موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      جنّة كوريا | قلب جديد يتوه في سيول

      جنّة كوريا

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      لقت أحسن شغل في سيول وهتشتغل مساعدة لأعلى مدير بياخد مرتب هناك. سابت أهلها وحياتها في أمريكا عشان تحقق حلمها ده، ورغم إنها خايفة شوية من السفر لوحدها، بس متحمسة تبدأ حياتها الجديدة في كوريا وتشوف الثقافة المختلفة. بتقابل شاب وسيم ولطيف في الطيارة بيساعدها تخرج من خوفها من الطيران، وأول ما بتوصل بيستقبلها مساعد المدير اللي بيوريها مكتبها الفخم وشغلها اللي واضح إنه مهم جداً.

      ديريك

      شاب آسيوي وسيم ومرح، قابلته البطلة في الطيارة، لطيف جداً وعلمها أساسيات اللغة الكورية.

      سام

      مساعد المدير وأخوه، شخص عملي ولطيف، بيتكلم إنجليزي ممتاز، ومسؤول عن ترتيب كل حاجة للبطلة قبل وصولها.

      سيهون

      المدير الأعلى أجراً في سيول (لم يظهر بعد)، طلباته صارمة وواضح إنه شخصية مهمة جداً ومحترف.
      جنّة كوريا | قلب جديد يتوه في سيول
      صورة الكاتب

      أنا اتقبلت في الشغل! أنا اتقبلت في الشغل!
      
      مش مصدقة إني لقيت الشغل. قَروا جواباتي وقرروا يشغلوني.
      
      إني أشتغل مساعدة لأعلى مدير بياخد مرتب في سيول كان ده بالظبط اللي كنت بتخيله كل يوم طول الأسابيع اللي فاتت بعد ما قدمت على الإنترنت. إني يكون عندي خطة بديلة كان دايماً في دماغي. بس برضه كان لازم أبقى فاتحة مخي إني أروح لأعلى من كده في حياتي. السما كانت هي الحدود بالنسبة لي، فقولت ليه ما أقدمش على الوظيفة دي. طبعاً، ولا حاجة من دي كانت ممكن تحصل لولا إن أمي كانت في صفي وبتشجعني أحقق الهدف ده السنة دي.
      
      حتى لما أبويا كان عايش، أمي كانت دايماً أكتر واحدة بتدعمني؛ كنا دايماً إحنا الاتنين لوحدنا في وش الدنيا كلها. قلبي اتكسر لما اتقتل وهو في الجيش. وقتها، كان عندي اتناشر سنة، عشان كده أنا وأمي قَرَّبنا من بعض أكتر وبقينا عايزين نعمل رابطة شبه اللي كانت بيني وبين أبويا.
      
      ابتسمت بحماس وأنا بقوم من على مكتب الكمبيوتر بتاعي ومسكت تليفوني من على السرير عشان أكلم أمي. أمي بتشتغل شفت اتناشر ساعة، عشان كده مش بلومها على قد إيه هي أكيد تعبانة من إنها بتساعد وبترعى المرضى في المستشفى. عشان كده لما ردت، صوتها كان باين عليه إنه عايز ينام.
      
      صوتها اتغير من إنه كان عايز ينام لهتافات فرحة لما قلتلها إني اتقبلت. مجرد إني سمعت حماسها في التليفون خلاني أنط وأتنطط من الفرحة.
      
      الفرحة الجامدة دي هديت لما بدأت تسألني أسئلة عن الشغل. طبعاً، هي ما عجبهاش فكرة إني هكون في كوريا الجنوبية وإني لازم أسافر بكرة الصبح طيارة. أنا كمان ما كانش عاجبني، بس إحنا الاتنين كنا عارفين إن ده حاجة أنا مستنياها بقالي كتير.
      
      في الأول، ما كنتش فاكرة إنهم هيقبلوني عشان أنا لوني مختلف وجاية من أمريكا. أمي اضطرت تفكرني في التليفون إن كل حاجة ممكنة وإني ما أقللش من نفسي عشان عرقي. حتى إنها قالت إن أبويا هيكون فخور بيا قد إيه إني جبت الشغل ده، وده دفَّى قلبي. قبل ما نقفل التليفون، قلنا تصبح على خير لبعض ودعينا زي ما بنعمل كل ليلة. غسلت سناني ووشي وأخدت دُش. بعد كده، لميت كل هدومي وجهزت كل حاجة للصبح، ودخلت في نوم عميق.
      
      صحيت على صوت المنبه وهو بيرن وقمت من السرير. كل يوم لما بصحى، لازم أشغل مزيكا بصوت عالي عشان تبدأ يومي، عشان بصراحة المزيكا بتخلي كل حاجة أحسن.
      
      وصلت تليفوني بالبلوتوث، وأغنية لـ "ساد" بدأت تشتغل من السماعة بتاعتي. بابتسامة، كنت بتحرك مع الإيقاع وبغني الكلمات وأنا بغسل سناني.
      
      أول ما خلصت غسيل وشي، سويت الباروكة السودا بتاعتي وعملت تمويجات خفيفة في الأطراف. طلعت من الحمام عشان ألبس لبس اليوم، اللي كان بلوفر بكم طويل أبيض مع بنطلون رياضي رمادي وكوتشي أبيض. سخنت البيض بتاعي وعملت لنفسي كوباية عصير فواكه استوائية. بعد ما فطرت، دخلت أوضة أمي وشفتها نايمة. هي بقالها فترة بتشتغل جامد، وأنا عارفة قد إيه هي تعبانة، فعشان كده ما رضيتش أصحّيها. بهدوء، رحت جنبها وبوستها على جبهتها قبل ما أخرج من الباب ومعايا كل الشنط بتاعتي.
      
      الأوبر بتاعي كان بالفعل بره الشقة مستنيني، نزل من العربية ومسك الشنط بتاعتي وحطها ورا. دخلت العربية وهو ساق في الطريق للمطار. علَّى الراديو وبدأ يهز راسه مع الإيقاع.
      
      الطريق للمطار كان سالك رغم إن كان فيه زحمة لوس أنجلوس المعتادة، بس الرحلة كانت كويسة. اديت سواق الأوبر خمس نجوم وإحنا قربنا نوصل المطار.
      
      "أهو أنا وصلت مطار لوس أنجلوس الدولي."
      
      قلت لنفسي وأنا ببص على الزحمة والناس الأجانب. أول ما الأمن خلص تفتيش الشنطة وكل حاجتي، قعدت على كرسي عشان ألبس الشوز بتاعي. في نص ما أنا بعمل كده، تليفوني رن وكان في مكالمة من أمي. رديت على طول وسمعت صوتها في الخط.
      
      الساعة تسعة وربع كان وقت بدري، بس برضه ده الوقت اللي هي بتصحى فيه عشان تروح الشغل. بدأنا نتكلم قد إيه هنوحش بعض وأنا رايحة منطقة الانتظار عشان أسمع ميعاد الرحلة بتاعتي. قبل ما نقفل التليفون، أمي فكرتني قد إيه أبويا كان هيكون فخور بيا لو كان هنا، وده خلاني أدمع. ما فيش زي حب الأم اللي بيخليك تحس إنك أحسن. قعدت على الكرسي في صمت بفكر قد إيه الحياة هتكون مختلفة من دلوقتي. مجرد إني هعيش في مكان جديد كان حماس، بس برضه كان خوف. كنت قلقانة عشان دي هتكون أول مرة أطلع فيها بره البلد لوحدي، بس كنت متحمسة عشان الثقافة والحاجات اللي هشوفها وأنا شخص بالغ في كوريا الجنوبية. أفكاري اتقطعت بصوت تليفوني وهو بيرن تاني، بصيت على اللي بيتصل ولقيت إنها أعز صاحبتي أماندا.
      
      رغم إني قلتلها إني قدمت على الشغل وإنه هيكون في كوريا الجنوبية، نسيت أقولها إني اتقبلت. رديت على التليفون ورحبت بيها بسعادة، بس قبل ما أسألها عاملة إيه، سألتني ليه ما قلتلهاش إني جبت الشغل.
      
      بفضول، سألتها عرفت إزاي، وأماندا قالت إن أمي قالتلها الصبح. أمي طلعت أم بجد، عشان الأمهات بيقولوا لكل الناس على إنجازات ولادهم.
      
      كأنها طريقة تانية عشان يبينوا قد إيه بيحبوك.
      
      "يا ساتر، الست دي مش بتقدر تمسك نفسها خالص،" قلت وأنا بهز راسي.
      
      "أنا كمان ما كنتش هعرف أعمل كده. إنتي جبتي شغل جامد، بس ده في كوريا. هتوحشيني أوي ومش هشوفك حواليا." قالت، وده خلاني أبتسم.
      
      ما عرفناش نتكلم كتير عشان الميكروفون نده رقم الرحلة بتاعتي، بس هي كانت لسه بتكلمني في التليفون وأنا رايحة للصف بسرعة.
      
      أماندا كملت كلام في التليفون. "إنتي عارفة إنك لازم تظبطيني مع كام واحد حلو هناك، صح؟ إنتي عارفة كده، مش كده؟"
      
      أماندا دي صاحبتي من زمان من أيام الإعدادية. أهالينا كانوا يعرفوا بعض، عشان كده هي كانت معايا لما أبويا مات. كنا شغالين في نفس الشغل، بس على مر السنين بدأت أشتغل شغلانتين عشان كده ما كانتش بتشوفني زي الأول. بس هي تفهمت إني كنت بعمل كده عشان أمي.
      
      وأنا واقفة في الصف، الميكروفون نده رقم الرحلة بتاعتي تاني، وأماندا سمعته في التليفون، وده كان الإشارة لينا إننا ننهي الكلام اللي كنا فيه. بعد ما قلنا لبعض مع السلامة، كان فيه اتنين بس قدامي. ابتسمت في سري عشان مش هضطر أستنى في الصف كتير.
      
      أول ما طلعت الطيارة ودخلت. عيني مسحت كل كرسي وأنا ماشية عشان أدور على رقمي. لما لقيته، قعدت وحطيت شنطتي على الكرسي اللي جنبي. أخدت نفس عميق، وبصيت من الشباك بفكر في لوس أنجلوس وقد إيه المكان ده هيوحشني. عيني كانت هتغمض لحد ما صوت قطع عليا.
      
      "الكرسي ده فاضي؟" سأل راجل آسيوي طويل، كان لابس تي شيرت أسود وجينز أزرق غامق باهت. كان وسيم ومن شكل دراعاته، كنت عارفة إنه بيروح الجيم كتير. ابتسم لي وهو مستني إجابة.
      
      "لأ، ممكن تقعد." شلت شنطتي من على الكرسي عشان يقعد. بعد لحظة صمت بينا، قرر يبدأ معايا كلام.
      
      "عمرك رُحتي كوريا قبل كده؟"
      
      بصيت عليه، شفت ملامحه أكتر. شعره الغامق كان مسرَّح لورا، بس فيه كام خصلة كانت على وشه. كل ما يبتسم، عظمة خده بتطلع والغمزات الخفيفة بتاعته بتبان.
      
      "لأ، دي أول مرة ليا. إنت؟" عشان أبقى لطيفة، كنت عايزة أطوّل الكلام معاه وأديله كل انتباهي.
      
      "آه، أنا رُحت."
      
      قبل ما نكمل، عرفنا بعض أخيراً. اسمه كان بسيط وسهل يتذكر، ديريك.
      
      سألني ليه رايحة كوريا الجنوبية وقلتله عشان شغل. بعدين هو قاللي إنه رايح يزور عيلته في كوريا عشان كان مشغول أوي لدرجة إنه ما لقاش وقت ومجهود عشان يروح يشوف عيلته. عشان كده ده كان الوقت المناسب.
      
      لما خلصنا كلام، حسيت بالطيارة بتتحرك وبدأت أحس بوجع في بطني وأنا حاسة بالطيارة بتلف ببطء. حاولت ألهي نفسي عن الإحساس ده، بصيت حواليا أدور على أي حاجة أمسك فيها تخلي إحساسي أحسن.
      
      بس ما عرفتش ألاقي حاجة. لحد ما، عيني جات على إيد ديريك وبصيتله بتوتر. كان فيه صراع نفسي لأني مش عايزة أطلب منه الطلب ده، بس في نفس الوقت أنا كنت محتاجة أهدّي أعصابي.
      
      يا رب استر...
      
      "ممكن تمسك إيدي؟ أنا ما بحبش الطيارات." سألته بتوتر.
      
      استنيت الإجابة بصبر وهو كان بيبصلي ومصدوم، بس على طول ابتسم ابتسامة لطيفة قبل ما يهز راسه.
      
      
      
      
      
      "أكيد." إيديه غطَّت إيدي الساقعة الصغيرة.
      
      كان فيه هدوء للحظة قصيرة، بس إيدي مسكت جامد في إيده وإحنا طايرين أعلى وأعلى في الهوا. ديريك حاول يخليني أبص للسما، بس أنا فضلت مغمضة عيني وده خلاه يضحك. أنا ركبت طيارة قبل كده، خصوصاً وأنا صغيرة. بس برضه بكره إحساس إني في الهوا.
      
      "أنا آسف، ما كنتش أعرف إنك بتخافي من الطيارات. بس، لو حابة ممكن نتفرج على فيلم عشان تنسي اللي مضايقك، إيه رأيك؟" ديريك اقترح، وأنا هزيت راسي.
      
      راح على الشاشة اللي بتكون في ضهر الكرسي اللي قدامه وداس على قسم الأفلام. وبما إنه كان مشغول، أنا استغليت اللحظة دي وسحبت إيدي بعيد.
      
      شغَّل فيلم "ساعة الذروة" وإحنا كنا بنضحك بطريقة هستيرية وده خلاني أحس إني أحسن، وعرفت إني مش لازم أقلق. كان تشتيت ممتاز عن مخاوفي.
      
      ديريك لطيف ولذيذ أوي؛ أنا عاجبني دمه الخفيف. عرفنا اهتمامات بعض بسرعة وبدأنا نهزر مع بعض. حتى إنه علمني كام كلمة كوري وإيه اللي أقوله لما أتكلم مع حد. الموضوع كان محزن شوية لأني كنت عارفة إن العلاقة اللي بدأت بينا مش هتطول.
      
      صحيت من نومي اللي دام 9 ساعات، بصيت من الشباك شفت السما بتتغير من أزرق فاتح لبرتقالي وده بيعرفني إن الدنيا هتضلم قريب. عشان عرفت إني بقيت في آخر الدنيا، بصيت على الساعة في تليفوني عشان أشوف لو إحنا وصلنا آسيا ولا لأ.
      
      وإحنا وصلنا.
      
      لويت راسي عشان أشوف ديريك وهو نايم نص نوم وبيسمع مزيكا. عينينا اتقابلت أول ما اتحركت شوية، عشان كده قلتله صباح الخير. هو قالها برضه بصوت تخين شوية عشان لسه صاحي. قبل ما أقف من مكاني عشان أروح الحمام، عرض إنه يجيب لينا أكل، وده أنا وافقت عليه بحماس لأني كنت جعانة جداً.
      
      غسلت سناني، وقلعت البونيه الأسود اللي كنت لابساه وسرَّحت شعري لحد ما بقى شكله كويس. غيّرت الهدوم المريحة بتاعتي ولبست قميص أسود بأزرار وبنطلون جينز أسود بوسط عالي مع بالطو أسود عشان أبقى شكلها رسمي لما أقابل مساعد مديري.
      
      بعد ما خلصت أبص على نفسي في المراية، طلعت من الحمام. لما رجعت مكاني، كان فيه بيض طازج ولحم مقدد ووافل في الطبق بتاعنا. ديريك ابتسم لما شاف وشي الجعان وأنا قاعدة جنبه، وبعدين مدح في لبسي وده خلاني أضحك. هو كان شاطر في المدح، كأن دي موهبته. أول ما خلصت صلاة على الأكل بتاعي، ما ضيعتش وقت وأكلت الأكل بتاعي، وديريك عمل نفس الحاجة.
      
      مرت تلاتين دقيقة وإحنا خلصنا الأكل. دلوقتي كنا قاعدين مستنيين الطيارة تهبط.
      
      "أتمنى دي ما تبقاش آخر مرة نتقابل فيها." قال بس أنا كنت أتمنى إنه يكون بيهزر.
      
      "آه، أتمنى ما تكونش الأخيرة. لازم نشوف بعض تاني." ابتسمت له.
      
      "هيحصل، أنا هتأكد من كده." غمض عينيه وسند راسه لورا على الكرسي.
      
      بصيتله بفضول، اتساءلت لو اللي قاله كان ليه معنيين، بس بسرعة ما فكرتش في الموضوع ده تاني. قبل ما أعلي صوت التليفون، سيدة في الميكروفون أعلنت إن إحنا هننزل خلال عشرين دقيقة، عشان كده لازم نلم حاجتنا ونتأكد إن كل حاجتنا معانا.
      
      ديريك نام في الآخر وأنا فضلت مسترخية في الكرسي ومتحمسة إني في كوريا الجنوبية. ابتسمت بابتسامة واسعة وعيني بتبص على المدينة الجميلة، دي هتكون بيتي الجديد دلوقتي. صحيت ديريك أول ما حسيت الطيارة بتنزل. مسكت شنطتي أول ما هو لم حاجته وزقيت نفسي في صف الناس اللي مستنية تنزل وده ما أخدش وقت طويل. لما نزلنا من الطيارة ودخلنا المطار، كان هادي ومريح.
      
      أنا وديريك روحنا على السير بتاع الشنط وأخدنا الشنط بتاعتنا. قبل ما نقول مع السلامة، حضنا بعض وهو قال إنه هيحاول يلاقي وقت وييجي يشوفني تاني في سيول. احتفظت برقمه وعارفة إنه هيكلمني عاجلاً أم آجلاً، بس ما كانش ينفع أتشتت عشان عندي شغل لازم أعمله.
      
      بدأت أمشي ناحية أول المطار وشفت راجل لابس بدلة سودة وماسك ورقة عليها اسمي. طوله حوالي 5'8، شعره أسود ومتسرح كويس. مشيت ناحيته وهو شافني. أول ما قربت كفاية، عرفنا بعض.
      
      اسمه الأمريكي كان سام. بس، اسمه الكوري هو ساييم سون وده خلاني أتلخبط في الاسم اللي على اليونيفورم بتاعه وحاولت أنطقه بس هو صحح لي.
      
      "هيكون من دواعي سروري الشغل معاكِ. بس هاتي خليني أمسك شنطك ونروح على العربية." عرض بهدوء.
      
      كان بيتكلم بلكنة أمريكية بيرفكت، وده فاجئني. ما أخدناش وقت طويل لحد ما طلعنا من المطار وروحنا على الأودي السودة بتاعته. هوا الخريف ضربني جامد في وشي وده خلى جسمي يرتعش. وهو بيحط شنطي في الشنطة اللي ورا، أنا قعدت في الكرسي اللي قدام وربطت حزام الأمان. ما عداش وقت طويل لحد ما دخل العربية وساق بعيد عن المطار. وأنا قاعدة ورا سام بيسوق، كنت ببص من الشباك ومبهورة بشكل المدينة وقد إيه هي شكلها سماوي في الوقت ده.
      
      في نص تفكيري، سام بدأ يتكلم معايا. وده فاجئني إنه قاللي إن أخوه هو مديري، سيهون سون. كمل كلامه وقال إنه بيروح مع سيهون اجتماعات مهمة وبيساعده في الورق عشان يشوف لو كل حاجة صح. ضحكنا ضحكة حلوة على قد إيه ممكن يكون الموضوع مزعج أحياناً مع أخ أو أخت بس هو ماشي معاه.
      
      أنا طفلة وحيدة عشان كده مش عارفة إزاي بيكون عندك أخ أو أخت. بس كل ما بسمع ناس بتتكلم عن عيلتها وإخواتها، بتمنى يكون عندي. وأنا سام بيكمل سواقة في الشوارع، سألني لو كنت بعرف اللغة. قلتله إني بعرف كفاية عشان أبدأ حوار بسبب ديريك بتاع الطيارة بس مش أكتر من كده.
      
      سام قال إن سيهون بيشوف إنه لازم إني أكون بعرف أتكلم كوري. وكمان، لما أقابل سيهون أول مرة، هنتكلم كوري في الأول قبل الإنجليزي، وده ما شفتوش حاجة وحشة. كل اللي عليا إني أتدرب وأنا بتعلم بسرعة عشان كده مش هيكون فيه مشكلة إني أتعلم لغة جديدة. سام اقترح كام موقع وقناة يوتيوب ممكن تساعدني أتعلم كوري وأنا كنت ممتنة جداً.
      
      أخدنا أربعين دقيقة عشان نوصل لشركة "إس كي هولدينجز" ولما وصلنا المدخل كان فيه رجالة لابسين أسود مستنيين بره زي خدمة إيقاف العربيات. سام نزل من العربية الأول والراجل فتح لي الباب. قلتله شكراً بأدب بالكوري قبل ما أدخل المبنى الكبير. كان شكله فخم زي الصور اللي شفتها على الإنترنت، بس في الحقيقة أحسن. الشركة عندها كافيه ومخبز جنب المكتب المسجل عشان كده مش لازم أقلق إني أجيب فطار من بره المبنى.
      
      سام قاللي إني مش لازم أمضي في مكتب الاستقبال لأني خلاص بقيت عضو. كل اللي لازم أقوله إني مساعدة سيهون وأوريهم الكارنيه بتاعي عشان يخلوني أدخل. اتفاجئت لما قال إن الستات اللي في مكتب الاستقبال بالفعل عارفين شكلي.
      
      سيهون سون ده بيأخد موضوع إنه يكون عنده مساعدة على محمل الجد.
      
      بعدين، شرح لي كل دور وإيه اللي بيعملوه الناس من الدور الأول للتالت. أخيراً، وراني مكتبي اللي كان منظم وكبير، وكان بيطل كمان على الفندق بتاعي ومنظر حلو للمدينة، كان شكله جميل بالليل أوي. القمر كان بيلمع في المكان المضبوط ومنور السما كلها. بعدين روحنا على مكتب سيهون، كان بالظبط جنب مكتبي، عشان كده أنا كنت مبسوطة إني مش لازم أمشي كتير. سام قاللي إن لو سيهون عايز حاجة هيكلمني في التليفون أو ببساطة هييجي مكتبي.
      
      وأنا ببص حواليا في مكتبه والمنظر اللي فوقنا، اتساءلت سيهون فين دلوقتي. "سيهون مون فين في الوقت ده؟ لو مش مضايقة السؤال."
      
      هو هز إيده كده قبل ما يكمل. "آه، هو في الجيم."
      
      ده وقت متأخر جداً إني أتمرن في الجيم. بس مين أنا عشان أحكم.
      
      بعد ما طلعنا من "إس كي هولدينجز"، سام أخدني على طول للفندق. حسيت العربية وقفت خالص، بصيت من الشباك وشفت إننا واقفين قدام مبنى عالي. كنت سعيدة بشكل الفندق من بره، باين عليه إنه غني. وأنا ببص على المبنى الأسود اللي قدامي، سام مسك شنطي وراح بيهم جوه اللوبي.
      
      ما وقفناش حتى عند مكتب الاستقبال عشان الأوضة بتاعتي، هو فضل ماشي لحد ما وصلنا جوه الأسانسير.
      
      "سام، مش لازم نعرف رقم الأوضة والمعلومات بتاعتي؟" سألت.
      
      ضحك قبل ما يبصلي. "يا حبيبتي، مش لازم، سيهون خلاص حجز أونلاين عشان كده معايا كل المعلومات اللي محتاجاها بخصوص أوضتك."
      
      حسيت بالانبهار وهزيت راسي ووشي عامل زي اللي متكبر شوية. أول ما باب الأسانسير اتفتح، طلعت أنا الأول، وهو بقى قدامي عشان يوريني طريق الأوضة. سام قاللي الدور اللي هكون فيه ورقم الأوضة وأهو بيفتح لي باب الأوضة.
      
      طلعت الأوضة بتاعتي سويت بنتهاوس وكانت شكلها فخم جداً بمنظر رائع على سيول. كان فيه بلكونة بره وأوضة معيشة بشاشة تليفزيون كبيرة. الحمام كان حلو وكبير، كان فيه بانيو ودُش. والسرير. يا سلام! أنا حبيت السرير. كان كبير جداً لدرجة إن خمسة ممكن يناموا فيه.
      
      المكان ده كان كأنه جنة.
      
      بعد ما وراني جولة في الأوضة، سام قاللي إنه عمل حجز عشاء لي عشان آكل قبل ما أنام.
      
      "شكراً جداً ليك يا سام. أنا بجد مقدّرة ذوقك معايا." قلت.
      
      ابتسم بأدب. "أتفضلي، ده من دواعي سروري."
      
      حنيت راسي احتراماً وهو عمل نفس الحاجة قبل ما يمشي من السويت.
      
      كام لحظة عدت وسمعت خبط على الباب. فتحت الباب لقيت اتنين من اللي بيشتغلوا في الفندق معاهم العشاء اللي سام حجز عشانه. جهزوه على الترابيزة الصغيرة اللي كانت قدام التليفزيون وبعدين مشيوا.
      
      قبل ما آكل العشاء، قررت أنعنش نفسي. غسلت وشي وأخدت دُش سريع. بعد ما طلعت من الدُش، نشفت نفسي بفوطة ولبست الروب اللي كان ورا الباب. حسيت إني دافية ومرتاحة، دخلت أوضة المعيشة وشغلت التليفزيون عشان أشوف أي حاجة وأنا باكل.
      
      وأنا بقلب في القنوات، اكتشفت إنهم كلهم كوري. كنت خلاص هستسلم لحد ما لقيت فيلم. قريت عناوين الفيلم من تحت وشفت إن فيلم "إغواء السيد المثالي" شغال. الممثل الرئيسي على الشاشة كان بيتكلم إنجليزي فسابته شغال. فتحت الأكل وكان ستيك مع بطاطس مهروسة بيضا. بعد ما خلصت أكل فتحت اللابتوب بتاعي ودخلت على الإيميل عشان أشوف التعليمات اللي سام إداهالي لسيهون.
      
      بتتاوب، بصيت على الساعة وشفت إنها عشرة بالليل. أول ما الفيلم خلص، قفلت التليفزيون ورحت أوضة النوم بتاعتي. أول ما ارتحت في السرير، اتصلت بأمي واتكلمت معاها. أنا وحشني صوتها المريح ووشها الجميل.
      
      اتكلمنا شوية قبل ما نقول تصبح على خير لبعض وحطيت تليفوني في الشاحن وسبته على الكومودينو. طفيت نور الأباچورة، سحبت الغطا عليا ونمت.
      
      
      

      رواية جواز سفري إلى كوريا

      جواز سفري إلى كوريا

      بقلم,

      كورية

      مجانا

      بنت هندية عندها شغف للسفر واكتشاف الثقافة الكورية الجنوبية. الرحلة بدأت بفضول تحول لدراسة عميقة للغة والدراما والأكل الكوري، بعد ما قابلت صديقتها الكورية جيسو في الكلية. بريا قدرت تقنع أهلها إنها تسافر لوحدها رغم قلقهم، وده كان تتويج لحلمها وإصرارها على تحقيق هدفها. الرحلة كمان فيها مفاجأة مؤثرة وهي إنها هترجع تتلم على صديق طفولتها أرمان اللي ساب الهند وسافر لكوريا من زمان.

      جيسو

      طالبة كورية جنوبية بالتبادل، هي اللي ألهمت بريا وساعدتها تبدأ رحلتها في تعلم اللغة الكورية.

      بريا

      بنت هنديه مليانة شغف للمغامرة والسفر، ومصممة على إنها تنغمس في الثقافة الكورية الجنوبية.

      أرمان

      صديق طفولة بريا المقرب اللي سافر لكوريا الجنوبية، وبريا بتسافر عشان تشوفه وتفاجئه.
      رواية جواز سفري إلى كوريا
      صورة الكاتب

      بريانكا كانت شابة عندها حب لا يشبع للتجوال والترحال. سحرها بالثقافات المختلفة وعطشها للمغامرة كانوا هما القوة الدافعة اللي خلتها تستكشف العالم. ومن بين الأماكن الكتير اللي كانت في قائمة أحلامها، كان لـ "كوريا الجنوبية" مكانة خاصة في قلبها. كانت أرض التناقضات، حيث التراث بيختلط بسلاسة مع الحداثة، وجاذبية أكلها وموسيقاها وتاريخها كانت دايماً بتناديها.
      
      بريانكا كبرت في بيت دافي مليان كتب وفن، وده بفضل أبوها، اللي كان أستاذ تاريخ، وأمها، اللي كانت فنانة. كانت دايماً محاطة بحكايات عن بلاد بعيدة وثقافات مختلفة. الحكايات دي ولّعت شرارة جواها، فضول عميق للعالم اللي بره بلدتها الصغيرة.
      
      محدش عارف القصة بدأت إزاي غير لما بريانكا وصلت الكلية، وقتها لقت اهتمامها بالسفر نقطة تركز. في واحدة من محاضراتها، قابلت جيسو، طالبة كورية جنوبية كانت بتدرس بالتبادل. العرض اللي قدمته جيسو بحماس عن بلدها رسم صورة حية لثقافة كوريا الجنوبية الغنية وتقاليدها. بريانكا كانت مبهورة، متعلقة بكل كلمة وجيسو بتتكلم عن شوارع سيول المليانة بالحركة، والمهرجانات الملونة، والأكل اللي بيشهي.
      
      إلهاماً من حكايات جيسو، بريانكا اندفعت وبدأت تتعلم أكتر عن كوريا الجنوبية. انضمت لجيسو في دروس اللغة الكورية، وكانت حريصة إنها تفهم أساسيات اللغة. وبالرغم من الصعوبات الأولية في تعلم لغة جديدة، بريانكا كانت مصممة إنها تتقنها. بمساعدة المصادر اللي على الإنترنت، وتطبيقات اللغة، والتوجيهات اللي كانت بتاخدها من جيسو كل فترة، بريانكا حسّنت مهاراتها في الكوري شوية شوية بس بثبات.
      
      بريانكا ما اكتفتش بدروس اللغة؛ كانت عايزة تنغمس في كل جانب من جوانب الثقافة الكورية. قضت ساعات طويلة بتتفرج على المسلسلات الكورية، وتايهة في القصص الجذابة والتصوير الحلو. كمان جربت تطبخ أكلات كورية، وحاولت تعمل أطباقها المفضلة بنجاحات متفاوتة. في كل ده، لقت متعة في عملية التعلم واكتشاف حاجة جديدة.
      
      بس رحلة بريانكا ما كانتش من غير تحديات. في الطريق، قابلت ناس كان عندهم شكوك من زمايلها، اللي ما كانوش فاهمين إيه اللي عاجبها في الثقافة الكورية. كانوا بيشككوا في مدى أهمية اللي بتعمله، ومستغربين ليه بتصرف كل الوقت والمجهود ده على حاجة هما شايفين إنها تافهة. بالرغم من شكوكهم، بريانكا فضلت ثابتة على هدفها، مدفوعة بشغفها للاستكشاف والاكتشاف.
      
      مع تعمق معرفة بريانكا باللغة والثقافة الكورية، رغبتها في إنها تعيش التجربة في كوريا الجنوبية بنفسها زادت برضه. حلمت إنها تمشي في شوارع سيول، وتدوق أكل الشارع من الأسواق المزدحمة، وتستمتع بمناظر وأصوات البلد المليان حيوية ده. بس إقناع أهلها إنهم يسمحوا لها تسافر لكوريا الجنوبية ما كانش سهل خالص. كانوا قلقانين إنها تسافر لوحدها لبلد أجنبي، على بعد آلاف الأميال من البيت.
      
      لكن بريانكا كانت مصممة إنها تخلي حلمها حقيقة. شرحت لأهلها بصبر الأسباب اللي ورا رغبتها في زيارة كوريا الجنوبية، وأكدت على الإثراء الثقافي والنمو الشخصي اللي كانت متأكدة إنها هتكسبه من التجربة دي. بعد حوارات كتير وتأكيدات على سلامتها، أهل بريانكا وافقوا بتردد إنها تسافر.
      
      بعد ما ضمنت موافقة أهلها، بريانكا بدأت تخطط لرحلتها لكوريا الجنوبية بجدية. بحثت عن خطط السفر، ودوّرت في الإنترنت على خيارات إقامة بأسعار مناسبة للميزانية، ورسمت خططها لزيارة الأماكن السياحية بدقة. كل تفصيلة كانت متخططلها بعناية، من المعالم السياحية اللي لازم تتزار، للكنوز المخفية اللي كان مسافرين تانيين موصيين بيها.
      
      كل ما ميعاد السفر قرب، بريانكا حست بدوامة من المشاعر. حماس، وترقب، وشوية توتر كانوا مختلطين مع بعض وهي بتستعد إنها تبدأ مغامرة العمر. ما قدرتش متفخرش بالمسافة اللي قطعتها من أول ما عرفت عن كوريا الجنوبية في الكلية. الرحلة دي ما كانتش مجرد إجازة؛ كانت تتويج لشغفها بالاستكشاف وإصرارها على تحقيق أحلامها.
      
      في النهاية، جه اليوم اللي بريانكا هتركب فيه الطيارة لكوريا الجنوبية. بمزيج من الخوف الحلو في بطنها وقلب مليان حماس، ودعت أهلها وأصحابها وانطلقت في رحلتها. وهي في الطيارة طايرة في السما، بريانكا بصت من الشباك، ومبهورة باتساع العالم اللي تحتها. كانت عارفة إن دي مجرد بداية لمغامراتها في كوريا الجنوبية، وما كانتش قادرة تستنى تشوف إيه المفاجآت اللي مستنياها هناك.
      
      
      
      
      
      بريا، شابة حيوية ومنطلقة من بلد صغير في الهند، كانت دايماً مليانة بشغف المغامرة. قلبها كان بيدق بالحماس وهي بتستعد لرحلتها من الهند لكوريا الجنوبية. السفرية دي ما كانتش مجرد تنقل؛ دي كانت عشان تحقق أحلامها وتواجه المجهول.
      
      الصبح اللي هتسافر فيه، بريا صحيت على أشعة الشمس الخفيفة اللي داخلة من الشباك، ومدية إضاءة دافية في أوضتها. كانت قضت الليلة اللي قبلها وهي بتوضب شنطها بالراحة، متأكدة إن معاها كل اللي محتاجاه لرحلتها. جواز سفرها، ومفكرتها بتاعة السفر اللي بتحبها، وكاميرتها اللي بتعتمد عليها، كلهم متوضبين بأمان في شنطتها. بلمحة سريعة حوالين الأوضة عشان تتأكد إنها ما نسيتش حاجة، بريا حست بموجة حماس ماشية في عروقها. النهاردة هو اليوم اللي كانت بتحلم بيه بقالها وقت طويل.
      
      وهي في طريقها للمطار، بريا ما قدرتش تمنع الإحساس بالترقب اللي بيتكون جواها. أفكار عن المغامرات اللي مستنياها في كوريا الجنوبية عمالة ترقص في دماغها، ومليانها إثارة وفرحة. كانت دايماً بتنجذب للثقافة النابضة بالحياة، والمناظر الطبيعية الخلابة، والوعود بتجارب جديدة اللي بتقدمها كوريا الجنوبية. الرحلة دي كانت تتويج لسنين من الأحلام، والتخطيط، والتوفير، وبريا كانت جاهزة تستغل كل لحظة فيها.
      
      في المطار، الزحمة بتاعة المسافرين، وريحة القهوة الطازة، وصوت مواتير الطيارات البعيد، مالوا الجو. بريا وقفت في الطابور عشان تعمل إجراءات السفر، قلبها بيدق بالحماس مع كل خطوة بتقربها من الكاونتر. موظفين شركة الطيران قابلوها بابتسامات دافية، وده خلاها تحس إنها مرحب بيها ومرتاحة. لما استلمت تذكرة صعود الطيارة، قلب بريا طار من الفرحة. هي دي - بجد رايحة كوريا الجنوبية.
      
      بعد ما عدت من الأمن، بريا لقت نفسها في منطقة السوق الحرة المزدحمة في المطار، محاطة بمجموعة مبهرة من البضايع الفخمة، والعطور، والحلويات العالمية. ما قدرتش تقاوم إنها تدلع نفسها شوية، واشترت كام منتج عناية بالبشرة كوري عشان تهتم بنفسها أثناء الرحلة. وهي بتتفرج في الأرفف، ما قدرتش تتخلص من إحساس الحماس اللي بيغلي جواها. دي كانت بداية لحاجة خرافية.
      
      بما إن كان عندها وقت فاضي قبل ميعاد الطيارة، بريا لقت ركن هادي جنب البوابة بتاعتها وخدت لحظة تفكر في رحلتها. فكرت في الساعات الكتير اللي قضتها وهي بتتعلم عن الثقافة والتاريخ الكوري الجنوبي، منغمسة في اللغة، وبتحلم باليوم اللي هتحط فيه رجليها أخيراً في البلد الجميل ده. من إنها بتدرس جمل كورية أساسية لحد إنها بتتفرج على الدراما والأفلام الكورية، بريا كانت حريصة إنها تستوعب كل حاجة تقدر عليها عن كوريا الجنوبية، متحمسة إنها تتواصل مع ناسها وتنغمس في ثقافتها الغنية.
      
      لما إعلان صعود الطيارة بتاعتها اتردد في المطار، قلب بريا اتخطف. هي دي - اللحظة اللي كانت مستنياها. مع إحساس بالترقب بيتزايد جواها، انضمت لطابور المسافرين اللي بيطلعوا الطيارة، حماسها وصل لأعلى نقطة مع كل خطوة بتقربها من الطيارة.
      
      أول ما طلعت الطيارة، بريا لقت مكانها وقعدت، وقلبها لسه بيدق بسرعة من الترقب. الطيارة وهي بتتحرك على مدرج الإقلاع، ما قدرتش تمنع إحساس الدهشة اللي غمرها. دي كانت بداية مغامرتها، وكانت مستعدة ترحب بيها بكل صدر رحب.
      
      والطيارة طايرة في السما، بريا حست باندفاع حماس غمرها. ما كانتش مصدقة إنها أخيراً في طريقها لكوريا الجنوبية، المكان اللي كان موجود بس في أحلامها لحد دلوقتي. مع كل دقيقة بتعدي، حست إن الترقب عمال يزيد جواها، زي ذروة سيمفونية حلوة. كانت عارفة إن السفرية دي هتكون تجربة عمرها ما هتتنسي.
      
      نظام الترفيه اللي في الطيارة كان فيه مجموعة من الأفلام والمزيكا الكورية، واللي بريا اندمجت فيها بحماس. كانت مصممة إنها توصل كوريا الجنوبية وعندها فهم أعمق للثقافة وناسها، وإيه أحسن طريقة تعمل بيها كده من إنها تنغمس في الترفيه الكوري؟ وهي بتتفرج على الأفلام وبتسمع المزيكا، بريا ما قدرتش تمنع إحساس بالارتباط بالبلد اللي على وشك إنها تزوره. كانها خلاص وصلت هناك، وبتعيش كل حاجة بنفسها.
      
      مع مرور الساعات والطيارة بتقرب من وجهتها، حماس بريا بس استمر في الزيادة. ما كانتش قادرة تستنى لحد ما الطيارة تنزل في كوريا الجنوبية وتبدأ تستكشف كل حاجة ممكن تقدمها. من شوارع سيول المزدحمة للجمال الهادي بتاع ريفها، كان فيه حاجات كتير عايزة تشوفها وتعيشها. وهي الطيارة بتهبط ناحية المدرج، بريا حست ببهجة غمرتها. هي دي - بداية مغامرتها الكورية الجنوبية، وكانت جاهزة تنط فيها على طول.
      
      أخيراً، الطيارة نزلت في كوريا الجنوبية، وبريا حست بموجة من الإثارة وهي بتنزل من الطيارة على أرض المطار. وصلت، والمغامرة لسه بتبتدي. بخطوات سريعة وابتسامة على وشها، بريا عدت من إجراءات الجوازات وراحت على مكان إقامتها، متحمسة تبدأ تستكشف كل حاجة كوريا الجنوبية بتقدمها.
      
      وهي بتستقر في مكان إقامتها، بريا ما قدرتش تمنع إحساس الدهشة من إنها أخيراً في كوريا الجنوبية. من شوارع سيول اللي مليانة حياة لجمال ريفها الهادي، كان فيه حاجات كتير عايزة تشوفها وتعيشها. ومع كل لحظة بتعدي، حماسها بس استمر في الزيادة. دي كانت بداية لحاجة خرافية، وبريا كانت جاهزة تستغل كل لحظة.
      
      وهي نايمة في السرير الليلة دي، بريا ما قدرتش تمنع إحساس الامتنان للفرصة إنها تبدأ المغامرة دي. من اللحظة اللي ركبت فيها الطيارة في الهند لحد الإحساس المبهج وهي بتحط رجليها في كوريا الجنوبية، كل لحظة كانت مليانة إثارة ودهشة. وهي بتغفل في النوم، بريا كانت عارفة إن الأيام اللي جاية فيها احتمالات لا نهاية لها، وما كانتش قادرة تستنى تشوف مغامرتها الكورية الجنوبية هتوصلها لفين.
      
      بريا وهي قاعدة في كرسيها في الطيارة، وبتبص من الشباك على المناظر الطبيعية الخلابة اللي تحت، أفكارها راحت لصديق طفولتها، أرمان. أرمان وبريا كانوا ما بيتفارقوش في الهند، وشاركوا سوا مغامرات، وأسرار، وأحلام لا تُعد. بس الحياة خدت أرمان وعيلته لكوريا الجنوبية من كام سنة، ومشوا، وسابوا بريا وراهم. بالرغم من المسافة، صداقتهم فضلت قوية زي ما هي.
      
      الدموع اتجمعت في عيون بريا وهي بتفكر في الذكريات اللي شاركتها مع أرمان. من إنهم كانوا بيلعبوا سوا في الجنينة لحد إنهم كانوا بيستكشفوا الغابة اللي جنب بيتهم، صداقتهم كانت مصدر فرح وراحة على مر السنين. ودلوقتي، وهي بتسافر لكوريا الجنوبية، بريا ما قدرتش تمنع إحساس متجدد بالارتباط بصديقها.
      
      مع كل ميل بتعديه، حماس بريا بيزيد، وهي عارفة إنها بتقرب أكتر من إنها تشوف أرمان تاني. ما كانتش قادرة تستنى تشوف نظرة المفاجأة والفرحة على وشه لما تظهر فجأة على باب بيته. هتكون لحظة هما الاتنين هيحتفظوا بيها للأبد.
      
      وهي الطيارة بتنزل في كوريا الجنوبية، قلب بريا كان بيدق بالترقب. لمّت حاجاتها، وخلصت إجراءات الجوازات، وراحت على مكان إقامتها.
      
      

      Pages