موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      زواج العساكر | رواية ليزبيان

      زواج العساكر

      بقلم,

      ليزبيان

      مجانا

      أربع بنات أصحاب الروح بالروح، جستيس وسارة وكيت وإلسي، بيتخرجوا من الثانوي وبيقرروا يتجوزوا على طول. جستيس وسارة، اللي هينضموا للجيش زي أهاليهم، بيتجوزوا عشان يلحقوا يثبتوا حبهم وياخدوا لمراتهم الحقوق العسكرية قبل ما يسافروا للتدريب. كيت وإلسي هيدخلوا الجامعة وهما مستنيين زوجاتهم يخلصوا أول فترة تجنيد عشان ينقلوا يعيشوا معاهم. الرواية بتوضح قد إيه العلاقة دي قوية وقادرة تتحدى أي صعاب سواء كانت عنصرية أو كره للمثليين، أو حتى صعوبة الحياة في الجيش.

      جستيس

      سمرا وطويلة، حامية وصريحة، هتدخل الجيش في سلاح المهندسين.

      إلسي

      خطيبة جستيس، قصيرة وشعرها كيرلي نحاسي، بتخطط تكون ممرضة وتدخل الجامعة.

      سارة

      شقرا بشعر قصير، لعبت ملاكمة، قوية زي جستيس، برضه هتدخل الجيش في نفس السلاح.
      زواج العساكر | رواية ليزبيان
      صورة الكاتب

      "وبهذا، أحب أقول مبروك لخريجي دفعة 2024!" قال مدير المدرسة بصوت رزين. "أنتوا كدة اتخرجتوا رسمي!"
      
      وسط القبعات اللي بتطير في الهوا، أربع بنات بيدوروا على بعض بلهفة. حفل التخرج كان في ملعب الكورة، وفي الطرف البعيد تحت المرمى، سارة خدت خطيبتها كيت في حضنها، وصاحبتهم جستيس خدت خطيبتها إلسي في حضنها برضه. الأربعة دول كانوا ما بيتفارقوش سنين وهما بيدرسوا في شارلوت، مع إن كيت وإلسي كانوا متربيين سوا، وجستيس نقلت هناك قبلها بعشر سنين لما باباها طلع معاش من الجيش. آخر واحدة انضمت ليهم كانت سارة، اللي جت لما مامتها رجعت بيتها بعد ما باباها اتقتل وهو في الخدمة العسكرية.
      
      "عملناها يا صغننة،" جستيس شالت إلسي، اللي لفت رجليها بسرعة حوالين خصر الشابة صاحبة البشرة السمرا اللي كانت أطول منها بكتير. خصلات شعرها الكيرلي النحاسي نطت وهي بتلفها جستيس وبتبوسها بوسة عميقة. البعض من اللي بيتفرجوا بصوا للاتنين دول وبعدوا وشهم، مش حابين يشوفوا الثنائي المختلط الأعراق، والبعض الآخر كشروا شفايفهم لما شافوا بنتين بيبوسوا بعض، بس مافيش ولا واحدة فيهم اهتمت. قبضات جستيس كانت كفيلة إنها تتصرف مع ناس كتير قللوا من احترام علاقتهم، وفي المرحلة دي ماحدش تاني هيتكلم في أي حاجة.
      
      ماكانش فيه فرق طول كبير بين الاتنين التانيين، بس سارة وكيت لقوا نفسهم في بوسة بنفس الشغف خلت اللي حواليهم ضباب وهم غرقانين في بعض. زي جستيس وإلسي، ماحدش فيهم اهتم بالكارهين خلاص. سارة ممكن ما تكونش طويلة زي جستيس، بس الشقرا اللي شعرها قصير ومنكوش كانت بتلعب ملاكمة سنين، واتأكدت إن الناس تسكت عنهم برضه. وفعلاً، مناخيرها كانت فيها اعوجاج بسيط كدة لعدة شهور بسبب كسر ما اتجبّرش صح لما واحد حاول ياخد كيت منها في حفلة مرة واتقلبت خناقة. في الآخر صلحتها قبل حفلة التخرج عشان كيت تعرف تاخد الصور الحلوة اللي كانت عايزاها. "مش قادرة أستنى عشان أخليكي مراتي،" سارة همست وهما بيبعدوا عن بعض، ودموع الفرحة في عينيهم هما الاتنين.
      
      عينين كيت الخضر، اللي لايقين على شعرها الأحمر النحاسي بالظبط، هزت راسها وهي فرحانة. "أنا كمان مش قادرة أستنى!"
      
      الأصحاب دول كلهم كانوا بيواعدوا ناس تانية بشكل متقطع قبل ما جستيس تطلب من إلسي إنهم يتواعدوا. كيت اتضايقت، عشان هي كانت هتعمل نفس الشيء، بس سارة ساعتها طلبت من كيت إنهم يتواعدوا، وده طلع كويس. الأربعة دول لقوا إيقاعهم أخيرًا في الصيف اللي بين السنة التانية والتالتة ثانوي، والارتباطات دي لزقت خلاص. دلوقتي، ومع نهاية الثانوي، الثنائيين دول خططوا يتجوزوا بسرعة قبل ما جستيس وسارة يقدموا قسمهم وينضموا للجيش، زي ما آبائهم عملوا من سنين طويلة. جستيس عندها أخ بالفعل في القوات الجوية، بس هي هتدخل الجيش زي ما باباها عمل. سارة هتنضم معاها، وهما بيتمنوا يخدموا سوا لأطول فترة ممكنة.
      
      كيت وإلسي هينقلوا لشقة في رالي-دورهام عشان يروحوا جامعة UNC، وهما هيدخلوا الجامعة في الوقت اللي التانيين بيكونوا فيه في التجنيد. لو كانوا محظوظين، وده صعب التنبؤ بيه في التعيينات العسكرية، ممكن ينقلوا لأي مكان تكون فيه زوجاتهم متمركزة بمجرد ما يتخرجوا.
      
      في خلال دقايق من بداية احتفالهم الصغير، أهلهم كلهم اتلموا حواليهم، وبيشاركوهم الأحضان. كان فيه شوية مشاكل مع أهل إلسي بخصوص علاقتها من سنين، بس بالتدريج تقبلوا الأمر. جزء من ده كان بسبب بابا جستيس، كليف، وهو راجل ضخم لسه ماشي بوقفة عسكرية، قالهم بصراحة إنهم عنصريين ومتعصبين، وإن بنتهم هتكون مرحب بيها جداً في بيته مع بنته في أي وقت هي عايزاه.
      
      أهل إلسي ممكن يكونوا عملوها على نفسهم شوية، بس تقبلوا الأمر على مضض، وبعدين بقوا بيدعموا أكتر لما شافوا البنتين مبسوطين إزاي وهما مع بعض. ما ضرش موقفهم إن بنت صاحبتهم كانت بتتعامل مع حمل المراهقات، وهما عارفين إن ده مش هيحصل مع بنتهم.
      
      بس مع تقبّل كليف لعلاقتهم بدري، ما كانش مفاجئ إنه هو اللي يتكلم. "طب، بكرة اليوم الكبير. لسه هنروح نصور أوراق الجواز في وسط البلد؟"
      
      "أكيد طبعًا!" ردت جستيس. "هنجوز البنات دول ونخليهم بتوعنا خلاص!"
      
      كانت ليلة هادية، مع حفلة شواء كبيرة في بيت كليف، اللي عمل فيها برجر وهوتم دوج كتير. وبالرغم من إنها مش هتكون فرحة كبيرة، بما إنها هتكون اتنين صغيرين بس في مبنى البلدية، الأهل كلهم اتفقوا إنهم لازم ما يناموش سوا الليلة اللي قبلها عشان ده شؤم. ماحدش فيهم عجبته الفكرة دي، عشان وقتهم كان ثمين جداً. كان عندهم أسبوع واحد بس عشان يتجوزوا وينقلوا كيت وإلسي لشقتهم قبل ما جستيس وسارة لازم يروحوا عشان يقدموا قسمهم ويتجهوا لفورت ليونارد وود اللي في ميسوري. عادة، الاتنين كانوا هيروحوا فورت جاكسون عشان التدريب الأساسي، وده أقرب بكتير، بما إن القاعدة كانت يا دوب على الحدود في ساوث كارولينا. بس تخصص خدمتهم فيه تدريب بيتم في الغرب، عشان كده ده المكان اللي هما رايحينه.
      
      وده معناه إن كل ليلة يقدروا يقضوها سوا، يستمتعوا بصحبة زوجاتهم، كانوا عايزين يستغلوها. طبعًا، كل الأهالي كانوا عايزين نفس الشيء، يقضوا شوية وقت مع العيال اللي هتبدأ حياتها الجديدة، بس كانوا عارفين إنهم مش ممكن ياخدوا كتير من وقتهم. ليلة واحدة بس هي اللي ممكن يكونوا أنانيين كفاية عشان ياخدوها. وفي الموقف ده، الأهالي حققوا أمنيتهم، وكل واحدة قضت الليلة في بيتها قبل ما يتجوزوا.
      
      
      
      
      
      في الصباح اللي بعده، كلهم اتقابلوا في مبنى البلدية. جستيس وسارة كانوا لابسين بدل، وإلسي وكيت كانوا لابسين فساتين حلوة. كان فيه خطة إنهم يجددوا نذرهم (يمضوا على أوراق الجواز تاني) بمجرد ما فترة التجنيد الأولى تخلص والجامعة تنتهي، ويا رب يعرفوا ياخدوا وقت شهر عسل سوا، بس دلوقتي، الهدف كان إنهم يتجوزوا ويأكدوا حبهم لبعض. كمان ما كانش هيضر إن إلسي وكيت هيكونوا مؤهلين لاستحقاقات الجيش بمجرد ما الجواز يكتمل، وده اللي جستيس وسارة كانوا عايزينه احتياطي لو حصل الأسوأ ومارجعوش من جولة خدمتهم. سارة، اللي خسرت باباها بالطريقة دي، كان مهم ليها إنها تقدر توفر حاجة بسيطة لكيت في حالة أي طوارئ.
      
      ما كانتش مراسم طويلة، أقل من ساعة للفرحين، وكل الأهل كانوا بيعيطوا شوية في الآخر، في حين إن العرسان الجداد كانوا فرحانين جداً. لكونهم قريبين من بعض بالقدر ده، إنهم يتجوزوا جنب أعز أصحابهم من الستات اللي بيحبوهم كان حاجة يا دوب مصدقين إنها حصلت أخيراً.
      
      "عملناها يا بنتي!" صرخت جستيس وهي بتلف إلسي حوالين نفسها. "أنتِ مراتي دلوقتي!"
      
      "أيوه، عملناها!" وافقت إلسي، اللي قربت وباست مراتَها الجديدة وهي لسه مرفوعة. هي طولها 5'2" بس مقارنةً بطول جستيس اللي هو 5'11"، عشان كدة كانت محتاجة كل المساعدة اللي تقدر تاخدها!
      
      بمجرد ما التهاني من أهلهم خلصت، جه وقت الوداع اللي كان فيه دموع برضه. كيت وإلسي كانوا هياخدوا فصول صيفية في جامعة UNC، على أمل إنهم يتخرجوا بسرعة عشان يكونوا جاهزين إنهم ينقلوا بمجرد ما كيت وجستيس يكون عندهم فكرة أحسن عن المكان اللي هيتمركزوا فيه. ده معناه إنهم هينقلوا دلوقتي، وبعدين الاتنين التانيين هيروحوا لمدة العشر أسابيع بتوع التدريب الأساسي بتاعهم.
      
      كانوا عارفين إنهم ممكن ما يكونوش في نفس المكان خلال فترة تجنيدهم، بس هيعملوا أقصى ما عندهم عشان يتمركزوا سوا. إلسي وكيت الاتنين كانوا بيحاولوا يكونوا ممرضات، وهي وظيفة تسمح لهم يشتغلوا في أي مكان في العالم بما إن الناس شكلها مش هتبطل تعيا. معروف إن جوازات الجيش صعبة، بس كان عندهم خطة وكانوا متفائلين إن علاقتهم هتنجح. ياه، سارة خسرت باباها في الحرب، ومامة جستيس خانت سنين طويلة وكليف كان متمركز في الخارج، وسابته لما هو خلاص كان مستعد يطلع معاش. هما عارفين زي أي حد تاني إن إنهم يفضلوا متجوزين على المدى الطويل مش مضمون، بس كانوا مستعدين ياخدوا المخاطرة.
      
      بعد كام ساعة، كانوا في عربية إلسي "هوندا CRV"، والشنطة اللي ورا محملة بالهدوم. الشقة اللي إلسي وسارة هينقلوا ليها مفروشة بالكامل، زي معظم شقق الطلبة، عشان كدة ما كانوش محتاجين حاجات كتير غير هدومهم. ممكن يشتروا تلفزيون وهم هناك، وبعد كدة هيكونوا جاهزين. بس الشقة هتكون المكان اللي يهربوا ليه كام يوم، وبعد كدة كلهم ممكن يرجعوا البيت عشان حفل القسم.
      
      كانت زيارة حلوة ومرة في نفس الوقت، عشان كانت فرصة كويسة إنهم يكونوا سوا، بس كانوا عارفين برضه إن فيه ساعة بتعد بتقلل وقتهم سوا. بعد عشر أسابيع، هيكون فيه حفل تخرج قبل ما ياخدوا إجازة نهاية أسبوع، وبعد كدة يرجعوا فوراً لتدريب أكتر أو تعيين. البنتين بتوع الجيش هيدخلوا بنفس جدول التدريب، عشان كدة المفروض يكونوا سوا لفترة كويسة، ويا رب يفضلوا كدة.
      
      بابا سارة كان مهندس قتال، وكان اتقتل في الخدمة. بابا جستيس، كليف، قال لبنته أكتر من مرة إن مهندسي القتال دول أنقذوا حياته هو وعساكره. التأثيرات دي خلت من السهل على البنتين إنهم عايزين يتدربوا في التخصص ده. إنهم يضربوا ناس تانية بالنار ما كانش على رأس أولوياتهم، بالرغم من إنهم كانوا عارفين إن ده جزء من الشغل لو حصل تبادل لإطلاق نار، بس حماية زمايلهم العساكر كان طبيعي بالنسبة لهم، زي ما كانوا بيحموا زوجاتهم من المتنمرين في الثانوي بالظبط. فيه ستات قليلة في التخصص ده، بس كانوا مصممين ينجحوا فيه.
      
      "كدة كل حاجة؟" سألت جستيس البنات القصيرين بمجرد ما فضّوا العربية. الشقة ما كانتش حاجة كبيرة، يا دوب أوضتين نوم على جانبي مطبخ صغير وصالة معيشة مع بعض. بس هتشتغل عشان يكملوا بيها الجامعة، وده المهم. كانوا جايبين كل الهدوم اللي عرفوا يحطوها في العربية، بالرغم من إنها مش كل حاجة بيمتلكوها، بس كانت بداية كويسة. سارة وجستيس جابوا كام حاجة من حاجتهم بس، عشان تكون معاهم في زيارات صغيرة زي دي، بس معظم حاجاتهم هتفضل في البيت.
      
      "أظن كدة،" ردت سارة وهي بتسقط آخر صندوق. "مافيش حاجة باقية في العربية."
      
      "أنتِ جبتي كل حاجة يا روحي،" طمنت إلسي جستيس، وهي بتحضنها. "تعالي معايا بقى عشان ناخد دش!"
      
      كيت مسكت إيد سارة بما إن الثنائي التاني اختفوا في أوضة النوم. "يلا يا جندية. جه وقت إنك تعملي الواجب مع مراتك وتتمموا الجواز!"
      
      
      

      براءة مُهشّمة | حياة فتاه مع قسوه الأهل

      براءة مُهشّمة

      بقلم,

      اجتماعية

      مجانا

      حياتها عبارة عن جحيم بجد بسبب أهلها اللي بيعاملوها بمنتهى القسوة والضرب طول الوقت. بتبدأ يومها وهي جسمها متكسر وبتحاول تهرب منهم، لغاية ما بتكتشف إنهم ماتوا فجأة في حادثة إطلاق نار. الخبر ده بيخليها في حيرة بين إنها مبسوطة إنها ارتاحت منهم وبين إنها وحيدة وما لهاش أي حد. القصة بتتنقل ما بين قسوة حياتها في البيت ومحاولتها تدافع عن نفسها في المدرسة ضد المتنمرين.

      ڤايوليت

      بتعاني من عنف جسدي ونفسي فظيع من أهلها. بتحاول تبقى قوية وتدافع عن نفسها في المدرسة رغم الوجع اللي بتعيشه كل يوم.

      الأم والأب

      الأهل القساة لڤايوليت، بيعاملوها أسوأ معاملة، وبيضربوها باستمرار وحارميينها من أبسط حقوقها زي المية السخنة.

      كريس

      ناظر المدرسة، الوحيد اللي قريب من ڤايوليت ويعتبر شبه صديق أو أب بالنسبة لها، وهو اللي بيبلغها بالخبر الصادم.
      براءة مُهشّمة | حياة فتاه مع قسوه الأهل
      صورة الكاتب

      ڤايوليت:
      
      أول حاجة بحس بيها لما بصحى هي جسمي اللي وجعني من أمي وأبويا الغاليين. هما بجد بهدلوني، أنا متأكدة إن عندي تلات ضلوع مكسورة وجسمي كله كدمات.
      
      بسرعة بطفي منبه الساعة 5 الصبح قبل ما واحد من الوحوش "اللي هما أهلي" يسمع ويصحى. بقوم بالراحة من سريري اللي هو عبارة عن بطانية صغيرة ومخدة قديمة أوي على الأرض الساقعة الناشفة بتاعة البدروم، بروح ناحية كومة الهدوم الصغيرة اللي على الأرض وباخد بنطلون جينز وقميص وجاكت وكمان كام قطعة هدوم داخلية وبجري على سلم البدروم اللي بيزيق عشان أطلع البيت، وبعدين بجري على سلم تاني عشان أوصل للحمام اللي فوق.
      
      بحاول على قد ما أقدر إني أكون هادية وأنا بتحرك في البيت لأني عارفة إن لو صحيت الوحوش دول بأي شكل، هاخد علقة تانية ومش فاكرة جسمي يستحمل أكتر من واحدة في اليوم دلوقتي. بعد ما وصلت للحمام بنجاح، ببعد عن المراية وبقلع هدومي قبل ما أدخل الدش اللي مايته تلج، الوحوش دول بيقولوا إن واحدة ما تسواش، وبت زيي قبيحة ما ينفعش تاخد مية سخنة عشان كده بيطفوها.
      
      بعد ما بقف تحت الدش وبحاول أشيل أكبر كمية دم ممكنة، بطلع وبنشف نفسي، وبعدين بلبس هدومي، وبسرح شعري وبتأكد إن كل الكدمات متغطية بالمكياج وبنزل بسرعة تحت عشان أنضف كل قزايز البيرة وأعقاب السجاير من على ترابيزة القهوة المكسورة. ودي حاجة مالهاش لازمة بصراحة لأن البيت لسة ريحته مخدرات وكحول مع ريحة دم خفيفة، وأيوة ده دمي أنا. الحاجة اللي المفروض أعملها قبل ما يصحوا هي إني أعمل لهم فطار، هما ناس كبيرة ومحتاجة إيه، طب إزاي بنتهم اللي عندها 15 سنة هي اللي بتعمل لهم أكل. بعمل لهم فطار بسيط – صباعين سوسيس وبيض مخفوق لكل واحد.
      
      وأنا لسة بحط الأكل في الأطباق وبحطهم على الرخامة، بسمعهم وهما ماشيين قريب من المطبخ، ببص في الساعة وبلاقي إني المفروض أكون طلعت من الباب دلوقتي. بجري بسرعة ناحية الشنطة بتاعتي اللي ساندة على الحيطة، بحاول أمسك شنطتي وأمشي بس بيتشد شعري لورا وبتخبط جامد في الأرض.
      
      "إيه اللي بتعمليه ده؟" أمي العزيزة بتصوت في وشي، ما بردش عشان دي واحدة من القواعد – ما تتكلميش غير لما حد يكلمك، أو في حالتي، الأحسن ما تتكلميش خالص.
      
      ده تقريباً خلا أهلي العظماء يتعصبوا أكتر لأن فجأة، راسي بتتخبط في الأرض تاني وبتجيلّي ركلات في ضلوعي وبطني، بحاول ما اطلعش أي صوت بس بطريقة ما كل ضربة بتيجي على ضلوعي وبطني بتكون على كدمة، وده بيخلي الموضوع أصعب بكتير وكل ما يضربوني بطلع آهة خفيفة.
      
      "أمك سألتك سؤال" أبويا بيزعق. بقرر يمكن لازم أتكلم، فبحاول أطلع كلام بسرعة ما يخليهمش يتعصبوا أكتر.
      
      "كنت بس همشي عشان المدرسة" بقولها ببراءة وتوسل على قد ما أقدر. شكلهم غضبانين بس برضه عايزين أكون بعيدة عنهم، فيا رب يسيبوني أمشي.
      
      "طب يالا اتحركي يا سافلة وروحي، مش عايزين مكالمة تانية من الناظر مش كده؟" الأم بتقول بنبرة يا سلام إحنا حنينين ومهتمين أوي. خد بالك من التهكم.
      
      بهز راسي، وبقوم بسرعة عشان أقف بس بتتشد جامد تاني لورا بسبب ركلة في ضهري. ببص ورايا بلاقي أبويا واقف وبيبتسملي باستهزاء وهو باصص لي من فوق لتحت.
      
      عارفة إيه اللي هيحصل بعد كده من كتر الخبرات اللي فاتت، بتكعور على نفسي وبحاول أروح مكان تاني في دماغي، وبستعد إني أتوجع أكتر.
      
      ده ما بيوقفش أي حاجة خالص، لسة بحس بكل مرة بيضربني فيها، لسة بسمع كل كلام مهين بيقوله بين الركلات دي. لسة بطريقة ما بعد كام ركلة باخدها وفين بالظبط عشان أقدر أشوف فيه دم ولا لأ بعد كده، ودي حاجة اتعلمت أعملها وأنا بكبر.
      
      بعد عشرين ركلة زيادة في ضهري، بيسيبني على الأرض، إحنا الاتنين بننهج. ما بضيعش ثانية وبطلع من البيت، بتجاهل كل الوجع اللي أنا متعودة أحس بيه. بمسك شنطتي اللي لسة ساندة على الحيطة ما حدش لمسها وببدأ المشي اللي هياخد 20 دقيقة لجهنمي التاني، اللي هو المدرسة الثانوية.
      
      
      
      
      -----
      
      
      وصلت أخيرًا للمدرسة، وشايفة كام مراهق بره بيتكلموا مع أصحابهم أو مستنيينهم ييجوا المدرسة، كل واحد معاه شخص واحد على الأقل. أنا بقى بحاول أندمج وأشد الكاب بتاعي أكتر عشان يغطي وشي ورقبتي، ورايحة على الدولاب بتاعي من غير ما أخبط في حد من اللي بيتنمروا عليا، ودول تقريباً معظم الناس المشهورة.
      
      بعد ما وصلت لدولابي بنجاح، بحاول أفتحه، بس جسمي كله بيتزق فيه. بحس إن الناس في الطرقة بتبص ناحيتي وبعدين بسمع الصوت اللي دايماً بيعمل يومي. (خد بالك من التهكم).
      
      "شوفوا مين هنا، الآنسة الصغيرة الخاسرة اللي ما ليهاش بيت!" بريتاني – الساقطة بتاعة المدرسة – بتقول كده في الوقت اللي التلاتة اللي بيمشوا وراها بيبدأوا يضحكوا، أنا بسكت، أنا عادة ما بتكلمش لحد ما هي تعمل حاجة وحشة بجد، وكمان بيكون ممتع لما تتعصب أوي إني ما بردش زي أي حد تاني بيكلمها.
      
      "اتكلمي معايا يا حقيرة يا سافلة!" بريتاني بتزعق، وبتحاول تضربني، بمسك إيديها وبزقها لورا شوية، بعدها بتحاول تضربني بونية بس قبل ما تقدر، بكون أنا موقعاها على الأرض وبضربها بونيتين جامدين، واحدة في مناخيرها والتانية في عينيها.
      
      يا دوب ضربتها للمرة التانية، الجرس بيرن عشان يدي إشارة للحصة الأولى، بقوم وبجيب كتبي بسرعة من دولابي وبروح على أول حصة من غير ما أبص ورايا.
      
      بقعد في مكاني ورا جنب الشباك، مش مركزة، شايفه إن الحصص دي مملة وسهلة أوي. في نص الحصة بريتاني والتلاتة اللي وراها بيدخلوا الفصل، بريتاني مناخيرها بتنزف ووشها فيه كدمة صغيرة جنب عينيها، وهي بتبص لي بنظرة موت، أنا ببتسم من جوايا لما بشوف الضرر اللي عملته فيها بضربتين بس.
      
      بعد عشر دقايق في الحصة التانية، طلبوني لمكتب الناظر وده ما كانش مفاجأة باللي عملته في بريتاني، كنت مستنية إنه يطلبني عشان يعمل "دردشة" صغيرة عن اللوك الجديد بتاع بريتاني.
      
      دخلت المكتب، باب الناظر كان مفتوح بالفعل، فدخلت على طول. أنا باجي هنا كتير بسبب إني برد على المدرسين أو بعمل حاجات زي اللي حصل لبريتاني، وده مش بيحصل كتير أوي، يمكن مرة كل أسبوعين.
      
      وأنا داخلة شفت كريس أو الأستاذ مور قاعد على مكتبه، شكله حزين شوية وده لفت انتباهي فوراً. هو عادة بيكون شكله يا إما متضايق يا إما مبسوط، فده كان مختلف تماماً. ما شفتش ظابطين الشرطة اللي واقفين جنب الحيطة ولا الست اللي واقفة جنبهم. قعدت على الكرسي وبصيت لكريس شوية قبل ما أقرر أتكلم.
      
      "لو الموضوع ده على وش بريتاني فمش غلطتي، بس هي تستاهل، أنا كنت بدافع عن نفسي، هي زقتني في دولاب وبعدين حاولت تضربني!" بقول الكلام ده وأنا بعمل حركات بسيطة بإيدي، كريس هو الشخص الوحيد اللي ممكن يكون قريب من صديق أو حتى بمثابة أب، أب أنا ما عرفتوش خالص بس يالا برضه يعتبر أب.
      
      بيضحك ضحكة صغيرة وهو باصص لتحت تاني بعد ما بصلي، بيقول "لأ" بسرعة بعد كده وفجأة بيبقى جدي أكتر، بحاول أفتكر أي حاجة تانية عملتها عشان تخليه جدي كده بس ما بيجيش في بالي أي حاجة.
      
      "إممم، ڤايوليت، أهلك، أهلك اتضربوا بالنار في الشارع في إطلاق نار وهم ماشيين بالعربية" كريس بيقولها وهو باين عليه الأسف أوي، بيبص لتحت شوية وبعدين بيبص لي وهو بيقولها. ودي عادة عصبية أنا لاحظتها عليه.
      
      أنا قاعدة بس عشان أستوعب الكلام، بعد دقيقتين بالظبط الكلام استوعبته أخيراً ومش عارفة أحس بإيه، يعني المفروض أكون مبسوطة إنهم خلاص راحوا عشان كده مش هضطر أراعيهم، بس برضه مش هيكون عندي مكان أنام فيه، يعني ما ليش حد تاني، هما كانوا كل اللي عندي.
      
      بعد ما قعدت كده في صمت لمدة خمس دقايق، كريس بيقول إن الظباط اللي ورايا هياخدوني البيت عشان أجيب كام حاجة وبعدين على القسم عشان يشوفوا لو عندي حد مستعد ياخدني.
      
      بدل ما أقول أي حاجة بهز راسي بالراحة وأنا تايهة في أفكاري، ماشية ورا الظباط على عمايا ومش مركزة.
      
      
      

      خادمة القصر | رواية بنت أنغولا

      خادمة القصر

      بقلم,

      تاريخية

      مجانا

      بنت غلبانة من أنغولا، كانت عايشة هي وعيلتها في فقر مدقع. عشان هي الكبيرة، قررت تسيب بلدها وتشتغل خادمة في قصر في إنجلترا عشان تبعتلهم فلوس يعيشوا بكرامة وميجوعوش. بتشوف في القصر عالم جديد خالص ومليان فخامة، بس شغل الخدمة ده صعب ومليان قواعد صارمة، خصوصًا إنها هتشتغل في الجزء بتاع العيلة المالكة. هدفها الوحيد إنها تبقى مطيعة عشان تحافظ على شغلها وعلى أمان عيلتها اللي سايباهم وراها.

      آكيا بوحاري

      بنت جميلة وبريئة من عيلة فقيرة، ضحّت وسافرت عشان تشتغل وتصرف على أهلها وأخواتها الستة. هدفها الأمان والطاعة.

      السيد والسيدة بوحاري

      أهل آكيا الغلابة، رفضوا يبيعوا بنتهم للزواج عشان مؤمنين إن الحب والسعادة أهم من الفلوس.

      ليدي أدورن

      رئيسة الخدم في القصر، ست كبيرة صارمة بس بتساعد، وهي اللي بتوزع الشغل وبتديهم القواعد، وهي المسؤولة المباشرة عن آكيا.
      خادمة القصر | رواية بنت أنغولا
      صورة الكاتب

      آكيا بوحاري؛ خادمة سابقة كانت عايشة في بلد في أفريقيا اسمها أنغولا. أمها وأبوها كانوا ناس غلابة قوي، عايشين في كوخ صغير معاهم ست عيال ومش لاقيين غير عيش قديم ياكلهم.
      
      بما إنها كانت الأكبر، آكيا كان لازم تساعد وتجيب فلوس وأكل. عادةً، الطريقة الوحيدة اللي تجيب مبلغ كويس لعيلة كبيرة زي دي كانت إنها تشتغل "ست ليل" أو خادمة عند الملوك.
      
      آكيا كانت جميلة؛ بشرتها السمرا الناعمة، عينيها البني الفاتح، شعرها الكيرلي المايل للحمار اللي نازل على ضهرها، سنانها البيضا اللي زي اللؤلؤ، جسمها المتناسق زي الساعة الرملية، ورجليها الطويلة اللي كانت تخلي كل رجالة قريتها يسيبوا شغلهم عشان يبصوا عليها وهي ماشية. كل راجل كان بيحلم يتجوز آكيا. كام واحد كمان راحوا لأبوها وعرضوا عليه فلوس وحاجات تساعد العيلة الكبيرة دي تعيش.
      
      بس الأستاذ بوحاري رفض العروض دي. أهلها دايماً يقولوا إن الحب والسعادة هم أهم حاجة في الدنيا. عارفين إن بنتهم تتجوز لراجل عجوز هي مش بتحبه ولا هتعيش معاه سعيدة دي فكرة وحشة قوي وهتفضل تطاردهم طول عمرهم.
      
      في الوقت ده، آكيا كانت ممتنة لمعتقدات أهلها، بس كانت زعلانة وحاسة إنها عبء عليهم. أهلها كانوا شغالين في أرضهم اللي بالعافية بتطلع زرع. وهي آكيا قاعدة في البيت بتخلي بالها من أخواتها الصغيرين اللي بيلعبوا ومبسوطين.
      
      هي كانت معجبة بيهم. شايفاهم مش شايلين هم على وشهم كل يوم عشان نقص الأكل اللي بياخدوه في كل وجبة. أخواتها كانوا لسه صغيرين قوي ومش فاهمين إيه المشكلة. ودي حاجة عجبت آكيا؛ إنهم كل اللي هاممهم إن عيلتهم تكون جنبهم أهم من الفلوس والكوخ الحلو.
      
      عشان كده آكيا بقت خادمة سابقة. سافرت في نفس اليوم اللي وصلت فيه شحنة إنجليز لأنغولا عشان ياخدوا بضاعة وخدم. آكيا ودّعت أهلها وأخواتها قبل ما تركب السفينة الكبيرة مع شباب تانيين من سنها بيدوروا على شغل وفلوس عشان يصرفوا على عائلاتهم.
      
      آكيا بصت وهي السفينة الكبيرة بتخترق المية السريعة. من بعيد، كانت شايفة الأرض الخضرا والقلعة الكبيرة اللي ملكها الجديد عايش فيها.
      
      ابتسمت. كانت متحمسة لبيتها الجديد والمزايا اللي هتعود على عيلتها لما تبعتلهم فلوسها.
      
      "انزلوا من السفينة!" راجل ضخم بعين واحدة صرخ. الخدم الجداد، بما فيهم آكيا، مسكوا حاجاتهم ونزلوا من السفينة القديمة اللي ريحتها وحشة واللي سافروا فيها أربع أيام.
      
      آكيا نزلت من السفينة وهي مبتسمة ابتسامة كبيرة، وإيديها حافية بتلمس النجيلة الناعمة بتاعت إنجلترا. الهوا كان دافي ومغيم، وده خلى الطريق في الغابة شكله غامض أكتر.
      
      "امشوا ورا الطريق!" نفس الراجل صرخ.
      
      الكل عمل زي ما قال ومشيوا ورا الطريق الترابي اللي كان غريب على رجليهم الحافية.
      
      آكيا رفعت الفستان اللي الرجالة في السفينة ادوهولها عشان تبقى شكلها ماشي مع المكان. كل واحد كان لابس هدوم من بيتهم الجديد، ما كانتش أحسن حاجة بس كانت كويسة وتدفيهم وتسترهم.
      
      آكيا مشيت أبعد على الطريق الترابي عشان تشوف القلعة. آكيا شهقت من المنظر الجميل؛ أول حاجة ظهرت كانت نافورة كبيرة من الحجر وميتها زي الكريستال. النجيلة كانت خضرا فاتحة وحواليها شجر ورد على الأطراف. طيور البجع قاعدة على النجيلة؛ مستريحة ومستمتعة بالشمس.
      
      الخدم الإنجليز كانوا بيتفرجوا على الناس الجداد وهم داخلين القلعة ورايحين على الجزء اللي ورا، اللي هو سكن الخدم.
      
      "هتناموا هنا." قالت سيدة كبيرة في السن بلهجتها الإنجليزية. شعرها الأشقر كان مربوط بإحكام، والفستان بتاعها كان آخره عند الكاحل؛ مبين البوت الجلد بتاعها اللي معمول عشان المشي مسافات طويلة والشغل في المطبخ.
      
      "أنا ليدي أدورن. أنا هكون رئيسة الخدم بتاعتكم، يعني أي مشكلة أو حاجة قلقاكم، تعالوا لي أنا. أنا متأكدة إني هساعد. في قواعد لازم تمشوا عليها في القلعة." ليدي أدورن بصت على مجموعة الخدم الكبيرة. وقتها لمحِت آكيا البريئة. جمالها كان باين قوي في وسط الزحمة، وبراءتها كانت ظاهرة من عينيها. بتشد الناس بسهولة.
      
      ليدي أدورن حولت نظرها وكملت تبص على الناس. "القاعدة الأولى: ممنوع السرقة، وممكن تدفعوا تمنها إيديكوا أو حياتكم. القاعدة الثانية: لازم تنحنوا دايماً لما تسلموا على الملك، رجالة الملك والأميرة؛ أخت الملك الأصغر. القاعدة الثالثة..." عينيها راحت لآكيا كأنها هتكلمها هي بس. "ممنوع يكون فيه أي علاقات مع أي حد من المستويات العالية في القلعة، ولو حصل هيكون فيه عواقب."
      
      آكيا تجاهلت الكلام ده في سرها. آكيا ما عندهاش أي اهتمام إنها تدخل في علاقات مع أي حد وهي هنا. كل اللي بتفكر فيه هو عائلتها.
      
      "كده كفاية... دلوقتي. حطوا حاجاتكم وانضموا لصف مستقيم. السيدات على الشمال والرجالة على اليمين. بسرعة."
      
      الكل اتجه بسرعة للأسِرَّة اللي فوق بعض. آكيا حطت شنطتها على السرير اللي تحت، عشان هي بتخاف من الأماكن العالية وبتوقع دايماً من السرير. بعد كده، هي بسرعة وقفت ورا واحدة شابة أقصر منها شوية، بس شكلها في نفس سنها.
      
      
      
      
      
      
      
      "أنا اللي هختار شغل كل واحدة فيكم." قالت ليدي أدورن. "كل الرجالة هيشتغلوا في الجناين والإسطبلات. لورد بيشوب هياخدكم هناك."
      
      الرجالة مشيوا ورا راجل عجوز ملتحي وخرجوا بره. ليدي أدورن بصت على الستات الصغيرين.
      
      "كـ سيدات، هتشتغلوا في كذا مكان. المطبخ، التقديم، الخدمة، العناية بالأطفال، الجناين، ولو كنتوا محظوظين؛ ممكن تبقوا الخادمة الخاصة للأميرة، لو هي اختارتك. أنا هختار مكان شغل كل واحدة بالاسم." ليدي أدورن طلعت ورقة قديمة كلها أسماء مكتوبة بخط اليد. "لما أنادي اسمك، اطلعي على جنب."
      
      "إيبيل؛ مطبخ." ست في نص العمر كانت واقفة جنب آكيا مشيت للزاوية، بعيد عن الصف. "أمارا؛ خدمة." الست الشابة اللي كانت بعدها بـ اتنين طلعت من الصف.
      
      خد الموضوع عشر أسماء كمان لحد ما آكيا عرفت إيه الشغلانة اللي هتعملها تقريباً طول حياتها.
      
      "آكيا؛ تنظيف."
      
      آكيا طلعت من الصف وراحت للناس التانيين وهم مستنيين بهدوء أي تعليمات تانية.
      
      ليدي أدورن خلصت أخيراً. طبّقت الورقة وبصت على السيدات. "لو كنتوا في مجموعة التنظيف، تعالوا معايا. الباقيين استنوا التعليمات بتاعتكم."
      
      سبع سيدات، منهم آكيا، طلعوا من المجموعة ومشوا ورا ليدي أدورن.
      
      "قبل ما نكمل، لازم نديكم الهدوم المناسبة وننضّفكم."
      
      مشوا لمنطقة تانية فيها أحواض كبيرة على الأرض مليانة ماية نضيفة.
      
      "هتستحموا هنا. فيه هدوم جنب كل حوض وممكن اتنين يدخلوا في الحوض الواحد. ما تقلقوش، الرجالة بيستحموا في منطقة تانية خالص."
      
      آكيا خدت نفس براحة.
      
      "يلا بسرعة اغسلوا نفسكم. الصابون موجود في كل هدوم. تأكدوا إنكم تحافظوا على الهدوم دي لحد ما نساعدكم في هدوم تانية." ليدي أدورن مشيت ناحية المخرج. "وأنتم بتغسلوا، إحنا هنساعدكم في الهدوم والجزَم. معاكم عشر دقايق." ليدي أدورن طلعت من الأوضة والباب اتقفل وراها.
      
      الست ستات بدأوا يقلعوا هدومهم ويدخلوا الحوض، وآكيا قلعت فستانها وهي متوترة. أول ما بقت عريانة، آكيا دخلت بحذر في حوض دافي.
      
      بعد ما استحموا ولبسوا الهدوم المناسبة؛ ليدي أدورن خدت السبع ستات للقلعة وهم بيتفرجوا بذهول على المكان اللي حواليهم.
      
      الرسومات مغطية كل ممر، والتماثيل في كل زاوية. الشبابيك الكبيرة بتدخل النور من بره وده خلى جوه القلعة أجمل وأجمل.
      
      آكيا كانت معجبة بكل عمل فني. لحد ما ليدي أدورن خلتهم يدخلوا في أوضة مقشة كبيرة مليانة تراب.
      
      "هنا هتجيبوا العدة بتاعتكم. كل واحدة فيكم هيكون ليها ممر تنضّفه وسراير تروّقها. أنا هوزّع عليكم الممرات." ليدي أدورن بصت لآكيا مباشرة بنظرة تحذير. "دايماً اسمعوا كلام العائلة المالكة. مهما طلبوا منكم؛ اعملوه."
      
      "ديدي وبيشنس هياخدوا ممر الضيوف والأوض بتاعته. سوباريا ورودو هياخدوا ممر الحرس والأوض بتاعته. شينا ورايتشل هياخدوا ممر مجلس الوزراء والأوض بتاعته. آكيا، إنتي هتكوني معايا في ممر العائلة المالكة والأوض بتاعتهم. كلكم هتبدأوا شغل الليلة دي بعد ما أوريكم المكان كله. دلوقتي، امشوا ورايا على المطبخ، عشان تتغدوا."
      
      ليدي أدورن طلعت من أوضة المقشة الأول والكل مشي وراها؛ وبكده آكيا كانت آخر واحدة بتطلع وبتقفل الباب الخشب.
      
      "كلكم هتصحوا مع شروق الشمس وهتناموا مع غروب الشمس. أنا بنصحكم تستحموا بالليل وتجهزوا هدومكم. لو ما كنتوش في الممرات المخصصة لكم بالظبط مع شروق الشمس، هتتعاقبوا. فيه أي أسئلة قبل ما نكمل؟" ليدي أدورن بصت على المجموعة الصغيرة.
      
      محدش تجرأ يتكلم.
      
      ليدي أدورن كملت؛ وورّتهم المطبخ، أوضة الأكل، أوضة الحفلات اللي لازم كلهم ينضّفوها من وقت للتاني، والممرات اللي اتخصصت لكل واحدة فيهم.
      
      طول الوقت آكيا كانت مبتسمة وهي بتفكر في عيلتها والمنافع اللي هتيجي عليهم. أخواتها مش هيجوعوا تاني، وأهلها مش هيشتغلوا زي البهائم تاني. هيعيشوا أحسن؛ هيكون عندهم هدوم أحسن، أكل أحسن، وكوخ أكبر.
      
      السفر لإنجلترا كان أحسن حاجة آكيا ممكن تعملها لعيلتها. السنين اللي آكيا هتقضيها في القلعة دي هتكون عظيمة وتستاهل.
      
      هي صلّت إن مفيش حاجة وحشة تحصل لعيلتها ولا ليها هي شخصياً طول الفترة دي، والسبيل الوحيد عشان تكون في أمان هو إنها تطيع كل القوانين. إنها تكون مطيعة هو خيارها الأول...
      
      
      

      Pages