت أنا بخفة. رجعت لونا بزجاجتين بيرة. إدت واحدة لبول والتانية لنيكي. اتكلمنا لحد ما قالت إنها رايحة تنام. إخواتها باسوا خدها. أولي قال إنه هيروح يزحف عشان ينام معاها في السرير بعدين.
      
      "سيبها تتأقلم شوية يا أولي." قال أوليفر، وهو عمل وش زعلان.
      
      "يلا يا غبي." قالت له، وقام ونط عليها.
      
      "يا طفل كبير." هزرت معاه وضحك.
      
      "باي يا جماعة." قالت ومشيت.
      
      "هي شبه مامتكوا أوي يا ولاد." قالت داني بحزن وهزوا راسهم.
      
      "آه بس هي شبه بابا أوي." قال تيمي، وضحك بول.
      
      "دي حقيقة. انضمت للمارينز، سجاير، سيجار، بيرة، ومبتلبسش غير البوت العسكري بتاعها." ضحك بول وضحكوا هما.
      
      
      

      بنت العسكرية | رتبة عليا تقع في الحب الممنوع

      بنت العسكرية

      بقلم,

      عسكرية

      مجانا

      كانت الأولى على دفعتها في المدرسة ورياضية بطلة، بس قررت تسيب كل ده وتدخل فرقة الجيش الموسيقية. هي عايزة تدفع مصاريف جامعتها بنفسها عشان أبوها مكنش هيقدر، وبكده بتبدأ مغامرتها في مدرسة التدريب العسكري. أول صدمة بتواجهها هي الصرامة الشديدة للتدريب، خصوصاً من المدربة بتاعتهم، الرقيب جونز، اللي بتكون صارمة ومزة في نفس الوقت. أليكس بتتصدم بالواقع القاسي للجيش، بس في نفس الوقت بيجيلها إعجاب كبير بجونز، وده بيخلينا نحس إن الستاشر أسبوع دول هيكونوا حكاية تانية خالص.

      أليكسيس

      كانت متفوقة في كل حاجة وسابت مستقبلاً رياضياً ضخم علشان تحب المزيكا وعشان متتقلش على أبوها. شخصيتها جريئة وبتتصدم بالجو العسكري الصارم بس عندها لسان طويل ومبتخافش.

      الرقيب جونز

      المدربة الرئيسية بتاعة الدفعة.. مسيطرة في شغلها وبتخبط في وش أليكس، بس في نفس الوقت بتبين إعجاب خفيف لأليكس.

      الرقيب ديفيس

      الرقيب الأول الضخم اللي استقبل الدفعة. شخصية صارمة ومهددة، وهو اللي بيعرفهم إن التدريب هيكون جحيم.
      بنت العسكرية | رتبة عليا تقع في الحب الممنوع
      صورة الكاتب

      "ودلوقتي هنعلن بكل فخر عن أوائل دفعة 2016-2017 لمدرسة CCHS! أيها السيدات والسادة، من فضلكم صفقوا جامد لبنتنا، أليكسيس وولف!" صرخ مدير مدرستي وهو بيتكلم في مايكروفون المنصة.
      
      ابتسمت وأنا ماشية ناحية المسرح، وأصحابي وعيلتي والناس اللي في الجيم كانوا بيهتفوا وبيشجعوني. المدير شدني وحضني حضن جامد، وكذلك أساتذتي القدام. وقفت متوترة قدام المنصة، وجهزت نفسي ذهنياً علشان أقول الكلمة بتاعتي.
      
      "أهلاً، أنا أليكس وعايزة أشكر كام واحد قبل ما أستلم الجايزة بتاعتي. عايزة أشكر أصحابي اللي ساعدوني في الواجبات اللي فاتتني. إنتوا يا جدعان خليتوني أتبسط بجد في سنيني الأربعة القصيرة هنا، وأوعدكم إني عمري ما هنسى حد فيكم. عايزة أشكر أساتذتي اللي دفعوني إني أجيب درجات كويسة. والمدربين بتوعي في السلة والجري، ومدير الفرقة الموسيقية علشان اتعصبوا عليا لما قلتلهم إني مش هتخصص في أي مجال منهم. وأخيراً والأهم، أبويا." الجمهور سقف وضحك لما جبت سيرة المدربين والمدير. "بسببك يا بابا، أنا بقيت الشخص اللي أنا عليه دلوقتي. بفضلك، رحت كل تمرين وكل سباق وكل ماتش كورة. بصراحة مش كفاية أقولك شكراً أنت ولا أي حد فيكم يا ناس يا عظيمة. كانت أحلى سنين في حياتي. شكراً ليكم."
      
      ~
      
      الهتاف وقف وعيني فتحت. شفت بنات مالية كل كراسي الأتوبيس وهو بيتحرك، والشنط الكبيرة (الدوفيل) محطوطة على رجليهم. البنت اللي قاعدة جنبي كان مكتوب على التاغ بتاعها اسم عيلة هنري. عيني راحت لشباك الأتوبيس علشان أشوف الشجر وهو بيعدي بسرعة.
      
      التوتر والقلق اللي كان مالي الجو خلاني أسأل نفسي عن قراري ده، الأتوبيس ده رايح فين بالظبط؟ الأتوبيس كان متوجه دلوقتي على نورفولك في فيرجينيا، وهنقضي كلنا العشر أسابيع الجايين في مدرسة القوات المسلحة للموسيقى (AFSM). والست أسابيع اللي بعد كده هتكون في التدريب القتالي الأساسي (BCT).
      
      أعتقد محدش في البلد كان هيصدق أي حد لما يتقالهم إن أليكسيس وولف هتنضم للجيش الأمريكي، وكمان مش أي حاجة، الفرقة الموسيقية. هما كانوا متعودين على فكرة إني هبقى نجمة في دوري كرة السلة بتاع المحترفات (WNBA) أو بجري في الأولمبياد. أنا جالي عروض كتير من كليات كويسة، بس أنا مكنتش عايزة أقضي باقي حياتي بلعب رياضة. الفكرة دي جاتلي لما أدركت إن بابا مش هيعرف يدفعلي علشان أروح جامعة كبيرة.
      
      حبي إني أعزف موسيقى، وإني أقدر أدفع لنفسي علشان أروح جامعة وأخد شهادة، كان ده ممكن أوي؛ كل اللي كان لازم أعمله إني أدخل الجيش. كان الموضوع ده مرشح بقوة لحد في موقفي، ومفكرتش مرتين علشان آخد الخطوة دي. أنا جبت سكور عالي أوي في اختبار القدرات (ASVAB) سبعة وتلاتين، فالموضوع كان منطقي بالنسبة لي. وعديت كل المتطلبات البدنية اللي بعد كده: لا طويلة أوي، ولا تخينة أوي، ولا مجنونة أوي، وبقدر أعزف كام آلة موسيقية.
      
      هكون أنا أول حد في عيلتي يدخل الجيش. تقريباً دمعت لما عيلتي عيطت وأنا بركب الأتوبيس. أبويا طبطب على كتفي طبطبة حلوة، وأختي حضنتني حضن طويل أوي. عيلتي مبتبينش حنيتها كتير، فلما كلهم قالوا إنهم بيحبوني وأنا ماشية، عرفت إن مش لازم يبينوها طول الوقت.
      
      الشجر بطل يظهر كأنه ضباب، وده معناه إن الأتوبيس بيهدي وإحنا وصلنا. الحرم الجامعي كان ضخم، مباني كتير محطوطة في صفوف، والمبنى الرئيسي كان عليه اللوجو واسم المدرسة. ممرات أسمنتية كانت محاوطة كل مبنى. ستات لابسين مموه أخضر غامق بدأوا يجروا لفات حوالين ملعب تراك كبير. وناس تانية كانوا بيعملوا تمارين نط (Jumping jacks) أو بيعملوا تدريب تجريبي على مسارات مختلفة. فجأة، بدؤوا رجالة وستات رتبة رقيب (Sergeant) يخبطوا على شبابيك الأتوبيس وإحنا بنوقف. صراخهم كان موجه لينا من خلال الإزاز الرفيع الصغير.
      
      "انزلوا من الأتوبيس يا جنود مستجدين! اتحركوا! اتحركوا! اتحركوا! يلا يا بنات."
      
      "طلعوا مؤخراتكم من هنا واصطفوا في صف. دي يا تكون يا بلاش!"
      
      "يلا يا بنات! مستنيين إيه؟ العيد؟"
      
      أوامرهم كانت بتتصَوت في ودانا أول ما نزلنا من الأتوبيس. رقيبة ست كانت بتضرب البنات على مؤخراتهم وهما بيعدوا من جنبها. جه دوري وأنا كمان اتضربت ضربة جامدة. كلنا عملنا صف زي ما طلبوا ووقفنا وقفة حازمة ومبصناش في عين الناس اللي قدامنا.
      
      "طيب يا جنود مستجدين. أتمنى تكونوا عارفين ليه سجلتوا في القرف ده، صح؟" قالها راجل ضخم لابس كاب وعلى كتفه علامة سيجما، وده معناه إنه رقيب أول (1SG). الأعضاء التانيين وقفوا في صف شبهه، والراجل مشي بطول الصف اللي إحنا عملناه. "هنا هتقضوا عشر أسابيع في مدرسة القوات المسلحة للموسيقى (ASFM) وست أسابيع في التدريب القتالي الأساسي (BCT). يا رب ميكونش حد قالكم إن الموضوع ده هيبقى سهل، وإحنا هنبقى نتحاسب لو سهلناه. اسمي الرقيب ديفيس. أهلاً بيكم في الجحيم يا بنات. جونز!"
      
      الرقيب ديفيس وقف في صفهم، وواحدة أقصر مني شوية جات ناحيتنا. جونز كانت مزة أوي في اليونيفورم ده، وأراهن إن شكلها أحلى من غيره.
      
      استني. كفاية يا أليكس! مينفعش تعجبي بيها. علامة السيجما اللي على كتفها معناها إنها رقيب أركان (SSG)، يعني هي اللي هتبقى مسؤولة عن تدريباتنا. يادي النيلة!
      
      
      
      
      
      
      "أهلاً بيكم أيها الجنود المستجدون. أنا الرقيب جونز وهكون أنا المدربة الأساسية بتاعتكم والمسؤولة عن الفرقة الموسيقية." أنا سرحت ومبقيتش مركز في الكلام اللي هي بتقوله، وبدأت أتأمل شكلها. شعرها الغامق وعينيها الخضرا ممكن يخطفوا الأضواء من عيني الزرقا الباهتة في أي يوم. اليونيفورم كان مخبي معظم تفاصيل جسمها، بس الحاجات الأكتر بروز كانت باينة بشكل يخليها لافتة للنظر أوي. شعرها كان متغطي بالكاب ده وملموم على شكل كحكة، وده خلاني أتخيل يا ترى شكلها هيبقى عامل إزاي لو سابته مفرود على كتافها. هي فجأة ظهرت قدامي، ووشها كان باين عليه الغضب، وده اللي فاقني من أفكاري.
      
      "عايزة أعرف رحت فين بالظبط يا جندي؟ شكلك كنت في الفضاء اللعين!" صرخت في وشي، ونفسها اللي ريحته نعناع ضرب في وشي.
      
      "آسفة يا فندم!" صرخت وأنا برد عليها. هزت راسها ورجعت تتكلم تاني.
      
      "ماتفكريش إني هقبل انتباهك اللي نص نص ده." قالتلي كده قبل ما ترجع تمشي بطول الصف تاني. "زي ما كنت بقول، علشان تكون جزء من فرقة الجيش الموسيقية الموضوع مش محتاج بس يونيفورم وتكون بتعرف تعزف كام أغنية. الموضوع محتاج تفاني وساعات تدريب طويلة علشان تعزف لبلدك. بعد الستاشر أسبوع دول، مش هضطر أشوف وشوشكم التعيسة دي هنا تاني. ودلوقتي يلا بينا على المستوصف."
      
      هي بدأت تمشي وإحنا كلنا شيلنا شنطنا الكبيرة وحطيناها على كتافنا. مشينا بنظام ورا جونز اللي كانت ماشية قدامنا. منطقة الأرداف بتاعتها كانت بتتهز بإيقاع مثالي متداري ببنطلون اليونيفورم وجزمة الجيش. كانت حاطة إيديها ورا ضهرها، وحتى من المسافة البعيدة اللي كانت بينا كنت قادرة ألاحظ إن إيديها شكلها خشن من سنين شغلها الكتير في المهنة دي.
      
      أنا مش متأكدة بالظبط من ميولي الجنسية، أساساً علشان أنا بكره التصنيفات، بس أنا دايماً كنت عارفة إني عمري ما هقع في حب حد بناءً على اللي موجود في بنطلونه، لكن هيكون بناءً على قد إيه بيهتم وبيحبني. أنا عمري ما دخلت في علاقة كنت فيها جدية، لأني معتقدش إني عمري حبيت أي حد بجد. أنا صاحبت ولاد وبنات، بس محدش فيهم كان مميز لما كانوا بيقولولي "بحبك". كان الموضوع كأنه كلمة قالوها للحظة دي بس، مش علشان تكمل حياتنا كلها. أكيد ده ممكن يكون جرحهم، بس دي جزء من الحياة.
      
      دخلنا أكبر مبنى ومشينا في ممرات لونها بيج. كانت في أوض مختلفة مقفولة، بس الإضاءة فيها كانت خافتة، فقدرت أشوف آلات موسيقية في حافظات أو محطوطة على حوامل. باب واحد بس كان موارب، وباين منه بيانو أصلي فخم أوي من ماركة ياماها. الكرسي بتاعه كان نفس درجة اللون البني الغامق بتاع الآلة الكبيرة.
      
      أنا علمت نفسي أعزف لما كان عندي حوالي أربعتاشر سنة. وسعت مداركي لما دخلت ثانوي، وقتها اتعلمت ألعب على الطبلة الصغيرة (snare)، وطبلة التينور (tenors)، وطبلة الباص (bass drum)، ومعاهم آلة الترومبيت والباريتون. وأخيراً، الجيتار كان آخر حاجة، ومكنتش مهتمة بيه أوي لغاية السنة اللي فاتت. وصلنا المستوصف، والممرضات كانوا مستنينا ومعاهم حقن في إيديهم، ورا ترابيزات محطوط عليها أرقام.
      
      "تمام يا جنود مستجدين. كل واحدة هتروح للممرضة المخصصة ليها وهتاخد حقنة في المؤخرة. لما أنادي على اسمك، تعاليلي علشان تاخدي اللبس بتاعك." صرخت جونز. بدأت تنادي على الأسماء وتشاور على أي ترابيزة يروحوا ليها علشان ياخدوا الحقن. أنا سرحت تاني وسمعت صوتها، بس المرة دي من غير ما أبصلها مباشرة. حسيت بحد بيخبط على كتفي، وهزيت راسي وبصيت حوالين الأوضة.
      
      "إيه؟" سألت، وكام بنت ضحكوا، والبنت اللي اسمها هنري ابتسمتلي بسخرية.
      
      "اسمك اتنادى." قالتلي وشاورت على الرقيب جونز اللي كانت ماسكة في إيديها هدوم مطبقة وباين على وشها نفاذ الصبر. كانت بتخبط برجليها على الأرض وهزت راسها وأنا ماشية ناحيتها.
      
      "يا ويلك لو ده يكون مجرد يوم مش كويس النهاردة يا وولف. أنا مش هقبل أي استهتار منك في الشغل. ممكن تكون عيونك الزرقا حلوة، بس بكره عايزة أشوفك فايقة ومصحصحة، فاهمة يا جندي؟ روحي على ترابيزة رقم أربعة." سألتني بهدوء، ووشي سخن لما مدحت في عيني. غمضتلي بعينيها وزقت كتفي علشان أمشي لترابيزة من الترابيزات. وصلت للترابيزة بتاعتي والست بصتلي بكشرة.
      
      "إقلبي وشك، حطي إيديكي على الترابيزة، إفتحي رجليكي شوية، ونزلي البنطلون حبة." رفعت حواجبي باستغراب، وهي زقتني جامد على الترابيزة ونزلتلي البنطلون بتاعي. أول ما نزلته، حطتلي إبرة طويلة، وده خلاني أصرخ شوية وأفرد ضهري كرد فعل. الممرضة رجعت هدومي لمكانها المريح وخلتني أمشي مع البنات التانيين اللي كانوا Already خدوا الحقن بتاعتهم.
      
      الكل خلص، واتقالنا نرجع نمشي ورا جونز تاني.
      
      "طيب يا بنات. وقت تخصيص الأسرّة بتاعتكم. لما تدخلوا الأوضة بتاعتكم، اسم عيلتكم مطبوع على طرف السرير."
      
      مشينا في الممرات، وهي نادت على أسماء البنات اللي هيدخلوا كل أوضة. راحوا للأسرّة بتاعتهم لحد ما وصلنا لآخر أوضة اللي كان فيها سريرين دورين على الجنبين. سبع بنات دخلوا الأوضة، وده خلاني أنا آخر واحدة. حسيت بذراع على كتفي، وجونز مسكتني وخلتني أقف.
      
      "أتوقع إنك تعزفي موسيقى حلوة أوي، وإلا هضطر أنا اللي أكسر غرورك بنفسي بكرة." قالتها بابتسامة سخرية على وشها. ابتسمتلها أنا كمان ابتسامة زيها بالظبط، وقررت إني أرد عليها بنفس أسلوبها.
      
      "يبقى هضطر أعزف وحش أوي، يا رقيب جونز." هي حاولت تكتم ضحكتها، وزقتني علشان أدخل مع باقي البنات، وده خلاني أحب المكان ده أوي. أنا مكنتش بتكلم بجد إني هعزف أي كلام بكرة، أنا هعزف أحسن حاجة عندي بكرة علشان أبهر الست دي وبس. بما إنها زقتني بالطريقة دي، أنا متأكدة إنها كانت بتغازلني. مدرسة القوات المسلحة للموسيقى (ASFM) شكلها هتكون مليانة أحداث.
      
      
      هاي. دي القصة التانية ليا. أتمنى تعجبكم زي ما عجبتكم قصتي التانية، فممكن تروحوا تشوفوها. أنا مش هبطل القصة الأولى وشغالة على الفصل الجاي. من فضلكم استمتعوا!
      
      
      

      Pages